أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - لماذا يحتاج الرأسماليون الروس إلى أوكرانيا؟















المزيد.....


لماذا يحتاج الرأسماليون الروس إلى أوكرانيا؟


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 06:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوليتسترم Politsturm
منظومة اعلامية ماركسية لينينية

ترجمة دلير زنگنة


كشفْ المصالح المزعومة للدول الرأسمالية وسياساتها هو حجر الزاوية في التحليل الماركسي. من خلال هذا التحليل يمكننا الكشف عن الصورة الحقيقية للمصالح السياسية والوطنية لدولة معينة وكذلك سياستها الداخلية والخارجية. الراسمال الروسي ومصالحه في الخارج القريب وفي أوكرانيا ليست استثناء.
منذ بداية مارس ، قدم العديد من اليساريين الروس نظريات مختلفة تتخذ مقاربات مختلفة لإظهار الدوافع الحقيقية للرأسمالية الروسية في أوكرانيا. أوليغ كومولوف Oleg Komolov (المدون الروسي ، عضو منظمة ROT-Front ، يعلن صراحة عن ضرورة مراجعة الماركسية اللينينية و "مزجها" مع نظرية النظام العالمي لواليرستين -Politsturm) . يقول بصدق نية، "بان العملية العسكرية الخاصة ليس أكثر من مثال على" عملية الغاء العولمة العالمية ". خصصت "KrasnoBY" (منظمة يسارية عريضة في بيلاروسيا - Politsturm) في مقطع الفيديو الذي يحمل العنوان الصاخب "أوكرانيا ، روسيا ، الحرب، المصالح الروسية في الصراع", سبع دقائق فقط من الفيديو الذي تبلغ مدته ثمانين دقيقة للمصالح نفسها.
لسوء الحظ ، يتجنب معظم اليسار تمامًا تحليل المصالح الحقيقية للرأسمال الروسي في أوكرانيا ، ويقتصرون على العبارات والتصريحات العامة. إن عدم الدقة النظرية في موقف عدد من اليساريين ، فضلاً عن قوة بروباغندا السلطة ، يتطلبان على وجه السرعة تحليلًا شاملاً للمصالح الحقيقية التي يسعى إليها رأس المال الروسي في أوكرانيا.

كيف يحدد الاتحاد الروسي مصالحه؟

قبل أن نتعمق في تحليل المصالح الحقيقية لرأس المال الروسي في أوكرانيا ، يجدر بنا أن ننظر في كيفية قيام بروباغاندا السلطة بتقديمها لعامة الناس.
من السمات المميزة للدعاية فيما يتعلق بالأهداف الروسية في أوكرانيا أنها تتجنب بنشاط أي ذكر للمصالح الاقتصادية المحتملة. وبدلاً من ذلك نسمع تصريحات حول تطهير النازية ونزع السلاح. وفقًا للدعاية ، تحمي روسيا أمنها ومصالحها الوطنية وتحارب توسع الناتو ، وتنقذ دونباس و "العالم الروسي" في أوكرانيا. والنتيجة هي وهم يشترك فيه بعض الروس العاديين (وحتى "عدد من اليساريين غير المتسقين") الذين يعتقدون أن روسيا تسعى إلى تحقيق أهداف غير اقتصادية في أوكرانيا.
في الواقع ، للرأسمالية الروسية مصالح اقتصادية في أوكرانيا تحدد إلى حد كبير السياسة الإمبريالية للاتحاد الروسي في السنوات الأخيرة.

المصالح الاقتصادية لرأس المال الروسي في أوكرانيا

مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتشكيل طبقة رأسمالية مستقرة في روسيا ، بدأ رأس المال الروسي في اختراق أوكرانيا. عوامل عدة حددت مصالحها الاقتصادية:

بادئ ذي بدء ، إنها الإمكانات الصناعية العالية التي ورثتها أوكرانيا من جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية ؛

ثانياً ، الدرجة العالية من الترابط بين الاقتصادين الروسي والأوكراني مع وجود روابط وثيقة في مجالي التكنولوجيا واللوجستيات ، فضلاً عن روابط الإنتاج والتعدين ؛

ثالثًا ، الرغبة الطبيعية لرأس المال الاحتكاري الروسي في التوسع الى الجمهوريات السوفيتية السابقة نظرًا لقربها الجغرافي والاقتصادي.

وفقًا لمنظمة"مراقبة الاستثمارات المتبادلة في بلدان رابطة الدول المستقلة" ، كانت أوكرانيا أكبر متلقٍ للاستثمارات الروسية بين بلدان رابطة الدول المستقلة قبل [اضطرابات]الميدان الأوروبي - حيث تجاوزت في ذروتها 17 مليار دولار. كانت الاستثمارات الأوكرانية في الاقتصاد الروسي أكثر تواضعا: 1.4 مليار دولار فقط. ومع ذلك ، فإن هذا لم يمنع روسيا من تجاوز البلدان المتبقية في رابطة الدول المستقلة من حيث جذب رأس المال الأوكراني.

وهكذا ، لعبت العلاقات الاستثمارية دورًا مهمًا في الحفاظ على وتوسيع التفاعل الاقتصادي بين روسيا وأوكرانيا وتطوير تكاملهما غير الرسمي [1؛ 2 ؛ 3 ؛ 4].

أ) المصالح في قطاع النفط والغاز

كان الهدف الأول لتوسيع رأس المال الروسي هو صناعة تكرير النفط الأوكرانية.

من عام 1998 إلى عام 2001 ، سيطر المستثمرون الروس على أكبر ثلاثة مصافي لتكرير النفط في أوكرانيا - ليسيتشانسكيLisichansky و خيرسونKherson و أوديساOdessa. و كان مصفى اخر كريمنشوك Kremenchug ملكًا للمستثمرين الروس منذ عام 1994. للمقارنة ، كانت الطاقة التصميمية الإجمالية للمصافي الاوكرانية الباقية (إثنتين فقط) أقل ب20 مرة من الأربع مصافي الروسية. في المجموع ، سيطر رأس المال الروسي في 2001-2006 على أكثر من 90٪ من الطاقة التصميمية لصناعة تكرير النفط الأوكرانية بالإضافة إلى 85٪ من إمدادات النفط و 70٪ من سوق التجزئة.

في الوقت نفسه ، تجدر الإشارة إلى أنه حتى 2011-2012 ، استحوذ رأس المال الروسي والغربي (على سبيل المثال شركة المشاريع المشتركة TNK-BP) بشكل مشترك على السوق الأوكرانية. وفقط بعد عام 2012 وبشيء من اليقين يمكننا القول إن الوحدة بين رأس المال الروسي والغربي في "التهام" هذه السوق الفتية بدأت في التصدع. بدأت التناقضات بينهما ، أدت في البداية إلى فصل مصالحهما ، وبعد ذلك فقط إلى الصدام المباشر.

بفضل ضم شبه جزيرة القرم ، سيطر رأس المال الروسي على شركة تشيرنومورنيفتغاز Chernomorneftegaz ، التي تنتج الغاز والنفط في أراضي شبه الجزيرة وجرف البحر الأسود. حتى عام 2014 ، كانت TNK-BP بالتعاون مع الشركات الغربية شيل Shell و اكسون موبايل Exxonmobil ، تطور حقل غاز يوزيكفا Yuzivska في منطقتي دونيتسكDonetsk و خاركيفKharkiv. في يناير 2021 ، بدأت شركة نافتوجاز الأوكرانية استخراج الغاز في حقل سفياتوغورسكوي Svyatogorskoye، مما خلق تهديدًا محتملاً لاحتكار الغاز الروسي في السوق الأوروبية.

ب) المصالح في قطاع المعادن

في الوقت نفسه ، لا يزال قطاع النفط والغاز ، نظرًا لأحجامه الصغيرة نسبيًا ، اتجاهًا ثانويًا للاستثمار الرأسمالي الروسي.

كانت أهمية قطاع النفط والغاز ، أقل شأناً بشكل كبير ، ليس فقط من شبكة البنية التحتية للغاز الأوكرانية التي كانت روسيا تصدر من خلالها غازها إلى أوروبا ، ولكن إلى قطاع التعدين أيضًا. التقت شركتا التعدين الروسية، شركة JSC "Metalloinvest" المملوكة لأليشار أوسمانوف و شركة PJSC "Severstal" المملوكة من قبل أليكسي مورداشوف بمنافسين جادّين في السوق الدولية، في مواجهتهما كانتا شركة "Metinvest" الاوكرانية المملوكة لرينات أخمتوف و شركة "Industrial -union- of Donbass" المملوكة لسيرجي تاروتا .

بدأ صراع رأس المال الروسي مع شركات المعادن الاوكرانية مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. اعتبرت روسيا أن نمو قطاع المعادن للجمهورية الشقيقة السابقة بمثابة تهديد للأمن القومي بسبب تفضيل السلطات الاوكرانية الواضح لشركات المعادن الاوكرانية على الرأسماليين الروس. دخلت المواجهة مرحلة نشطة خلال هذا القرن.

ابتداء من عام 2003 ، تم تحديد حصص سنوية لاستيراد الأنابيب الأوكرانية ذات القطر الكبير إلى روسيا ، مما جعلها غير قادرة على المنافسة في سوقها المحلية . بالإضافة إلى ذلك ، منذ عام 2006 ، فرض الاتحاد الروسي رسومًا خاصة على جميع الأنابيب ذات القطر الكبير المستوردة بما في ذلك الأنابيب الأوكرانية. لم تظل أوكرانيا ساكتة ، في عام 2005 أصدرت حكومة يوليا تيموشينكو تشريعات من خلال البرلمان تحدد نفس الرسوم الجمركية على النفط الخام والبنزين.

في الوقت نفسه ، عقب تقديم شكوى جماعية من [الشركات الروسية]OJSC “Magnitogorsk Iron and Steel Works” و OJSC “Novolipetsk Iron and Steel Works” و PJSC “Severstal” ، تم فرض رسوم خاصة على جميع المنتجات المعدنية الأوكرانية. تم الإعلان عن مستواه في البداية ليكون حوالي 25-30٪.

كانت "حرب" المعادن الأوكرانية والروسية جزءًا من عملية إعادة توزيع سوق الخردة المعدنية العالمية. تم فرض حصص و رسوم مماثلة من قبل الولايات المتحدة على استيراد منتجات الصلب الأوكرانية في 2018 وفي 2019 تصرفت أوروبا بنفس الطريقة - قد يعتقد المرء أن كلاهما حليفان رئيسيان لأوكرانيا بعد أحداث 2014.

ارتبطت المواجهة بين صناعة المعادن الروسية والأوكرانية بالصراع من أجل أسواق المنتجات شبه المصنعة (الألواح والقضبان المربعة) ، والتي يتم من خلالها إنتاج المعدن المدلفن للأسواق المستهدفة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين. وفقًا للبيانات التي قدمها GMK Center ، عام 2021 غطت الشركات المعدنية الأوكرانية 34 ٪ من طلب الاتحاد الأوروبي على الألواح و 50 ٪ من الطلب على القضبان المربعة.

إجمالاً ، فيما يخص المنتجات شبه المصنعة ،تسيطر روسيا وأوكرانيا على 84٪ من سوق أوروبا و 57٪ من سوق الولايات المتحدة و 23٪ من السوق الآسيوية.

ج) مصالح الموارد البشرية

تعتبر الموارد البشرية في أوكرانيا ( حوالي 25 مليون شخص ) موضع اهتمام كبير من رأس المال الغربي والروسي. توضح الإحصاءات التالية بوضوح التحولات الكبيرة في هيكل هجرة العمالة الأوكرانية:

السنوات ____الى روسيا الاتحادية ____ الى المجموعة الأوروبية
2000 ____ ____ 3 ملايين ____ ____ ____ 800الف ____ _____
2010 ____ __2 مليون و 400 الف ____ ___مليون و 300 الف _____
2017 ____ ____ 900 الف ____ ______ 3 ملايين و 300 الف ____
2022 ____ ____ 600 الف ____ ____ __4 ملايين و 400 الف ____

المصدر: تم جمع المعلومات بواسطة بوليتسترم Politsturm استنادًا إلى بيانات خدمة حرس الحدود الحكومية في أوكرانيا وبيانات الاحصاء الروسية Rosstat.

الاتجاهات الرئيسية لهجرة اليد العاملة من أوكرانيا هي أوروبا الوسطى والشرقية. تحتل روسيا المرتبة الثانية في هذا الصدد.
علاوة على ذلك ، إذا كان التوازن بين هذين الاتجاهين قد تذبذب في وقت سابق عند 45٪ إلى 55٪ ، بعد إدخال نظام بدون تأشيرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في عام 2017 ، فإن 80٪ من العمال المهاجرين أعيد توجيههم نحو الغرب واستمر 20٪ منهم فقط في العمل في روسيا.

أكبر زيادة في العمالة المهاجرة هي ميزة من ميزات بولندا. وبالتالي ، من عام 2010 إلى عام 2017 ، ارتفعت نسبة الأوكرانيين بين جميع الأجانب الذين حصلوا على تصاريح إقامة مؤقتة ودائمة في بولندا من 29.5٪ إلى 67.1٪. بالإضافة إلى ذلك ، من 1.8 مليون من تصاريح العمل المؤقتة الصادرة في عام 2017 ، تم إصدار 1.7 مليون (94٪) على وجه التحديد لمواطني أوكرانيا [5].

وفقًا لدائرة حدود الدولة من 2017 إلى 2020 ، بلغ متوسط اعداد عبور الحدود السنوية بين أوكرانيا وبولندا 24 مليون شخص ، بينما بلغ متوسط الاعداد السنوية لعبور الحدود الأوكرانية مع روسيا في الفترة نفسها 4.5 مليون شخص فقط. .

كما هو الحال مع الموارد الطبيعية ، فإن الموارد البشرية هي واحدة من الأصول التي "تصدرها" الدولة الأوكرانية بنشاط إلى البلدان الأخرى. بعد أزمة الهجرة في أوروبا عام 2014 وانخفاض تدفقات الهجرة من آسيا وأفريقيا ، أصبحت أوكرانيا المانح الرئيسي للموارد البشرية في أوروبا.

تدعم أوكرانيا على مستوى الدولة وتحفز المغادرة النشطة للمواطنين إلى الخارج. ينطلق هذا البرنامج الهادف في المقام الأول من رغبة الحكومة الأوكرانية في زيادة تدفق التحويلات المالية إلى البلاد من خلال بيع قوتها العاملة بأرباح أكبر. و ذلك لان متوسط الأجر في الاتحاد الأوروبي يتجاوز متوسط الأجر في الاتحاد الروسي بمقدار 6 مرات. بالإضافة إلى ذلك ، بلغ في عام 2020 إجمالي التحويلات من العمال المهاجرين العاملين في بلدان أوروبا الوسطى والغربية 9.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وهذا يزيد بأكثر من 15 مرة عن حجم التحويلات من العمال المهاجرين العاملين في روسيا [5].
و في هذا الوضع ، حيث تم إعادة توجيه تدفقات العمالة الرئيسية في أوكرانيا من الشرق إلى الغرب ، فإن صراع رأسماليين مهتمين بالعمالة الرخيصة ليس سوى مسألة وقت.

د) المصالح في القطاع الزراعي

تشترك الزراعة الأوكرانية في نفس المصير مع قطاع المعادن. عملت لسنوات عديدة كواحدة من المنافسين الرئيسيين لرأس المال الروسي في السوق الدولية. كان للصراع بين الزراعيين الروس والأوكرانيين مرحلتين.

الاولى هي إزاحة البضائع الأوكرانية من قبل المجمع الصناعي الزراعي الروسي في السوق المحلية في 2013-2017. تم ذلك من خلال إدخال رسوم التصدير. خلال هذه الفترة ، انخفضت حصة منتجات الحبوب الأوكرانية في السوق الروسية من 11٪ إلى 0.5٪.

والثانية تضارب المصالح بين المجمعات الصناعية الزراعية الروسية والأوكرانية في الأسواق الأوروبية والآسيوية في سنوات 2018-2021. استمر نمو تجارة الحبوب والبقوليات الأوكرانية والروسية بشكل غير متساو اعتمادًا على مناطق محددة. على سبيل المثال ، خلال السنوات الثماني الماضية في السوق الأوروبية ، كان نمو أوكرانيا 240٪ مقابل 44٪ لروسيا. في منطقة آسيا ، حققت أوكرانيا نموًا بنسبة 17٪ مقابل 142٪ لروسيا ، وفي شمال إفريقيا 22٪ مقابل 36٪ على التوالي.

تشير ديناميكيات تجارة الحبوب والبقوليات إلى أن أوكرانيا زادت صادرات الحبوب بأكثر من 2.5 مرة من 2011 إلى 2020. تحتل أوكرانيا المرتبة الخامسة في العالم في صادرات الذرة (4884 مليون دولار) والقمح (3595 مليون دولار) ، والرابعة في صادرات الشعير (877 مليون دولار). يغطي سوق الحبوب الأوكراني حوالي 19.5٪ من احتياجات الاتحاد الأوروبي (لانواع محددة من الحبوب ، على سبيل المثال ، الذرة حوالي 52٪) ، و 25.2٪ من احتياجات السوق الآسيوية و 24.4٪ من السوق الأفريقية [6].

خلال نفس الفترة ، زاد المزارعون الروس أيضًا من صادرات الحبوب إلى أكبر أسواق العالم. تم تصدير حوالي 40٪ من صادرات الحبوب إلى دول الاتحاد الأوروبي ، و 28٪ إلى آسيا [7] و 23٪ إلى سوق شمال إفريقيا في عام 2021.

وهكذا ، تتعارض مصالح المزارعين الروس والأوكرانيين في العديد من الأسواق الخارجية. تقاتل المجمعات الصناعية الزراعية الروسية والأوكرانية ضد بعضها البعض لضمان سوق مبيعات لمنتجاتها (الصراع مستمر في الاتحاد الأوروبي والصين ومصر ودول الخليج). أدت القيود التجارية الناجمة عن الوباء والركود الاقتصادي الذي أعقبه إلى تفاقم العداء بين المجمعات الصناعية الزراعية في أوكرانيا وروسيا وأجبرتهما على الدخول في معركة من أجل أسواق مبيعات جديدة.

هـ) المصالح في الصناعات الأخرى

إلى جانب المجالات المذكورة للاقتصاد الأوكراني ، ينبغي قول بضع كلمات عن المجالات الأخرى التي لا تقل أهمية. في 1998-2008 أبدى المستثمرون الروس اهتمامًا نشطًا بوسائل الإعلام الأوكرانية. تضمن هذا الجانب الاستحواذ على حصة في التلفزيون المركزي (1 + 1 ، 2 + 2). بالإضافة إلى ذلك ، فإن السياحة (القرم ، أوديسا) هي احدى القطاعات المهمة في الاقتصاد الأوكراني ، والتي جذبت انتباه رأس المال الروسي.

المصالح السياسية الروسية

ومع ذلك ، لا ينبغي للمرء أن يعتقد أن مصالح رأس المال الروسي تقتصر على المصالح الاقتصادية وحدها- فهناك عدد من الأهداف التي يسعى رأس المال الروسي لتحقيقها في أوكرانيا.

1) يستخدم الاتحاد الروسي الوضع في أوكرانيا لحل عدد من المشاكل الاقتصادية المحلية.

وهذا لا يشمل فقط نية استبدال العمالة المهاجرة من آسيا الوسطى بأخرى من الدولة "الشقيقة" ، وبالتالي تقليل التوتر بين الأعراق داخل روسيا واكتساب إمكانية الحفاظ على مستوى الحد الأدنى للأجور من خلال استخدام العمالة الرخيصة من أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للقدرات الإنتاجية وموارد أوكرانيا أن تعزز بشكل كبير ثروة الرأسماليين الروس ، مما يزيد من قدرتهم على تصدير المواد الخام والقضاء على المنافس المباشر.

2) يتم استخدام الوضع في أوكرانيا لحل عدد من المشاكل السياسية الداخلية.

بادئ ذي بدء ، نحن نتحدث عن استعادة شعبية النخبة السياسية المهزوزة عن طريق "حرب صغيرة منتصرة". لإنجاز هذه المهمة ، يحاول الإيديولوجيون البرجوازيون الروس من خلال البروباغاندا إحياء "إجماع القرم" ، الذي حشد في 2014-2015 الجماهير العريضة من الشعب داخل البلاد [حول السلطة].
تبين أن الصراع الحقيقي بين روسيا وأوكرانيا في هذه الحالة كان ذريعة مناسبة للإعلان ليس فقط أن ضم شبه جزيرة القرم كان ضرورة حيوية لروسيا ، ولكن أيضًا أن الحفاظ على "العالم الروسي" والسيادة الحقيقية لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال إنقاذ الشعب الأوكراني الشقيق من "الفاشية".

3) أوكرانيا ساحة يواجه فيها الرأسماليون الروس والغربيون بعضهم البعض.

الهدف الأساسي لرأس المال الروسي في أوكرانيا هو الحفاظ على مجال نفوذه وتوسيعه. تسعى روسيا ليس فقط لاستعادة منطقة النفوذ المفقودة في أوكرانيا ، ولكن أيضًا لتوسيعها ، وبالتالي منع امتصاصها النهائي من قبل رأس المال الغربي.

في مثل هذه الحالة ، تكتسب مناطق النفوذ والمناطق العازلة ، التي تنقل حدود الاتصال بعيدًا عن حدود الدولة ، أهمية خاصة لكل من الطرفين. وهذا لا يسمح فقط بإنشاء أنظمة عميلة في مثل هذه المناطق ونشر القواعد العسكرية ، وبالتالي توسيع مناطق النفوذ - في حالة حدوث نزاع عسكري ، ستتم العمليات العسكرية بعيدًا عن أراضي الوطن ويمكن تنفيذ الأعمال العدائية بأيدي شخص آخر.

في هذا الصدد ، تعتبر السيطرة على شبه جزيرة القرم وجزيرة الأفعى (Zmiinyi) والموانئ الكبيرة مثل أوديسا وسيفاستوبول ونيكولاييف وماريوبول ذات أهمية استراتيجية للحفاظ على السيطرة على البحر الأسود.

علاوة على ذلك ، فإن ظهور جمهورية دونيتسك الشعبية DPRو جمهورية لوغانسك الشعبية LPR على أراضي أوكرانيا والاستيلاء على جزء من أراضي مناطق زابوروجي وخيرسون ونيكولاييف يعزز الموقف الدبلوماسي للرأسمالية الروسية في المفاوضات مع الغرب و يمنعه من الاستيلاء المباشر على أوكرانيا عن طريق دخولها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

كل هذا يزيد من قوة رأس المال الروسي في السياسة الدولية ويجبر مراكز القوة ورأس المال الغربية وغيرها في العالم على المساومة وتقديم التنازلات.

خاتمة

على الرغم من تصريحات الدعاية الروسية حول "الطبيعة غير الاقتصادية للمصالح الروسية في أوكرانيا" وبعض الأهداف السامية والمشرفة ، فإن التحليل المادي للعلاقات الروسية الأوكرانية يشير إلى عكس ذلك.

تحت شعار الحفاظ على "العالم الروسي" ، أخفى الرأسماليون الروس رغبتهم في استغلال العمال الأوكرانيين بمفردهم. تحت دعوات لحماية المصالح الوطنية ، هناك رغبة فقط في الحفاظ على المنافذ التي تسيطر عليها الشركات الروسية بل وزيادتها في أسواق البيع الرئيسية (التي تشمل ، على سبيل المثال لا الحصر ، النفط والغاز، قطاعات المعادن ،المنتجات شبه المصنعة ومحاصيل الحبوب).

من السمات المميزة لتوسع رأس المال الروسي الحديث في أوكرانيا أنه مرتبط بشكل مباشر بتكثيف المنافسة على أسواق المبيعات بين البلدين. لوحظ أعلاه أن الرأسمالية الروسية واجهت منافسة شرسة من الرأسمالية الأوكرانية في العديد من المجالات الاقتصادية وفي العديد من الأسواق.

هذا هو السبب في أن توسع رأس المال الروسي الى أوكرانيا لا يتم في الغالب في شكل امتصاص بسيط أو الاستيلاء ، ولكن بالأحرى في شكل تدمير مادي ومباشر للمنافسين وقدراتهم الإنتاجية.

يتضح مبدأ "لن يكون ملكًا لأحد" بعد أن نلقي نظرة على كيفية استخدام رأس المال الروسي للقدرات الإنتاجية المصادرة. لا تُستخدم مرافق الإنتاج (مع استثناء محتمل لناقلات النفط فقط) على الإطلاق ، مما يؤدي إلى تدهورها وإغلاقها بالكامل (على سبيل المثال ، مصنع Alchevsk Coke and Chemical Factory ) ، أو تدميرها المادي (على سبيل المثال، مصنع تعدين آزوفستال Azovstal).

يشير المثال الأخير إلى أن أوكرانيا هي ساحة مواجهة ليس فقط بين الرأسمالية الروسية والأوكرانية ، ولكن بين الرأسمالية الروسية والغربية أيضًا. في التنافس معها ، يتقدم رأس المال الروسي ليس باستخدام الوسائل الاقتصادية ، بل بالوسائل السياسية والعسكرية. يكمن هذا في إنشاء الدول العميلة (دونيتسك و لوغانسك ) ، والمناطق العازلة وإنشاء القواعد العسكرية.

الى ماذا تشير هذه الحقائق؟

1. تصاعدت التناقضات الرئيسية لرأس المال العالمي إلى أقصى الحدود بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية المتتالية ووباء كوفيد COVID-19.

2. إنها نهاية استقرار النظام الرأسمالي الحديث.

3. أدت الأزمة الاقتصادية العالمية وانهيار النظام الرأسمالي المستقر إلى "حروب تجارية" اولا و من ثم الى الحرب الإمبريالية.

4. ستتطور إعادة التوزيع العالمي لمناطق النفوذ والحروب الإمبريالية إلى أزمة سياسية.

5. سوف تزداد حدة التناقضات بين البرجوازية والعمال والبرجوازية وشعوب البلدان التابعة.

6. إن البروليتاريا وشعوب البلدان التابعة ، التي تكافح الاستغلال الرأسمالي وخطر الحرب ، ستنظم نفسها في كتلة للنضال من أجل الحرية والسلام.


مصادر:

‏1. Kvashnin Yu.D. روابط الاستثمار الروسية الأوكرانية بعد الميدان الأوروبي // علم الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية ، 2018 ، 62 (4) ، ص 63.
‏URL: https://www.imemo.ru/en/publications/periodical/meimo/archive/2018/4-t-62/russia-economics-politics/russian-ukrainian-investment-ties-after-euromaidan (تم الوصول إليها: 30.12.22)
‏2. Kuznetsov AV، Baronina Yu.A.، Gutnik AV، Kvashnin Yu.D.، Nevskaya AA، Makarova AA، Chetverikova AS، Shchedrin AV، Mdivani G.، Danilov Yu.A. مراقبة الاستثمارات المتبادلة في بلدان رابطة الدول المستقلة - 2016. سانت بطرسبرغ ، البنك الأوروبي الآسيوي للتنمية ، 2016. تقرير رقم. 39. 71 ص ؛
‏3.URL: https://www.ukrinform.ru/rubric-economy/2527861-investicii-na-krovi-rossia-lider-kapitalovlozenij-v-ukrainu.html (تم الوصول إليه: 21.06.22) ؛
‏4. URL: https://www.currenttime.tv/a/rossiyskie-aktivy-ukraina/31846953.html  (تم الوصول إليه: 21.06.22).
5. أولغا غولينا ، أوليكسي بوزنياك. الهجرة الأوكرانية إلى روسيا وأوروبا: الاتجاهات الجديدة وعواقبها // مجلة دراسات السياسة الاجتماعية. 2018. T. 16. № 4. pp.561–576.
‏5. URL: https://latifundist.com/analytics/23-obzor-rynka-zernovyh-kultur-2021-eksport-proizvodstvo-tendentsii (تم الوصول إليه: 22.06.22).
‏6. https://www.agroinvestor.ru/analytics/news/37580-evrosoyuz-v-2021-godu-stal-liderom-po-importu-prodovolstviya-iz-rossii/ (تم الوصول إليه في 30.12.22)



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية والعلم والصراع الطبقي
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
- جلوس في كتاب :حول غزو الظلام لبختيار علي
- بوتين والرمزية السوفيتية
- أغنى 21 مليارديرًا هنديًا يمتلكون ثروة تفوق 700 مليون هندي
- في دافوس ، يحاول الرأسماليون حل المشكلات التي يخلقونها بأنفس ...
- ستالين وهتلر: شقيقان توأمان أم عدوان لدودان ؟
- الشمولية. نظرية مناهضة للشيوعية
- هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم
- الحزب الشيوعي البرازيلي: نضال جماهيري ضد الانقلاب! لن تمر ال ...
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
- مقدمة كتاب أفول التروتسكية العالمية
- فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
- ماركسيتان
- نظرية الطبقة في عصرنا
- أصالة ثورة أكتوبر
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
- ثورة أكتوبر والحزب الطليعي - بعض الاستنتاجات التاريخية والنظ ...


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - لماذا يحتاج الرأسماليون الروس إلى أوكرانيا؟