أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذجا....















المزيد.....

حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذجا....


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التنمية المستدامة :هي تنمية تلبي حاجات الحاضر بدون التاثير على قدرة الاجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة . (word commission on environments & development our common future oxford university press 1987 p43 )
وتحمل في طياتها مفهومين :
1- مفهوم الحاجات خصوصا الحاجات الاساسية لفقراء المجتمع الذين يجب ان يالوا الاولوية القصوى .
2- فكرة القيود التي تفرضها حالة التكنولوجيا والتنظيم الاجتماعي على قدرة البيئة على تلبية الحاجات الحالية والمستقبلية .
وبناء على هذه التواصيف نستطيع ان نقول وتطبيقا على واقعنا العراقي ان العراق يفتقر لموضوعة التنمية المستدامة افتقارا واضحا فالاستنزاف اللامبرر الذي يجري اليوم في العراق للومارد من وقود احفوري ،بيئة/مياه/غطاء اخضر ، ستجعل الاجيال القادمة تصب لعناتها المتواصلة علينا نحن اجيال الحاضر ،فبيئتنا الحالية تعجز عن تلبية حاجاتنا وقد اثخنت بشتى انواع التلوثات والاستنزاف فكيف ستصمد الاجيال القادمة.
التنمية المستدامة تبنى وفق رؤية بعيدة المدى للمجتمعات ولا تهدف لتحسين نوعية الحياة للاجيال الحالية فحسب بل الاجيال المستقبلية كذلك ، كما انها تركز على مفاهيم الديموقراطية وحكم القانون واحترام الحقوق الاساسية بما فيها الحرية والعدالة الاجتماعية والتنوع الثقافي. وتركز كذلك على مستويات من الاقتصاد المتجدد واسفي الشديد ان هذه المرتكزات سيما ومضوعة العدالة الاجتماعية تغيب اليوم وبشدة عن حاضرنا .
اما اهم ميزات التنمية المستدامة :
مكافحة التلوث والحد منه ، واستخدام الموارد غير القابلة للتجديد بحكمة كالنفط مثلا. وتطوير الومارد القابلة للتجديد ك(طاقة الشمس، الرياح، طاقة باطن الارض) للحفاظ على الموارد غير القابلة للتجديد ولتامين قدرة التنمية للاجيال القادمة. وبنظرة سريعة وفاحصة لهذه الميزات نجد ان غيابها عن الواقع المجتمعي العراقي سيسهم حتما في زيادة الازمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حد سواء ، وما هذا التلوث الذي نشهده وزيادة الامراض السرطانية بشكل مطرد والاشكالات لا حصر لها اجتماعيا وسياسيا الا دليل كبير على وجود تلكؤ في حكمة ادارة الموارد وايجاد تنمية مستدامة حقيقية ترتكز اساسا على تحسين نوعية الحياة للاجيال الحالية والمستقبلية مع الحفاظ على قدرة البيئة على دعم الحياة بتنوعها وترتكز ايضا على الديمقراطية وحكم القانون واحترام الحقوق الاساسية بما فيها الحرية والفرص المتعادلة والتنوع الثقافي وتشجع مستويات عالية من التوظيف ضمن اقتصاد ترتكز قوته على التجديد والتجانس وفتح ابواب الاستثمار وليس التوظيف في القطاع الحكومي المتهالك اساسا. كذلك ايجاد قاعدة اساسية من الخدمات الاجتماعية المقدمة للوماطن وتحويلها الى انماط حياة كريمة والقضاء على البيروقراطية الحكومية التي تجعل المواطن في دوامات من اجل حقوق بسيطة منها الحصول على وثيقة سفر على سبيل المثال ، البيروقراطية تجر الوماطن احيانا لدفع رشاوى (اتاوات )في سبيل تحقيق حقه البسيط هذا. والسؤال: هل سنستطيع ان نلحق بالركب الحضاري العالمي ونوجد قيمة اساسية اسمها التنمية المستدامة ، ونجعل الاجيال القادمة تكتب عن نضالنا الكبير هذا كي لا نتركهم خاليي الوفاض من الموارد التي اتاحتها لهم ولنا امنا الارض.


تحدثنا في مقال سابق عن التنمية المستدامة الا اننا لم نتطرق لمعايير هذه الاستدامة ومدى فاعليتها في المجتمع ومقدار اهتمام الحكومة بها.
ان معايير الاستدامة تتلخص في قضايا اجتماعية وبيئية واقتصادية وسياسية حتى .
منها: التوصل الى درجة مقبولة من التجانس الاجتماعي بين الفئات ،وهذا لن يتحقق الا بتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية وتطبيقه تطبيقا مهما من خلال برامج تعدها الحكومة المركزية بالتعاون مع الحكومات المحلية اذ يتم العمل على توزيع عادل للدخل ولنشاطات توليد المداخيل التي تتيح التوصل الى انماط حياة حرة كريمة وايجاد خدمات اجتماعية تريح الناس.
نحن في العراق للاسف الشديد معايير تحقيق العدالة الاجتماعية ضمن مفهوم التنمية المستدامة يعد معيارا غائبا حتى اللحظة ، كذلك فان الحفاظ على قدرات راس المال الطبيعي لانتاج موارد قابلة للتجديد هو مهم جدا كالاستثمار بطاقة الريح والطاقة الكهربائية والشمسية وجميع انواع الطاقات غير الناضبة .والحد من استخدام الموارد القابلة للنضوب وعلى راسها النفط، وهذا موضوع غير مفعل لدينا، ينبغي ان تراعيه الجهات المعنية .
كذلك فان تامين الامن الغذائي واحترام البيئة وقدرات الانظمة البيئية لتعيد ترميم نفسها وتنمية اقتصادية متوازنة بين القطاعات والتخطيط للامن المائي الذي تحاول دول الجوار العراقي الضغط على العراق من خلال ورقة المياه، كلها مسائل ملحة لاتمام التنمية المستدامة ناهيك عن التفعيل والاهتمام والمحافظة على النظام الديومقراطي وحفظ حقوق الانسان بالبلاد.
واذا رفعنا سقف الطموح لايجاد مثل هكذا تنمية مستدامة وحقيقية في العراق فسنقول: ينبغي ان تنتبه الدولة وتعمل على وقاية العراق من التغير العالمي السلبي وحماية التنوع البيولوجي /الاحيائي للحفاظ على بيئة مستدامة.
كذلك فان المثقف العراقي بكافة تصنيفاته لا يعفى من التثقيف في هذه المحاور ودعم الجهات المعنية لاتمام الخطط الاستراتيجية في هذا الاطار وايجاد الوعي حولها بندوات ، كتابات ،اعلام وان يستغل كل فرصة متاحة لتذكير الجهات المعنية بمعايير الاستدامة الحقيقية وخطورة عدم تطبيقها وان كان بمحاولات خجولة .
علما ان العراق ما زال يعاني من كثير من المشاكل التي تعيق الاستدامة ولعل اهمها والتي حاولت الحكومات المتعاقبة الحد منها الا انها لم تقضي عليها كليا:
1- تلوث المياه(شط العرب انموذجا)
2- تلوث الهواء بسبب الانتاج النفطي (المحافظات المنتجة للنفط)
3- معالجة المشاكل التي يسببها البلاستيك واستخدامه المفرط في العراق والتوعية بخطره ، ولعل الخطوة الرائدة التي اتخذها مجلس محافظة الديوانية قبل ايام بالتعميم باستخدام الاكياس الورقية بدلا من البلاستيكية في الافران والمخابز ينبغي دعمها والتشجيع عليها .
4- مياه الصرف الصحي التي ترمى في الانهر .
5- نوعية الهواء في المدن
6- الاحتباس الحراري
7- التصحر وعدم وجود غطاء اخضر بسبب تجريف الاراضي الزراعية .
8- الارهاب ولعل الدولة العراقية بذلت مجهودا كبيرا لطرد العناصر الارهابيية من الاراضي العراقية وملاحقتها وقاتل الجيش العراقي والقوات المسلحة بكافة تصنيفاتها بكل بسالة امام خطر الدواعش والتنظيمات الارهابية سيئة الصيت، وهنا ينبغي ان تضع الدولة الحلول لكل المشاكل انفة الذكر كما وضعت الحلول للتخلص من الارهابيين وايجاد نهضة مجتمعية حقيقية .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- • عندما يخالف المصلح حقوق العقل .. احمد امين أنموذجا ...
- ابن خلدون بين: علي الوردي ،عبدالرزاق مسلم الماجد، فالح عبدال ...
- الزهويون السياسيون في نظر الوردي
- متى يأخذ المثقف زمام المبادرة؟
- قيس سعيّد وعلمانية الدولة ...... الدولة – الأمة أ ...
- من سينقذ دجلة الخالد من سد أليسو؟ قراءة في كتاب -المفاوض الع ...
- الى المسؤولين في البصرة لماذا لا نحتفي بعلمائنا ؟نوري جعفر أ ...
- مفاهيم في الثقافة
- مقاربة لسمات التحديث في فكر رفاعة الطهطاوي الحداثة تشتبك مع ...
- الوعي بالعقل ، من سلسلة الوعي المجتمعي ، الكتاب الثاني ح 20 ...
- الوعي بالعقل ، دفاعا عن التنوير ح 19 من سلسلة الوعي المجتمعي ...
- الوعي بالاخر المختلف ، دفاعا عن التنوير ، ح 17 ، من سلسلة ال ...
- دفاعا عن التنوير ح 16 الوعي بالفلسفة وممارساتها
- دفاعا عن التنوير ح16 من سلسلة الوعي المجتمعي ك 2 - الوعي بال ...
- دفاعا عن التنوير ح 15 من سلسلة الوعي المجتمعي ، الكتاب الثان ...
- الوعي بالنص الديني دفاعا عن التنوير ح 14 من سلسلة الوعي المج ...
- الوعي بالاسلام السياسي والارادة لنهضة المجتمع ح 12 من دفاعا ...
- الوعي بجحرية المعتقد ح 10 من كتاب دفاعا عن التنوير من سلسلة ...
- دفاعا عن التنوير ح 9 - الوعي بالاستبداد ... ورسالة النائيني ...
- الوعي عبر الفن -ب- دفاعا عن التنوير الكتاب الثاني من سلسلة ا ...


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - حكمة ادارة الموارد وفق مفاهيم التنمية المستدامة العراق أنموذجا....