أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - التناص الخطابي بين البنية السطحية و البنية العميقة














المزيد.....

التناص الخطابي بين البنية السطحية و البنية العميقة


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


توجد " ثنائية أساسية ومهمة في فهم المنجز الابداعي وتحليله النقدي ألا وهي ثنائية (النص الظواهري) والنص التكوين، ويقصد بالمصطلح الأول المستوى الملموس أو الهيئة السطحية من النص، في حين يقصد بالثاني، مايحدث تحت تلك البنية الظاهرية، حيث يصبح حينذاك النص نقطة التقاء ليس بين منتجه ومتلقيه فحسب بل وأيضا بينه وبين النصوص المتعددة التي سبقته او القريبة منه"( ‏)
المنجز الفني 1- نص ظواهري 2- نص تكويني
(دال) رؤية ظاهرية سطحية للمنجز رؤية باطنية للمنجز
وعند تأمل الشعر السكندري نجد أن التناص حاضرًا فيه بصورة كبيرة، مؤكدًا على شرعية الظاهرة، وأنها ضمن السياق الإبداعي الذي يمارسه المبدع، وتمثل حالة من الذوبان والانعتاق بين النصوص، حيث" تعتمد تقنية التناص على إلغاء الحدود بين النص والنصوص الأخرى التي يضمنها الفنان في منجزه الفني أو نصه الجديدة، وتأتي هذه النصوص موظفة ومذابة في النص فتفتح أفاقا أخرى، دينية وأسطورية وتاريخية وأدبية ومعاصرة عدة، مما يجعل من النص ملتقى لأكثر من زمن وأكثر من حدث وأكثر من دلالة، فيصبح النص غنيا حافلاً بالدلالات والمعاني "( ‏)
ويمكن النظر إلى التناص بأنه.
1- التناص اللاشعوري :(تناص الخفاء) ويكون فيه المنجز(الفنان) غير واعٍ بحضور نص في النص الذي يشتغل فيه .
2- التناص الظاهر:(التناص الواعي/الشعوري) ويدخل ضمنه الاقتباس والتضمين.( ‏)
هذه زاوية وبؤرة نقدية يمكن النظر إلى التناص من خلالها، كما يمكن النظر إلى التناص من مرآة أخرى، وهي :
1- قانون الاجترار: "والمقصود بهذا القانون هو تكرار النص الغائب من دون تغيير أو تحوير، وهذا القانون يسهم في (مسخ النص الغائب)؛ لأنه لم يطوره ولم يتجاوزه واكتفي بإعادته كما هو أو مع إجراء تغيير طفيف لا يمس جوهره"( ‏).
2 - قانون الامتصاص: "ويمتاز هذا القانون بآلية الدراسة القصدية والواعية للنص السابق وامتصاص وهضم ما يدعم ويفعل النص اللاحق، ويكون هنا النص السابق بمثابة المواد الخام للنص اللاحق، مما يجعل من هذه الآلية فعلا جماليا يضفي بعدا إبداعيا على كلا النصين"( ‏).
3ـ قانون الحوار: "يعتمد النص المؤسس على أرضية عملية صلبة تحطم مظاهر الاستلاب، مهما كان شكله وحجمه، فلا مجال لتقديس كل النصوص الغائبة مع الحوار، فالفنان لا يتأمل هذا النص وإنما يغير في القديم أسسه اللاهوتية ويعري في الحديث قناعاته التبريرية والمثالية وبذلك يكون الحوار قراءة نقدية لا علاقة لها بالنقد مفهوما عقلانيا خالصاً أو نزعة فوضوية عدمية ".( ‏)
- التناص الخارجي :
لعل ذلك يمثل الصورة المباشرة والتلقائية للتناص، يقوم من خلالها الناقد برصد تلك المناطق التي التقى فيها النص الوليد مع النصوص القديمة سوءا من الناحية التاريخية أو الأسطورية أو الأدبية؛ ولذلك يعد التناص الخارجي " وهو أن يتناص النص مع مرجعيات أدبية، تاريخية، أسطورية، دينية ... الخ، بمعنى دخول النص قيد الإنجاز في منطقة هائلة من النصوص الأخرى على اختلاف أجناسها وزمانها ومكانها، وباليات متعددة وعلى مستوى الشكل والمضمون، وغالبا ما يقسم هذا النوع إلى ثلاثة محاور هي : (التناص الأدبي، التناص الأسطوري، التناص التاريخي)"( ‏).
وإذا نظرنا إلى الشعر السكندري باعتباره جزءًا من الشعر العربي يخضع للقوانين نفسها في قضية التناص والتلاقح بين النصوص، نجد أن القباني قد اتخذ من التناص صورة مباشرة في نصوصه، وتجربته، الإبداعية، فقد جاء التناص الخارجي لديه في بدايات واضحة تدل على إدراكه لأبعاد تلك القضية النقدية، فنجده، يكتب المطولات، والملاحم، وكأنه يتناص ظاهريًا من النماذج القديمة والأسطوية في كتابة الملاحم، كالإلياذة والأوديسة"، وقد يكون من الضروري هنا الإشارة إلى أن استخدامات القباني التاريخية في مجملها لا تتجاوز مفهوم التوظيف المباشر للربط بين الحدثين : الماضي والحاضر لاستخلاص العبرة – الدرس – العظة- ويبدو بوضوح تام في قصائده القومية أن هذا هو الهدف الأسمى من النص ، فلا يتطرق إلى الإسقاط أو الإيماء أو الاستدعاء بمعناه المركب إلا عند ضرورة الضرورة ، فهو أقرب إلى الاستدعاءات البسيطة، والقضية في هذا لا تتعلق بطبيعة المنهج الإبداعي الذي يتبناه الشاعر ، ولكن أيضًا بمدى قدرته على استخدامه بنجاح بحيث يفضي إلى تفجير طاقات شعرية تزيد ثراء النص – القصيدة- بكل ما تحمله من أفكار مفاهيم باطنية وإيماءات نفسية ،وأبعاد تصويرية متعددة ومتداخلة ... فالشعر هو الكلام المتخيل ، إنه ملمح تكفي إشاراته، والكلمة في النص الحديث يبدو أنها تقول شيئًا ، وقد تكون حقًا قائلة شيئًا ، لكن قيمتها قد تكون فيما لا تقول ، أو فيما هي قائلة بفضل تفاعلها مع عناصر أخرى من النص، لا بفضل وجودها في ذاتها ، وإذ ذاك معول للناظر في النص إلا على جس النبض والتحسس والتقريب والتأويل دون التأكد والتحقيق والجزم "( ‏).



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبعاث العتبات الصوفية من النص الحديث -قراءة كرونولوجية -
- فاعلية المنجز العربي في مشروع تُشُومِسكي اللغوي
- الوجدان وهموم الواقع
- أزمة النقد ونقد الأزمة ابن الأثير وقضية التناص
- الفاعلية بين النصوص
- رقمنة الحياة - الشات جي بي تي- Chat GPT-
- تمائم الموت وعصارة القلب
- تحديات الإيقاع بين الماضي والحاضر
- العتبتات النصية -سلطة اللغة الشعرية-
- أدباء تحت الطبع
- مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث
- إيقاع القافية ودلالته الشعرية
- بيني وبين أستاذنا محمد زكريا عناني2
- الرَّيف والخُضرةُ وأحلامُ الطفولة
- أزمة النقد ونقد الأزمة ( ابن الأثير) (1)
- بيني وبين أستاذنا -محمد زكريا عناني-
- هل مات المسرح أم تجاوزه الزمن ؟!!!
- مذكرات السيد حافظ والتقنيات الفنية .
- مذكرات السيد حافظ ورسالية الكاتب
- مذكرات السيد حافظ بإعتبارها وثيقة تاريخية تصنع المستقبل .


المزيد.....




- مصر.. الفنانة مايان السيد تعلق على مشاهدها بمسلسل -ساعته وتا ...
- الروائية الكورية الجنوبية الفائزة بنوبل للآداب -مصدومة- من ا ...
- المزاحمية رواية سمير الأمير الأولى
- النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - التناص الخطابي بين البنية السطحية و البنية العميقة