دلير زنكنة
الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 08:36
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بقلم بانوس آليبليوتس Panos Alepliotis
ترجمة دلير زنگنة
لا ، الأمر لا يتعلق بفيلم آخر لبونويل (1)غير معروف. ولكن إذا كان قد عاش وعرف بنتائج الانتخابات في فنلندا ، فيمكنه كتابة سيناريو و إخراج شيء مشابه.
بعد أن قام الاشتراكيون الديمقراطيون بـ "العمل القذر" المتمثل في رمي البلاد في الناتو وبناء جدار بطول 300 كيلومتر ضد روسيا ، فشلوا في الوصول إلى القمة في الانتخابات. لم تكن مفاجأة ... جاء اليمين في المركز الأول واليمين المتطرف في المركز الثاني و سانّا (2)في المركز الثالث فقط. يبدو أن الفنلنديين غير ممتنين ...
كان لديهم رئيسة وزراء متمدنة للغاية. أنثى ، شابة ، جميلة ، ناشطة ، يسارية ... مزيج مناسب جدًا للقيام بالعمل القذر الذي لا يستطيع اليمين أو لا يجرؤ على القيام به.
كانت سانا في عام 2019 أهون الشرين. لم يُسمح للفاشيين بالقدوم ، كما قيل في ذلك الوقت ، وبالتالي ظهرت سانا كبديلة ديمقراطية لفنلندا. لكنها قامت بعمل شاق من اجل البرجوازية ،ثم يفكر [الناس]كما هو الحال في السويد وإيطاليا والمجر ودول أخرى: لم يجب أن تصوت للديمقراطيين واليساريين المزعومين حينما يطبقون سياسة يمينية؟
تم التصويت لصالح النسخة الأصلية و ازدادت قوة الفاشية المنحطة ، وأصبحت ثاني أكبر قوة. تمامًا كما هو الحال في السويد ، عندما تقدم الاشتراكيون الديمقراطيون بطلب إلى الناتو ، قاموا بتقييد حقوق العمال ، وطبقوا سياسات التقشف و عملوا لصالح رأس المال خاصة أثناء الوباء - وبالتالي لم يعد يظهروا كأنهم شر أهون.
إن مثل هذه التشكيلات السياسية التي تسمي نفسها "يسارية" أو "وسطية" أثبتت عبر التاريخ أنها ضعيفة أمام سحر البرجوازية. يصبحون أكثر ولاءً لرأس المال من أولئك الذين يطلق عليهم اليمين أو الزرق أو المحافظين . لسوء الحظ ، لا يزالون يسيطرون على جميع أنحاء أوروبا ويمهدون الطريق لسياسات رأسمالية أكثر قسوة، خاصة عندما يساهمون في نفس الوقت في تقسيم و تسكين الحركة العمالية.
يجب أن تشعر سانا وتسيبراس وماكرون بالفخر. لقد أثبتوا لرأس المال أنهم احتياطي جيد إذا ما دعت الحاجة إليهم مرة أخرى.
لا ينبغي أن يتفاجأ المرء ويتساءل لماذا يزداد الفاشيون - أو ، حسنًا ، اليمين المتطرف - قوة. لا يجب عليك أن تقف مكتوف الأيدي مثل الممثلين في فيلم بونويل. خذ الأمور في يديك وحارب الفاشيين ، و أولئك الذين يتظاهرون بالديمقراطية واليسار ، عن طريق محاربة الرأسمالية.
المصدر مدونة دفاعًا عن الشيوعية
ملاحظات المترجم
1. لويس بونويل: 1900-1983مخرج شيوعي، اسباني، سوريالي، يعتبر احد اهم المخرجين في تاريخ السينما العالمية. اخرج فيلم سحر البرجوازية الخفي الفائز بجائزة أوسكار.
2. سانّا مارين رئيسة الوزراء الفنلندية من الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
#دلير_زنكنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟