الروح لا تهرم

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 02:46
المحور: الادب والفن
    

وكأن سنواتك السبع والثلاثون عام التى مرات عليك من بداية شبابك فى السابعة والعشرون لم تصنع شيئا على الاطلاق ، وكأن زواجك وانجابك بنين وبنات لم تصنع شيئا على الاطلاق .

وكان سنواتك الاربعة والستين الحالية والتى تحملها على ظهرك لم تصنع شيئا على الاطلاق ، مازلت انت كما انت ، قلب غض للغاية .

فور رؤياك اليوم الفتاة المنسدلة الشعر ذات المكياج الخفيف المتناسق و الغارقة فى تليفونها مستندة على الحائط ، تذكرت نفس الوقفة لميراندا وكيف انك كنت يومها فى السابعة والعشرين تقريبا

، تذكرت ماضى بالنسبة للاخرين ، ولكنه واقع يكاد يتجدد كل يوم لك ، ولكن الجسد الان جسد المس , وكهل اليوم وهو انا والقادم على السبعين بترنح . ليس شاب الامس .


وقفت بالامس ترقبها . هناك فى غابر الايام وقد علقت بفؤادك واحتلت ان تكلمها ، وتأتى لجوارها وكانه صدفة ، وتجازبها اطراف الاحاديث وتنسج خيوطا رقاق ، لتوطيد المعرفة التى تحولت الى حب و غرام .

اه يالها من ايام ، ولكنه زمن غير الزمن و، كنت شخص غير الشخص . وجسد غير الجسد الان ، ولكنها نفس الروح القلقة الوثابة .

ترى هل يمكن ان اخرج من جسدى قليلا والبس جسدى الاخر القديم جسد لشاب صاحب السابعة والعشرين عاما ، واحادث الفتاة الواقفة الان ، اننى لا احتاج الى اى مهارة لاخاطبها ،

انا اعلمها تماما . لقد خبرتها من قبل انا لا احتاج سوى الخروج من هذا الجسد ولبس جسد جديد ، ان تاريخى الذى احمله على ظهرى ليس عائقا لى ، بل العائق هو جسدى .

عندى فكرة اخرى هل يمكن اقابل الفتاة الان واقول لها اننى متنكر فى زى رجل كبير فى الرابعة والستين ولكننى فى الحقيقة شاب فى الثلاثينات من العمر متيم بالمرأة والموسيقى والجمال و بالاشجار والزهور .

لن تصدقنى الفتاة فى الغالب ، وستقول انت مجنون يا عم الحاج ، انها شعرة دقيقة بين العقل والجنون .

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل