أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الصورة بناء سيميائي متعدد















المزيد.....

الصورة بناء سيميائي متعدد


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


لم تعد الصورة لدى الشعراء والأدباء كما كانت في قديم العصور، وحتى الصورة الفوتوغرافية التي نلتقطها بالموبايل أضحت تمثل أشياء كثيرة، وتداخلت فيها تقنيات العصر بكل ما فيها من جميل وقبيح، و بذلك أصبح بها من العلامات والدلالات ما لايمكن حصره في الأطر التقليدية المعهوده، فالصورة الشعرية في ظل "عالم المتغيرات،عالم الحياة الرقمية والتسوق الإلكتروني،الذي تغذيه خطابات العولمة، والتكنولوجيات الجديدة، من أن نتوقف ونقرأ صورة،أونفهمها ونتأولها، وهي تحاصرنا في كل مكان، مخاطبة غرائزنا قبل عقولنا،تغرينا فنغتر،لتسلب إرادتنا لنقتنع بشراء منتوجاتها؟ إنها حضارة الصورة تعود من بعيد،لتزحزح حضارة الكتابة شيئا فشيئا،فقد آن الأوان لنكون وعيا بصريا،وثقافة بالصورة،قصد الإنخراط في حضارتها وفهم لغتها المتكثرة،لأن الشريك/الآخر (الإقتصادي،والتجاري،والثقافي…) لن يمهلنا لنلتقط أنفاسنا حتى يغرقنا في عالم من الصور والبصريات الإفتراضية،لهذا لابد من أن نستعد من الآن،إن على مستوى قراءة الصور وتحليلها،وإن على مستوى تأويلها وتداولها،فالصورة نحيا بها وتحيا بنا،ما فقهناها قراءة وتأولا( ).
إن الصورة في الماضي كان يلتقطها الشعراء والكتاب من البيئة المحيطة بهم والواقع المتواجد من حولهم، أما الآن فالصورة تعطينا سيلا من العلامات لا حصر لها، وغدت معقدة في تكويناتها مثل الواقع الذي نعيشه، ووفقًا للتصور السابق فإن ذلك يقودنا إلى القول بإن " تعدد القراءات واختلاف المتلقين يجعل الصورة قابلة لقراءات متباينة. ولا يعني التعدد فوضوية القراءة وانفتاحها المستمر، لأن الصورة تستثمر مجموعة من المعارف التي تحصر هذا الكم الهائل من القراءات المفترضة وتحده. يفترض في الصورة احتمالها لإرسالية تحقق الانسجام الدلالي الذي تتوقف عليه القراءة، لأننا إذا قلنا بالتعدد المعنوي، وجدنا أنفسنا أمام فوضى معرفية تسهم في تعتيم المعنى وتشويشه.( )
ومن ذلك يمكننا القول بكل وضوح أن " الحديث عن حرفية الصورة مادام النقل يتم بوسيط يمكنه، في اختياره لزاوية نظر معينة أو تركيزه على عنصر دون آخر، أن يغني الوضع الأولي للصورة أو يضيف إليه أشياء أخرى. يؤكد هذا الطرح أن الصورة لا تقف عند حدود النقل والإحياء وإعادة العرض، وبالتالي فإن فهم العلامات التي تكون الصورة لا تقف عند حدود ربط الدوال بمدلولاتها الظاهرة ما دام الدال الواحد قادرا على استثمار مدلولات متعددة.كما أن الصورة ليست مجموعة من الأشياء المتجاورة التي تهدف إلى تقديم معلومات قصد تحقيق نوع من التواصل فحسب، لأن التواصل الإنساني عامة ليس مجرد تقديم بسيط للمعلومات.من هنا وجدنا بارث يميز بين نمطين من القراءات.( )
إن الصورة التي نعيشها ونناقشها صورة اتخذت تصورات جديدة كالزاوية، والإطار وغير ذلك من التفسيرات المحدثه، وهكذا نجد " تعدّد تمثلات العلامة الأيقونيّة في الواقع المعيش، فالصّورة بطابعها السّيميائيّ التّقنيّ ذات دلالاتٍ تَتابعُ وتَتقاطعُ بصورة منظّمة؛ لتنتج المعنى، وكلّ منها يَستبطنُ سلسلةً من الحقول الرّمزيّة المترابطة؛ لتشكّل معًا الأنساق الدّلاليّة المبثوثة في حياتنا الاجتماعيّة والثّقافيّة والسّياسيّة اليوميّة؛ وتكشف الأبعاد الخفيّة المركّبة البراغماتيّة الّتي يبثّها الانفتاح التّقنيّ المعاصر غير المقنّن في سمات التّواصل الحركيّ بأشكاله المتنوّعة؛ إذ بات يعتمدّ الصّورة والرّسم، والإشهار، واللّون، والصّوت، والمشهد التّمثيليّ، وإيماءات الجسد أكثر من التّواصل اللّفظيّ؛ ليتماشى هذا وعصر التّقانة والسّرعة. كما غدت الصّورة تخترق الواقع الافتراضيّ، وتُقدَّم بطريقة منمذجة ونمط جديد؛ فعملها صار وظيفيًّا وشكليًّا؛ تؤدّيه كقيمة اعتباريّة؛ ولم يعد لها قيمة حقيقيّة للاستخدام والتّداول؛ ولعلّها بذلك تمحو الجزء الأكثر حقيقة من إشارات الصّورة البِكر الّتي لم تعبث بها أيدٍ؛ فباتت تؤسّس لصورة اصطناعيّة افتراضيّة واحدة مثاليّة؛ تفتقر إلى التّخصّص والتّعبير المؤثّر والاختلاف، وإنّ بلاغة التّواصل المرئيّ فيها ترمي إلى بيان كيفيّة اشتغال المنظومات البلاغيّة على الأيقونيّ والشّكليّ من منظور سيميائيّ، ثم الإفادة من البلاغة اللّسانيّة الّتي تدرس الانزياح المكانيّ في الصّورة، اعتمادًا على الدّرجتين المدركة والذّهنيّة المتصوّرة، في محاولة استنطاق ما لا ينطق، وتجلية تأثير إيحاءات صور الواقع فيمَن ينطق.( )
إن "تفسير العلامة باعتبارها الاصطلاح المرکزى للسيميائية التى ظهرت بمفهومها الحديث ، حيث ان الصورة الفوتوغرافية تعد علامة بصرية فى حد ذاتها کما انها تشتمل على رموز ذات معانى خفية يمکن تحليلها من خلال السيميائية الحديثة والتى کانت فى الاصل مستعارة من اللغة ، ....[كما أن ] اتجاهات الصورة الفوتوغرافية وتحليل دلالاتها ايقونولوجيا والوصول للمعانى الباطنية الخفية ، فالصورة الفوتوغرافية تعد وعاءا متعدد الدلالات و التى ترمز فى کافة الاحوال الى شئ خفى فهى تحتوى على بواطن غير مرئية وراء الرموز المرئية للعين المجردة ، فمن خلال ذلک يمکننا اخضاعها للتعريف والتحليل والتعقيب باعتبار دلالاتها تستوجب السؤال ، فمن خلال المنهج السيمياء وتطبيقة على الصورة الفوتوغرافية واتجاهاتها التشکيلية التى تنطوى تحت الثقافة المجتمعية المتاصلة ذات التاريخ الثقافى يمکن تفسير دلالاتها .( )
إن " الصورة الفنية من اكثر الفنون التشكيلية استخداما للبنيه التخيلية التي تعكس صياغة الأفكار والتعبير لدي الفنان وهي قادرة على شد المتلقي وتحفيز مكنونه الذهني وتمنح من يشاهدها التأمل والتفكير في معانيها ، عبر دفعه الى مستويات خيالية تحدث من خلاله نشاطا خلاقا مقصودا لذاته يعمل على تجاوز الواقع المادي والفكري ، ويمكن القول بأن الربط بين الدال والمدلول للحصول على لغة تشكيلية تبقى مهيمنه على ما سواها من الوظائف ولاسيما التعبيرية ، باعتبار ان السيمياء علم يبحث في ماهية الاشياء الممتدة بين المسافة الفاصلة بين الدال والمدلول ، إذ يقابل الدال الصورة الحسيه اما المدلول فيقابل الفكرة او المحتوى الذهني للدال ، ومن هنا نقدر ان نحدد الاتجاهات التي انبثقت منها المعطيات السيميائية مثل ( سيمياء التواصل ) التي تعمل على تقسيم العلاقة إلى( دال مدلول)( )
إن" الصورة الفنية تحيلنا الى معنى يحتوي على دلاله لا متناهيه اخذت من سلسلة التحولات التي لا يمكن ان تتوقف عند نقطة محددة بل تأخذنا من موضوع إلى أخر جديد ، إي إلى ما لا نهاية وبالتالي تعطينا هذه السلسلة تحولات دلالية ذات معاني متعددة من خلال فك شفرات الصورة التي تعتبر ان كل عنصر داخل هذا الشكل يتحول بدوره الى علاقة قادرة على انتاج معنى يساهم في استثارة الإحساس الجمالي للمتلقي. تشمل الصورة الرقمية في العمل الفني الجانب الحسي والعقلي والمعرفي والإبداعي فهي تجعل المحسوس أكثر حسية وأكثر لمسا، فهي مكوّن رمزي وتأويل مرئي يقدم الأفكار وجزئيات الواقع لتغدوّ ثقافات بصرية يتفاعل معها المتلقي. ( )
وهذا يمكننا القول أن الصورة الشعرية هي صورة فوتوغرافية ؛ لكنها التقطت بقلم الكاتب والمبدع، وهي صورة خرجت مر رحم الواقع، وتحمل كافة التمثلات الموجوة في الصورة الفوتوغرافية ، وقد تتجاوزها إذا كان المبدع يمتلك من التشخيص والنقل من الواقع بصورة فريدة، وهذا لا يتوفر لكثير من الكتاب .



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد حافظ خمسون عامًا من العطاءات الثقافية والفكرية دراسة ف ...
- سميائية الإيقاع الموسيقى في القصيدة العربية .
- سلطة المكان وأثرها في تكوين شخصية الإسكندرية الفكرية
- في رحيل محمد عناني (النص المترجم والنص الموازي)
- الاغتراب المعرفي عند ابن باجه في ضوء كتابه تدبير المتوحد
- المنجز المعرفي للكاتب الكبير السيد حافظ (مجمل أعمل الكاتب ال ...
- عتبات نصية معاصرة (الشعر السكندري في النصف الثاني من القرن ا ...
- السيد حافظ بين سرد السيرة ومذكرات السرد دراسة في الموقف والد ...
- النص بين مبدعه وناقده
- نجيب محفوظ وأحلام فترة النقاهة بين المؤثرات النفسية والاتجاه ...
- الإبداع والتلقي


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - الصورة بناء سيميائي متعدد