أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - النص بين مبدعه وناقده














المزيد.....

النص بين مبدعه وناقده


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 02:43
المحور: الادب والفن
    


ثمة علاقة بين كاتب النص – مبدعه- وبين ناقده الذي يتناوله بالكتابة والتحليل، فهذه قضية نقدية ذات حيثيات متعددة، فالمبدع عند يكتب فإنه يحول فعل الكلام أو الموقف أو التصور الذهني إلى نص على الأوراق، وهذا في حد ذاته تعبيرًا على أفكار ومواقف ضد مواقف أو تساند مواقف أخرى، يقول أستاذنا عبدالله الغذامي" الكتابة فعل ضد فعل ، موقف ضد موقف ، مواجهة على صفحات الأوراق والكتب ، فعل انتقل من الواقع إلى واقع أخر يمكن صاحبه من التكلم بما لا يمكنه فعله مباشرة . إنها عملية تدافع بين الأطراف . وسوء كانت هذه الكتابة إبداعية أم غير ذلك ، فإنها في حاجة إلي تحديد رسالتها شاء الكاتب ذلك أم لا ،. فإن النص في حد ذاته يحمل مكوناته الرسالية إيجابا وسلبا ويتخذ موقفا محددًا من الواقع .
فهذه أولى خطوات العلاقة بين النص ومبدعه، علاقة بين منتج ومنتوج، تتجاوز القراءة المعيارية، وتنفتح على انساقاق وسياقات لا حصرها من التأويل والتفسير والتعليل والتحليل ، وهذه مهمة الناقد، فالنص يتعدى كونه" وحدةٌ نحويةٌ دلاليةٌ ينتظمُ عناصِرَها اتِّساقٌ نحويٌّ وانسجامٌ فكريٌّ موضوعيّ ومَقصدٌ عامٌّ وإنجازٌ كلاميٌّ أكبر (Macro-act of speech) تنتظمُ فيه أفعالُ الكلامِ الموجودةُ فيه كلُّها. [ولكنّه] ... لا يقفُ عند هذه الحُدودِ؛ فقَد دخَلَت في النّظرِ إلى مَفْهومِ النّصّ مَباحثُ أعلى، تكشفُ عن بنياتِه الكبْرى، كأجناسِ الخطابِ وأنماطِه، وغيْرِها من المَجالاتِ التي تتداخلُ فيها مَباحثُ لسانيّاتِ النّصّ وتَحليل الخطابِ فيما بيْنَها. وقد بَلَغَ أمرُ تعقُّد الظّاهرةِ النّصّيّةِ عندَ كثيرٍ من الباحثينَ إلى حدٍّ صَعُبَ مَعه اختزالُ النّصّ في وحدةٍ مُحدّدةِ المَعالمِ تركيباً ومَعْنىً. فكانَ مَفهومُ النّصّ فَتْحاً كبيراً خلَّصَ البحثَ اللّسانيَّ من وطأة الجملةِ، وسَمَحَ بالانفتاحِ على الخطابِ، في أجناسِه وأنماطِه المُختلفة. والنّاتجُ من هذا التّطوّرِ أنّ الخطابَ يَحملُ في صُلبِه النّصَّ اللغويَّ في بنائه وتَماسكه، ويزيدُ عليْه بإدماجِ أطرافِ التّخاطُبِ ومَقاصد الخِطابِ وظُروفِ الزَّمانِ والمَكانِ التي تُنجَزُ فيها أفعالُ الكلامِ. وأصبحَ من مهامِّ نَحوِ النّصّ رَصدُ بناءِ النُّصوص ونَسْج الخطابِ في مقامٍ مُعيّن، حتّى يُحقِّقَ للنّصّ أغْراضَه التّداوليّةَ ويكشفَ عن التَّناسُبِ بينَ بنية النّصّ وظروفِ إنجازها "
إننا نستطيع من خلال هذا الاقتباس أن نقول: إن قضية النص أصبحت قضية فلسفية أكثر كونها لغوية تنتمي إلى سياقات متعددة تأتي على رأسها فلسفة اللغة باعتبارها الأداءة الأكثر تأثيرًا في الفعل الإنساني؛ ولذلك فإن مبدع النص يحتاج إلى جذور معرفية عميقة ومؤسسة على معطيات موسوعية عابرة غير مختزلة في نسق مغلق حتى يخرج نصًا ذو سلطة معرفية ودلالة عميقة .
أما ناقد النص ودارسه، فهو المنقب حول جغرافية هذا النص وهندسته الكتابية، وسياقات المعرفية وجمالياته التي تقفز من خلال كلماته وتراكيبه، ولا بد لنا أن نفرق بين النص الحقيقي محل الدراسة والتناول، وبين الكتابات التي عالجت النص قبل ذلك، فإننا نرى أن مجرد جمع ما كتب حول نص أو منجز معرفي من أدبيات لا يعد عملًا نقديًا خالصًا؛ وإنما هي ترتيب وتبويب، بخلاف العمل النقدي الخالص الذي يستطيع الناقد إخراجه من خلال النص وفق رؤيته التي تمكنه من فعل ذلك.فهو بذلك يمثل اضافة للنص وليس اجترار لأقوال الأخرين، وإنني على قناعة أنه أمر صعب وليس مستحيلًا ، كما أنه لا يتوفر إلا للقليل والقليل النادر ،وهؤلاء هم النقاد الحقيقيون الذي غاصوا في بحار اللغة والمعرفة والأنطولوجي بكافة صنوفها حتى استطاعوا بلوغ ذلك .



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ وأحلام فترة النقاهة بين المؤثرات النفسية والاتجاه ...
- الإبداع والتلقي


المزيد.....




- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - النص بين مبدعه وناقده