أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - دلير زنكنة - رسائل و برقيات فريدريك إنجلس عن موت كارل ماركس















المزيد.....


رسائل و برقيات فريدريك إنجلس عن موت كارل ماركس


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 08:16
المحور: الارشيف الماركسي
    


ترجمة دلير زنگنة

مقدمة

تقارير موت ماركس ظهرت في السابق بشكل متكرر في صحف اوروبا و الولايات المتحدة - إلى حد كبير عبرت عن تحقق امنية أولئك الذين يكرهون الرجل وأفكاره - أن مجرد نشر الصحف لخبر الوفاة في مارس 1883 ،لم يؤخذ على محمل الجد من قبل العديد من قادة الحركة الاشتراكية. ومن ثم تحرك فريدريك إنجلس بسرعة لإبلاغهم هذه المرة أن الحدث المأساوي قد وقع بالفعل ، و نظرًا لأن معظم الروايات في الصحافة عن مرض ماركس الأخير كانت مليئة بالأخطاء ، فقد قدم إنجلس أيضًا للحركة الاشتراكية العالمية سردًا وقائعيًا لأيام ماركس الأخيرة. و بعد ذلك ، لتصحيح روايات مرض ماركس ووفاته المنشورة بالفعل 1، كتب إنجلس مقالًا خاصًا لجريدة "زيورخ الاشتراكية الديموقراطية" موضحًا للحركة الاشتراكية بأكملها العديد من الحقائق المحيطة بأيام ماركس الأخيرة. في هذه الرسائل والمقالات ، أعرب إنجلس أيضًا عن آرائه حول الدور التاريخي لماركس وأهميته.

يوجد في هذا القسم البرقيات والرسائل التي كتبها إنجلس في ايام 14 و 15 مارس 1883 ، بعد وفاة ماركس مباشرة.…

…………………………………………

خبر خاص للصحافة الاشتراكية
‏(New Yorker Volkszeifung )،15مارس 1883

لندن ، 14 مارس 1883.

لقد توفي كارل ماركس اليوم بعد الظهيرة.
…………………………………………

برقية إلى فريدريك أدولف سورج 2

لندن ، 4 مارس 1883

سورج
135 شارع بلومفيلد
هوبوكين ،نيو جيرسي[الولايات المتحدة]

مات ماركس اليوم

إنجلس ، لندن

…………………………………………

رسالة الى فلهلم ليبكنخت 3

لندن ، 14 مارس 1883

عزيزي ليبكنخت ،
سوف تكون قد علمت الان من برقيتي الى السيدة ب 4-العنوان الوحيد الذي لدي - عن الخسارة الفادحة التي لحقت باحزاب الاشتراكية الثورية الاوروبية، في الجمعة الماضية فقط ، الطبيب (احد أشهر الأطباء في لندن) أخبرنا أنه كان هناك كل احتمال أن يتعافى تماما ،إذا تم الحفاظ على قوته بتناوله الطعام. بعد أن بدأ في ذلك ،تناول الطعام بشهية أفضل. ثم اليوم ، بعد الساعة الثانية بعد الظهر، وجدت البيت في بكاء واخبروني انه كان ضعيفا جدا ، دعتني لنشن 5 أن أصعد إلى الطابق العلوي قائلةً أنه كان نصف نائم ، وعندما صعدت إلى الطابق العلوي- تركت لينشين الغرفة لمدة دقيقتين بالكاد - وجدته نائمًا بالفعل، لكن إلى الأبد. توقف العقل الأعظم في النصف الثاني من قرننا عن التفكير. حول السبب المباشر للوفاة امتنع عن إبداء أي رأي دون استشارة طبية. كانت القضية برمتها معقدة للغاية ،حتى بالنسبة للأطباء ،لدرجة أنها تتطلب لوصفها بالكامل رزمًا من الورق . بعد كل شيء ، ليس مهمًا جدًا الآن. لقد مررت بما يكفي خلال الأسابيع الستة الماضية ، و ما استطيع قوله أنه في رأيي أولاً وفاة زوجته 6، وبعد ذلك ، في فترة حرجة للغاية وفاة جيني 7 ، كانت لهما تاثير في حدوث الأزمة النهائية.
على الرغم من أنني رأيته هذا المساء مستلقيًا على سريره ، و جمود الموت على وجهه ، لا أستطيع كاملًا استيعاب ان ذلك العقل اللامع الذي كان يغذي الحركة البروليتارية في كلا العالمين بأفكار عظيمة ،قد توقف . كلنا مدينون له بما نحن عليه. والحركة كما هي اليوم هي نتيجة عمله النظري والعملي. لولاه ، لكنا لا نزال نتخبط في بحر من الفوضى .

مخلصك،
ف إنجلس
………………………………………

رسالة إلى ادورد برنشتاين 8

لندن ، 14 مارس 1883

عزيزي برنشتاين ،
لا بد انك تلقيت برقيتي. كل هذا حدث فجأة بسرعة فظيعة. فبعد افضل الامال،حدث انهيار مفاجىء في القوة هذا الصباح ، و من بعد اغفى بصورة بسيطة. و في دقيقتين توقف هذا العقل اللامع عن التفكير ، و ذلك بالضبط عندما شجعنا الأطباء بالأمل في شفائه. ان قيمة هذا الرجل ، في الحقل النظري، و كذلك في الحقل العملي في اللحظات الحاسمة ، لا يمكن تقديرها الا لمن كان في رفقته باستمرار.إن آفاقه العريضة سوف تختفي معه للسنوات القادمة. لقد كان شيئًا لا نقدر عليه نحن الباقين . ستستمر الحركة ، لكن سوف تفتقر إلى هذا التوجيه الهادئ في الوقت المناسب لعقل رصين، لقد أنقذها حتى الان من الكثير من الضلالات الطويلة على الطرقات الخاطئة .
سأرسل المزيد لاحقًا. الوقت الآن منتصف الليل وأنا أكتب الرسائل و اركض هنا و هناك لعمل كل الأشياء طوال ما بعد الظهر والمساء.

مخلصك،
ف. إنجلس
…………………………………………

رسالة إلى جون فيليب بيكر 9

لندن ، 15 مارس 1883

صديقي العزيز ،
كن شاكرًا لأنك رأيت ماركس في الخريف الماضي ، لأنك لن تراه مرة أخرى أبدًا. بعد ظهر أمس الساعة 2:45 بعد أن تركناه وحده لمدة أقل من دقيقتين ، وجدناه نائمًا بسلام على كرسيه. توقف العقل الأعظم في حزبنا عن التفكير ، ولم يعد أقوى قلب عرفته على الإطلاق ينبض. كانت على الأرجح حالة نزيف داخلي.
أنت ، وأنا الآن ربما، آخر الحرس القديم من 1848. حسنًا ، سنظل في الحفرة مختبئين ، ازيز الرصاصات، و اصدقاؤنا يسقطون حولنا، و لكن هذه ليست المرة الاولى التي نرى نحن الإثنين شيئًا كهذا، وإذا أصابت رصاصة أحدنا ، فليكن- أنا فقط اطلب أن تكون الضربة مباشرة و عادلة لا ان تتركنا نعاني السكرة طويلا.

رفيقك القديم في السلاح ،
ف. إنجلس
…………………………………………

من خطاب إلى فريدريك أدولف سورج

لندن، 15 مارس، l883

عزيزي سورج ،

وصلت برقيتك هذا المساء. شكرًا من اعماق القلب. لم يكن من الممكن إطلاعك بانتظام على حالة ماركس الصحية لأنها كانت تتغير باستمرار. و هذه هي باختصار الحقائق الرئيسية:

لقد اصيب قبل وقت قصير من وفاة زوجته ، في أكتوبر من عام 81 ، بهجمة من ذات الجنب. تعافى من هذا ولكن و في فبراير 82، عندما أرسل الى الجزائر، تعرض اثناء السفر للبرد و الرطوبة و وصل بهجمة اخرى من ذات الجنب،و استمر الطقس الرديء جدًا ،و حين تحسنت حاله ارسل الى مونتي كارلو (موناكو) تجنبًا لحرارة الصيف المقترب. و وصل من جديد بهجمة من ذات الجنب، أخف هذه المرة. و انه الطقس الفظيع من جديد، و حين شفي اخيرا قصد ارجينتو قرب باريس ليقيم مع ابنته، مدام لونغيه ،و قد تردد على الينابيع الكبريتية في إنجيين القريبة لمعالجة التهاب القصبات الذي يشكو منه منذ زمن طويل. و كان الطقس مخيفًا هنا مرة اخرى، و لكن المعالجة افادته حتى درجة ما. و بعد ذلك ذهب الى فيفيي لستة اسابيع و رجع في أغسطس و قد شفي تماما في ظاهر الامر.و سمح له ان يقضي الشتاء على الساحل الجنوبي لانجلترا ، و قد كان تعبًا جدا من التجوال بدون ان يفعل شيئا بحيث كان من المرجح ان فترة اخرى من النفي الى جنوبي اوروبا سوف تسيء أليه معنويًا بقدر ما تنفعه جسديًا. و حين بدأ موسم الضباب في لندن أرسل الى جزيرة وايت حيث لم تفعل السماء شيئًا غير الإمطار ،فأصيب بالبرد من جديد. و كنا ننوي، شورليمر 10و انا، ان نزوره حوالي رأس السنة حين جاءت الاخبار التي اضطرت توسي 11 الى اللحاق به في الحال. و بعد ذلك مباشرةً جاءت وفاة جيني ، فعاد بهجمة جديدة من التهاب القصبات. و لقد كان هذا أمراً خطيرًا بعد كل ما تعرض له من قبل، و في مثل سنه. و حدث عدد من الاختلاطات ، و بصورة خاصة خراجا رئويًا ، و فقدانًا سريعًا للقوة بصورة رهيبة. و بالرغم من ذلك كله، فقد كان السير العام للمرض يتقدم بصورة ملائمة ، و يوم الجمعة الفائت اعطانا الطبيب الرئيسي المشرف على علاجه، و هو من ابرز الاطباء الشباب في لندن ، و قد نصحه به بصورة خاصة إدوين ري لانكستر، 12أملأ براقًا بشفائه. و مع ذلك فان كل من تفحص النسيج الرئوي تحت المجهر يعرف مبلغ خطورة انفجار جدار احد الأوعية الدموية عبر رئة متقيحة. و هذا هو السبب في انني كنت أخاف بصورة قاتلة كل صباح خلال الأسابيع الستة الماضية من ان أجد الستائر مسدلة حين ادور حول زاوية الشارع. و البارحة عصرًا في الساعة الثانية والنصف ، و هو أفضل وقت لزيارته اثناء النهار ، وصلت لأجد البيت غارقًا في الدموع. كان يبدو ان النهاية قريبة. و سألت عما حدث ، و حاولت ان اصل الى قلب الامر، وان اقدم العزاء. و لقد حدث نزف طفيف ، ولكنه جعل على حين غرة ينهار سريعًا. و صعدت العجوزة لنشن الطيبة، التي كانت تعتني به افضل مما تعتني اي أم بولدها ، الى الاعلى و هبطت ثانية، و قالت انه نصف نائم و اني استطيع ان أمضى معها. و حين دخلنا الغرفة كان مضطجعا هناك نائما، لكن لم يستيقظ بعدئذ قط، ان نبضه و تنفسه قد توقفا. في تينك الدقيقتين توفي، بسلام و دونما الم.
ان جميع الاحداث التي تقع بفعل الضرورة الطبيعية تحمل عزائها الخاص معها، مهما تكن رهيبة. و كذلك الامر في هذه الحال. لقد كان في مقدور الحذق الطبي ان يضمن له بضع سنوات من الوجود الانباتي، حياة كائن عاجز يموت-الامر الذي يشكل نصرا للفن الطبي- ليس على حين غرة، بل انملة بعد انملة 13. بيد ان ماركس ما كان يمكن على اي حال ان يتحمل هذا الامر. فأن يعيش و امامه جميع تلك الاعمال غير المنجزة، و تعذبه الرغبة في إكمالها و هو عاجز عن ذلك، كان هذا سيكون امر الف مرة عليه من الموت الهادئ الذي احتضنه. و لقد كان من عادته ان يقول ، مستشهدًا بأبيقور 14: "ليس الموت كارثة بالنسبة الى من يموت بل بالنسبة الى الباقين على قيد الحياة." و ان يبقى هذا العبقري الجبار متلاشيا ببطء من حيث هو حطام جسدي، لمجد الطب و سخرية المرائين الذين ما اكثر ما احالهم غبارًا منثورا في اوج قوته- لا، انه لأفضل الف مرة ان الامر كما هو الان، أفضل الف مرة اننا سوف نحمله، بعد غد، الى القبر حيث ترتاح زوجته.
و بعد الأمور التي جرت من قبل، و ما لا يعرفه حتى الأطباء مثل معرفتي له، فلم يكن هناك في رأي حل اخر.
ليكن، ان الجنس البشري اقصر قدر رأس كاملة، و هي أعظم رأس في عصرنا. ان حركة البروليتاريا تستمر، لكنها ذهبت تلك النقطة المركزية التي كان يتوجه نحوها بعفوية الفرنسيون و الروس و الاميركيون و الألمان في اللحظات الحاسمة كي يتلقوا دائما تلك النصيحة النيرة التي لا جدال فيها و التي لا تستطيع ان تمنحها الا العبقرية و الا المعرفة الشاملة بالأوضاع. ان الانوار المحلية و المواهب الصغيرة ، ان لم يكن الدجالون ، قد اطلقت ايديهم. و يظل النصر الأخير مؤكدا ، و لكن الالتفافات و الانحرافات المؤقتة و المحلية-و هي أمور لا مفر منها- سوف تنمو الآن اكثر من اي وقت مضى ، حسنا، سوف ندرك مرامي ذلك، و الا فلماذا وجودنا هنا؟ و ما ابعدنا عن فقدان الشجاعة من جراء ذلك.

المخلص
ف. إنجلس
…………………………………………

رسالة الى فريدريك ليسنر 15

لندن ، 15 مارس 1883

عزيزي ليسنر ،
بالأمس في الساعة الثالثة ، ذهب صديقنا القديم ماركس بهدوء و سلام للنوم إلى الأبد. السبب المباشر للوفاة ،يبدو أنه كان نزيفًا داخليًا.
ستقام الجنازة يوم السبت الساعة 12 ظهرا ، و تطلب منك توسي أن تكون هناك.
على عجل ،

مخلصك ،
ف. إنجلس
…………………………………………

وفاة كارل ماركس

بقلم فريدريك انجلس، Der Sozialdemokrat ، زيورخ ، 3 مايو ، 1883

لدحض بعض الشائعات الكاذبة التي نُشرت في الصحف ، يجب إعطاء بعض التفاصيل حول مرض ووفاة قائدنا النظري العظيم.
على الرغم من شفاءه من مرض كبدي قديم بعد ثلاث علاجات في كارلسباد ،كان ماركس يعاني من آلام مزمنة في البطن وإرهاق عصبي ، مما أدى كذلك الى حالات الصداع و الأرق المستمر. كلا العرضين اختفيا بشكل أو بآخر بعد زيارة حمام بحري أو منتجع صحي في الصيف و لكن رجعا بشدة اكبر بعد رأس السنة. مشاكل الحلق المزمنة ،والسعال ،مما زاد من حالة الأرق ، والتهاب القصبات المزمن كان يضايقه بدرجة أقل. لكن هذا كان السبب النهائي لموته. قبل أربعة إلى خمسة أسابيع من وفاة زوجته، اصيب فجأة بذات الجنب مع التهاب قصبات و مرحلة مبكرة من التهاب رئوي. كان المرض شديد الخطورة - ولكن بدا أنه يتعافى بشكل جيد. ثم تم إرساله إلى جزيرة وايت (في بداية 1882) وبعد ذلك إلى الجزائر. جو الرحلة كان باردًا ، ووصل إلى الجزائر بهجمة اخرى من ذات الجنب. قد لا يكون هذا خطيرًا جدًا في ظل الظروف العادية، لكن ذلك الشتاء والربيع في الجزائر كانا باردين وممطرين بشكل غير عادي. في أبريل ، حاولوا عبثًا تدفئة غرفة الطعام! وهكذا ساءت حالته بدلا من أن تتحسن.
أرسل ماركس من الجزائر إلى مونت كارلو (موناكو) لكنه وصل مع حالة ثالثة ، وإن كانت خفيفة ، من ذات الجنب ، نتيجة رحلة رطبة باردة . استمر سوء الاحوال الجوية. يبدو أنه أحضرها معه من إفريقيا. هنا أيضًا ، بدلاً من استعادة قوته ، كان عليه أن يقاتل مع مرض جديد. في بداية الصيف ، ذهب للإقامة مع ابنته ، مدام لونغيه في أرجنتوي ، تردد على الينابيع الكبريتية في إنجيين القريبة لمعالجة التهاب القصبات الذي يشكو منه منذ زمن طويل. وعلى الرغم من استمرار فصل الصيف الرطب ، نجح العلاج ، ببطء ، ولكن بما يرضي الأطباء. ثم أرسله الدكاترة الى فيفي على بحيرة جنيف ، وهناك تعافى بسرعة كبيرة لدرجة أنه سمح له بقضاء الشتاء، مع انه ليس في لندن ، و لكن على الأقل على الساحل الجنوبي لإنجلترا ، هناك أخيرًا اراد العمل مرة أخرى. عندما وصل إلى لندن ، في سبتمبر 1882 ،بدا بصحة جيدة وكثيرا ما كان يتسلق معي هضبة هامبستيد (حوالي 300 قدم أعلى من شقته) بدون اي شكوى. عندما اقترب ضباب نوفمبر ، تم إرساله إلى فينتنور ، في الزاوية الجنوبية لجزيرة وايت. مرة أخرى كان هناك طقس رطب وضباب. النتيجة الحتمية: نزلات البرد الجديدة والسعال. باختصار ، بدلاً من قوة المشي في الهواء الطلق - كانت راحة السرير المسبب للضعف . ثم ماتت مدام لونغيه. في اليوم التالي (يناير 12)، وصل ماركس إلى لندن مصابًا بالتهاب قصبات واضح. وسرعان ما أصيب بالتهاب الحنجرة ، مما جعل البلع شبه مستحيل. على الرغم من أنه كان يعرف كيف يتحمل الألم بثبات ، إلا أنه لم يكن قادرًا على تناول الطعام الكافي واضطر إلى شرب لتر من الحليب (الذي كان يكرهه كل حياته ). ظهر ورم في رئتيه في فبراير. كانت الأدوية عديمة الفائدة مع هذا الجسم الذي،خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية،قد كون مناعة ضدها . ادت فقط الى انقاص شهيته وإضعاف هضمه. لقد خسر الوزن يوميا. على الرغم من هذا، تحسن المرض الكلي إلى حد ما. اختفى التهاب القصبات تقريبا و أصبح البلع أسهل. كان الأطباء متفائلين جدا. ثم ذهبت لرؤيته ذات يوم- بين 2 و 3 بعد الظهر - البيت كله فجأة في بكاء: قالوا لي كان ضعيفًا جدا؛ بدت النهاية قريبة. ومع ذلك و في ذلك الصباح ،استمتع بالنبيذ والحليب والحساء. المخلصة لنشن ديموث ، و التي ربّت كل أطفال ماركس و كانت جزءًا من الأسرة لأربعين عاما ،ذهبت اليه في الطابق العلوي وعادت على الفور: "تعال معي ، هو نصف نائم. " عندما دخلنا، كان نائما ، ولكن إلى الأبد.لا يمكن للمرء أن يتمنى موتا آكثر لطفًا من موت كارل ماركس على كرسيه ...

والآن ، في الختام ، بعض الأخبار الجيدة:
مخطوطة المجلد الثاني من رأس المال كاملة تمامًا. لا أستطيع أن أقول إلى أي مدى يمكن نشرها كما هي الان؛ هناك أكثر من 1000 صفحة مطوية. ولكن تم الانتهاء من "عملية تداول رأس المال" 16 و "تنظيم كل العملية " في جلسة عمل واحدة، تم تنظيمه في سنوات 1867-1870. لدينا بداية إصدار لاحق ، وكذلك الكثير من المواد في مقتطفات ، خاصة فيما يتعلق بظروف ملكية الأراضي في روسيا ، الكثير منها يمكن على الأرجح استخدامها .
من خلال التعليمات اللفظية ، عيّن ماركس أصغر بناته إلينور و انا كأوصياء لتركته الأدبية.17

لندن 28 أبريل 1883
…………………………………………

ملاحظات

1. تلقت العديد من الصحف أنباء وفاة ماركس من مراسليها في باريس ، ونشرت أنه توفي في فرنسا.
2. فريدريك أدولف سورج (1827-1906) ، شيوعي ألماني أمريكي ، مهنته مدرس موسيقى ، قاتل في انتفاضة بادن عام 1849 ، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1852 ، وانضم إلى نادي نيويورك الشيوعي عام 1858 ، وتوافق بنشاط مع ماركس وإنجلز. كان سورج أحد قادة الأقسام المحلية للأممية الأولى في الولايات المتحدة. بعد نقل المجلس العام الدولي إلى نيويورك في عام 1876 ، أصبح سورج أمينًا عامًا. كان نشطًا في تشكيل حزب العمال الاشتراكي للولايات المتحدة ، وساعد في تنظيم اتحاد العمال العالمي في عام 1878.
3. فيلهلم ليبكنخت (1826-1900) أحد مؤسسي وقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ، وأصبح محررًا في جريدة الحزب ، فوروارتس. كان ليبكنخت من أوائل الذين دخلوا الرايخستاغ كاشتراكي ، وبعد انتهاء الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871) صوت ضد اعتمادات الحرب واحتج على ضم الألزاس واللورين و سُجن بسببه من قبل بسمارك. نشر كتابًا عن حياة ماركس عام 1896 تضمن ذكرياته الشخصية و علاقاته مع ماركس.
4 - جوليا بيبل (1848-1910) زوجة أوغست بيبل (1840-19I3) ، مؤسس وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني .
5. هيلين ديموث ("لنشن") (1823-1890) مدبرة منزل لعائلة ماركس من عام 1837 ، و صديقة العائلة المقربة جدًا ، وبعد وفاة ماركس ، اصبحت مدبرة منزل إنجلس .
6. جيني فون ويستفالن ماركس (1814-1881) كانت ابنة مستشار الدولة البروسي ، لودفيج فون ويستفالن. تزوجت من كارل ماركس في عام 1843 ، توفيت جيني ماركس بسبب السرطان في 2 ديسمبر 1881. لم يكن ماركس قادرا صحيًا على حضور الجنازة. قال إنجلس على قبرها في هايغيت: "إذا كانت هناك امرأة سعادتها في إسعاد الآخرين ، كانت هذه المرأة"
7- جيني ماركس لونغيه (1844-1883) الابنة الكبرى لماركس. تزوجت من الاشتراكي الفرنسي تشارلز لونغيه. وفاتها في 11 يناير 1883 بمثابة ضربة مروعة لأبيها،
8. إدوارد برنشتاين (1850-1932) كان زعيمًا للاشتراكية الديموقراطية الألمانية ، ومحررًا في الجريدة الألمانية SozielDemokrat ، وأصبح من أبرز المدافعين عن التحريفية الألمانية ، متخليًا عن الماركسية.
9. يوهان فيليب بيكر (1809-1886) ، مهنته صانع فرش ، أصبح شيوعيًا ألمانيًا ، وشارك في ثورة 1848 في ألمانيا. أثناء وجوده في المنفى في سويسرا ، أحد المنظمين والعاملين النشطين في الأممية الأولى ، وقام بتحرير Vorbote و Precurseur في جنيف ، وكان بيكر صديقًا مقربًا لماركس وإنجلس.
10. كارل شورليمر (1834-1892) كان كيميائيًا ألمانيًا مشهورًا ، وشيوعيًا أصبح صديقًا مقربًا لماركس وإنجلس. حارب في انتفاضة بادن عام 1849 ، وأصبح لاحقًا أستاذًا للكيمياء في مانشستر وزميلًا في الجمعية الملكية.
11. كانت إليانور ماركس أفلينغ ("توسي") (1856-1898) الابنة الصغرى لكارل ماركس. ولدت وعاشت طوال حياتها في إنجلترا ؛ تزوجت إدوارد أفلينغ، خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حياتها ، لعبت دورًا مهمًا في الحركة العمالية البريطانية والحركة الاشتراكية النسائية. قدمت ترجمات إنجليزية شائعة للعديد من مسرحيات هنريك إبسن.
12. السير إدوين راي لانكستر (1847-1929) عالم طبيعة بريطاني وأستاذ بجامعة لندن ولاحقًا في أكسفورد. كان صديقا لماركس.
13. وفقًا لذكريات السيدة ماريان كومين ، علقت إليانور ماركس ، ابنة ماركس ، بينما كان ماركس مستلقيًا في التابوت: "لا أريد أي عزاء. إذا كان قد بقي لفترة طويلة من المرض ، ورأيت عقله وجسده يذبلان أمام عيني ، كنت سأكون في حاجة إلى عزاء. لكنه لم يكن كذلك. مات و هو في حركة ، و في كامل عقله. لقد استحق ان يرتاح . دعونا نكون ممتنين كثيرًا". (Yvonne Kapp، Eleanor Marx، London، 1972، I، 247.) في حين أن هذا التقرير ، الذي كتب بعد 39 عامًا ، قد يكون دقيقًا ، و لكنه يتناقض مع ملاحظة إنجلس في رسالته إلى سورج.
14. أبيقور (341-270 قبل الميلاد) الفيلسوف المادي اليوناني الشهير
15. فريدريك ليسنر (1825-1910) ، مهنته خياط ،كان شيوعياً ألمانيًا رائدًا. حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في محاكمة الشيوعيين في كولونيا. أصبح لاحقًا ناشطًا في الحركة النقابية البريطانية وأصبح عضوًا في المجلس العام للأممية الأولى.
16. المجلد الثاني من رأس المال ، بعنوان فرعي "عملية التداول الرأسمالي" نُشر في هامبورغ عام 1885.
في مقدمته لطبعة 1893 كتب انجلس "لم يكن من اليسير العمل في اعداد الكتاب الثاني من رأس المال للنشر. . كثرة المخطوطات التي تم تنقيحها، و المجزأة في الغالب ، زادت المهمة عسراً... فقوام المادة كان منجزا، بشطره الاكبر، من حيث المضمون ، لا الاسلوب،…. تسجيل للأفكار بالشكل الذي تطورت به في ذهن المؤلف في هذه الحالة او تلك . و الى جانب أقسام معينة معروضة بالتفصيل ، اقسام اخرى لا تقل اهمية ، لم تحض الا بتلميح فحسب.... في خاتمة الفصل لم يكتب ماركس احيانا كثيرة ، في عجلته للانتقال إلى الفصل التالي ، سوى بضع جمل مفككة. .. ، هذه هي مادة الكتاب الثاني ، التي كان علي "أن أصنع منها شيئًا "، حسب قول ماركس لابنته قبل وقت قصير من وفاته ..." (للاطلاع على مناقشة عمل إنجلز حول رأس المال بعد وفاة ماركس ، انظر هنريخ جيمكوه Heinrich Gemkow فريدريك إنجلز وشركاؤه: Eine Biographie ، Berlin ، 1970 ، (Vollender de Kapitals) 503-16.
17. غضبت لورا ماركس (السيدة بول لافارغ) عندما قرأت هذه الجملةفي Sozialdemokrat ، وكتبت إلى إنجلس: "هل تتفضل بإخباري ما إذا كان أبي أخبرك أنه يرغب في أن تكون توسي معك كوصية على تركته الادبية؟ لم أكن مع والدي العزيز في النهاية ، أعلم أنك ستفهم ،رغبتي في معرفة ما كانت توجيهاته النهائية. اعرف ما كانت رغباته ونواياه في فيفي". لاحقًا، أصرت على أنه أثناء وجوده في سويسرا ، أخبرها ماركس أنه يريدها أن تحصل على الوثائق والأوراق المطلوبة لكتابة تاريخ الأممية، وأن تتولى ترجمة لرأس المال. أجاب إنجلس أن عبارة "أوصياء لتركته الأدبية" هي تعبير لانجلس ، واعتذر عن الإساءة إليها. ومع ذلك ، أوضح أن العمل المتعلق بإكمال رأس المال يجب أن يتم في إنجلترا ، وأن "العمل الحقيقي ... يجب أن أقوم به انا". (فريدريك إنجلس ، بول ولورا لافارغ: مراسلات ، I ، 250-58.)

………………

المصدر
تذكر كارل ماركس، اعداد فيليب اس. فونر، مطبعة سينثيسس، سان فرانسيسكو 1983
Karl Marx Remembered, Philip S. Foner Editor, 1983, Synthesis Publications,San Francisco



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك بالفعل حرب بالوكالة في اوكرانيا
- كيف خلقت -قرارات اعفاء الابنية -التركية قنبلة موقوتة
- السيد كارل بوبر- عقائدي معادي للماركسية. موريس كورنفورث
- التروتسكية كحركة انتهازية
- الاتجاه نحو ثورة عالمية؟
- الماركسية كعلم .موريس كورنفورث
- الحزبية والموضوعية في العمل النظري
- لماذا يحتاج الرأسماليون الروس إلى أوكرانيا؟
- الماركسية والعلم والصراع الطبقي
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
- جلوس في كتاب :حول غزو الظلام لبختيار علي
- بوتين والرمزية السوفيتية
- أغنى 21 مليارديرًا هنديًا يمتلكون ثروة تفوق 700 مليون هندي
- في دافوس ، يحاول الرأسماليون حل المشكلات التي يخلقونها بأنفس ...
- ستالين وهتلر: شقيقان توأمان أم عدوان لدودان ؟
- الشمولية. نظرية مناهضة للشيوعية
- هل يجب إلغاء الملكية الخاصة؟ طلاب دبلن يصوتون بنعم
- الحزب الشيوعي البرازيلي: نضال جماهيري ضد الانقلاب! لن تمر ال ...
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
- مقدمة كتاب أفول التروتسكية العالمية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - دلير زنكنة - رسائل و برقيات فريدريك إنجلس عن موت كارل ماركس