أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - الماركسية والعلم والصراع الطبقي















المزيد.....



الماركسية والعلم والصراع الطبقي


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 06:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية والعلم والصراع الطبقي- الأساس العلمي لمفهوم الحزب الطليعي للبروليتاريا

بهمن ازاد Bahman Azad
دكتوراه في علم الاجتماع ، قيادي سابق في حزب تودة الإيراني
ترجمة دلير زنگنة

………………………………………………………………………………………………
[اضيفت الى النص بين قوسين كبيرين ،تعاريف للتوضيح و الفائدة ،مأخوذة من الموسوعة الفلسفية باشراف روزنتال و يودين ]
………………………………………………………………………………………………

تستند الطبيعة العلمية لفهم ماركس وإنجلس المادي للتاريخ إلى فكرة أن هناك علاقة جدلية بين العمليات المادية في الطبيعة، والتطور التاريخي للمجتمع البشري. بعبارة أخرى ، يستند الأساس المعرفي لنظرية المادية التاريخية - أي الأساس العلمي لمفاهيمها - على الحجة القائلة بأن الطبيعة والتاريخ ، يتبعان نفس القوانين الجدلية للحركة والتغيير و الذي يمكن فهمها بواسطة العقل البشري. إن كتاب إنجلس ، "جدل الطبيعة" ، هو في الواقع محاولة لتأسيس أسس عامة معرفية للمادية التاريخية من خلال إظهار الوجود الخفي لهذه القوانين الجدلية في جميع أبعاد الواقع الموضوعي ،في عمليات الطبيعة و المجتمع و الإدراك :
" يسيطر على تفكيرنا النظري كله بقوة مطلقة واقع كون تفكيرنا الذاتي و العالم الموضوعي خاضعين للقوانين عينها و لذلك فهما لا يمكن ان يعارضا بعضهما البعض في نتائجهما ،بل يجب ان يتطابقا. ان هذه الحقيقة تعتبر مقدمة لاشعورية و لابد منها لتفكيرنا النظري." (1978 ب ، 544) "

لذلك ، فإن كلا من النظرية الماركسية للمعرفة والموقف العلمي للفهم المادي للتاريخ يقومان مسبقًا على افتراض الوحدة الجدلية للطبيعة كلها. إنها نفس بنية الفكر والطبيعة التي تزود العلم بإمكانية معرفة حقيقية للطبيعة والتاريخ.

هذا الفهم الجدلي للطبيعة والعالم ، والذي يشكل في الواقع الأساس الحقيقي للنظرية الماركسية للمعرفة ، أصبح فيما بعد مصدر خلاف كبير بين العديد من الماركسيين وأدى إلى ظهور الاختلافات الداخلية في الماركسية. بدأ الخلاف عندما أستعمل كاوتسكي وهيلفردينغ وبرنشتاين وقادة آخرون للأممية الثانية ، محاججات انجلس الابستمولوجية حول جدل الطبيعة ، و في المقام الاول كتابه "أنتي دوهرينغ" (1987 أ) ،لتغيير نظرية المعرفة و الفلسفة الماركسية الى نظرية ميتافيزيائية حتمية لتبرير سياساتهم الإصلاحية. استندت إصلاحيتهم على افتراض أنه وفقًا لقوانين الطبيعة الجدلية ، فإن وصول المجتمع البشري إلى الاشتراكية أمر "لا مفر منه".

إن هذا النهج الحتمي واضح للعيان في كتابات كاوتسكي وهيلفردينغ. على سبيل المثال ، اعتبر كاوتسكي انهيار المجتمع الرأسمالي ظاهرة طبيعية "حتمية" لا تتطلب التدخل "الثوري" للماركسيين. على العكس من ذلك ، حسب رأيه ، كانت نتيجة الصراع الطبقي محددة سلفًا بالقوانين التاريخية. يمكن رؤية أفضل مثال على حتميته في الجمل التالية ، التي تعفي الماركسية من مهمة تنظيم ثورة بروليتارية ضد النظام الرأسمالي المتدهور:
"المجتمع الرأسمالي فشل ؛ اضمحلالها لا يتطلب سوى الوقت ؛يؤدي النمو الاقتصادي الذي لا يقاوم ، كضرورة طبيعية ، إلى إفلاس نمط الإنتاج الرأسمالي. أصبح إنشاء مجتمع جديد بدلاً من المجتمع الحالي أمرًا لا مفر منه. (نقلاً عن كوليتي ، 1972 ، 55-56).

يتجاوز هيلفردينغ كاوتسكي. يقول إن الطبيعة العلمية للمادية التاريخية ليست لها علاقة داخلية بالصراع الطبقي والجهود المبذولة لخلق مجتمع اشتراكي. وفقا له:
"ربط الماركسية بالاشتراكية خطأ. من وجهة نظر منطقية ،و كمنظومة فكرية علمية فقط، فإن الماركسية ليست سوى نظرية قوانين حركة المجتمع .... إن الاعتراف بصدقية الماركسية ... لا يعني إطلاقًا حكمًا تقديريًا Value Judgement، ناهيك كمرشد عمل للبروليتاريا. فهم الضرورة شيء ، وتسخير الذات في خدمة تلك الضرورة شيء آخر تمامًا. (اقتبس من قبل كوليتي ، 1972 ، 74)

………………………………………………………………………………………………
[الحكم التقديري هو حكم بكون شيء ما صحيحًا أو خطأً، أو الحكم بكون شيء ما نافعًا بناءً على المقارنة أو الأشكال النسبوية الأخرى] المصدر- ويكيبيديا
………………………………………………………………………………………………

وهكذا ، فإن الصراع الطبقي ،الذي كان بحسب ماركس وإنجلس عملية موضوعية تقوم على تناقضات لا يمكن التوفيق بينها في علاقات الإنتاج الاجتماعية ، تحول في أيدي قادة الأممية الثانية إلى عنصر ذاتي و أخلاقي للبنية الفوقية للمجتمع. ونتيجة لذلك ، تشكلت دوغمائية اقتصادية قائمة على فرضية الانعكاس "المباشر" و "الفوري" للتناقضات داخل علاقات الإنتاج الاجتماعية على البنية الفوقية السياسية والأيديولوجية للمجتمع. بناءً على هذه الدوغمائية الاقتصادية ، فإن دور النشاط البشري ، الذي يشكل جوهر فهم ماركس وإنجلس المادي للتاريخ ، قد أزيل من المجالين النظري والعملي.

تم الكشف عن الإفلاس والطبيعة المعادية للماركسية لهذا التفسير للمادية التاريخية ، و ايضا الممارسة الإصلاحية الناتجة منه، مع أزمة عام 1914. واجه الماركسيون في أوروبا الغربية خيار إما اتباع سياسات الأممية الثانية لدعم دولهم الرأسمالية في حروبها الإمبريالية، أو الوقوف إلى جانب الحركة العمالية العالمية.

لكن نشأت هذه الأزمة السياسية من أزمة فلسفية أعمق. دفع رفض الفهم الميكانيكي للأممية الثانية للعلاقة بين علم الماركسية والصراع الطبقي ، إلى ضرورة تقديم تفسير جديد للماركسية يمكن أن يفسر علميًا دور العامل العقلي - أي العوامل السياسية والأيديولوجية - في عملية التطور التاريخي للمجتمع البشري. في الواقع ، كانت في عملية البحث عن إجابة لمشكلة العلاقة بين علم الماركسية وممارستها الطبقية ان ظهرت خلافات جديدة ، بين اللينينية من ناحية ، و "الماركسية الغربية" ، و تحديدًا الماركسية الهيغلية أو مدرسة "البراكسيس".

من منظور المادية الجدلية والمادية التاريخية ، فإن الخطأ الكبير لماركسي الأممية الثانية هو أنهم خلطوا العلاقة المادية الجدلية بين البشر والطبيعة عند عملية الإنتاج ، والتي تنطوي على التطور التدريجي لقوى الإنتاج ، التي تحدث في الأنماط المختلفة للإنتاج ، من ناحية ، و السيرورات التاريخية المادية القائمة على التناقضات العدائية للعلاقات داخل نمط إنتاج معين ، من ناحية أخرى. لقد رأوا التاريخ على أنه عملية محددة سلفًا لتعاقب أنماط الإنتاج المختلفة الواحدة تلو الأخرى في استجابة تلقائية لنمو القوى المنتجة.

من وجهة النظر هذه ، تم تقليص الدور التاريخي للصراع الطبقي، إلى فقط التنفيذ المطلق لقوانين التاريخ. بعبارة أخرى ، اذاب الماركسيون في الأممية الثانية ساحة التوسط"الاجتماعي"Social Mediation في ساحة التوسط"التاريخي"Historical Mediation . ونتيجة لذلك ، أُعطيت القوى المنتجة قابلية نمو تلقائي مستقلة ومنفصلة عن العنصر المركزي لهذه العملية الجدلية - أي قوة العمل البشرية "الحية". بهذه الطريقة و على يد منظري الأممية الثانية، فقد العمل البشري "الحي" دوره التاريخي المركزي.
………………………………………………………………………………………………
[التوسط Mediation: تعريف شيء (أو مفهوم) عن طريق كشف علاقته بشيء (أو مفهوم) اخر. و تتكشف خصائص الأشياء في علاقتها مع الأشياء الأخرى. و الشيء لا يمكن ان يكون هو نفسه ولا يمكن ان يحدد بأنه الشيء العيني المعين الا من خلال علاقته بشيء اخر. و التوسط مقولة رئيسية في فلسفة هيغل. و المعنى الجدلي العميق المتضمن في معالجة هيغل لوحدة المتوسط و المباشر كان موضع تقدير عالي من لينين. و مقولة المتوسَّط- في وحدتها مع مقولة المباشرImmediacy - تعبر عن الروابط المتبادلة بين الأشياء كمطلب لتحددها العيني و لوجودها ذاته كاشياء محددة معينة.]
………………………………………………………………………………………………
أصبحت المعرفة الناتجة عن هذه العملية أيضًا مجرد انعكاس "مباشر" للسيرورة الجدلية في الطبيعة ، وليس انعكاسًا لنفس السيرورة من خلال "توسط" التناقضات الاجتماعية. مع مثل هذا التفسير ، تم تقليص دور العلماء الماركسيين إلى "التنبؤ" بالظهور الحتمي للمجتمع الاشتراكي وكيف تعمل القوى الطبيعية العمياء في المجتمع البشري. وبهذه الطريقة ، تم تأسيس "مباشرة" Immediacy فويرباخية بين البشر والطبيعة على أساس خضوعهم المطلق لقوانين الطبيعة. أصبح التاريخ ملعبًا لقوانين الطبيعة ، وأصبح البشر مرة أخرى مجرد "منفذين" لمصيرهم المحدد سلفًا.

واستجابة لهذا الفهم الميكانيكي للتاريخ واختزال السيرورة الجدلية "للتوسطين" إلى سيرورة عمياء واحدة، وجه الماركسيون الثوريون نداءًا للعودة إلى هيغل. كان الهدف من هذا الاتجاه الجديد هو إعادة تأسيس الجوهر الجدلي للماركسية. استندت هذه الدعوة إلى فهم ضرورة تصحيح صياغة العلاقة بين السيرورتين "الوسيطتين" في التاريخ والمجتمع .1 على وجه التحديد ، اصبحت مسألة تحديد العلاقة بين علم الماركسية (المادية الجدلية)، و ممارسة طبقتها السياسية ،قضية مركزية.

مدرسة "البراكسيس" والتفسير "التاريخاني" Historicist للماركسية

أدى انتصار البلاشفة في عام 1917 إلى نشوء اتجاه آخر بين الماركسيين ضد الماركسية "العقائدية" للأممية الثانية. بالنسبة لمؤيدي هذا الاتجاه الجديد ، الذي ترتبط به أسماء جورج لوكاش وأنطونيو غرامشي وكارل كورش ، فإن انتصار البلاشفة "يعني انتصار الوعي والعمل والتنظيم على قوانين التاريخ الحديدية". (كالينيكوس ، 1976 ، 70). بالنسبة لهم ، أثبت انتصار البلاشفة زيف المادية الميكانيكية لمنظري الأممية الثانية ، وبهذه الطريقة أظهر ضرورة ترسيخ مبادئ المادية التاريخية جدليًا وعدم الاعتماد على التطور التدريجي. كان العنصر الأساسي في موقف هؤلاء المنظرين هو الرفض الحاسم للحتمية التاريخية الناتجة عن الفرضيات السياسية "العقائدية" ، و "العودة إلى الجدل الهيغلي".

لكن الماركسيين الهيغليين وجهوا نقدهم لفلسفة إنجلس الجدلية للطبيعة بدلاً من قادة الأممية الثانية أمثال كاوتسكي. على عكس لينين ، الذي دافع عن الفهم الجدلي للطبيعة من قبل إنجلس كأساس لنظرية المعرفة الماركسية وممارستها الطبقية السياسية ، اعتبر الماركسيون الهيغليين أن هذا المفهوم الجدلي للطبيعة هو المصدر الرئيسي لجميع الحتمية والإصلاحية لقادة الأممية الثانية. في الأساس ، حاول الماركسيون الهيغليين إعطاء تفسير "ضد طبيعي" antinaturalist للمادية التاريخية. (كالينيكوس، 1983، 72) 2

كان أساس مناقشاتهم "الضد طبيعية" هو رفض "النظرية الانعكاسية للمعرفة" التي دافع عنها إنجلس في "ضد دوهرنغ" ولينين في "المادية والمذهب النقدي التجريبي" (1972 أ). تستند "النظرية الانعكاسية في المعرفة " إلى حجة إنجلس القائلة بأن "إنتاجات الدماغ البشري ، والتي هي في التحليل النهائي أيضًا نتاج الطبيعة ، لا يمكن أن تنتهك التماسك الداخلي للطبيعة ، بل على العكس من ذلك تتوافق مع هذا الاتساق ". (1987 أ ، 34) .على هذا الأساس ، تعرضت "المادية و المذهب النقدي التجريبي" للينين لانتقادات شديدة من قبل الماركسيين الهيغليين ومنظري مدرسة "براكسيس". من وجهة نظرهم ، فإن النظرية الجدلية للطبيعة ، التي تشكل بالنسبة إلى إنجلس ولينين الجوهر المركزي ومصدر التماسك الداخلي لفلسفة الماركسية ، هي نظرية "عقائدية" و "ميكانيكية" ، ووفقًا لبتروفيتش 3، "تتعارض مع مفهوم ماركس للإنسان ككائن إبداعي ممارسي/تطبيقي praxis .”

يعتقد لوكاش أيضًا أن "الحتمية الميكانيكية" هي النتيجة المنطقية لـ "النظرية الانعكاسية" للمعرفة ، وتؤدي هذه النظرية إلى تقاعس "بغيض للغاية" تجاه الأحداث الخارجية. ووفقًا له ، فإن فكرة أن الأفكار هي انعكاس السيرورات في الواقع "تنتهك الوحدة الجدلية للفكر والوجود التي تستند إليها نظريات الماركسية ؛ إن أسبقية الوجود على الوعي ، الذي هو أساس النظرية الانعكاسية ، يحرم الدور الإبداعي والفعال للإنسان ، و الذي هو بالتأكيد جوهر الماركسية. (هوفمان ، 1975 ، 74)

يذهب غرامشي إلى أبعد من ذلك في رفض النظرية الانعكاسية للمعرفة. حتى أنه ينكر وجود حقيقة موضوعية مستقلة عن الوعي والفعل البشري. من وجهة نظره ، فإن النظريات العلمية ، ليست لها قيمة حقيقة truth-value مستقلة عن الظروف التي تشكلت فيها. (غرامشي ، 1976 ، 68-367 ، 448-48). يستند هذا الرأي إلى اعتقاد غرامشي وغيره من منظري المدرسة العملية "البراكسيس " بأن الظواهر الاجتماعية والثقافية لا يمكن تفسيرها بالقوانين العامة للسبب والنتيجة. مثل الماركسيين الهيغليين ، أصر غرامشي على أن الظواهر الاجتماعية والثقافية فريدة من نوعها وخاصة تاريخيًا ولا يمكن وضعها ضمن النظام الاستقرائي للعلوم الطبيعية. في رأيه ، لا يمكن توسيع العلوم الطبيعية إلى حد دراسة البشر وعالمهم الاجتماعي والثقافي لأننا في المجال الاجتماعي والثقافي نتعامل مع إبداعات بشرية وليس ظواهر طبيعية. (كالينيكوس ، 1983 ، 72-71)

وبهذه الطريقة ، رفض منظرو مدرسة "البراكسيس" الجدل ، باعتباره "القانون العام لحركة وتطور الطبيعة والمجتمع البشري والفكر" (1976 أ ، 131). وفقا لهم ، فإن الجدل بالمعنى أعلاه لم يعد يشكل أساس نظرية المعرفة الماركسية. في نظر لوكاش وغيره من منظري مدرسة البراكسيس ، تم تخفيض الجدل إلى مستوى أسلوب دراسة المجتمع والعمل البشري. في "التاريخ والوعي الطبقي" ، أعلن لوكاش رسميًا أن استخدام المنهج الجدلي يجب أن يقتصر على دراسة التاريخ والمجتمع: "إن سوء الفهم الناجم عن فهم إنجلس للجدل برمته يرجع إلى حقيقة -أنه اتبع سوء فهم هيغل - الذي طبق هذا المنهج على الطبيعة أيضًا. (1971 ، 24)

"العودة إلى هيغل": البروليتاريا و وحدة الذاتي والموضوعي

مع رفض منظري مدرسة "براكسيس" لجدل الطبيعة كأساس لنظرية المعرفة الماركسية ، أصبحت قضية الطبيعة العلمية للمادية التاريخية مشكلة كان عليهم التوصل إلى إجابة لها. كان يجب أن يكونوا قد وجدوا أساسًا آخر للمعرفة. تم حل هذه المشكلة بالعودة إلى هيغل ، وأعاد الماركسيون الهيغليون إحياء مفهومه عن "وحدة" الذات Subject والموضوع Object كأساس لجميع الوقائع الاجتماعية . لقد استخدموا هذا المفهوم كعدسة لفحص قضيتين أصبحتا محوريتين في الماركسية بعد سقوط الأممية الثانية: الأولى ، العلاقة بين النظرية والممارسة الماركسية ، والثانية ، العلاقة بين علم الماركسية و الواقع الذي يحاول هذا العلم تفسيره. بعبارة أخرى ، شككوا في حقيقة أن الماركسية يمكن ان تعتبر نفسها اشتراكية "علمية". (كالينيكوس ، 17) ، هذه المسألة الأخيرة هي ما نحاول معالجته هنا.
………………………………………………………………………………………………
[الذات Subject و الموضوع Object: مقولتان فلسفيتان ، "الذات " تعني إنسان ايجابي و عارف و يتمتع بوعي و ارادة ، و يؤخذ" الموضوع "على انه ذلك الذي تؤدى اليه المعرفة، او ذلك الذي يتوجه اليه النشاط المعرفي او اي شيءٍ اخر ، و العلاقة بين الذات و الموضوع مسألة ترتبط بالمسألة الأساسية في الفلسفة.]
………………………………………………………………………………………………

مقلدًا هيغل ، اقترح لوكاش وغيره من منظري مدرسة "البراكسيس أن الموضوع المنفصل تمامًا عن الذات غير مفهوم. وبالتالي ، لكي تكون المعرفة حقيقية ، يجب أن تكون هناك وحدة سياقية بين الذات والموضوع ، أي أن الذات يمكن أن تدرك الموضوع كإبداع خاص بها. وفقًا لـكورش ، تتطلب المعرفة الحقيقية وجود "توافق بين الوعي و الواقع". (1970 ، 77)

لكن بالنسبة للوكاش ، لم تكن وحدة الموضوع والذات فقط كافية لفهم العالم الحقيقي. يتحقق هذا الفهم عندما يتم اعتبار الواقع كلية Totality. على حد تعبيره ، فإن الانتقال من المظاهر المرئية ، أي "الواقع الملموس والعالم التجريبي ، يكون ممكنًا فقط عندما ندركه كجزء من كل. أي ، مثل جوانب الوضع الاجتماعي الكلي التي وقعت في عملية التغيير التاريخي " (لوكاش، 1971، 168) أي أن المعرفة حقيقية عندما تعتبر كل ظاهرة جزءًا من كل اجتماعي ، وهذا ينطبق أيضًا على الماركسية.
ليست أولوية الدوافع الاقتصادية في شرح التاريخ، هي التي تميز بشكل حاسم الماركسية عن العلم البورجوازي، إنها النظرة الكلية. ان سيادة مقولة الكلية … هي الحاملة لمبدأ الثورة في العلم… "27

إن الدفاع عن "أولوية مقولة الكلية " في حد ذاته لا يعني انتماء لوكاش الى الفكر الهيغلي. اعتقد ماركس وإنجلس ولينين أيضًا أن نقطة البداية للمادية التاريخية يجب أن تكون "كلية" علاقات نمط الإنتاج. إن ما يجعل مقولة "الكلية " عند لوكاش هيغليا ،هو أنه يعتبر أن هذا "الكل" قد خلق من قبل "عقل مطلق " وليس نتيجة عملية تاريخية بين الإنسان والطبيعة بوساطة العمل المنتج.

"لا يمكن فهم الواقع واختراقه إلا ككلية ؛ وفقط هذه الذات التي هي كلية نفسها يمكنها اختراقه. لم يكن عبثًا أن أسس هيغل فلسفته على مبدأ "يجب فهم الحقيقة والتعبير عنها ليس فقط كجوهر ولكن أيضًا كذات". (39) "

تشكل "الوحدة المباشرة" للذات والموضوع أساس نظرية معرفة لوكاش والماركسيين الهيغليين. بالنسبة لهم ، المعرفة الحقيقية هي معرفة "كلية ذاتية- موضوعية " لوجودها. وفقا للوكاش ، "المادية التاريخية ... تعني" المعرفة الذاتية للمجتمع الرأسمالي "التي حققتها البروليتاريا. (229) فقط البروليتاريا ، "كعامل موضوعي-ذاتي معًا في السيرورات التطورية الاجتماعية والتاريخية" هي القادرة على تحقيق مثل هذه المعرفة. (149)

من ناحية أخرى ، وفقًا للوكاش ، فإن الفلسفة والوعي البرجوازيين غير قادرين على فهم الواقع ككل اجتماعي ، لأن الفهم البرجوازي للنظام الاجتماعي الرأسمالي هو فهم متناقض و "متشئ"reified. لا ترى البرجوازية المجتمع إلا على أنه كتلة من الأشياء المنفصلة المرتبطة ببعضها البعض بعلاقات السوق ، وليس بنوع ما من السيطرة الواعية. تخفي هذه البنية "المتشيئة" العلاقات الاجتماعية الحقيقية عن الوعي البرجوازي. أفضل ما يمكن للفكر والفلسفة البرجوازيين تحقيقه هو فهم أجزاء من الواقع ، وذلك أيضًا بطريقة شكلية بحتة. ظاهريًا ، يبدو أن هذا التفسير العقلاني للعالم هو فهم كامل ويمكن أن يخترق عمق المعرفة بالطبيعة الجسدية والنفسية للإنسان. لكن شكليتها تحد من ذلك. بمعنى آخر ، يؤدي النهج العقلاني لفصل أجزاء من الحياة إلى إنشاء قوانين شكلية. من وجهة نظر المراقب غير المستبصر ، تشكل مجموعة هذه الأشياء نظامًا واحدًا تحكمه سلسلة من "القوانين" العامة. لكن تجاهل جوانب محددة من محتوى هذه القوانين ... يظهر نفسه في عدم تجانس هذا النظام. (101)

"هذا التشيوء ، الذي يحول العلاقات الموضوعية بين الناس إلى علاقات شكلية بين أشياء منفصلة ، يجعل من المستحيل على الفلسفة البرجوازية أن تفهم المجتمع ككلية جامعة. لكن عملية التشيوء هذه لها تأثير معاكس على البروليتاريا. وبينما يلعب هذا التشيوء دور اخفاء بالنسبة للبرجوازية ، فإن له تأثيرًا كاشفيًا للبروليتاريا ويقود البروليتاريا إلى فهم المجتمع باعتباره كلًا تاريخيًا متطورًا. بالنسبة للوكاش ، كما جادل كالينيكوس ، فإن المسألة المركزية في التشيوء هي تحويل العامل الى شيء ، أي قوة العمل الى سلعة فقط. ولكن ، وفقًا للوكاش ، فإن الطبقة العاملة هي في نفس الوقت العامل الذاتي-الموضوعي للمجتمع البرجوازي ، سواء كمجرد موضوع محروم من موقعه الإنساني ، أو في نفس الوقت كنواة مركزية للوسيط المشكل للكلية. (1983 ، 77) "

وهكذا ، بالنسبة للوكاش ، فإن الوضع المغترب للبروليتاريا في العلاقات الاجتماعية الرأسمالية يمكنها من اكتساب معرفة حقيقية ليس فقط بالنظام الرأسمالي ولكن أيضًا بطبيعة المجتمع الطبقي بشكل عام. هذا يجعلها طبقة عالمية ، فاعلة كلية، لا يمكنها أن تحرر نفسها إلا من خلال تدمير المجتمع الطبقي بأكمله. (1971 ، 70). و هذا هو سبب اشارة لوكاش الى وعي البروليتاريا بانه "آخر وعي طبقي في تاريخ البشرية":
"يجب أن تكشف عن طبيعة المجتمع وتحقق بشكل متزايد التكامل الداخلي للنظرية والممارسة. بالنسبة للبروليتاريا ، "الأيديولوجيا" ليست راية تذهب بها إلى ساحة المعركة ولا غطاء لإخفاء أهدافها الحقيقية. الأيديولوجيا هي الهدف و السلاح. [70)

إن مطابقة الذات والموضوع ، والاغتراب والوعي ، هي علامة على عودة لوكاش الكاملة إلى مفهوم عقل هيغل المطلق 4. كما يذكر هو في التاريخ و الوعي الطبقي ،" يظهر بان البناء المنطقي-الميتافيزيائي في "فينومينولوجيا العقل" [بقلم هيغل] قد وجدت أخيرًا مكانها الحقيقي في وجود ووعي البروليتاريا ". (xxiii)

التاريخانية و الطبيعة العلمية للماركسية

كان الرفض المطلق لمنظري مدرسة "براكسيس" لطبيعية الأممية الثانية ، و "العودة إلى هيغل" ، في الواقع ، عودة إلى فهم الجدل الذي شكل فيه "العقل المطلق" جوهره المركزي ، مع الفارق الوحيد هنا أن هذا "العقل المطلق" هو البروليتاريا نفسها التي جعلها وجودها واغترابها مصدر التطورات التاريخية والمعرفة العلمية. بعبارة أخرى ، أصبحت البروليتاريا ، كذات وموضوع كلي في التاريخ ، العنصر الوحيد الذي يربط العلم بالتاريخ معًا. أي أن الفهم العلمي للواقع لا يمكن أن يكون ممكنًا إلا من خلال اتحاد الذات والموضوع في ماهية البروليتاريا.

هذا التوحيد للأساس المعرفي للعلم مع سيرورة الصراع الطبقي ، والذي تم تحقيقه من خلال تحويل مفهوم "الطبقة" إلى مفهوم "العقل الكلي للتاريخ" لهيغل ، قد أطلق عليه اسم "التاريخانية " historicism . وفقًا للتعريف "التاريخاني" للعلم ، تكتسب النظرية صدقية علمية اذا تمكنت أن تعكس حقيقة وجود و واقع طبقة معينة في فترة تاريخية معينة. بمعنى آخر ، تكون النظرية علمية ،عندما تعكس وعي طبقة معينة وتكشف ما هو مخفي وراء ممارسة تلك الطبقة. لا تكتسب العلوم مصداقيتها المعرفية من خلال استخدام الأساليب العلمية لبناء النظريات ، بل من الدور الذي تلعبه في تشكيل النظرة العالمية للطبقات الاجتماعية. وبهذه الطريقة ، يحول التاريخانيون العلوم إلى أيديولوجيات وعوامل فوقية (غرامشي ، 1976 ، 368) تعتمد صحتها على المسار المتغير للتاريخ ونتائج الصراع الطبقي.

فهم الماركسيون الهيغليين الماركسية بنفس المعنى التاريخاني. حسب رأيهم ، الماركسية علم لأنها تعكس أيديولوجية البروليتاريا. تنبع صحتها العلمية أيضًا من الدور التاريخي الذي تلعبه في التعبير عن وعي البروليتاريا وتطلعاتها السياسية. لا يقوم الجوهر العلمي للماركسية على أساس استخدام الأساليب العلمية ، ولكن على أساس وعي البروليتاريا كعامل ذاتي للتاريخ. (كالينيكوس، 1976، 17-18) هذا لا ينطبق فقط على لوكاش ولكن أيضًا على غرامشي.

مثل لوكاش و كورش ، يعتقد غرامشي أن الوحدة المباشرة للذات والموضوع هي مصدر الواقع التاريخي. المعرفة ، كنتاج لهذه الوحدة ، هي انعكاس لاحتياجات ومصالح الذات العارفة . كما يؤكد هو نفسه ، "معرفتنا ليست سوى أنفسنا ، واحتياجاتنا ومصالحنا". (1976 ، 368) وبالمثل ، فإن الماركسية هي نظرية تكشف احتياجات ومصالح البروليتاريا.
"إذا كان [ماركس] قد حلل الواقع ، فإن عمله لم يكن سوى تنظيم منطقي ومتماسك لما شعر به الفاعلون التاريخيون لهذا الواقع واستمروا في الشعور به بطريقة مشوشة و غريزية؛ نقد [ماركس] جعل وعيهم حول الواقع أكثر وضوحًا. (392) "

لكن بينما كان وعي البروليتاريا بالنسبة للوكاش نتيجة مباشرة لاغترابها في قلب العلاقات المتناقضة للرأسمالية ، فإن هذه التناقضات بالنسبة لغرامشي تمنع معرفة البروليتاريا من أن تكون حقيقية. وفقا له ، لا يمكن للبروليتاريا أن تحقق المعرفة الحقيقية إلا من خلال إزالة تناقضات النظام الرأسمالي وإقامة مجتمع شيوعي.
"يعرف الإنسان بموضوعية بقدر ما تكون المعرفة حقيقية للجنس البشري بأكمله ، موحدًا تاريخيًا في نظام ثقافي واحد موحد. لكن عملية التوحيد التاريخي هذه تحدث من خلال اختفاء التناقضات الداخلية التي تمزق المجتمع البشري ، في حين أن هذه التناقضات بحد ذاتها هي شرط لتشكيل الجماعات وولادة الأيديولوجيات التي ليست عالمية بشكل ملموس ولكنها تتحول على الفور إلى انتقالية بسبب الأصل العملي لماهيتها . لذلك يوجد صراع من أجل الموضوعية (لتحرير الذات من الأيديولوجيات المتحيزة والمضللة) وهذا هو نفسه الصراع من أجل التوحيد الثقافي للجنس البشري. "(445)
بهذه الطريقة ، يتم اختزال عملية الإنتاج العلمي إلى عملية وحدة الذات في التاريخ.
"الموضوعية تعني دائمًا" موضوعية بشريًا"، والتي يمكن اعتبارها متوافقة بشكل مباشر مع" ذاتية تاريخيًا ". بعبارة أخرى ، الموضوعية تعني "ذاتية كليًا " ... ما يسميه المثاليون "الروح" ليس نقطة انطلاق ، إنه نقطة وصول ؛ انها مجموعة ابنية فوقية تتجه نحو وحدة كلية ملموسة وموضوعية. (445-46) "

من خلال وضع "الوحدة الكلية " للذات كشرط الوصول الى المعرفة الموضوعية ، يعارض غرامشي عمليًا رأي ماركس بأن مهمة العلم هي الكشف عن الهياكل والعلاقات الخفية للواقع الموضوعي من خلال اختراق ما وراء المظاهر. بالنسبة لغرامشي ، فإن مثل هذه الهياكل التي تتجاوز الذات ، والتي يمكن اكتشافها بطريقة علمية ، لا توجد خارجيًا.
"تعني فكرة "الموضوعية" في المادية الميتافيزيائية أن هناك موضوعية منفصلة عن الإنسان. الشخص الذي يؤمن بوجود الواقع دون وجود البشر ، إما أن يفكر ميتافيزيائيًا أو يقع في هاوية التصوف. (446) "

وفقًا لغرامشي ، فإن الأيديولوجيات والمظاهر الخاطئة هي نتيجة الانقسام الداخلي في الذات ولا يمكن إزالتها إلا من خلال ثورة بروليتارية. وعليه ، فإن الماركسية ، في نظره ، علم إلى حد أنه يمكن أن يساهم في "وحدة" البشرية. معيار خواصها العلمية ليس "منهجها" ، بل درجة جاذبيتها للطبقات الثورية. كلما تمكنت الماركسية من تعبئة الجماهير ، كلما ثبت أن أيديولوجيتها "موضوعية". ووفقًا له ، فإن مثل هذه التعبئة الجماهيرية ليست شيئًا عفويًا و "عرضيًا" ، أو نتيجة "الإرادة الإيجابية والرسمية لشخص أو مجموعة نفذتها فقط بسبب فلسفتها العقائدية أو انتماءها الديني" ، لكن هذه التعبئة تحدث عندما تكون تلك الأيديولوجية قادرة على "الاستجابة لاحتياجات مرحلة عضوية من التاريخ. (341) بعبارة أخرى ، بالنسبة لغرامشي ، "انجذاب أو عدم انجذاب الجماهير هو المعيار الحقيقي الذي يحدد درجة العقلانية والتاريخية" لأيديولوجية الماركسية. (341)

إن إنكار غرامشي لوجود واقع موضوعي يتجاوز احتياجات وأنشطة البروليتاريا الحالية لا يترك له أي خيار سوى اعتبار موضوعية العلم مشروطة بوجود غرضية تاريخية. وبهذه الطريقة ، في نظره ، تصبح الموضوعية الحقيقية هدفًا تاريخيًا للذات لا يمكن تحقيقه إلا في مجتمع شيوعي.

من الضروري هنا شرح نقطة أخرى تتعلق بآراء لوكاش وغرامشي ، وهذا هو دور الحزب الطليعي . يجب أن يكون واضحًا الآن أن مفاهيم لوكاش وغرامشي التاريخانية عن الماركسية لا تترك مجالًا للدور "العلمي" لحزب الطليعة البروليتاري. ومع ذلك ، في إنكار هذا الدور العلمي ، يتخذ كل من هذين المفكرين مسارًا مختلفًا.

بالنسبة لغرامشي ، الذي يرى الموضوعية في الوحدة الكلية للعامل الذاتي ، فإن دور الحزب لا يُعرَّف إلا على أنه المحفز لهذه الوحدة. وبناءً على ذلك يصبح دور الحزب السياسي دوره العلمي أيضًا. بقدر ما يتعلق الأمر بالدور النظري للحزب ، فإن هذا الدور ينحصر في مهمة التعبير عن إمكانات البروليتاريا "بشكل أوضح" و "أكثر تماسكًا".
"إذا أردنا التعامل مع مشكلة وحدة النظرية والممارسة ، فيمكن القيام بمثل هذا الشيء بطريقة يمكن ، استنادًا إلى ممارسة معينة ، بناء نظرية ، والتي من خلال التكيف والمطابقة مع عناصر اساسية مقرِّرة من تلك الممارسة المحددة ، يمكن أن تسرع التاريخ الجاري و تجعل الممارسة ذي الصلة أكثر تنسيقًا وتماسكًا وفعالية في جميع جوانبه ؛ أو بعبارة أخرى ، زيادة امكاناتها إلى أقصى حد. (1976 ، 365) "

وهكذا ، بالنسبة لغرامشي ، يصبح الحزب عنصرًا عقلانيًا تتمثل مهمته التاريخية في تبرير افعال "القوى العملية" حتى تصبح "أكثر فاعلية وانتشارًا". ومن ثم ، فإن "مطابقة النظرية والممارسة هو عمل حاسم ، يتم من خلاله إثبات كون الممارسة منطقية و ضرورية". (365)

بالنسبة إلى لوكاش ، الأمر مختلف بعض الشيء. بينما يرى غرامشي العلاقة بين النظرية والممارسة في الغالب في المجال السياسي ، يُعرّف لوكاش المشكلة بطريقة أكثر فلسفية. بالنسبة له ، تنشأ المعرفة العلمية فقط من الوحدة المباشرة للذات والموضوع ، والتي لا يمكن تحقيقها إلا في ماهية البروليتاريا.

بهذا المعنى ، فإن البروليتاريا هي بالفعل حاملة الوعي العلمي بسبب موقعها داخل علاقات الإنتاج الرأسمالية. وهكذا ، بالنسبة للوكاش ، فإن المهمة التاريخية للحزب هي "نشر" هذا الوعي بين قطاعات البروليتاريا التي قد لا تصل إلى الوعي المناسب لموقعها. لذلك ، فإن دور الحزب هو دور أيديولوجي يهدف إلى التعويض عن إخفاقات البروليتاريا المحتملة في الوصول إلى وعيها الكامل. وهكذا يحول لوكاش الصراع الطبقي السياسي إلى صراع أيديولوجي ، صراع يتم خوضه على مستوى الوعي الطبقي. في الواقع ، يصبح الوعي من وجهة نظره، هو السلاح الوحيد لدى البروليتاريا في نضالها ضد البرجوازية.
"إن التفوق الفعال الوحيد للبروليتاريا ، سلاحها الوحيد الحاسم ، هو القدرة على رؤية المجتمع ككل محدد تاريخيا ؛ رؤية الأشكال المشيئة للعلاقات بين الناس ؛ رؤية المعنى الحقيقي للتاريخ الذي يتجلى بشكل سلبي فقط في التناقض بين الأشكال المجردة ، وتحويل جوانبه الإيجابية في النهاية إلى وعي وتطبيق هذا الوعي. (197) "

في محاولة لإدراك هذا الوعي ، تنشئ البروليتاريا حزبها الطليعي . هذا الحزب هو فقط نتيجة العمل الحر والواعي للبروليتاريا نفسها ولا يمكن فرضه عليها من الخارج. وكما أوضح أراتو وبرينز ، فإن الحزب بالنسبة للوكاش هو "بنية عقلية تمثل وعي البروليتاريا في أكثر أشكالها تقدمًا. أو بتعبير أدق ، من وجهة نظر موضوعية ، إنه أعلى مستوى ممكن من وعيها الطبقي في أي مرحلة معينة. (1979 ، 157) نتيجة لذلك ، فإن "العقل المطلق" - أي الوعي - باعتباره القوة الدافعة للتاريخ ، يحول الواقع الموضوعي ويخلق في الوقت نفسه الوسائل والأدوات اللازمة لهذا التحول. "بالنسبة للبروليتاريا ، ليست الإيديولوجيا راية تذهب بها إلى ساحة المعركة ولا غطاء لإخفاء أهدافها الحقيقية. الأيديولوجيا هي هدفها وسلاحها. (1971 ، 70) وهكذا ، مع لوكاش ، اكتملت العودة إلى هيغل.

الماركسية ضد التاريخانية

عند الماركسيين الهيغليين ، أدت العملية التي بدأت برفض جدلية الطبيعة عند إنجلس والنظرية الانعكاسية للمعرفة ، إلى الانعكاس الكامل للمادية التاريخية لماركس وإنجلس والعودة الكاملة إلى جدل هيغل الذاتي. إن تطابق مجال العلاقة بين العلم و موضوعه ، من ناحية ، ومجال العلاقة بين النظرية والممارسة ، حيث كان "العقل المطلق" في المركز ، من ناحية أخرى ، كان ممكنًا فقط من خلال عودة كاملة إلى هيغل ، لأن الواقع بالنسبة لهيغل يقوم على "الوحدة المباشرة" للذات والموضوع (على عكس "وحدتهم من خلال التوسط"). بعبارة أخرى ، لا يمكن اختزال مسألة الأساس المعرفي للعلم الى مستوى الممارسة الذاتية فقط إلا عندما يُفهم هذا الذات بمعناه الهيغلي ، كذات يكون الموضوع جزءًا من كيانها الخاص ، أي كائن مطلق.

نتيجة لهذا الفهم الهيغلي ، توسع مجال الصراع الطبقي - أي مجال الوسط الاجتماعي - ليشمل مجال الوسط التاريخي بين الإنسان والطبيعة. بعبارة أخرى ، اندمجت عملية التطور التاريخي لقوى الإنتاج برمتها مع مجال الصراعات الطبقية. تمت ترقية البروليتاريا ، كعامل للصراع الطبقي في المجتمع الرأسمالي ، إلى موقع "ذات" للتاريخ بأكمله. وبنفس الطريقة ، فإن العلم ، الذي كان بحسب ماركس وإنجلس نتاج التفاعل بين الإنسان والطبيعة من خلال العمل المنتج ، أصبح أيديولوجية مختلف الطبقات المتصارعة. من الواضح أن مثل هذه المعاملة لم تعني فقط رفض تفسيرات إنجلس ولينين لماركس ، بل انتهكت أيضًا مفاهيم ماركس الجدلية ؛ انتهاك له تناقضات في صميمه.

من الواضح تمامًا أن ماركس لم يعتبر البروليتاريا "خالق" الرأسمالية ، بل "مخلوق" أو نتاج عملية توسط تاريخي أدت إلى إنشاء علاقات إنتاج رأسمالية. وفقًا لماركس ، فإن علاقات الإنتاج الرأسمالية في مجملها تتجاوز الوجود المباشر للبروليتاريا ، وبالتالي فهي غريبة عنها. لذلك ، فإن وعي البروليتاريا بعلاقات الإنتاج الرأسمالي ليس وعيًا "مباشرًا " بالمعنى الهيغلي ، ولكنه وعي مكتسب .5

علاوة على ذلك ، حتى لو قبلنا حجة لوكاش بأن البروليتاريا هي العامل "الذاتي الموضوعي" للرأسمالية ، يبقى هذا السؤال بلا إجابة كيف يمكن للبروليتاريا أن تتجاوز وجودها وتحقق وعيًا غير رأسمالي. حتى بالنسبة لهيغل ، الوعي ، كنتيجة لانعزاله عن نفسه ، يمكنه فقط أن يدرك ما هو "هو" وليس ما "يرغب في أن يكون". من أجل تحديد مكانتها في علاقات الإنتاج الرأسمالية ، لا يجب على البروليتاريا أن تتجاوز وجودها المباشر فحسب ، بل يجب عليها أيضًا أن تتجاوز علاقات الإنتاج الرأسمالية بأكملها وأن تفهم هذه العلاقات على أنها نتاج تفاعل تاريخي وسيط بين الإنسان والطبيعة. بالطبع ، مثل هذا الشيء مستحيل بالنسبة للبروليتاريا حتى في إطار الجهاز الهيغلي ، لأن الذات بالنسبة لهيغل محصور في إطار وجوده. نتيجة لذلك ، حتى في إطار النظام الهيغلي ، يواجه فهم البروليتاريا كعامل تاريخي "ذاتي-موضوعي" تناقضًا ، ومحاولة لوكاش لحل تناقضات المجتمع البرجوازي "من داخل معضلة المجتمع البرجوازي نفسه "يصبح متناقضًا وغير مقبول. (كالينيكوس ، 1976 ، 26)

تجنب غرامشي هذا التناقض بالقول إن وعي البروليتاريا ليس نتيجة اغترابها ، بل نتيجة "رفضها اغترابها" ، أي نتيجة لما يسميه"وحدتها". لكن هذه المناقشة تجعله متقدمًا على لوكاش بخطوة واحدة فقط. من خلال مساواة "الموضوعية" و "الوحدة" ، يقول غرامشي في الواقع أن العلم لا يمكن أن يوجد إلا في المجتمع الشيوعي. لكنه فشل في إظهار كيف يمكن للبروليتاريا ، أو على الأقل حزبها الطليعي ، في تناقضات علاقات الإنتاج الرأسمالية ، تحقيق الوعي الشيوعي ، وحتى النضال من أجل الاشتراكية. بعبارة أخرى ، إنه غير قادر على تفسير وجود الماركسية نفسها في المجتمع الرأسمالي. أفضل تفسير له لوجود الوعي الشيوعي في الحزب الطليعي أن هذه الطليعة"سابقة لعصرها"! 6

وهكذا أصبحت البروليتاريا ، مع غرامشي ، حبيسة حلقة مفرغة. لا يمكنها أن تحقق المعرفة الموضوعية إلا إذا توحدت من خلال إقامة الشيوعية ، ولا يمكنها أن تؤسس الشيوعية ما لم تحارب بشكل موضوعي من أجلها من خلال صراعها الطبقي السياسي.

مثل هذا النهج الثنائي dichotomous تجاه "الموضوعية" ، والذي يقسم التاريخ إلى مرحلتين ،موضوعية (شيوعية) وغير موضوعية (ما قبل الشيوعية) ، هو نتيجة لرفض وجود الواقع الموضوعي خارج الفاعل العقلي "الموحد". هذا ، بالطبع ، يتناقض مع فهم ماركس لمفهوم العلم. بالنسبة لماركس ، تستند موضوعية العلم في الوقت نفسه إلى الفصل و الوحدة الجدلية بين الذات والموضوع. في الواقع ، إن وجود العلم بأكمله يقوم على هذا الفصل. وفقًا لماركس ، "سيكون العلم بشكل عام غير ضروريًا إذا كان المظهر الخارجي وجوهر الأشياء يتوافقان بشكل مباشر مع بعضهما البعض". (1998 ، 804)

لذلك ، بالنسبة لماركس ، لا تعتمد موضوعية العلم على انتصار الثورة البروليتارية ، ولكن على قدرة العلم على اختراق مظاهر الأشياء وفهم الآليات الداخلية للواقع الموضوعي. مثل هذا المفهوم للعلم له طبيعة "تطورية" وليس ثنائية. أساس هذا المفهوم هو فهم التفاعل الجدلي بين الإنسان والطبيعة في عملية الإنتاج.

وهكذا ، فإن "العودة إلى هيغل" من قبل منظري مدرسة "براكسيس" لم تتم إلا من خلال نفي الطبيعة العلمية للماركسية نفسها. أظهرت التناقضات النظرية والعملية التي واجهوها أن الإنكار الميكانيكي للواقع الجدلي للطبيعة - تمامًا مثل التطبيق الميكانيكي للطبيعة الجدلية للطبيعة على التاريخ والمجتمع البشري من قبل قادة الأممية الثانية - لا يمكن أن يتم إلا من خلال انتهاك مبادئ المادية الجدلية والمادية التاريخية التي أسسها ماركس وإنجلس وتبلورت في نظرية لينين "حزب الطليعة البروليتاري".

اللينينية والعلاقة بين علم الماركسية والصراع الطبقي

على عكس الماركسيين الهيغليين الذين اعتبروا آراء إنجلس حول جدلية الطبيعة هي السبب في إصلاحية قادة الأممية الثانية ، حاول لينين في الواقع إظهار أن آراء إنجلس كانت صحيحة وأن المشكلة الرئيسية تكمن في التفسير اللاجدلي لهؤلاء القادة ،لمفاهيم إنجلس الجدلية. تعكس "المادية و المذهب النقدي-التجريبي " و "الملاحظات الفلسفية" جهود لينين لإثبات الطبيعة الجدلية للسيرورات الطبيعية والتاريخية والفكرية. تتضح هذه النقطة في المقطع التالي من ملاحظات لينين الفلسفية:

"شطر الكل الواحد وفهم أجزائه المتعارضة ... يشكل جوهر… الجدل. هذه بالضبط هي الطريقة التي عبر بها هيغل ... "
"ان تماثل الضدين (ربما يكون من الأصح قول" وحدة "هما ...) هو التعرف على (اكتشاف) الاتجاهات المتعارضة،المتناقضة المتنابذة، في كل ظاهرات وعمليات الطبيعة (بما في ذلك الروح والمجتمع). شرط معرفة كل سيرورات العالم في "ديناميكيتها الذاتية" ، في تطورها التلقائي، وفي حياتها الحية ، هو فهمها من حيث هي وحدة الضدين. النمو- التطور يعني "صراع" الأضداد. (1972 ب ، 359-60) "

من الضروري أن نتذكر أن لينين ناقش هنا التفسير الجدلي لكل من السيرورة الوجودية للنمو في الطبيعة والتاريخ من خلال وحدة وصراع التناقضات ، و السيرورة المعرفية لفهم عملية النمو هذه. اقرارا بوحدة المادية الجدلية والمادية التاريخية ، اتفق لينين مع رأي إنجلس بأن المادية الجدلية "لا تحتاج إلى أن تقف الفلسفة على رأس العلوم الأخرى بعد الان" ، و كذلك كنتيجة لوحدة المادية الجدلية والمادية التاريخية، ما يتبقى من فلسفة الماضي هو فقط "علم التفكير وقوانينه". (Engels، 1987a، 26) 7 . كذلك ، بالإضافة إلى عملية النمو من خلال صراع الأضداد ، الذي "يتحرك في دورات لولبية spirals" ،"الجدل ، كما فهمه ماركس ، و أيضا حسب هيغل ، يتضمن ما يسمى اليوم بنظرية المعرفة ، أو الابستمولوجيا ، والتي يجب أن تعالج موضوعها من وجهة نظر تاريخية أيضا ، و ذلك بان تدرس و تعمم منشأ المعرفة و تطورها، اي الانتقال من اللامعرفة إلى المعرفة. (لينين ، 1974 ب ، 54) "

بهذا المعنى ، يشتمل الجدل على سيرورتين متميزتين معا: سيرورة موضوعية و سيرورة ذاتية. في حين أن السيرورة الأولى تتعلق بنمو القوى المنتجة من خلال الصراع الطبقي ، فإن السيرورة الثانية تتعلق بتنمية المعرفة العلمية لقوانين هذه العملية الموضوعية من خلال التفكير الجدلي. في السيرورة الثانية، انعكاس السيرورات الجدلية للطبيعة والتاريخ في الوعي ، يؤدي إلى تطور المفاهيم العلمية للمادية التاريخية.

إن مساهمة لينين في هذه المسألة ليست فقط نتيجة فهمه لهذه السيرورة ذات الاتجاهين ، ولكن أيضًا نتيجة لفهمه الجدلي للعلاقة بين الصراع الطبقي من ناحية ، والإنتاج العلمي باعتباره جانبًا من جوانب التطور التاريخي لقوى الإنتاج من ناحية أخرى. .

على عكس منظري الأممية الثانية ، الذين حالوا التوسط "الاجتماعي" الى توسط "تاريخي" ، اعتبر لينين هذين المستويين مختلفين عن بعضهما البعض وحاول صياغة علاقتهما بطريقة "جدلية ". وكان العنصر الأساسي في هذه العلاقة الجدلية هو مفهوم "حزب الطليعة" البروليتاري.

استند انفصال لينين عن النهج التدريجي للأممية الثانية إلى عودته إلى "أطروحات ماركس حول فويرباخ"، حيث أكد ماركس على مركزية الممارسة الاجتماعية البشرية والعمل كوسيلة في التطور التاريخي للمجتمع البشري. (1976) بناءً على هذا النهج الجدلي ، رفض لينين أي حجة حول "حتمية" انهيار الرأسمالية وظهور المجتمع الاشتراكي بشكل مستقل عن سيرورة الصراع الطبقي. في رأيه ، لا يكفي وجود الظروف "الموضوعية" المناسبة وحدها ، ولا مجرد وجود الإرادة "الذاتية " للطبقات المضطهدة ، لحدوث ثورة. كما أكد ، "مما لايقبل النقاش عند الماركسي أن الثورة مستحيلة دون وضع ثورى ، اضف الى ذلك أن كل وضع ثورى لايؤدى بالضرورة إلى الثورة" (1974 أ ، 213)

لكي تحدث ثورة ، يجب أن يكون هناك مزيج من الشروط الموضوعية والذاتية. في عمله بعنوان "انهيار الأممية الثانية" ، يصف لينين الشروط الموضوعية الضرورية لـ "الوضع الثوري":

فما هى اذا ماتحدثنا بصفة عامة أعراض الوضع الثورى ؟ لن نخطئ بالتأكيد إذا أشرنا إلى الأعراض الأساسية الثلاثة التالية : (1 ) عندما يستحيل على الطبقات الحاكمة الإحتفاظ بحكمها دون أى تغيير ، حينما تكون هناك أزمة بشكل او بآخر ، داخل "الطبقات العليا" ، أزمة فى سياسة الطبقة الحاكمة ، تؤدى الى انشقاق يتفجر منه إستياء الطبقات المضطهدة وحنقها . فلكى تندلع الثورة ، لايكفى عادة " ألا تريد الطبقات الدنيا" بعد الآن أن تعيش بالطريقة القديمة ، بل يجب أيضا " ألا تستطيع الطبقات العليا " أن تعيش بالطريقة القديمة . (2) عندما تتفاقم حاجة الطبقات المضطهدة وتشتد معاناتها أكثر من المعتاد . (3) أن تتعاظم لحد ملحوظ ، نتيجة للأسباب المشار إليها اعلاه، فعالية الجماهير التى تستسلم للسرقة بدون شكوى فى "زمن السلم " ، ولكن التى تجذبها ، فى أزمنة العاصفة ، سواء ظروف الأزمة كلها أم " الطبقات العليا " نفسها ، إلى القيام بنشاط تاريخى مستقل" . (1974a, 213-14)

في ظل غياب هذه الشروط الموضوعية ، التي ، بحسب لينين ، "مستقلة ليس فقط عن إرادة الجماعات الفردية والأحزاب، ولكن حتى عن إرادة طبقات منفردة" ، كمبدأ عام ، "تستحيل الثورة". (214) وفي نفس الوقت ، فإن مجرد وجود هذه الشروط لا يكفي لحدوث ثورة:

"أن الثورة لاتتمخض عن كل وضع ثورى ، انها تندلع فقط اذا ترافق مع جميع التغيرات الموضوعية المذكورة آنفا تغير ذاتى ، أى قدرة الطبقة الثورية على القيام بأعمال ثورية جماهيرية ، قوية بما يكفى الى حد انها تكسر ( او تصدع ) الحكم القديم الذى لن "يسقط" أبدا حتى فى فترة الأزمات ، ان لم " يعمل على الاطاحة به " . (214)

دور الحزب كوسيط في عملية الصراع الطبقي

وفقا للينين ، فإن مهمة خلق "التغييرات الذاتية " اللازمة لتحويل "الوضع الثوري" الموضوعي إلى ثورة حقيقية هي مسؤولية الماركسيين وحزبهم السياسي. وفقا له:

"مامن اشتراكى قد ضمن ابدا بأن الثورة سوف تنشأ من الحرب الحالية ( لامن الحرب المقبلة ) ، ومن الوضع الثورى الحالى ( لامن الوضع المقبل ) . ومانناقشه هنا مناطه الواجب الاساسي غير القابل للجدل لكل الاشتراكيين -- وهو واجب ان يكشفوا للجماهير وجود الوضع الثورى ، ويوضحوا اطاره وعمقه ، ويوقظوا وعى البروليتاريا الثورى ، وعزيمتها الثورية ، ويعاونوها على الانتقال الى الاعمال الثورية ، ويشكلوا لهذا الغرض منظمات تتلائم والوضع الثورى" .
"ومامن اشتراكى ذو مكانة قيادية أومسؤول جرؤ قط على ان يشعر بالشك فى ان هذا هو واجب الاحزاب الاشتراكية . " (1974 ، 216-17) "
وبحسب لينين ، فإن الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية للأممية الثانية ، نتيجة "لفشلها في أداء" هذه المهمة ، ضمنت "الخيانة والموت السياسي والتنازل عن دورها و فرارها إلى جانب البرجوازية". (217)

لكن حسب لينين ، فإن المشاركة "النشطة" لـ "حزب الطليعة البروليتارية" ضرورية لانتصار العملية الثورية. وهذا يشمل المشاركة النشطة في المجالين الرئيسيين، "التنظيم" و "الوعي السياسي". في مجال التنظيم ، يكون حزب الطليعة مسؤولاً عن تجميع وتنظيم الطبقة الثورية في نضالها ضد البرجوازية. أعلن لينين أن المهمة" العملية الاولى" للاشتراكيين الديمقراطيين وحزبهم "التي لا تقبل التأجيل ،انشاء منظمة ثوريين قادرة على ان تؤمن للنضال السياسي القوة و الثبات و الاستمرارية". (1973b، 446) حسب قوله ، " لا يمكن ان يصبح طليعة للقوى الثورية في زمننا غير الحزب الذي ينظم تشهيرا يسترعي انتباه الشعب كله حقًا." (431)

"عندما يغير ملايين الأشخاص ، سعياً وراء هدف واحد وبدافع من إرادة واحدة ، شكل تواصلهم وسلوكهم ، ويغيرون مكان وطريقة أنشطتهم ، ويختارون أدواتهم وأسلحتهم وفقاً للظروف والمتطلبات المتغيرة للنضال - كل هذا تنظيم حقيقي. (1974 أ ، 253) "

بدون مثل هذا التنظيم الحقيقي ، سوف "تُحرم الجماهير" من "وحدة الإرادة" اللازمة لثورة ناجحة. (240) 8 تتمثل إحدى المهام التاريخية لحزب الطليعة البروليتاري في ضمان نمو مثل هذا التنظيم بين الطبقات الثورية.

كان الفشل الآخر لمنظري الأممية الثانية ، حسب لينين ، نتيجة اعتقادهم الميكانيكي بأن تطور القوى المنتجة يؤدي تلقائيًا إلى تطور تلقائي للوعي الثوري بين البروليتاريا كشرط مسبق للإطاحة بالنظام الرأسمالي. اعتبر لينين مثل هذا الافتراض غير صحيح وغير جدلي ،ورفضه بحزم.

"إن الحركة العفوية للطبقة العاملة في حد ذاتها لا يمكن أن تنتج إلا التريديونيونية (النقابية) (وهي تفعل ذلك حتما) ، والسياسة التريديونيونية لطبقة العمال هي بالضبط السياسة البرجوازية لطبقة العمال. إن مجرد مشاركة طبقة العمال في النضال السياسي ، أو حتى في الثورة السياسية ، لا يحول سياساتها إلى سياسة اشتراكية ديمقراطية (9) (1973b ، 437) "

إن فكرة إمكانية التطور "العفوي" للوعي الاشتراكي بين البروليتاريا تعني أن هناك علاقة "فورية" ومباشرة بين "تفكير" و "كيان" البروليتاريا. ومثل هذا الادعاء ، بلا شك ، ينتهك مبادئ المادية الجدلية. في إشارة إلى إضراب العمال الروس في سنوات 1890، قال لينين إن وعي الطبقة العاملة لا يمكن أن يكون وعيًا اشتراكيًا ديمقراطيًا إلا إذا كان قائمًا على معرفة العلاقات الاجتماعية للإنتاج الرأسمالي بأكملها. من وجهة نظر موقعهم المحدد في علاقات الإنتاج الرأسمالية ، لا يمكن للعمال أن يكونوا على وعي بمجموعة المصالح المعادية الموجودة في النظام السياسي والاجتماعي الحديث بأكمله.

"لا يمكن أن يكون وعي الطبقة العاملة وعيًا سياسيًا حقيقيًا ما لم يتم تدريب العمال على الرد على جميع حالات الاضطهاد والقمع والعنف والعدوان ، بغض النظر عن" أي طبقة "هي الضحية ... وعي جماهير العمال لا يمكن أن يكون وعياً طبقيًا حقيقيًا حتى يتعلم العمال من أحداث ملموسة ، وقبل كل شيء ، من الحقائق والأحداث اليومية والسياسية ، و من ملاحظة"جميع" الطبقات الاجتماعية الأخرى و "كل" مظاهر حياتهم الفكرية والأخلاقية والسياسية. حتى يتعلموا تطبيق التحليل المادي في الممارسة ويكون لديهم تقييم مادي "لجميع" جوانب حياة و نشاط جميع الطبقات و الشرائح وفئات المجتمع. (412) "

بالنسبة للينين ، لا يمكن إعطاء مثل هذا الفهم الشامل للعلاقات الكلية للنظام الرأسمالي للعمال إلا من خارج موقعهم "المباشر " في علاقات الإنتاج الرأسمالية.

"يمكن إعطاء الوعي السياسي الطبقي للعمال" فقط من الخارج "، أي من خارج ميدان الصراع الاقتصادي ، خارج مجال العلاقة بين العامل وصاحب العمل. المجال الوحيد الذي يمكن فيه الحصول على مثل هذه المعرفة هو مجال العلاقات بين "جميع" الطبقات و الشرائح مع الدولة و الحكومة، مجال العلاقات المتبادلة بين "جميع" الطبقات." (422)

و لذا فان مهمة حزب الطليعة البروليتاري جلب وعي سياسي ثوري - أي الوعي الاشتراكي الديموقراطي ، الذي لا يتوفر مباشرة للبروليتاريا نتيجة أسرها في علاقات الإنتاج الرأسمالية - الى العمال من أجل تيسير العملية الثورية.

"تقود الاشتراكية الديموقراطية نضال العمال ليس فقط من أجل تحسين شروط بيع قوة العمل ، ولكن أيضًا من أجل إلغاء النظام الاجتماعي الذي يجبر غير المالكين على بيع أنفسهم للأثرياء. تمثل الاشتراكية الديموقراطية العمال ليس فقط في علاقاتهم مع مجموعة معينة من أرباب العمل ، ولكن في علاقاتهم مع جميع طبقات المجتمع المعاصر ، ومع الدولة كقوة سياسية منظمة ... يجب علينا القيام بعمل التثقيف السياسي للطبقة العاملة ، والبدء بنشاط في تطوير وعيها السياسي. (400) "

بناءً على هذا الفهم الجدلي للدور الوسيط لحزب الطليعة البروليتاري في عملية الصراع الطبقي ، دعا لينين جميع الاشتراكيين الديمقراطيين الثوريين إلى "الانتقال بين جميع طبقات الشعب" كمنظرين ودعاة و محرضين ، ومنظمين " (425)و "إرسال وحدات جيشهم الى كل مكان لجلب الوعي السياسي الى العمال" ، (422) إن قوة وضعف حركة الطبقة العاملة ، ونجاح العملية الثورية للاشتراكية ، يعتمدان ، من وجهة نظر لينين ، على الدرجة التي ينجح بها حزب طليعة البروليتاريا في أداء مهمته التاريخية المتمثلة في تنظيم البروليتاريا و رفع نضالها الطبقي إلى مستوى النضال السياسي الثوري ضد النظام الرأسمالي ككل. ووفقًا له ، "تكمن قوة الحركة الحالية في إيقاظ الجماهير (بشكل أساسي ، البروليتاريا الصناعية) ، وأن ضعفها يكمن في نقص الوعي والمبادرة بين القادة الثوريين" (373).

"هذا يظهر ... أن" كل "تقديس للحركة العفوية للطبقة العاملة ، وكل انتقاص من دور" عنصر الوعي "ودور الاشتراكية الديموقراطية ، بغض النظر عما إذا كان القائمون بهذا يريدون ذلك أم لا ، يعني تقوية تأثير الأيديولوجية البرجوازية في العمال. كل أولئك الذين يتحدثون عن "تقدير اهمية الأيديولوجية باكثر مما تستحق " ، و عن المغالاة في دور عنصر الوعي ، وما إلى ذلك ، يتوهمون أن الحركة العمالية الصرف تستطيع بحد ذاتها ان تصنع لنفسها و انها ستصنع لنفسها ايديولوجية مستقلة ، و ان ذلك لا يتطلب غير قيام العمال "بانتزاع مصيرهم من أيدي القادة" ، لكن هذا خطأ فاحش. (383) "

وهكذا ، فإن الانخراط السياسي الأيديولوجي لحزب الطليعة البروليتاري في العملية الموضوعية للصراع الطبقي يشكل الجانب الثاني لفهم لينين لعملية التوسط الاجتماعي:

"و لما كان من غير الممكن حتى ان تكون ثمة أيديولوجية مستقلة تصنعها جماهير العمال نفسها في مجرى حركتها"، "فلا يمكن طرح المسالة الا بالشكل التالي: إما أيديولوجية برجوازية أو أيديولوجية اشتراكية. ليس ثمة وسط بينهما... لذلك ، فإن كل انتقاص من الأيديولوجية الاشتراكية ، و "التخلي عنها بأي درجة" ، يعني تقوية الأيديولوجية البرجوازية. (384)

الدور العلمي النظري للحزب

بالنسبة للينين ، فإن دور الوساطة للحزب لا يقتصر على مشاركته الذاتية في عملية الصراع الطبقي. لكي يلعب الحزب دوره الثوري بنجاح ، يجب أن يكون مسلحًا بأكثر النظريات العلمية تقدمًا حول التطور التاريخي للمجتمع البشري. كما أكد ماركس وإنجلس ، على الرغم من أن البشر هم من صنعوا تاريخهم ، إلا أنهم لا يصنعون التاريخ بالضرورة وفقًا لإرادتهم. فقط المعرفة العلمية بقوانين الطبيعة والتاريخ تمكنهم من تحقيق أهدافهم. البروليتاريا ليست مستثناة من هذا المبدأ العام. ولهذا السبب أكد لينين في أحد أقواله الأكثر شهرة: "لا يمكن أن تكون هناك حركة ثورية بدون نظرية ثورية". (1973b، 369) 10 وفقًا للينين ، "لا يمكن لعب دور مناضل الطليعة إلا من قبل حزب يسترشد بنظرية الطليعة ". ووفقا له ، فإن أي شخص "يتصور مدى اتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة، يفهم ما مبلغ ما يتطلبه القيام بهذه المهمة من جهد كبير من القوى النظرية والخبرة السياسية (وكذلك الثورية)". (370) بناءً على هذا ، و متبعًا إنجلس ، اعتبر لينين أن الصراع الطبقي النظري جزء لا يتجزأ من النضال الثوري من أجل الاشتراكية.

"دعونا نشير إلى ما قاله انجلس عام 1874 عن أهمية النظرية في الحركة الاشتراكية الديمقراطية. يؤمن إنجلس ليس فقط بـ "شكلين" من النضال الاشتراكي الديموقراطي (السياسي والاقتصادي) ، كما هو العادة بيننا و لكن أيضًا بأشكاله "الثلاثة" ، ويعتبر النضال النظري على نفس مستوى الشكلين الآخرين". (370)11

لا تكمن أهمية مناقشة لينين هذه في الاعتراف بدور النظرية العلمية للماركسية - أي المادية التاريخية - في العمليات الثورية في المجتمع الرأسمالي الحالي. تكمن أهميته أيضًا في الفهم "الجدلي" لدور حزب طليعة الطبقة العاملة في تأسيس النظرية العلمية. وهذا مرتبط مباشرة برفضه لـ "عفوية" الوعي الاشتراكي عند البروليتاريا.

تستند نظرية لينين حول الدور المركزي للحزب في عملية الإنتاج النظري العلمي إلى فهمه الصحيح بأن فكرة الاشتراكية ، كعقيدة ، قد تشكلت تاريخيًا بشكل منفصل عن الطبقة العاملة. وفي هذا الصدد ، يوافق على رأي كاوتسكي الذي يقول:

"ان الاشتراكية والصراع الطبقي ينبثقان احدهما الى جانب الاخر، لا أحدهما من الآخر. انهما ينبثقان من مقدمات مختلفة. فالوعي الاشتراكي الراهن لا يمكنه ان ينبثق إلا على أساس معارف علمية عميقة. في الواقع ، يعتبر الاقتصاد الحديث شرط من شروط الإنتاج الاشتراكي مثله مثل التكنولوجيا الحديثة ، والبروليتاريا ، بالرغم من كل رغبتها، لا يمكنها أن تخلق لا هذا و لا ذاك ؛ كلاهما نشأ من التطور الاجتماعي الحديث. إن العلم ليس بيد البروليتاري ، بل بيد "المثقفين البرجوازيين " ... و على ذلك ، كان الوعي الاشتراكي عنصرا يؤخذ من الخارج و ينقل الى نضال البروليتاريا الطبقي، وليس شيئًا ينشأ منه بصورة عفوية ". (مقتبس من لينين ، 1973 ب ، 383-84)

في المصادر الثلاثة والمكونات الثلاثة للماركسية ، يوضح لينين كيف أن علم الماركسية كان "الوارث الحقيقي لأفضل ما أنتجته البشرية في القرن التاسع عشر ، أي الفلسفة الألمانية ، والاقتصاد السياسي الإنجليزي ، والاشتراكية الفرنسية". وهي كلها نتاج الثقافة والمجتمع البرجوازيين. (1973a، 24-23) لكن الجوهر الثوري للماركسية لا يأتي فقط من حقيقة أنها النظرية الأكثر "تقدمًا" التي تأسست في إطار المجتمع الرأسمالي ، ولكن أيضًا من حقيقة أنها تخدم مصالح " البروليتاريا باعتبارها الطبقة الأكثر ثورية "في ذلك المجتمع ؛ طبقة يعتمد تحررها على حل تناقضات علاقات الإنتاج الرأسمالية.

وهكذا يصبح حزب الطليعة البروليتاري ، في نظر لينين ، الاداة التاريخية "لامتلاك" البروليتاريا للإنجازات العلمية الأكثر تقدمًا للمجتمع البرجوازي وتحويله إلى سلاح قوي في صراع البروليتاريا الطبقي ضد مستغليها. من خلال هذا الامتلاك تعمل هذه الإنجازات العلمية ،ليس للحفاظ على العلاقات الاجتماعية للإنتاج في المجتمع الرأسمالي، بل في خدمة تطور القوى المنتجة خلال الممارسة الثورية،. بهذه الطريقة ، يعمل الحزب الطليعي للبروليتاريا ليس فقط كوسيلة لتحرير الطبقة العاملة نفسها ، ولكن أيضًا كوسيلة لتحرير العلم من تقييد علاقات الإنتاج البرجوازية.

"النقطة الأكثر أهمية هي أنه مع هذا الامتلاك فقط ، من قبل حزب الطليعة البروليتاري ،يصبح العلم - وخاصة الماركسية - قوة مادية لتحرير البشرية. الماركسية هي النظرية الأكثر "تقدمًا" لأنها على وجه التحديد "نظرية الحركة البروليتارية من أجل التحرر". (لينين ، 1974 أ ، 222) 12

في يد حزب الطليعة البروليتاري ، يتيح علم الماركسية فهمًا نظريًا دقيقًا لـ "العلاقات بين" جميع "الطبقات المختلفة في المجتمع الحديث" ، والتي "لا يمكن الحصول عليه من خلال قراءة أي كتاب" بل " من خلال التجربة الحية "للحياة السياسية للطبقة الأكثر ثورية ، في التاريخ الحديث للبشرية". (1973 ب ، 413)

لذلك ، بالنسبة للينين ، يشكل حزب الطليعة البروليتاري الأساس الوجودي والمعرفي للنضال البروليتاري من أجل التحرر والاشتراكية. يشكل دور الوساطة "المزدوج" للحزب الطليعي- "التنظيم السياسي الطبقي" و "الإنتاج العلمي" - حجر الزاوية في مساهمة لينين لعلم المادية التاريخية للماركسية. من خلال مفهوم حزب الطليعة للطبقة العاملة ، يربط لينين جانبين متميزين في السيرورة الجدلية ، وهما "التوسط الاجتماعي " (الصراع الطبقي) و "التوسط التاريخي " (نمو القوى المنتجة). إن حزب الطليعة ، بينما يقود النضال الثوري للبروليتاريا ، يتوسط أيضًا في تطوير علم الماركسية (المادية التاريخية) من خلال تطبيق مبادئ الجدل (المنهجية الماركسية) على التجارب الموضوعية للبروليتاريا في "نضالها العالمي" ضد الرأسمالية .13

……………
المصدر
مجلة "الطبيعة والمجتمع والفكر" ، المجلد 18 ، العدد 4 ، مايو 2005

__________________________
الهوامش:

1. حدد أليكس كالينيكوس مستويين من التوسط على أنهما "العلاقة بين النظرية والتطبيق" من جهة ، والمشكلة المعرفية "للعلاقة بين العلم والواقع" من جهة أخرى. انظر كالينيكوس (1976 ، 17).

2. لمناقشة هذه القضية ، انظر: مندلسون (1979) و جونز (1977).

3. مقتبس في هوفمان (1975 ، 71). يجب شرح بعض النقاط المهمة في هذه الحالة. أولاً ، ادعاء منظري مدرسة "براكسيس" في هذه الحالة بأن نظرية الانعكاس بدأت من إنجلس خاطئ تمامًا. كان هذا أيضًا رأي ماركس نفسه. يقول ماركس أن "المثالية" بالنسبة له ليست سوى انعكاس للعالم المادي في العقل البشري ، وترجمته إلى شكل من أشكال الفكر. (1966 ، 19). بالإضافة إلى ذلك ، كان هيغل نفسه أول من أطلق النظرية الانعكاسية. استخدم هذه النظرية بشكل مثالي لإظهار أن العالم المادي هو "انعكاس" أو "صورة معكوسة" لـ "الفكرة المطلقة". بالنسبة لهيغل ، لا يمكن فهم جوهر "الفكرة المطلقة" بدون انعكاسها في عالم الظواهر. وفقًا له: "بدون فهم الوعي باعتباره انعكاسًا للواقع ، لا توجد طريقة لفهم أن هناك علاقة بين العقل والمادة: تظل العلاقة بينهما ببساطة" غير مفهومة "، إنها مجرد لغز". (1975 ، 73)

4. في هذا الصدد ، قيم كالينيكوس كتاب لوكاش "التاريخ والوعي الطبقي" على أنه "محاولة طموحة لإدخال المفهوم المتعالي للعامل الذاتي في الماركسية". إنه يعتقد أن لوكاش "أعطى ذات جماعية، هي البروليتاريا نفس وضع فكرة هيغل". (1983 ، 77) ومع ذلك ، فهو يقر بأن "اواخر أعمال لوكاش ، "ملاحظات نقدية حول نقد الثورة الروسية لروزا لوكسمبورغ " و "نحو منهجية لمشكلة التنظيم" ... تشير إلى خروجه من مسايانية Messianism ماركسيته المبكرة وقبول "السياسة الواقعية الثورية" للينين. ونتيجة لذلك ، فإن مفهوم الحزب الثوري المقدم في هذين العملين يمثل منظمة تم إنشاؤها نتيجة التفاعل بين النظرية والتطبيق ، والطليعة والطبقة. هذا المفهوم أقرب إلى أفكار لينين وغرامشي منه إلى يوطوبيا الوعي المغروس في بروليتاريا كما في أعمال لوكاش الأولى. (1983 ، 78)

5. بالنسبة لماركس ، من واجب العلم التغلب على هذه القيود المفروضة على البروليتاريا. ووفقا له ، فإن "تحليل العلاقات الداخلية الحقيقية لعملية الإنتاج الرأسمالي هو مهمة معقدة للغاية وطويلة ... إن عمل العلم هو تحويل الحركة المرئية والخارجية إلى حركة داخلية حقيقية. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن "مفاهيم قوانين الإنتاج التي تشكلت في أذهان ذوات الإنتاج والتوزيع الرأسمالي تختلف اختلافًا كبيرًا عن القوانين الفعلية". (1998 ، 311)

6. "هذا يعني أن مؤسسي الفلسفة الحديثة كانوا متقدمين بفارق كبير عن احتياجات عصرهم ، وحتى الازمنة التي تلتها. وكان لديهم ترسانة مليئة بالأسلحة التي لم تكن جاهزة للاستخدام بعد ، لأنها كانت سابقة لعصرها ولن تكون قابلة للاستخدام إلا بعد مرور بعض الوقت ". "غرامشي ، 1976 ، 392) هنا يناقض غرامشي تعريفه للمعرفة على أنها" تعبير "عن احتياجات طبقة في" عصر معين ". بمثل هذا التقييد ، ليس من الواضح كيف ان ماركس وإنجلس كانا "متقدمين على زمانهما" دون استخدام المنهج العلمي ، الذي له تطبيق يتجاوز الوعي المباشر للبروليتاريا والرأسمالية.

7. للحصول على شرح ذكي لمبادئ المادية الجدلية والمادية التاريخية من منظور ماركسي-لينيني ، انظر كونستانتينوف وآخرون (1979). أيضا ، بوغوسلافسكي وآخرون (1976).

8. للحصول على شرح مفصل لمفهوم لينين عن حزب الطليعة البروليتاري ، انظر باسمانوف و ليبسون ، (1977)

9. يستند موقف لينين هنا إلى نظرته الجدلية القائلة بأن الوعي التلقائي للبروليتاريا كطبقة داخل نمط الإنتاج الرأسمالي مقيد بتناقضات الرأسمالية نفسها ، مما يجعل من غير الممكن الخروج من إطارها المباشر دون وساطة العملية التاريخية الكاملة لتطور القوى المنتجة من خلال انواع عديدة من أنماط الإنتاج. وسنعود إلى هذه النقطة عند تناول الدور العلمي للحزب.

10. انظر باسمانوف (1977 ، 111-136).

11. يقتبس لينين هنا من "ملاحظة تمهيدية" لإنجلس في "حروب الفلاحين في ألمانيا". هناك ، يقول إنجلس: "لأول مرة منذ وجود الحركة العمالية ، يدور النضال في ثلاثة مجالات - النظرية ، والسياسية ، والعملية - الاقتصادية (المقاومة ضد الرأسماليين) ... سر القوة والمناعة. للحركة الألمانية يكمن بالضبط في هذا الهجوم المركز (لينين ، 1973 ب ، 272)

12. انظر أيضًا بلاكبيرن ، (1976 ، 3-36).

13. يقول لينين: "الحركة الاشتراكية الديموقراطية هي في جوهرها حركة عالمية. هذا لا يعني فقط أنه يتعين علينا محاربة الشوفينية القومية ، بل يعني أيضًا أن حركة ناشئة في بلد شاب لا يمكن أن تنجح إلا إذا استفادت من تجارب البلدان الأخرى. ومن أجل الاستفادة من هذه التجارب ، لا يكفي مجرد التعرف عليها أو تقليد قراراتها الأخيرة. المطلوب هو القدرة على التعامل النقدي مع هذه التجارب واختبارها بشكل مستقل ". (1973 ب ، 370)

قائمة المراجع

أراتو وأندرو وبول برينز. 1979. لوكاش الشاب وأصول الماركسية الغربية. نيويورك: مطبعة سيبري.

باسمانوف ، إم آي ، وبي إم ليبسون. 1977. الطليعة الثورية. موسكو: التقدم للنشر.

بلاكبيرن ، روبن. الماركسية: نظرية الثورة البروليتارية ، 1976. نيو ليفت ريفيو ، رقم 97: 3-36.

بوغوسلافسكي ، ب م ، وآخرون. آل. 1976. الف باء المادية الجدلية والتاريخية. موسكو: التقدم للنشر.

كالينيكوس ، أليكس. 1976. ماركسية ألتوسير. لندن: مطبعة بلوتو
_____. 1983. الماركسية والفلسفة. لندن: كاميلوت.

كوليتي ، لوسيو. 1972. من روسو إلى لينين: دراسات في الإيديولوجيا والمجتمع. لندن: كتب اليسار الجديد.

إنجلس ، فريدريك. 1987 أ. ضد دوهرنغ [ثورة الهير يوجين دوهرينغ في العلوم]. v ol. 25 لكارل ماركس وفريدريك إنجلس: الأعمال المجمعة ، 1-309. نيويورك: ناشرون دوليون.
_____. 1987 ب. جدل الطبيعة. في المجلد. 25 لكارل ماركس وفريدريك إنجلس: الأعمال المجمعة ، 311-588. نيويورك: ناشرون دوليون

غرامشي ، أنطونيو. 1976. مختارات من دفاتر السجن. نيويورك: ناشرون دوليون.

هيلفردينغ ، رودولف. مقدمة إلى رأس المال المالي ، مقتبس في لوسيو كوليتي. من روسو إلى لينين: دراسات في الإيديولوجيا والمجتمع. لندن: كتب اليسار الجديد.

هوفمان ، جون. 1975. الماركسية ونظرية البراكسيس. نيويورك: ناشرون دوليون.

جونز ، جاريث س. 1977. إنجلس ونشأة الماركسية ، نيو ليفت ريفيو رقم. 106: 79-104.

كورش ، كارل. 1970. الماركسية والفلسفة: لندن: كتب اليسار الجديد.

كونستانتينوف ، ف ، وآخرون. 1979. أساسيات الفلسفة الماركسية اللينينية. موسكو: التقدم للنشر.

لينين ، فلاديمير ، 1972 أ. المادية و المذهب النقدي التجريبي. المجلد. 14 من الأعمال المجمعة. موسكو: التقدم للنشر
_____. 1972 ب. دفاتر فلسفية. موسكو: ناشرون دوليون.
_____. 1973 أ. مصادر الماركسية الثلاثة و اقسامها المكونة الثلاثة. في المجلد. 19 من الأعمال المجمعة ، 21-28. موسكو: التقدم للنشر.
_____. 1973 ب. ما العمل. في المجلد. 5 من الأعمال المجمعة ، 347-529. موسكو: التقدم للنشر.
_____. 1974 أ. انهيار الاممية الثانية. في المجلد. 21 من الأعمال المجمعة ، 205-59. موسكو: التقدم للنشر.
_____. 1974 ب. كارل ماركس: سيرة موجزة مع شرح للماركسية. في المجلد. 21 من الأعمال المجمعة ، 43-91. موسكو: التقدم للنشر.
- - - _____. حول مسألة الديالكتيك: مجموعة. موسكو: التقدم للنشر.

لوكاش ، جورج. 1971. التاريخ والوعي الطبقي. لندن: ماكميلان.

ماركس ، كارل. 1996. خاتمة للطبعة الألمانية الثانية من رأس المال . في المجلد. 26 من الأعمال المجمعة لكارل ماركس وفريدريك إنجلس ، 12-20. نيويورك؛ ناشرون دوليون.
_____. 1998. رأس المال (المجلد الثالث). المجلد. 37 من الأعمال المجمعة لكارل ماركس وفريدريك إنجلس. نيويورك: ناشرون دوليون.
_____. 1977. رأس المال ، (المجلد الثالث). نيويورك: ناشرون دوليون.
ماركس ، كارل. 1976. أطروحات حول فويرباخ . في المجلد. 5 من الأعمال المجمعة لكارل ماركس وفريدريك إنجلس ، 3-9. نيويورك: ناشرون دوليون.
_____. 1996. خاتمة للطبعة الألمانية الثانية من رأس المال . في المجلد. 36 لكارل ماركس وفريدريك إنجلس: الأعمال المجمعة ، 12-20. نيويورك: ناشرون دوليون.

جاك مندلسون. 1979. في ديالكتيك إنجلس الميتافيزيائي، الأنثروبولوجيا الجدلية



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
- جلوس في كتاب :حول غزو الظلام لبختيار علي
- بوتين والرمزية السوفيتية
- أغنى 21 مليارديرًا هنديًا يمتلكون ثروة تفوق 700 مليون هندي
- في دافوس ، يحاول الرأسماليون حل المشكلات التي يخلقونها بأنفس ...
- ستالين وهتلر: شقيقان توأمان أم عدوان لدودان ؟
- الشمولية. نظرية مناهضة للشيوعية
- هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم
- الحزب الشيوعي البرازيلي: نضال جماهيري ضد الانقلاب! لن تمر ال ...
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
- مقدمة كتاب أفول التروتسكية العالمية
- فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
- ماركسيتان
- نظرية الطبقة في عصرنا
- أصالة ثورة أكتوبر
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
- ثورة أكتوبر والحزب الطليعي - بعض الاستنتاجات التاريخية والنظ ...
- أفغانستان: إغتيال ثورة


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - الماركسية والعلم والصراع الطبقي