أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الرَّيف والخُضرةُ وأحلامُ الطفولة














المزيد.....

الرَّيف والخُضرةُ وأحلامُ الطفولة


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 02:43
المحور: الادب والفن
    


الرِّيفُ والخُضرةُ والقرية الصغيرة في أحضان الحقول، والطُّرقات الجانبية، والشوارع الضيقة، والبِناياتُ البسيطةُ من الطوب اللَّبِن أو الأسمنتيّ، والتِّرَع والجداول، والمسجد، وأطفال القرية؛ كلُّ ذلك سماتٌ تميز القرية.
فالطفولة تختلف باختلاف البيئة التي ينشأ فيها الطفل، والمؤثِّرات التي تحيط به أو تُفرَض عليه ولا يكون له دخْلٌ في ذلك؛ فالإنسان بطبيعة الحال يتأثَّر بمن حوله ويؤثِّر فيهم؛ والأطفالُ ينظرون لمن حولهم على أنَّهم مُثُلٌ عُليا أو شخصياتٌ يَحِقُّ لهم تقليدُها واتِّباعُ أقوالها.
أمّا ليلُ القرية ونهارُها يختلفانِ كلَّ الاختلاف عن المدينة وطقوسِها؛ فالقريةُ لها طقوسٌ تعتزُّ بها ليلَ نهار.
هذه الطقوسُ أصبحَتْ لَدَينا من المسَلَّمات من كثرة التَّكرار اليومي والاستمرارية، ومنها: النَّوم مبكِّرًا، والهدوء المخيم على الجميع بعيدا عن صخب المدينة، والاستيقاظ مبكِّرًا للسيدات اللائي يَحْلبْنَ الماشية، ويقُمْنَ بإعداد الفُطور للزوج والأولاد والأشِقَّاء والجَدِّ والجَدَّة - في حال العائلات - وهذه قضايا متعارَفٌ عليها في فلسفة القرية .
يوم القرية يبدأ من صلاة الفجر ثمَّ الفُطور باللبن الطازج والخبز المجفف - الناشف - وذلك بخلطهما معًا - وهو ما يسمَّى: "التزْقية" أو "الفتَّة" وهي هنا من الحليب وليس اللحْم .
ثمَّ بعد ذلك يبدأ الذَّهابُ إلى الحقل، والعملُ حتى وقت الظهيرة؛ وهذا العمل يختلف باختلاف المواسم والأوقات، والتوقيتات؛ فعمل الصيف غير عمل الشتاء، غير الخريف، غير الربيع.
كذلك يوجد العمل الأساسيُّ، والعمل الثانويُّ، والعمل الذي يستدعي تعاونَ الجيران لإنجازه، والعملُ الذي يقوم به أهل البيت بمفردهم، ولا مانع من مشاركة النساء في كلتا الحالتين.
وهنا يمكننا رصدُ أنَّ المرأة الريفية مكشوفةٌ في الحقول أمام الآخَرين كالمرأة الساحليَّة مكشوفة في البحر، والمرأة الحضَرية مكشوفة في العمل.
ثم تأتي فترة الغداء، ويختلف طعام الغداء عن طعام الفُطور، ثم طعام العشاء ويكون بعد صلاة المغرب.
وهكذا فإنَّ يومَ القرية يمرُّ بهذه الصورة الثابتة أو تتجدَّد عليه بعضُ القضايا والمستجَدَّات ولكن حسب الظروف.
أمَّا ليل القرية فيتميَّز بالسكون: كلُّ شخص في بيته، حول اللمبة نمرة 10 أو اللمبة الجاز التي تقوم النساء بتجهيزها من العصر، وخصوصًا في الشتاء، والمنقَد الذي يلتفُّ الجميع حوله للحديث والمسامرة، وهو من العادات المقدسة في فصل الشتاء في القرية المصرية، ويُعَدُّ الشاي عليه، بخلاف "الركية" التي تُستخدم في كل الأوقات، وهكذا يمر النهار والليل في القرية.
القريةُ لا تعرف صخَبَ المدينة ولا ضجيجَها؛ فهي مجموعة من الأعمال يؤديها أصحابها كلَّ يوم، تجمعهم صِلاتُ القرابة والجِوار والنسب، ويشاركون بعضهم في معظم الأعمال؛ وهم بذلك أكثرُ انفتاحًا على بعضهم البعض بخِلاف أهل المدينة الذين يتَّسمون بالعزلة بقدْرٍ كبير .
وعَودٌ على بدءٍ فإنَّ أطفالَ القريةِ يعرفون بعضهم البعض، ويخالطون بعضهم في اللَّعِب في أزِقَّة القرية وشوارعها ، وينتظرون ذلك كل صباح؛ تجمعهم الأقدامُ الحافية، والأجسامُ العارية، والأحلامُ البسيطة. يتشاجرون ويتصالحون في ذات الوقت!.



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النقد ونقد الأزمة ( ابن الأثير) (1)
- بيني وبين أستاذنا -محمد زكريا عناني-
- هل مات المسرح أم تجاوزه الزمن ؟!!!
- مذكرات السيد حافظ والتقنيات الفنية .
- مذكرات السيد حافظ ورسالية الكاتب
- مذكرات السيد حافظ بإعتبارها وثيقة تاريخية تصنع المستقبل .
- السيرة الذاتية حفريات المصطلح وحدوده المعرفية.
- التوازن التركيبي وعلاقته ببناء الدلالة الشعرية
- بنية الصورة بين المورث النقدي والبناء اللغوي في ضوء السيمياء ...
- الكناية و الانحراف الدلالي
- أثر حركية التشبيه( ) (analogy)في إثراء الدلالة
- سلطة الثقافة والفكر في عصور الإبداع
- سيميائية الاستعارة
- الصورة و القراءات المنفتحة
- موسيقى الشعر والقراءات المتعددة
- أزمة النقد ونقد الأزمة
- -عبدالواحد حسن الشيخ- قراءة في المنجز والرؤية
- أقنعة السيمياء
- قانون الإزاحة
- فلسفة المقهي دراسة في الفلكور الشعبي.


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الرَّيف والخُضرةُ وأحلامُ الطفولة