أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - الوعي بالعقل ، دفاعا عن التنوير ح 19 من سلسلة الوعي المجتمعي ك 2















المزيد.....

الوعي بالعقل ، دفاعا عن التنوير ح 19 من سلسلة الوعي المجتمعي ك 2


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 14:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوعي بقضايا العقل ورؤاه الحضارية
جاء في كتاب الامتاع والمؤانسة تعريف للعقل على لسان ابي حيان التوحيدي عندما سئل عنه وعن معناه فاجاب : العقل هو قوة الهية ابسط من الطبيعة وهو خليفة الله وهو القابل للفيض الخالص الذي لا شوب فيه ولا قذى كما ان العقل نور في الغاية لم يكن ببعيد واسمه مغن عن نعته" ومن اثار العقل لديه " من كثر الواحد فهو اشد خطأ ممن وحد الكثير لان تكثير الواحد انحطاط الى المركز وتوحيد الكثير استعلاء الى المحيط" كما نرى التوحيدي يخبر عن العقل بقوله "فاما اذا فحص عن اثاره في حضيضه فانه تمييز وتحصيل وتصفح وحكم وتصويب وتخطئة واجازة وايجاب واباحة" وهو في عمله يشترط استواء اللفظ بالمعنى لان احسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه وتاييد السماع اللغوي للقياس العقلي بالطبع وتبادل الفن وطبيعة الالهام .
زد على ذلك ان التوحيدي يذكر انحاء اربعة من العقل : " الاولى تنفيه باطلاق عند من ليس له عقل البتة ، والثانية تقر وجوده ولكن في صورة باهتة اذ يقال فلان في عقله لوثة اما الثالثة : فتذكره باعتدال حينما نقول فلان عاقل ، وبقيت الناحية الرابعة : التي تجعله مصدر التميز والرتبة اذ يقال فلان اعقل من فلان ، وهكذا يختلف نصيب المرء من العقل بالقلة والكثرة والصفاء والانارة والظلمة واللطافة والكثافة والحصافة ، ان طريق العقل هو طريق جلب المنافع ودفع المضار ووسيلة الانسان لتحقيق اغراضه ونيل مطالبه بحيث صار هذا يملك بعقله غير ما يملك الاخر وافترق الطبيب عن المهندس وعن الفقيه وعن النحوي ، وان صنعته هي الهداية والارشاد والفتح والنصح بالنسبة الى الانسان ونقد انتقاص الحسن والتباس الذهن وتخطى الشعور المموه والحكم بما يستحق خاصة وانه الحكم بقبول الشيء وده وتحسينه وتقبيحه" وهكذا نرى التركيز الاساسي عن مفهوم العقل واساليبه من خلال ان العقل يحوي مفاهيم اخرى اختلفت نوعا ما عما وصفه التوحيدي من تمييز وتحصيل وحكم وتصويب واباحة وغيرها من مفاهيم ارتبطت بالعقل لديه .
نرى الامور اختلفت عام 1784م على يد " موسيس مانديلسون" حيث دخلت في نظري مفاهيم جديدة على العقل منها التنوير ، الثقافة ، التعليم ، يقول مانديلسون: " ان كلمات التنوير والثقافة والتعليم من الوافدات حديثا الى لغتنا والاستخدام اللغوي الذي يبدو انه يميل الى التمييز بين هذه الكلمات المترادفة لم ياخذ الوقت الكافي بعد كي يقيم الحدود بينها " (راسل جاكوبي ، في نهاية اليوتوبيا، ت:فاروق عبد القادر ، ماي، 2001، ص50) كذلك يشير بعض الباحثين الى ان كلمتي ثقافة وحضارة قد استخدمتا حتى عهد قريب بمعنى واحد وبالفعل فان (البرت شفتيسر) يقول في كتابه: فلسفة الحضارة :ان الالمان يستعملون عادة كلمة ثقافة والفرنسيون كلمة حضارة، لكن ليس ثمة مبرر لغويا وتاريخيا لوضع تفرقة بين الكلمتين (هانز جورج غادامير، الحقيقة والمنهج، الخطوط الاساسية لتأويلية فلسفية، ت: حسن ناظم) بمعنى نحن بحاجة الى تطوير مدارك المرء ومواهبه من خلال الرؤى التعريفية والعمق المنهجي المتبع من اساليب ثقافية مهمة تصب في مصلحة العقل وتتبنى تطويره والبعض من الكتاب والباحثين يفصل بين الثقافة والعقل ويعتبر ان الثقافة هي منظومة من الانشطة بعيدة كل البعد عن مفاهيم العقل والفلسفة ويعتبر البعض ان الثقافة عندما تتعلق بمفاهيم العقل هذا يعني احتكارها وفهم ضيق لمفاهيمها وعنصرية ظاهرة او خفية فيها، فالمفهوم الانثربولوجي للثقافة يشيع رحوا من الشعبية الليبرالية القائمة على التساوي وبالفعل فحين تعرف الثقافة بانها كل مركب يشمل المعرفة والعقيدة والفن والاخلاق والقانون والعادات فانه يصبح لكل الناس ثقافة .
لان أي نشاط يمكن ان يشكل ثقافة وهكذا ادى المفهوم الانثربولوجي الى اعتبار الثقافة مقولة يمكن ان تسري على اية امة او جماعة ورفض اية نظرة تراتبية للثقافة ( راسل جاكوبي، مصدر سابق،ص52) ان ما ذكره جاكوبي صحيح من ناحية انزال الثقافة من عرشها الملكي الى عروش الناس وجعلها مفهوما انثربولوجيا متداولا هو مفهوم اساسي ولكنه منقوص فنحن بحاجة الى مفهوم الثقافة كي يرتبط بالعقل لان بعض انواع الثقافات هو خارج اطار العقل والمعرفة وهي ليست ثقافات بقدر ما هي ممارسات خارج اطار العقل اذن استطيع القول ان هنالك ثقافات عقليةة واخرى ممارسات ليست لها علاقة بالمفهوم الثقافي فنحن لسنا مجبرين على ان نطلق تسمية الثقافة على ممارسات لا تحمل من الرؤى الثقافية شيئا بل نكتفي باطلاق لفظ ممارسة عليها. والثقافة تشمل ممارسات لها علاقة بالعقل والمعرفة والممارسات الاخرى التي لا تنتج سوى جهل وظلامة فهي تبقى في سياقها انها ممارسة وليست ثقافة ، فالتعدد الثقافي في مجتمع معين يعني تعدد الممارسات ليس اكثر وبالامكان ان نقول تعدد الثقافات العقلية والممارسات غير العقلية ،فالثقافات العقلية هي ممارسات عقلية تنتج رؤى تقدم المجتمع، اما ممارسات البعض فهي ليست ثقافات لانها تكرس مناهج التخلف داخل المجتمعات وتمنعها من التفكير بمعنى اخر اننا في حالة جمود كبير تعاني منه ثقافتنا بشتى تصوراتها المعرفية على مستوى الفن والاخلاق والفلسفة والعلم وحتى الفقه والشريعة فكل هذه الامور والتي حاول البعض يسبغ عليها صفات ثقافية ويفصلها عن المعاني العقلية مصابة بالتجمد والضعف والخمول ومن حاول فصلها فهو مخطا حتما لانها معاني عقلية بحاجة الى تجدد معرفي ، من هنا ان الفن والاخلاق بالاضافة الى كونهما ثقافات فهما يصوران مرحلة من مراحل تطور العقل المجتمعي كذلك فان اصابتهما بالجمود والضعف يحتم اصابة المفهوم العقلي ككل بالجمود والضعف وهذا ما تخشاه المجتمعات المتطورة والمتقدمة وبذكر الشريعة فانها اصيبت بالجمود والتخلف للاسف الشديد فبعد ان كانت مثارا للجدل كما حصل لدى المعتزلة وقد ناقشت رؤاهم في كتابي مفهوم العقل في البصرة ، نرى اليوم ما يسمى بالمجتهدين قد حولوا الفقه والشريعة الى ايقونات تتسمى باسمائهم وهذه اشكالية تصيب الفقه بالشلل التام فوق شلله من هنا نرى اشاعة مفاهيم تكرس الجمود ومنها (التقليد) أي: ايقاف العقل عن التامل والتدبر .
فما معنى ان تتبع انسانا يخطئ كما تخطئ كي تعرف ان حياتك تمشي بالشكل الصحيح وهو ما دعاهم أي : المجتهدين ان يطلقوا مثلا شعبيا يوقف العقل تماما (ذبهه بركبة عالم واطلع منها سالم) فاي معنى سخيف هذا ، وكذلك نرى ختما من مراجع الدين يختمون به ما يسمى برسالاتهم العملية (ان العمل بهذه الرسالة مبرئ للذمة ) فاذا قسنا هذه العبارة على ما يؤمنون به من نصوص دينية نجدها مخالفة للنصوص ، لان المبرئ للذمة هو الاله فقط بدلالة الاية (ومايزكي الانفس الال الله) فمن هو المرجع كي يبرئ ويزكي الانفس امام الاله للناس ، هذه مناقشة من ناحية النص الديني نفسه ، اما من ناحية العقل فهي أي هذه العبارة بمثابة صك غفران يستخدمه المرجع كي يبشر به متبعيه بان افكاره الفقهية الواردة في كتابه هي الاقرب الى النص وان متبعها بالنتيجة سيدخل الجنة حتما وعليه ان يدفع الاموال اليه، كي يبرئ ذمته تماما، فهي أي الرسالة مبرئة للذمة من الناحية الدينية والسياسية والاقتصادية والترفيهية حتى ، أي ملذات الحياة وما شابه وطعامه وغيرها من الامور التي هي امور شخصية ، جاء هؤلاء وبدعم من النصوص كي يقيدوا البشر بها ، يقول ابو الفرج ابن الجوزي عن التقليد" في التقليد ابطال منفعة العقل لانه انما خلق للتامل والتدبر وقبيح بمن اعطي شمعة يستضيء بها ان يطفئها ويمشي في الظلمة" لذلك نرى الجمود والتخلف الفكري لان الناس تنتظر امرا من المرجع ليس الا .
ملحوظتان:
1- الثقافة هي منظور عقلي حتما سواء كانت منطلقة من انثربولوجيا او من علوم علمية وفلسفية فكلها عقلية اساسا اما من يحاول ان يصور الممارسات المجتمعية ايا كانت بانها ممارسات ثقافية من باب التعددية الثقافية فهو مخطا حتما لان الممارسات تنقسم الى قسمين اما عقلية فهي ثقافية بالنتيجة لانها تقدم وعي مجتمعي او ممارسات محترمة لا تحوي على ثقافات بل تحوي على تخلف مجتمعي تحترم ليس الا من باب كونها ممارسات مختصة بفئة مجتمعية محددة.
2- مفهوم العقل في التراث وحسب ما ورد لدى ابي حيان يصور المعنى العقلي لتلك الحقبة والمفهوم العقلي لديه يشمل التمحيص والتدقيق وحاليا التنوير والثقافة والمعرفة وغيرها من مفاهيم تكون كلها ضمن المفهوم العقلي.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بالاخر المختلف ، دفاعا عن التنوير ، ح 17 ، من سلسلة ال ...
- دفاعا عن التنوير ح 16 الوعي بالفلسفة وممارساتها
- دفاعا عن التنوير ح16 من سلسلة الوعي المجتمعي ك 2 - الوعي بال ...
- دفاعا عن التنوير ح 15 من سلسلة الوعي المجتمعي ، الكتاب الثان ...
- الوعي بالنص الديني دفاعا عن التنوير ح 14 من سلسلة الوعي المج ...
- الوعي بالاسلام السياسي والارادة لنهضة المجتمع ح 12 من دفاعا ...
- الوعي بجحرية المعتقد ح 10 من كتاب دفاعا عن التنوير من سلسلة ...
- دفاعا عن التنوير ح 9 - الوعي بالاستبداد ... ورسالة النائيني ...
- الوعي عبر الفن -ب- دفاعا عن التنوير الكتاب الثاني من سلسلة ا ...
- دفاعا عن التنوير .. ح 9 الوعي بقضاايا الانسان عبر الفن أ من ...
- دفاعا عن التنوير . ح 8، الوعي باللامساواة ب من سلسلة الوعي ا ...
- دفاعا عن التنوير ح 7 . من سلسلة الوعي المجتمعي - الكتاب الثا ...
- دفاعا عن التنوير ح 6 ، الوعي بالتنوير ب ، من سلسلة الوعي الم ...
- دفاعا عن التنوير ... ح 5 الوعي بالتنوير : من سلسلة الوعي الم ...
- دفاعا عن التنوير -ح4، الوعي بالعلوم الانسانية ب من سلسلة الو ...
- الوعي بالعلوم الانسانية أ - ح3 من دفاعا عن التنوير ،الكتاب ا ...
- هوبزبوم والتاريخ ج4
- دفاعا عن التنوير - ح 2 - الخطاب والنص وتأثيراته داخل المجتمع ...
- دفاعا عن التنوير من سلسلة الوعي المجتمعي - الكتاب الثاني ، ح ...
- شارع الفراهيدي قيمةعلائقية وخطاب معرفي متجدد


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - الوعي بالعقل ، دفاعا عن التنوير ح 19 من سلسلة الوعي المجتمعي ك 2