أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - أساسيات الاقتصاد الماركسي















المزيد.....



أساسيات الاقتصاد الماركسي


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 02:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقابلة كَيلْ بروكْسْ Cale Brooks مع ديپانكار باسو Deepankar Basu
ترجمة دلير زنگنة
…………

غالبًا ما يرتبط اسم كارل ماركس بالحركات السياسية الثورية في القرنين التاسع عشر والعشرين والتي أطلقت على نفسها "ماركسية" ، وربما كان أشهر عمل لماركس هو البيان الشيوعي ، وهو الكتيب السياسي الذي كتبه مع فريدريك إنجلز في عام 1848 . ومع ذلك ، كان إنجاز ماركس الاهم هو التحليل الاقتصادي المعمق والدقيق للرأسمالية الذي أمضى سنواته الأخيرة في تنقيحه ، والتي أصبحت في النهاية المجلدات الأول والثاني والثالث من رأس المال .

منذ أكثر من 150 عامًا منذ نشر المجلد الأول من "رأس المال" ، لا تزال نظريات ماركس الاقتصادية موضع جدال ومناقشة على نطاق واسع - وأيضًا يتم التشهير بها وإساءة فهمها. تحدثت مجلة جاكوبن Jacobin إلى عالم الاقتصاد في جامعة ماساتشوستس أمهيرست ، ديبانكار باسو ، مؤلف كتاب منطق رأس المال: مقدمة للاقتصاد الماركسي (مطبعة جامعة كامبريدج ، 2021) The Logic of Capital:An Introduction to Marxist Economics، الذي لخص ما هو أكثر تميزًا وأهمية في اقتصاديات ماركس. تم تعديل هذا النص من أجل الاختصار والوضوح.

كيل بروكس
ما الذي يميز الاقتصاد الماركسي مقارنة بالتقاليد الاقتصادية الأخرى؟

ديبانكار باسو
هناك ثلاثة عناصر مميزة على الأقل. يضع الاقتصاد الماركسي دراسة الرأسمالية في المسار الواسع للتاريخ. إنها تفهم الرأسمالية على أنها شكل من أشكال تنظيم الإنتاج الاجتماعي ، وترى الرأسمالية على أنها مجتمع منقسم طبقيًا ، تمامًا مثل الإقطاع والمجتمعات القائمة على العبودية. لذلك ، فإن أول خاصية مميزة للاقتصاد الماركسي هي أنه يحاول فهم كيف أن المجتمع المنقسم الطبقي للرأسمالية يؤدي إلى الاستغلال ويقوم على أساسه.
ثانيًا ، ينظر الاقتصاد الماركسي إلى الرأسمالية كنظام متناقض. يأتي هذا من عمل ماركس ، حيث يسلط الضوء على الجوانب الإيجابية للرأسمالية مقارنة بأنماط الإنتاج السابقة. تخلق هذه الجوانب الإيجابية ثروة هائلة يمكن ، إذا تم توزيعها بشكل صحيح ، تلبية احتياجات غالبية السكان - لكن هذا لا يحدث بسبب الطريقة التي يتم بها تنظيم علاقات الرأسمالية. هناك هذا الجانب المتناقض: الرأسمالية تزيد من إنتاجية العمل وتجعل من الممكن تكوين ثروة هائلة ؛ ولكن بعد ذلك ، لأنها مدفوعة بجني الأرباح و ليس إشباع الحاجة ، فإنها لا تنتهي بإشباع الحاجات الاجتماعية للنظام.
العنصر الثالث المميز الذي يميزها عن كل التقاليد الاقتصادية الأخرى هو التركيز على الأزمة. أبرز تحليل ماركس للرأسمالية دائمًا أن الرأسمالية نظام عرضة للأزمات. على الرغم من أن هناك فترات يبدو أنها تسير على ما يرام ، إذا نظرنا إلى ما تحت السطح ، فإن نزعة الأزمة تنضج ، والتي ستنفجر حتمًا إلى أزمة. لذلك إذا نظرت إلى تاريخ الرأسمالية ، ستجد أنها تقع في أزمة عميقة كل ثلاثة أو أربعة عقود.
في كتابات ماركس ، لن تجد شيئًا مثل الزوال النهائي للرأسمالية. هناك نقاش ثري حول الاتجاهات المختلفة التي تؤدي بالرأسمالية إلى أزمة ، ولكن كيف يتم حل الأزمة وما ينشأ من ذلك لا يمكن التنبؤ به. لا يمكن أن يظهر القرار إلا كنتيجة لعمل اجتماعي من قبل مجموعات كبيرة من الناس.

كيل بروكس
من الواضح أن كتابك ليس أول مقدمة للاقتصاد الماركسي. ولكن على عكس المقدمات الكلاسيكية الأخرى للاقتصاد الماركسي ، فإنك تقوم ببناء جزء كبير من كتابك بنفس التقدم المنطقي الذي استخدمه ماركس في كتاب رأس المال . هل يمكن أن تشرح كيف تم بناء حجة ماركس؟

ديبانكار باسو
بين 1857-1858 ، عندما بدأ بجدية كتابة رأس المال ، و 1865 ، عندما أكمل تقريبًا بعض المسودات الأولى ، نرى ماركس يمر بعدة طرق مختلفة لتنظيم وتقديم العمل.

ما ظهر أخيرًا جاء من فكرتين مهمتين عنده. أولاً ، أدرك ، بعد دراسته التي استمرت قرابة عقد من الزمان عن النظام الرأسمالي ، أن تركيز عمله سيكون على رأس المال. كان يقصد بـ "رأس المال" نظامًا تأتي فيه مبالغ من المال إلى السوق ، وتشتري السلع ، وتنتج بعض السلع بالسلع المشتراة - إحدى السلع المهمة هي قوة العمل - ثم تبيع في النهاية تلك السلع التي تم إنتاجها من أجل المزيد من المال. إنه نظام يتم تنظيمه حول الحاجة إلى توليد المزيد من الأموال عن طريق استثمار الأموال.

هذه العملية لما يسميه ماركس "قيمة تولد قيمة أكبر" أو "قيمة في حركة" هي ما فهمه بكلمة "رأس المال". كان فهم ماركس أن الرأسمالية هي تمثيل لهذه الديناميكية ، لهذا المنطق ، لهذه الحاجة. لذلك ، فإن المفهوم المركزي الذي أراد دراسته في كتابه سيكون رأس المال.

الشئ الثاني يتبع من فهمه أنه إذا أراد أن يقدم لقرائه تحليلاً لمنطق رأس المال ، فلا يجب أن يتبع المسار التاريخي الذي نشأت به الرأسمالية ، بل يجب أن يتبع منطق المفاهيم الضرورية. لفهم البنية الاجتماعية وديناميكيات الرأسمالية كما كانت موجودة في زمن ماركس. هذا هو السبب في أنه لم يقدم سردًا تاريخيًا ، بل قدم بدلاً من ذلك بنية مفاهيمية.

علاوة على ذلك ، فإن البنية المفاهيمية التي قدمها كانت منظمة فيما أسماه ماركس "مستويات مختلفة من التجريد". تمامًا مثل أي علم آخر ، تستخلص العلوم الاجتماعية أيضًا من الجوانب المحيطية المختلفة للظاهرة وتحاول صقلها والوصول إلى الشيء الأساسي الذي يشكل منطق النظام. هذا ما أراد ماركس فعله في المستوى الأول من التجريد ، والذي أسماه "رأس المال بشكل عام".

هناك أراد أن يفهم التأثير المتبادل الخالص بين العنصرين اللذين يشكلان رأس المال - رأس المال أو المال ، و الأخر العمل - وكيف يؤدي التفاعل بين الاثنين إلى ظهور نزعات مختلفة نراها في الرأسمالية.

يتم تنظيم المجلدين الأول والثاني من رأس المال على هذا المستوى العالي من التجريد. ما يقوم ماركس بتجريده هنا شيئان. الأول هو حقيقة المنافسة ، وهي حقيقة أنه لا يوجد في الرأسمالية كتلة واحدة من رأس المال ، بل الرأسماليون الأفراد الذين يتنافسون فيما بينهم. والثاني هو أنه توجد في الرأسمالية ظاهرة الائتمان ، حيث يمكن للبنوك أن تجعل الائتمان متاحًا للرأسماليين ، الذين يمكنهم إتاحة الائتمان للأسر.

ثم في المجلد الثالث من رأس المال ، يجلب هذه الأشياء التي قام بالتجريد منها، الى التحليل مرة أخرى. لذا ، عندما وصلنا إلى نهاية المجلد الثالث ، نكون قد فهمنا منطق رأس المال عند مستوى تجريدي للغاية ، ولكن بعد ذلك فهمنا أيضًا كيف يعمل عندما تحمل إلى مستويات أدنى من التجريد حيث المنافسة بين الرأسماليين و ظاهرة الائتمان أيضًا تلعب أدوارًا مهمة.

كيل بروكس
إحدى السمات المميزة الأخرى لعمل ماركس هي نظرية القيمة. هل يمكنك شرح أساسيات نظرية العمل للقيمة عند ماركس؟

ديبانكار باسو
تعتبر مسألة القيمة أساسية في التفكير الاقتصادي ، وقد كانت كذلك لفترة طويلة جدًا. تبدأ بظاهرة بسيطة. إذا لاحظنا عالم السلع حيث يتم شراء الأشياء وبيعها ، فإننا ندرك أنه في السوق ، يتم تبادل سلعة واحدة بنسبة معينة مقابل سلعة أخرى. على سبيل المثال ، لنفترض أن سعر الطاولة هو أربعون دولارًا وسعر القميص عشرين دولارًا. هذا يعني فعليًا أنه يمكن استبدال قميصين بطاولة.

هذا الشكل من أشكال تبادل سلعة ما بأخرى موجود منذ فترة طويلة جدًا ، وقد تساءل المنظرون الاقتصاديون عما تكمن وراء ظاهرة التبادل هذه. القيمة هي إجابة على هذا السؤال: ما الذي يمكن أن يفسر ظاهرة التبادل؟ في تاريخ التفكير الاقتصادي ، نرى نهجين عريضين. الأول هو النهج الذاتي - هذا هو نهج الاقتصاد الكلاسيكي الجديد. ثم هناك تقليد قديم يعود إلى كتابات آدم سميث وديفيد ريكاردو وكارل ماركس ، والذي يقدم إجابة مختلفة تمامًا عن هذا السؤال.

الجواب الذي قدمه الاقتصاديون الكلاسيكيون ريكاردو وسميث وماركس هو أن ما يمكن أن يفسر ظاهرة التبادل وما يمكن بالتالي تفسير قيمة السلع هو مقدار العمل الذي تم بذله في إنتاج السلع. هذا هو جواب هذا التقليد ، الذي ظهر كنظرية العمل للقيمة.

من ناحية أخرى ، فإن التقليد الكلاسيكي الجديد ، الذي بدأ يكتسب شهرة منذ سنوات 1870 ، يجيب على نفس السؤال من خلال النظر إلى ما يسميه "المنفعة". الجواب الذي يقدمه هو أن السلع تتبادل مع بعضها البعض بنسب معينة لأن السلع المختلفة توفر مستويات مختلفة من المنفعة للأشخاص الذين يرغبون في شرائها.

الآن تم الاعتراف بالمنفعة أو الفائدة من قبل المفكرين الكلاسيكيين كأحد جوانب السلعة. لكنهم أدركوا أيضًا أن هناك جانبًا آخر للسلعة ، وهو حقيقة أن السلع يمكن تبادلها مع بعضها البعض. عندما يرون أن ما يمكن أن يفسر حقيقة التبادل ليس المنفعة أو الفائدة ، فإنهم يريدون إعطاء نظرية موضوعية للقيمة. لذلك ، فإنهم ينظرون إلى عملية الإنتاج والكميات النسبية للعمل الذي استخدم في إنتاج سلع مختلفة. جوابهما هو أن المقدار النسبي للعمل الذي تم إنفاقه في إنتاج السلع يمكن أن يفسر التبادل ، سواء سماته النوعية أو خصائصه الكمية.

لهذا السبب تختلف إجابتهم عن إجابة الاقتصاديين الكلاسيكيين الجدد الذين يعتمدون على المنفعة أو الفائدة ، والتي هي ، في النهاية ، خصيصة ذاتية. لأن مقدار الفائدة أو المنفعة التي أستمدها من استهلاك سلعة معينة يعتمد علي. يعتمد ذلك على محيطي ، وحالتي ، وما إذا كنت سعيدًا ، وما إذا كانت السماء تمطر. نفس الآيس كريم الذي أستهلكه سيمنحني كميات مختلفة من المنفعة اعتمادًا على ما إذا كان يومًا حارًا جدًا أو يومًا باردًا. لذا فإن المنفعة هي في الحقيقة ظاهرة ذاتية ، وبالتالي فإن نظرية القيمة المشتقة من المنفعة هي نظرية قيمة ذاتية.

من ناحية أخرى ، فإن نظرية القيمة المستمدة من كمية العمل التي دخلت في إنتاج سلعة هي نظرية موضوعية للقيمة لأن الإنتاج حقيقة موضوعية. إن دخول العمل في الإنتاج وكمية العمل التي تدخل في إنتاج سلع مختلفة هي حقيقة موضوعية. كيف نقيس هذه القيمة هو سؤال مختلف ، وقد يكون من الصعب في بعض الحالات قياس كمية العمل التي تم بذلها في إنتاج سلعة بدقة. لكنها مع ذلك نظرية موضوعية للقيمة.

إن نظرية العمل للقيمة ، التي تؤكد أن السلع لها قيمة لأنها تحتوي على مقادير معينة من العمل المنتج في المجتمع، استعارها ماركس من الاقتصاديين الكلاسيكيين. لكنه احدث فيها بعض التغييرات الدقيقة. سأل ، "هل يمكننا أن نقول شيئًا أكثر عن العمل الذي ذهب إلى إنتاج السلع والذي يمكن أن يؤدي بالتالي إلى زيادة القيمة؟" هناك أدخل مفهوم العمل المجرد ، وقال إن العمل المجرد بدلاً من العمل الملموس هو الذي يولد قيمة بضاعة ما.

كما أدخل مفهوم العمل الضروري اجتماعيًا. يقول ماركس أنه في أي نقطة زمنية معينة ، بالنظر إلى تكنولوجيا الإنتاج وكثافة العمل ، فإن كمية العمل اللازمة لإنتاج وحدة واحدة من أي سلعة ستكون ثابتة إلى حد ما. هذا هو ما يسميه "العمل الضروري اجتماعيا" المطلوب لإنتاج السلعة. لذلك يقول ، عندما نفكر في القيمة ، علينا أن نفكر في السياق الاجتماعي ، والتكنولوجيا المعطاة وكثافة العمل ، والتي ستحدد بعد ذلك مقدار العمل المطلوب.

أخيرًا ، كان ماركس مدركًا أنه لا يمكننا مقارنة ساعة من عمل عامل ماهر بساعة عامل غير ماهر. لذلك أشار إلى أنه يجب أن تكون هناك طريقة مفاهيمية للتأكد من أننا نقوم بتحويل وحدات العمل المعقد إلى وحدات عمل بسيط. لذلك بمجرد أن نضع هذه المفاهيم الثلاثة للعمل الضروري اجتماعيًا ، والعمل المجرد ، واختزال العمل المعقد إلى العمل البسيط ، أصبح لدينا أساس متين للغاية يأتي من كتابات ماركس لنظرية العمل للقيمة.

كيل بروكس
يخصص جزء كبير من المجلد الأول من رأس المال لشرح ظهور فائض القيمة وأهميته في عملية تراكم رأس المال. هل يمكنك شرح أهمية مفهوم فائض القيمة لتحليل ماركس؟

ديبانكار باسو
هناك عاملان يجعلان مفهوم فائض القيمة لماركس مهمًا . الأول هو أن ماركس وضع تحليله الاقتصادي في الفهم الأوسع للتاريخ ، وهو ما يسميه "المفهوم المادي للتاريخ" أو "المادية التاريخية". في المفهوم المادي للتاريخ ، تُفهم الرأسمالية على أنها شكل من أشكال المجتمع المنقسم الطبقي. الآن ، في مجتمع منقسم طبقيًا ، هناك استيلاء على جهد العمل لطبقة من قبل طبقة أخرى. كانت هذه هي الطريقة المركزية التي فهم بها ماركس ظاهرة الاستغلال.

أراد ماركس أن يفهم بوضوح ويشرح لقرائه كيف تعمل ظاهرة الاستغلال في مجتمع منقسم طبقيًا. كان ماركس يقارن فهم الاستغلال في الإقطاع ، والذي كان من السهل جدًا فهمه لأنه كان شفافًا ، إلى الطريقة الأكثر تعقيدًا التي تعمل بها نفس الظاهرة في الرأسمالية.

في الإقطاع ، لإعطاء تحليل بسيط للغاية ، اجبر القانون القن ان يعمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع على أرض الاقطاعي و ثلاثة أيام في أرضه أو أرضها. لذلك استولى الاقطاعي على الفور على أربعة أسباع وقت القن. كانت حقيقة الاستغلال التي استولى الاقطاعي بموجبها على ثمار عمل الأقنان شفافة.

ادعى ماركس أن الظاهرة نفسها كانت تحدث في الرأسمالية. لكن ما كان يحجب هذا هو حقيقة أنه تم التوسط في كل ذلك من خلال عملية السوق و التبادل. في الرأسمالية ، تبيع الطبقة العاملة قدرتها على العمل لرأسمالي مقابل أجر. أراد ماركس أن يُظهر أنه عندما يستخدم الرأسمالي قوة العمل التي اشتراها ، وأنتج سلعة ثم باعها في السوق ، كان الرأسمالي في هذه العملية قادرًا على الحصول على قيمة أكبر مما دفعه للعامل في شكل الأجر.

هذا الاختلاف ، الذي ظهر كاساس ربح كل الطبقة الرأسمالية ، هو ما فهمه ماركس على أنه فائض القيمة. ربما كان هذا هو الجانب الأكثر أهمية في مفهوم فائض القيمة ، لأنه من خلال البرهنة بطريقة صارمة على أن نظام التبادل القائم على السوق يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ظهور فائض القيمة المنتجة من قبل طبقة و تملكها من قبل طبقة أخرى - الاستيلاء على فائض القيمة من قبل الطبقة الرأسمالية من الطبقة العاملة - أظهر ماركس بطريقة صارمة أن الرأسمالية تقوم أيضًا على استغلال طبقة لأخرى ، تمامًا مثل المجتمعات الطبقية السابقة.

كانت النقطة الثانية هي أن ماركس فهم أن توليد و تملك و توزيع فائض القيمة كان الديناميكية الأساسية للنظام الرأسمالي ،منظورًا إليه من منظور كلي. تتعلق الرأسمالية بجني الأرباح ، ومصدر الربح هو فائض القيمة. هذا هو السبب في أن ما تفعله الطبقة الرأسمالية بفائض القيمة الذي تتملكه كربح له تأثير مباشر على كيفية تطور النظام بمرور الوقت. جادل ماركس أيضًا بأن نزعات الأزمة التي تظهر في النظام الرأسمالي لها علاقة إما بتوليد فائض القيمة أو تملك فائض القيمة.

لعب مفهوم فائض القيمة كلا الدورين. أولاً ، أكد أن الرأسمالية كانت مجتمعًا منقسمًا على طبقات ، وبالتالي فهي تعتمد على استغلال العمال من قبل الرأسماليين بمعنى أن الطبقة الرأسمالية قد أخذت جزءًا من القيمة المخلوقة من قبل الطبقة العاملة دون إعطاء أي شيء في المقابل. ثانيًا ، تنبثق ديناميكيات النظام ، بما في ذلك اتجاهات الأزمة ، من هذين المجالين ، أحدهما حيث يتم توليد فائض القيمة والآخر حيث يتحقق ذلك من خلال بيع السلع.

كيل بروكس
يصل المجلد الأول من رأس المال إلى القمة العظيمة في النهاية ، حيث يصف ماركس عملية التراكم. هذه هي الديناميكية المركزية للتطور والنمو الرأسماليين. هل يمكنك أن تشرح ما يعنيه تراكم رأس المال بالنسبة لماركس ، وماذا تعني نظريته عن البطالة المستمرة؟

ديبانكار باسو
يبدأ الفهم التجريدي للمجتمع الرأسمالي بدخول رأسمالي أو الطبقة الرأسمالية إلى السوق بمبالغ من المال واستخدام تلك المبالغ لشراء نوعين من السلع: قوة العمل - القدرة على العمل - وجميع المدخلات من السلع غير العمالية الأخرى المستخدمة في الإنتاج. ثم نمشي مع الرأسمالي إلى المصنع ، حيث يجمع الرأسمالي هذين العنصرين معًا ، وبمجرد أن يتم الجمع بينهما ، يتم إنتاج السلعة ، ويعود الرأسمالي إلى السوق مرة أخرى - الآن ليس كمشتري بل كبائع ، لأن لديه السلع الجاهزة معه. ثم يبيعها.

في هذه العملية ، ينتهي الأمر بالرأسمالي بأموال أكثر مما بدأ به ، وهذا المبلغ الإضافي من المال هو التعبير النقدي عن فائض القيمة. هذا هو جزء من وقت العمل غير مدفوع الأجر للعمال الذين ينتجون السلع بالفعل. بمجرد أن نفهم هذا ، يسأل ماركس السؤال التالي: ماذا يفعل الرأسمالي بهذا المبلغ الإضافي من المال الذي تمكن من انتزاعه من الطبقة العاملة ، وقت العمل غير المدفوع الاجر للطبقة العاملة؟

إجابة ماركس هي أن معظم فائض القيمة الذي تم ربحه يتم استثماره مرة أخرى في عملية الإنتاج لتوليد المزيد من فائض القيمة. وفي نهاية دورة أخرى ، سيعاد استثمارها مرة أخرى لتوليد المزيد من فائض القيمة. إن إعادة استثمار فائض القيمة في عملية الإنتاج بهدف توليد المزيد من فائض القيمة هو ما يسميه ماركس "تراكم رأس المال".

تثير عملية تراكم رأس المال لغزًا ظاهريًا. لنفترض أن الرأسماليين استثمروا كل أرباحهم في الإنتاج. في هذه الحالة ، ما سيحدث هو أن حجم الإنتاج سيرتفع والطلب على قوة العمل سيرتفع. إذا استمر هذا في الحدوث على مدى عدة سنوات ، فإن الطلب على العمالة سوف يفوق في النهاية المعروض من قوة العمل. بمجرد حدوث ذلك ، سيبدأ الأجر الحقيقي الذي تكتسبه الطبقة العاملة في الارتفاع. وإذا استمر هذا في الارتفاع ، فسيبدأ في النهاية في التهام الأرباح. إذا لم يتم إيقاف ذلك ، فسيؤدي ذلك ، في الحالة القصوى ، إلى أن تصبح الأرباح صفرية.

يؤدي هذا إلى لغز لأن النظام الرأسمالي موجه نحو تحقيق الأرباح. إذا كانت الديناميكية الداخلية للنظام تقودنا إلى وضع تصبح فيه الأرباح صفرية ، فإن هذا يظهر ، ديناميكية شديدة التناقض مخبأة داخل الرأسمالية. لذلك يسأل ماركس: هل هناك آلية متاحة للرأسمالية للتأكد من أن الطلب على قوة العمل لا يرتفع إلى الحد الذي يبدأ في التهام الأرباح ، وفي أقصى الأحوال ، دفع الأرباح إلى الصفر؟ وجواب ماركس هو نعم. الآلية التي يتحدث عنها هي ما يسميه "جيش العمل الاحتياطي" أو "فائض السكان النسبي".

جيش العمل الاحتياطي هو جزء من الطبقة العاملة لا تستخدمه الشركات الرأسمالية حاليًا ولكن من المحتمل أن يكون متاحًا للاستخدام عند الضرورة. يقول ماركس أنه يمكننا أن نفهم أن جيش العمل الاحتياطي يتكون من ثلاثة أجزاء. الأول ، الذي يسميه جيش العمل الاحتياطي "العائم" ، هو جزء الطبقة العاملة الذي يتنقل بين التوظيف والبطالة. في بعض الأحيان يتم توظيفهم ، ثم عندما يكون هناك ركود أو إغلاق شركة ، يتم تسريحهم ويكونون عاطلين عن العمل.
هناك جزء ثانٍ كبير من جيش العمل الاحتياطي ، والذي يسميه ماركس جيش الاحتياط "الكامن". هذا هو جزء الطبقة العاملة الذي لم يتم استغلاله بعد من قبل النظام الرأسمالي ولكن من المحتمل أن يكون متاحًا. هنا يوجد قسمان ديموغرافيان مهمان. الأول هم الفلاحون المنتجون الذين يمتلكون قطعًا صغيرة من الأرض ويكونون قادرين على توليد دخل كافٍ حتى لا يضطروا إلى القدوم إلى السوق لبيع قدرتهم على العمل. والثاني العمالة المنزلية ، ومعظمهم من النساء ، اللائي بقين لفترة طويلة خارج قوة العمل. يمكن استخدام هذا الجزء من قبل رأس المال إذا لزم الأمر.
الجزء الثالث هو جيش العمل الاحتياطي "الراكد". هذا هو الجزء من الطبقة العاملة الذي خرج بالفعل من النظام: العمال الذين فقدوا مهاراتهم أو توقفوا لأسباب مختلفة عن البحث عن عمل. كل هؤلاء يشكلون معا جيش العمل الاحتياطي.

وفي الفصل الخامس والعشرين من المجلد الأول من رأس المال ، يوضح ماركس أن التقلبات في جيش العمل الاحتياطي هي الآلية الأساسية التي تحافظ على حركة الأجور الحقيقية تحت السيطرة وتتأكد من أن الأجور الحقيقية لا ترتفع إلى حد يمحي تمامًا الربح. كان هذا مفهومًا مهمًا وثوريًا للغاية لأنه أبرز أن حقيقة البطالة متأصلة في النظام الرأسمالي.

في حين أنه من الممكن للرأسمالية أن تحل مشكلة البطالة لفترات قصيرة من الزمن ، على مدى فترات طويلة من الزمن ، فإن البطالة كسمة من سمات الرأسمالية ستكون موجودة. لأنه إذا لم تكن هذه الآلية متاحة ، فستكون الرأسمالية في خطر لأنه لن تكون هناك طريقة لضمان عدم ارتفاع الأجور إلى الحد الذي تنخفض فيه الأرباح إلى الصفر.

كيل بروكس
يجب أن يدرك الأشخاص ذوو التفكير السياسي الآثار المترتبة على الموافقة على هذا التحليل ، وأن البطالة هي ظاهرة مستمرة في الرأسمالية وأنها مشتقة من التراكم. هذا مهم عندما نفكر في مختلف المقترحات الديمقراطية الاجتماعية أو تاريخ المحاولات لخلق العمالة الكاملة ، والعديد من العوائق التي واجهتهم في مفاصل تاريخية رئيسية ؛ أو عندما نفكر في فشل الكينزية في السبعينيات في تفسير ما كان يحدث مع الركود التضخمي. من الأهمية بمكان أن نفهم ان التراكم هو الذي يقود هذه العملية - وليس ، كما نسمع أحيانًا ، ان العمال يطالبون بالكثير- و الذي يؤدي في النهاية إلى الركود.

كان ماركس ثوريًا سياسيًا طوال حياته و قضى جزءًا كبيرًا من اواخر حياته في المساهمة في الحركات السياسية للطبقة العاملة. في الوقت نفسه ، كان يقول إن هناك حدودًا داخلية للضغط من أجل زيادة الأجور. هذا لا يعني أنك لا تفعل ذلك ، ولكن عليك أن تجد حلاً سياسيًا للتعامل مع هذه الهياكل الاقتصادية الموضوعية التي لا تنفصم عن الرأسمالية.

بالنسبة لمعظم الناس ، هذا هو المكان الذي تنتهي فيه القصة لأنهم لا يقرؤون ما بعد المجلد الأول. لكني أريد أن أنتقل إلى المجلد الثاني الآن. هل يمكن أن تشرح أهمية التداول وتحقيق فائض القيمة ، وكذلك كيف يفهم ماركس النمو الاقتصادي داخل الرأسمالية؟

ديبانكار باسو
في المجلد الأول من رأس المال ، يتمثل سؤال ماركس في فهم كيفية توليد فائض القيمة وما تفعله الطبقة الرأسمالية بفائض القيمة. لذا فإنه في قسم شرح كيفية توليد فائض القيمة. و في قسم آخر تراكم رأس المال ، وهو ما يحدث عندما يتم إعادة استثمار فائض القيمة.

من هذا التحليل ، استنتج ماركس قضية مهمة: لا يمكن تملك فائض القيمة و تحويلها الى جزء من ثروة الرأسماليين الا عندما يتم بيع السلع التي تم إنتاجها بواسطة العمل في السوق بسعر مناسب. في المجلد الثاني ، يعود إلى السؤال: كيف يكون النظام الرأسمالي قادرًا على إنتاج الكثير من السلع ومن ثم التأكد من شراء كل هذه السلع بالأسعار الضرورية للحصول على كل القيمة؟ يقدم ماركس إجابة لهذا على مستويين.

على المستوى الجمعي ، النقطة الرئيسية عنده أنه عندما ننظر إلى حزمة السلع التي تم إنتاجها في بلد رأسمالي في فترة زمنية ، دعنا نقول سنة ، سوف ندرك أن كل تلك السلع سيتم شراؤها إما من قبل الطبقة الرأسمالية أو من قبل الطبقة العاملة (بشكل تقريبي ، إذا ابتعدنا عن الدولة و التجارة الدولية في الوقت الحالي). لذا فإن الطبقة الرأسمالية سوف تشتري من بعضها البعض ما أنتجوه كمدخلات سيستخدمونها في عملية الإنتاج الخاصة بهم.

لذا ، كجزء من تلك الحزمة الإجمالية من السلع ، سيشتري الرأسماليون مباشرة من بعضهم البعض. الجزء الآخر ، الذي ستشتريه الطبقة العاملة ، مدفوع أيضًا في نهاية المطاف بمشتريات الطبقة الرأسمالية. لماذا؟ لأن الطبقة الرأسمالية تقرر مقدار العمالة الذي يجب توظيفه. عندما يتم توظيف العمالة ، يحصل العمال على دخل من الأجر. مع دخول الأجور هذه ، يخرج العمال ويشترون السلع لاحتياجاتهم الاستهلاكية. لذا فإن قرار الرأسماليين بشأن مقدار الاستثمار ، وكمية السلع التي يريدون إنتاجها ، هو الذي سيحدد في النهاية ما إذا كان سيتم شراء جميع السلع التي تم إنتاجها.

في المجمل ، سيكون الاقتصاد الرأسمالي قادرًا على شراء كل ما ينتجه بالسعر المناسب لتوليد وتحقيق كل فائض القيمة ، إذا كانت الطبقة الرأسمالية مستعدة لتحقيق قدر كاف من الاستثمار. لذلك ، من منظور ماركس ، كان من الضروري تطوير نظرية صلبة عن الاستثمار الرأسمالي. لم يكمل ماركس هذا المشروع في المجلد الثاني ، وأعتقد أن العلماء الماركسيين بحاجة إلى العمل عليه.

المنظور الثاني الذي حاول ماركس من خلاله مهاجمة نفس السؤال هو فهم ما يحدث عندما نفكر في الاقتصاد على أنه مقسم إلى ما أسماه "أقسام". لنفترض أن هناك قسمين: قسم ينتج الآلات ، قسم آخر ينتج السلع الاستهلاكية. بمجرد أن نفكر في الأمر قليلاً ، من الواضح أن الاقتصاد الرأسمالي الكلي ، المقسم إلى هذين القسمين ، سيكون قادرًا على إنتاج وبيع كل ما ينتجه ،فقط إذا كان هناك تناسب بين عدد الآلات التي يتم إنتاجها وعدد السلع الاستهلاكية التي يتم إنتاجها.

لا يمكنك إنتاج الكثير من أي منهما ، وإلا فستكون هناك تخمة. والسبب هو أن الكثير من الآلات التي يتم إنتاجها سيشتريها الرأسماليون الذين يعملون حاليًا في إنتاج السلع الاستهلاكية. والكثير من السلع الاستهلاكية التي يتم إنتاجها سيتم شراؤها ليس فقط من قبل العمال في مصانع السلع الاستهلاكية ، ولكن أيضا من قبل العمال في مصانع انتاج الآلات.

هناك اعتماد متبادل بين القطاعين. لهذا السبب أكد ماركس ، من خلال ما يُعرف بمخططات إعادة الإنتاج ، أنه إذا كان النظام الرأسمالي سيعيد إنتاج نفسه بسلاسة بمرور الوقت ولا يقع في مشكلة الطلب المفرط أو الطلب القليل جدًا ، فيجب عليه إنتاج سلع استهلاكية و سلع انتاجية بتناسب معين. يمكننا في الواقع أن نكون أكثر دقة ونعمل حسابا رياضيًا للنسبة المحددة التي يجب أن ينتجها هذان القسمان للنظام لإعادة إنتاج نفسه بسلاسة بمرور الوقت.

من ذلك ، ننتقل مباشرة إلى مسألة النمو. بالنسبة لماركس ، الرأسمالية هي نظام موجه نحو توليد وتحقيق فائض القيمة. إن فائض القيمة الذي تم تحقيقه يتم ضخه مرة أخرى في النظام ، مما يزيد من حجم عملية الإنتاج ، وبالتالي يفهم ماركس النمو على أنه حجم تدفق القيمة عبر الاقتصاد الرأسمالي بمرور الوقت.

بمرور الوقت ، سنة بعد سنة ، يزداد حجم القيمة. يزداد لسببين. أولاً ، يتم استخراج المزيد من فائض القيمة من العمال لأن الطبقة العاملة ، التي يستخدمها رأس المال ، تزداد عدديًا . تصبح أكثر إنتاجية. ثانيًا ، بسبب التغير التكنولوجي ، تُباع السلع بسرعة أكبر. السرعة التي تعبر بها القيمة في العملية برمتها وتعود في شكل نقدي إلى أيدي الرأسماليين لإعادة استثمارها مرة أخرى ،تزداد بمرور الوقت. كلما تم استخراج المزيد من فائض القيمة وتحقق ذلك بطريقة سريعة ، ازداد نمو النظام بمرور الوقت.

فهم ماركس النمو الرأسمالي على أنه عملية متناقضة للغاية ، والتي كان من الممكن أن تنقطع في نقاط مختلفة. إن انقطاع توليد و تداول و تملك فائض القيمة هو ما يسميه ماركس "فترة الأزمة". يمكن أن تحدث أزمة إذا تم إنتاج الكثير من فائض القيمة ولسبب ما لم يكن من الاستطاعة بيع السلع ، وبالتالي فإن فائض القيمة الذي تم توليده لم يتحقق. إذا حدث ذلك ، فسيقلل الرأسماليون استثماراتهم في الفترة التالية ، وسيفقد الكثير من العمال وظائفهم ، و سينخفض الطلب على السلع والخدمات المنتجة اكثر. سوف سيدخل الاقتصاد بعد ذلك في أزمة.

هناك طريقة أخرى يمكن أن تظهر بها الأزمة وهي إذا كان هناك صراع في مكان العمل ، حيث لا يكون النظام الرأسمالي قادرًا على توليد ما يكفي من فائض القيمة ، والذي قد يقدم نفسه أو يظهر نفسه على أنه انخفاض في معدل الربح الذي يتحقق من الاستثمار. .

كيل بروكس
دعنا ننتقل إلى المجلد الثالث من رأس المال ، حيث يناقش ماركس كيفية توزيع الطبقة الرأسمالية للفائض بمجرد تكوينه ، والعلاقات الاجتماعية التي تجمع الطبقة الحاكمة معًا. لا يقول ماركس أن كل رأسمالي منفرد يستغل العمال بشكل مباشر ، ولكن بدلاً من ذلك ، يتعين على العديد منهم التفاوض مع بعضهم البعض لتأمين حصتهم من الفائض. هل يمكنك شرح هذه الانقسامات بإيجاز وكيف يتم توزيع الفائض بين الطبقة الرأسمالية؟

ديبانكار باسو
تتحرك حجته في خطوتين. في الخطوة الأولى ، ينظر إلى ما يسميه الرأسماليين العاملين : الرأسماليين الذين يشاركون بشكل مباشر في إنتاج السلع ، أو الرأسماليين الذين يشاركون في ضمان بيع تلك السلع. المجموعة الأولى من الرأسماليين هي ما يسميه ماركس رأس المال "الصناعي" ، والمجموعة الثانية من الرأسماليين هي ما يسميه رأس المال "التجاري".

يقوم رأس المال الصناعي بشكل مباشر بإنتاج السلع ثم يسلمها إلى رأس المال التجاري ، الذي يتأكد بعد ذلك من بيع السلع للمستهلكين النهائيين. لنفترض أن لديك شركة جنرال موتورز تصنع السيارات ومن ثم لديك مجموعة من المتاجر التي تبيع تلك السيارات. الأول سيكون رأس المال الصناعي ، والثاني سيكون رأس المال التجاري.

ماركس واضح جدًا في أنه لا يمكن توليد فائض القيمة إلا في الإنتاج. كل فائض القيمة الذي يتم توزيعه وإعادة توزيعه يتولد في الإنتاج الرأسمالي للبضائع. هذا هو المكان الأول للبدء في فهم كيفية تدفق فائض القيمة تدريجيًا عبر المجتمع وينتهي به المطاف كدخول مقسمة بين اقسام مختلفة من الطبقة غير العاملة.

ضمن مجموعة الرأسماليين الصناعيين ، تمتلك أنواع مختلفة من المنتجين كثافة رأسمال مختلفة. يتطلب بعض الإنتاج الكثير من قوة العمل لكل آلة ، وتتطلب بعض السلع الأخرى العكس. إذن ، هناك عملية يتم من خلالها إعادة توزيع إجمالي فائض القيمة الذي تم خلقه في إنتاج السلع ، في المرحلة الاولى، بين الأجزاء المختلفة لرأس المال الصناعي.

لماذا هذا ضروري؟ من الضروري التأكد من أن كل رأسمالي على المدى الطويل يحقق نفس متوسط معدل الربح. لأنه إذا كان هناك جزء من الإنتاج يولد أعلى من متوسط معدلات الربح ، فإن الكثير من الرأسماليين سيأتون إلى هذا القطاع وسيرتفع إنتاج تلك السلعة وعرضها. لذلك سينخفض سعره وينخفض معدل الربح.

يمكننا تصور هذه العملية وهي تحول نفسها على مدى فترة طويلة للتأكد من أن كل رأسمالي منخرط في إنتاج السلع - بغض النظر عن خط الإنتاج الذي يشارك فيه ، سواء كان ينتج سيارات أو أجهزة كمبيوتر أو قمصان - يحصل على نفس معدل الربح. حقيقة أن إنتاج السيارات قد يتطلب آلات اكثر لكل عامل من إنتاج القمصان تعني أن هناك إعادة توزيع في المرحلة الأولى لفائض القيمة بين الرأسماليين الصناعيين أنفسهم. هذه هي الخطوة الأولى.

ثم يتم تسليم السلع التي تم إنتاجها إلى الشركات التي تنظم بيع السلع. هذه الشركات لا تنتج أي شيء. يتأكدون فقط من بيع السلع التي تم إنتاجها. هذه الفئة من رأس المال هي ما يسميه ماركس رأس المال التجاري. لذا فإن الجزء الثاني من الحجة هو ما يحدث بين رأس المال الصناعي ورأس المال التجاري ،هو توزيع فائض القيمة. إذا كان إجمالي فائض القيمة المتولدة يساوي 100 دولار ، فهناك بعض العملية التي يتم من خلالها توزيع 100 دولار بين المنتجين الذين نظموا الإنتاج بالفعل والشركات التي تبيع السلع.

تم توليد فائض القيمة ؛ جزء منه يحصل عليه الرأسماليين الذين أنشأوه ، و جزء منه يذهب إلى رأس المال التجاري ، لأن رأس المال التجاري سيضمن بيع السلعة بالفعل. بدون بيع السلعة ، لا يمكن تحقيق فائض القيمة. هذا هو السبب في أن رأس المال التجاري قادر على تملك جزء من فائض القيمة.

لا تنتهي العملية عند هذا الحد ، لأن كل هذه الشركات تحتاج إلى شيئين. أولاً ، يحتاجون إلى اقتراض الأموال لتمويل استثماراتهم ، لأنهم في كثير من الأحيان لا يملكون كل الأموال التي يحتاجونها لتوسيع إنتاجهم ، أو لإدخال آلة جديدة ، أو لتوسيع شبكة المتاجر.

وهكذا ينتهي الأمر بالرأسماليين إلى الاقتراض من مجموعة أخرى من غير العمال ،المختصين في إقراض المال للرأسماليين العاملين ، وهذه المجموعة هي ما يسميه ماركس "رأس المال النقدي". الآن تحدث عملية مساومة بين الرأسماليين العاملين و الرأسماليين الماليين. يجب تسليم جزء من فائض القيمة الذي تجسد كأرباح للرأسماليين المنتجين أو الرأسماليين التجاريين إلى الرأسماليين النقديين كدخل من الفوائد. هذا ضروري لأن الرأسماليين العاملين يحتاجون إلى اقتراض الأموال من الرأسماليين الماليين.

يأتي الخفض النهائي من مجموعة من الأشخاص غير العاملين الذين يمتلكون موارد طبيعية مثل الأرض. الأرض مطلوبة للإنتاج الرأسمالي - فكر في الزراعة - ولكن فكر أيضًا في المناجم والعقارات والسياحة ، وكلها تتطلب موارد طبيعية أو الوصول إلى الموارد الطبيعية. يستطيع مالكو الموارد الطبيعية المساومة على جزء من فائض القيمة من الرأسماليين العاملين ، الذين سيستخدمون هذا المورد الطبيعي لإنتاج بعض السلع وبيعها بربح. الجزء من الدخل الذي يتقاضاه مالكو الموارد الطبيعية مثل الأرض هو ما يسميه ماركس "ريع الأرض" ، أو ما يمكننا تسميته فقط "الإيجار".

لذلك في نهاية المجلد الثالث ، قمنا بتغطية جميع القطاعات المهمة من الطبقة غير العاملة - الطبقة الحاكمة - وفهمنا كيف تأتي تدفقات الدخل في نهاية المطاف من عمل العمال غير المدفوع الاجر. القسم الأول يذهب إلى الرأسمالي الصناعي ، والثاني للرأسمالي التجاري ، والثالث للرأسمالي النقدي ، والنهائي لأصحاب الموارد الطبيعية. تحصل المجموعتان الأوليتان على الربح ، ويحصل رأس المال النقدي على الفائدة ، وأصحاب الموارد الطبيعية يحصلون على الإيجار.

هذه هي الطريقة التي يختتم بها ماركس التحليل: من خلال إظهار كيف تم توليد فائض القيمة في المجلد الأول ، وكيف تم تحقيقه في المجلد الثاني ، ثم كيف تم توزيعه وانتهى به المطاف باعتباره سيل من الدخول لأجزاء مختلفة من الطبقة غير العاملة في المجلد الثالث من رأس المال .

كيل بروكس
حقيقة أن الجميع يعتمدون على الأسواق من أجل استمرارهم في البقاء في الرأسمالية ، إما كعاملين في سوق العمل أو كرأسماليين يحاولون تجميع ربح داخل سوق سلع محدودة ، يعني أن المنافسة تنشأ من البنية الطبقية، و المنافسة ما يجب على الرأسمالية القيام بها بطريقة او اخرى.
المنافسة تؤدي بشكل رئيسي الى التغيير التقني ، وهو إضافة آلات أكبر و معدات توفير العمالة ضمن عملية العمل. كيف يفهم الماركسي المنافسة والتغيير التقني على النقيض من فهم النظريات الاقتصادية الاخرى لهذه الظواهر؟

ديبانكار باسو
دائمًا ما يضع ماركس البناء الطبقي في الاعتبار عندما يقوم بتحليل الرأسمالية ، ويوضح النقطتين التاليتين، أولاً ، هناك علاقة متناقضة بالغة الأهمية بين رأس المال والعمل ، ولكن هناك أيضًا علاقة متناقضة بين الرأسماليين الفرديين أو مجموعات الرأسماليين داخل الطبقة الرأسمالية. التفاعل بينهما هو ما يمكننا فهمه على أنه عملية المنافسة.

يهتم الرأسماليون بشكل فردي وكمجموعة بتوليد و تملك المزيد والمزيد من فائض القيمة. نظرًا لأن الرأسمالية ليست نظامًا مخططًا ، فإن كل رأسمالي فردي لا يحاول دائمًا تنسيق عمله مع الرأسماليين الآخرين. في الواقع ، العكس هو الصحيح في الغالب. إن الرأسماليين الفرديين في صناعة واحدة ، أو الرأسماليين المختلفين بين الصناعات ، يحاولون دائمًا التفوق على بعضهم البعض لتحقيق المزيد من الأرباح لأنفسهم. إن عملية المنافسة الشرسة المستمرة هي حقيقة من حقائق الحياة في ظل الرأسمالية. يقضي ماركس الكثير من الوقت في وصف وتحليل هذه الظاهرة.

في المنافسة بين رأسماليين اثنين، سيتمكن الرأسمالي القادر على خفض تكلفة الإنتاج من كسب الصراع التنافسي. لماذا؟ لأن الرأسمالي الفردي الذي ينتج نفس السلعة بتكلفة أقل ، عند البيع بسعر السوق الجاري ، سيكون قادرًا على استخراج المزيد من فائض القيمة والمزيد من الأرباح. ومن خلال إعادة استثمار فائض القيمة أو الربح في عملية الإنتاج ، سيتمكن من زيادة حجم قاعدته الرأسمالية وتحسين تقنيات الإنتاج المستخدمة.

لذا فإن الرأسمالي القادر على خفض تكلفة الإنتاج سيفوز في الصراع التنافسي. لذلك ، فإن منطق الرأسمالية يوجب حاجة الرأسماليين للبحث باستمرار عن طرق إنتاج جديدة يمكن أن تقلل من تكلفة الإنتاج. بمجرد أن ندرك ذلك ، نحتاج أيضًا إلى إدراك أن أحد أهم عناصر التكلفة بالنسبة للمنتج الرأسمالي هو تكلفة الأجور ، لأن العمل هو أحد أهم عناصر الإنتاج.

يؤدي الصراع التنافسي مباشرة إلى البحث عن تقنيات إنتاج جديدة ، والتي يمكن أن تقلل من كمية العمالة المستخدمة لإنتاج كل وحدة من المنتج. هذا هو سر الاتجاه الذي لاحظناه لفترات طويلة من الزمن ، وهو ظهور التغيير التقني الموفر للعمالة حيث تعمل الأنظمة الرأسمالية باستمرار على تحسين أساليب الإنتاج من خلال توفير العمالة وزيادة المدخلات غير العمالية و استبدال العمال.

تؤدي عملية المنافسة المتأصلة في الرأسمالية إلى هذه الميزة الخاصة للتغيير التقني. اللافت للنظر هو أن الأدلة التجريبية لفترات طويلة من الزمن ، وحتى اليوم ، قد أثبتت صحة فهم ماركس تمامًا لضرورة التغيير التقني والميل الواضح للتغيير التقني الموفر للعمالة الذي يظهر مرارًا وتكرارًا. هذه الميزة في تحليل ماركس وثيقة الصلة بفهم تاريخ التكنولوجيا الرأسمالية وأيضًا لفهم الفترة الحالية للرأسمالية.

…………
ديبانكار باسو أستاذ مساعد في الاقتصاد بجامعة ماساتشوستس أمهيرست ومؤلف كتاب منطق رأس المال: مقدمة للنظرية الاقتصادية الماركسية (مطبعة جامعة كامبريدج ، 2021).
كيل بروكس محرر مساهم في جاكوبن Jacobin .



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل و برقيات فريدريك إنجلس عن موت كارل ماركس
- هناك بالفعل حرب بالوكالة في اوكرانيا
- كيف خلقت -قرارات اعفاء الابنية -التركية قنبلة موقوتة
- السيد كارل بوبر- عقائدي معادي للماركسية. موريس كورنفورث
- التروتسكية كحركة انتهازية
- الاتجاه نحو ثورة عالمية؟
- الماركسية كعلم .موريس كورنفورث
- الحزبية والموضوعية في العمل النظري
- لماذا يحتاج الرأسماليون الروس إلى أوكرانيا؟
- الماركسية والعلم والصراع الطبقي
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
- جلوس في كتاب :حول غزو الظلام لبختيار علي
- بوتين والرمزية السوفيتية
- أغنى 21 مليارديرًا هنديًا يمتلكون ثروة تفوق 700 مليون هندي
- في دافوس ، يحاول الرأسماليون حل المشكلات التي يخلقونها بأنفس ...
- ستالين وهتلر: شقيقان توأمان أم عدوان لدودان ؟
- الشمولية. نظرية مناهضة للشيوعية
- هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم
- الحزب الشيوعي البرازيلي: نضال جماهيري ضد الانقلاب! لن تمر ال ...
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - أساسيات الاقتصاد الماركسي