أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - أين الثقافة ؟














المزيد.....

أين الثقافة ؟


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7530 - 2023 / 2 / 22 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اردت شراء كتاب ( الثقافة مهمة ) لصمويل هنجتون ولورانس هاريسون ترجمة الاستاذة سهير صبرى، ووذهبت الى المكتبة التى كنت اعرفها .

واكتشفت انها اغلقت ، ياللهول ليس للثقافة مكان حتى فى المعادى ، امر محزن للغاية ويدل على الدرك الخطير الذى وصلنا له .

نحن امة لاتقرا قولا وفعلا ، رغم ان اول أية فى القراٌن، تقول اقراء وفى الانجيل فى البدء كان الكلمة .

ان الناس فى بلادى لايكادون يرفعون وجههم عن الموبيل كبارا وصغارا .

كنت فى طريقى الى المنزل ووجدت صبى لايتجاوز العاشرة من عمره يمشى على الرصيف وعينه على الموبيل المرفوع بين يديه وهو سائر . ان الفتى معرض للسقوط فورا فى اى حفرة او مطب ,

ماذا يفعل هذا الصبى فى الموبيل . الى الدرجة التى تشغله عن الانتباه الى الطريق الذى امامه .

يحلو لى كثيرا متابعة قائدى السيارات الذين أشعر فى قيادتهم نوع من عدم الحذر ، واقترب منهم قليلا . واكتشف فى الغالب انه يضع الموبيل على رجله وربما فى يده ويلعب به او يرسل رسائل نصية

، لقد تجاوز الامر الرد على المكالمات ليتحول الى حالة من الامتزاج بين البشر والموبيل . حتى فى اخطر الاوقات .

اكون فى لقاءات أسرية وربما فى إجتماعات اخرى واكتشف ان البعض من الحضور يسترق النظر من ان لاخر الى الموبيل الذى بيده او وضعه أمامه , ويبدو ذهنه شاردا

،هذا فى افضل الحالات والحالات الأسوء ان ينسلخ أحد الجالسين معنا من مجلسه ، ويستغرق فى التليفون ورسائله او مشاهداته ، وعندما تعاتبه يقرر لك انه عمل هام طرأ ، وهو فى الاغلب كذب مغلف بخجل .

ترى ما الذى يدعونا الى الاستغراق فى هذا العالم الموازى ؟ فكرت فى الامر كثير ومازلت افكر ؟.

احيانا ارى ان السبب فى ذلك ان الموبيل يقدم لك جديد كل ثانية ، هو جديد تافه ولكنه جديد ، ربما جلست المجموعة مع بعضها وتناولوا امورا شتى وادلى كلا منهم بدلوه وانتهى الامر

، الا ان يتجدد الحديث بشكل او باخر , ولكن مع الموبيل وانت وحدك فانك تتحرك بشكل لانهائى مع العديد من الأحداث والأمور والأشخاص الفضائيين .

فى يوما ما كنت أتابع الفديوهات من على الفيس بوك ، وظللت اتنقل من فديو لأخر ، ومر عليا ما يقرب من الساعة ، ولاحظت ان ابنتى تقول لامها ( بابا اتحشر فى الموبيل ).

ياله من تعبير بديع عن الحالة التى وصلت لها مع الموبيل .

ان الأمر صعب للغاية ، وتشكل عملية الخروج من حشرة الموبيل هذه ، على حد تعبير ابنتى وقتا وجهادا .

أنها تتطلب أولا ان يسأل احدنا نفسه بعد وقت طويل أو قصير حشر نفسه فيه مع الموبيل ، ان يسأل ماذا استفادا ؟ ما الذى بقى فى ذاكرته ؟

تتطلب ايضا فور فور انتباهك وانت تتابع الموبيل وخلال عملية الاستغراق فيه ، التفكير فيما تطالعه وتشاهده، وتفكر بجدية هلى هذا الامر الذى افعله يستحق هذا الوقت الذى انفقته واضعته من عمرى ؟

ايضا يتطلب منا الابتعاد عن المديا ، ان نسلط الضوء على دور القراءة والثقافة فى نهضة وتطور الامم ، بابراز نماذج لأمم وشخصيات حقيقية ، كان للثقافة دورا محوريا فى تطورها وتقدمها .

ان المدخل لعودة القراءة والثقافة وترسيخها فى المجتمع ، ونبذ الضحالة والميديا السريعة، يجب ان يمر من خلال عشرات السبل .

ربما يمكن دمج الجانب الدينى الاسلامى والمسيحى لمن يريد ، والتاكيد على اهمية الكلمة الواردة فى القراٌن و الانجيل.

والكلمة المقصودة لا تتناول العلوم الدينية والكتاب المقدسة فقط ولكنها تتناول القراءة فى كل مجالات الحياة .

لن ننهض الا اذا اصبحنا امة تقرأ .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمانى ( قصة قصيرة )
- الروح لا تهرم
- من مذكرات شاب ثلاثينى
- خيانة صديق
- الخروج من النهر
- معقدة وبسيطة أنها الحياة
- أستاذ وصفى
- الصين حالة متفردة
- فضفضة
- بالمجهود
- عريس لمراتى
- صندوق بريد العمارة
- المرأة العِلقة
- زهرتى البرية
- صاحب الوجه الجميل الساخط
- بدون بزاز
- الصدق مع النفس
- من يملك الحقيقة ؟
- ومن النهاردة
- نلتقى الاسبوع القادم


المزيد.....




- ترامب ممازحًا ولي العهد السعودي وهو يشيد بإنجازاته : -محمد.. ...
- -سنرفعها إلى تريليون دولار-.. شاهد كلمة محمد بن سلمان عن الا ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: الجغرافيا السياسية للسلام في ...
- زيلينسكي يؤكد أنه مستعد للقاء بوتين -دون غيره-
- كيف وصف الرئيس ترامب الأمير محمد بن سلمان بعد التقائه به في ...
- التايمز: البحرية البريطانية تسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناع ...
- ولي العهد السعودي: ما وقعناه اليوم مع الولايات المتحدة هو جز ...
- بوتين: روسيا لا تزال تزود الولايات المتحدة بالوقود النووي
- كيلوغ: الولايات المتحدة تناقش نشر قوات أوروبية وبريطانية غرب ...
- إعلام: ترامب لم يتخذ قرارا بعد بشأن زيارته إسطنبول لمتابعة ا ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - أين الثقافة ؟