عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 09:33
المحور:
الادب والفن
عِشْ كما أنتَ لا تُعِـرْ أيّ بالِ
لعـذولٍ ولا لخِــــلٍّ مـــــوالي
كلُّ ما فوق هذه الأرضِ ماضٍ
كلُّ شيءٍ يســيرُ نحــوَ زوالِ
ما زَها البدرُ في السمواتِ إلاّ
لمَحاقٍ يعـــــــودُ ثــمّ هــلالِ
وكأن الحيـــــــــاةَ حلمٌ جميلٌ
لا يُضاهى فيـــا لهُ من جمالِ
وترانا كمــــــــا بدأنا انتهينا
فقطيعُ الآمــالِ رهنُ اعتقالِ
كم تمنّيتَ والأماني قطوفٌ
ثمّ أدركتَ أنّـها ضـــغثُ آلِ
ووثقتَ الحِبــالَ حبلاً فحبلاً
عدتَ منـها مكبـّلاً بالحبـالِ
وتشَكّيتَ من نهـــارٍعبوسٍ
خُفتَ منهُ فأرّقَتــْكَ اللّيــالي
وحملتَ الهمومَ ما خفَّ منها
بعدَها بُتَّ موكـــلاً بالثِقـــالِ
وأطعتَ الخريفَ صبراً عليهِ
وكفى الصابرين شِـحُّ السِلالِ
خابَ سعياً ظننتَ فيهِ طويلاً
أنَّ سَمَّ الخِياطِ دربُ الجِمالِ
إنَّ سعياً على البسيطةِ سَهلٌ
لو تبدلتَ مُمكنــــــاً بالمُحالِ
فإذا ما طلبتَ ما ليسَ يُرجى
بُتَّ غِرّاً على طريقِ الضَلالِ
جابَ هذا الفــؤاد كلَّ الزوايا
باحثاًعن حقيقةٍ فـــي الخيالِ
وسألت الأيّـــام عن مبتغاها
فأراقتْ دمَ الجـــــوابِ بقالِ
وأجادتْ خــداعَ قلبٍ ضَريرٍ
حين دسّتْ جوابَها في السؤالِ
أجواباً تريـــدُ ؟ ذاكَ مُحـــالٌ
وجواب الســؤالِ ألفُ احتمالِ
ولمن أيها القلبُ تشــكو وماذا
يستطيع الشجيُّ في كــلِّ حالِ
كلُّ ضــــدٍّ بضـــــــدّهِ يتجلى
فنجومُ الظــــلامِ مثــلُ اللآلي
إن بين الجَمالِ والقبحِ خيطٌ
قد كفى المنصفين شرَّ القتالِ
عشّْ كما أنتَ لاتعرْ أيَّ بالٍ
انّ ربَّ الأنــــامِ ربُّ الكمالِ
إنما تشـــبهُ النفـــــــوسُ حُلِيّاً
في مزادٍ بهِ رخيــصٌ وغالي
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟