أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - أقنعة السيمياء














المزيد.....

أقنعة السيمياء


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7502 - 2023 / 1 / 25 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


تمثل المرأة معادلًا موضوعيًا واضحًا في الشعر بخاصة الشعر الحديث، وخصوصًا عند الرومانسيين، فهي " لم تغب عن أي نص ، سواء أكان نصًا مقدسًا أو شعريًا أو غير ذلك من أنواع النصوص المختلفة، ولعل هذا الحضور الكثيف في مختلف أنواع هذه النصوص، يعود إلى ما وقر في الوعى الإنساني من تأثيرها في كل مراحل التاريخ الإنساني، فقد ظهرت في النص القرآني المقدس في أكثر من صورة ، وفي أكثر من موقف حياتي أو ديني، ولعل من أشهر هذه التجليات، صورة الإغراء والمراودة، وهذه الصورة اكتسبتها عبر ارتباطها التاريخي بالتفاحة، وما تمخض عن هذا الارتباط من آثار لحظية تجلت في قصة الهبوط المعروفة في الإسلام، قال تعالى : ﴿ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ في ٱلْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍۢ ﴾ [البقرة: 36 ]، وآثارٍ أخرى بعدية تجلت في رواية المراودة الشهيرة في الإسلام ، قال تعالى : ﴿ وَرَٰوَدَتْهُ ٱلَّتِى هُوَ في بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلْأَبْوَٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ ﴾ [يوسف: 23 ]، وأما على صعيد الموروث الشعري فلابد من التنويه أولًا إلى المشاهد الجذابة التي تفجر ينابيع وخزانات الشعر كثيرة ،لكن أكثرها جاذبية وإثارة هو مشهد المرأة ، فالمرأة إذن هي ملهمة الشعراء وأرباب الفكر منذ عهود الآداب القديمة وحتى يومنا هذا ،وهذا المصدر الإلهامي الذي نهضت به على المستوى الشعري قد تجسد في علاقة فنية ، وهذه العلاقة الفنية في بعض أو كل تجلياتها لا يمكن أن تنفك عن فلسفة المجتمع وطبيعة الذات الشاعرة المتأرجحة وظروف الحياة المختلفة ، فهذه العوامل لعبت دورًا ملحوظًا في تفاوت واختلاف موقف الشعراء من المرأة "( ‏).
كما كان ظهور الاتجاه الرومانسي كرد فعل على إقصاء الشعر بعيدًا عن الالتزام بقضايا الواقع، ثم حدث تدخل عبر البعد الرومانسي والبعد الرمزي لاتقاء بطش السلطات .
و لعل من الصواب القيام برصد موقف الشعراء من المرأة، وكيف أصبحت معادًلا موضوعيًا في عديد من القضايا .
المرأة في النصف الثاني من القرن العشرين تتباين عن المرأة في العصور السابقة، من حيث تناول الشعراء لها " فالشاعر الحديث لم يعد يكتب غزلاً خالصًا، إنما قصيدة حب، من خلالها يخرج ما في نفسه لا على الصعيد العاطفي وحسب –كما قلنا- بل الفكرى أيضًا ، ولهذا كانت المرأة محورًا أولاً رئيسًا في قصيدة الحب , لكنها لم تكن المحور الوحيد"( ‏).
فالقصيدة الحديثة لم تعد بالصورة الكلاسيكية المعهودة عن القصيدة القديمة من حيث الأغراض والدلالات والبناء، ولذلك " كانت أكثر عمقًا وثراءً , لا لشيء إلا لأنها قد جمعت بين هذين الأمرين - علاقة الحب, والتغني الفردي- في قصيدة واحدة , لا تفصلها خطوط أفقية قائمة على تنوّع الأغراض, ولا يربطها حسن تخلّص, كما كان الأمر في القصيدة العربية الكلاسيكية، فالشاعر الحديث لم يعد يرى في المرأة مجرد كائن جميل, يطيب له أن يكلّمه ، ويتكلّم عنه عبر قصائده، بل رآها جنب تلك الرؤية الواقعية، رؤية رمزية، فحاور من خلالها وطنه، ووجوده، وهواجسه الفكرية، وذلك يفسّر غياب الصراع بين الرجل والمرأة في أمور العشق، من وصل، وفراق، وشك, وغيرة، وخيانة, وكبرياء ... إلى آخر تلك الثيمات التي اشتهرت بها القصائد التي عالجت العلاقة بين الرجل والمرأة قديمًا"( ‏).



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الإزاحة
- فلسفة المقهي دراسة في الفلكور الشعبي.
- الجغرافيا السيميائية للمكان، وأثرها في عتبات النص الشعري
- المزيج الثقافي والتواصل الحضاري بين الإسكندرية وغيرها من الم ...
- زكي رستم وعبقرية الأداء قراءة في الصوت والحركة
- سلطة العلامات
- الانزياح التقني ( حوسبة اللغة )
- انفتاح النص الشعري وثراء التأويل
- ابداعات ابن رشيق القيرواني ( الزحاف ميزة الشاعر المتمكن)
- الكوزموبوليتانية ثيمة ممتدة في تكوين الشخصية السكندرية
- البعد العربي في الشخصية السكندرية
- النقد الإيكولوجي
- آداب الكاتب كما يراها السيد حافظ
- الأنثربولوجيا الأدبية
- البعد الكوزموبوليتاني في شخصية الإسكندرية
- مناهج نقد عربية خالصة ومعاصرة
- الموجات الفكرية والأدبية في الإسكندرية تاريخيًا
- الصورة بناء سيميائي متعدد
- السيد حافظ خمسون عامًا من العطاءات الثقافية والفكرية دراسة ف ...
- سميائية الإيقاع الموسيقى في القصيدة العربية .


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - أقنعة السيمياء