أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث















المزيد.....

مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


إن فكرة التجديد في الشعر ربما تكون مرحلية أكثر من كونها زمانية، فالتجديد لا يتوقف على زمن معين أو فئة بعينها، والشعر العربي مر بمراحل عديدة منذ البدايات الأولى، إلا أن المفارقة في هذا الصدد أن النموذج الجاهلي يمثل ذروة القصيدة العربية، وهذا بخلاف التطور في أي شيء إذ إن البدايات تكون أقل نضجًا حتى تبلغ ذروتها مع الزمن.
وإذا نظرنا إلى الشعر العربي في العصر الحديث نجد أن عوامل التجديد تضافرت على الشعراء ، فكونت لديهم تصورات جديدة تتعلق بالموضوع والشكل، فكانت القصيدة التقليدية، والقصيدة الحرة- التفعيلة-، وهذا من حيث الشكل، وأما من حيث المضمون، فقد كانت للعوامل السياسية والاجتماعية والسياقات التي مرت بها الأمة دور بارز في ظهور مضامين جديدة لدى الشعراء.
والتجديد في اللغة ضد القديم، و"الجدّة هي نقيص البلى، ويقال: شيء جديد، وتجدد الشيء صار جديدًا وهو نقيض الخلق، وجدّ الثوب يجِدُّ (بالكسر) صار جديدًا، والجديد ما لا عهد لك به "( ‏).
يقول ابن فارس: " قولهم ثوب جديد، وهو من هذا، كأن ناسجه قطعه الآن، هذا هو الأصل، ثم سمي كل شيء لم تأت عليه الأيام جديدًا ولذلك يسمى الليل والنهار الجديدين والأجدين ؛ لأن كل واحد منهما إذا جاء فهو جديد، والأصل في الجدة ما قلناه"( ‏).
ووفق ذلك يتبين أن التجديد كمصطلح لغوي ينحدر من الجذر (جدد)، وهو يعني الشيء الحديث نقيض القديم، وعلى ذلك أسس العلماء المعنى الاصطلاحي للتجديد كمصطلح يمتلك حدود معرفية معينة متعلقة بالأدب أذا أردنا القول بالتجديد فيه .
التجديد اصطلاحًا :
يقصد به "إتيان بماليس شائعًا أو مألوفًا ،وهو على نوعين :
الأول: ابتكار موضوعات أو أساليب تفكير أو تعبير تخرج من النمط المعروف والمتفق عليه جماعيًا .
الثاني : إعادة النظر في الموضوعات والأساليب الرائجة وإدخال تعديل عليها بحيث تبدو للعيان مبتكرة "( ‏)
وفي التدليل على هذا المعنى ، قال ابن جني: إذا كان الدهر أبدا جديدًا فلا آخر له ، ولكنه جاء على أنه لو كان له آخر لما رأيته فيه ، والجديد : ما لا عهد لك به ، ولذلك وصف الموت بالجديد"( ‏)
التقليد في اللغة :
يقول ابن فارس: " (قلد) (القاف واللام والدال) أصلان صحيحان، يدل أحدهما على تعليق شيء على شيء وليه به، والآخر على حظ ونصيب، فالأول التقليد: تقليد البدنة، وذلك أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي، وأصل القلد: الفتل، يقال قلدت الحبل أقلده قلدًا، إذا فتلته، وحبل قليد ومقلود، وتقلدت السيف، ومقلد الرجل: موضع نجاد السيف على منكبه، ويقال: قلد فلان فلانا قلادة سوء، إذا هجاه بما يبقى عليه وسمه، فإذا أكدوه قالوا: قلده طوق الحمامة، أي لا يفارقه كما لا يفارق الحمامة طوقها، والمقلد: عصا في رأسها عوج يقلد بها الكلأ، كما يقلد القت إذا جعل حبالًا "( ‏)
التقليد اصطلاحًا :
مصطلح التقليد مصطلح أصولي أكثر من كونه أدبي، ولذلك كثرت تعريفاته لدى الأصوليين ومن ذلك "قبول قول القائل بلا حجة"( ‏)، والتقليد في مساحات الأعمال الأدبية، يقصد به الوقوف على الأسس والقواعد التي أسسها القدماء أو المعاصرون دون إضافة عليها، من حيث الشكل والمضمون، إلا أننا نجد أن" القصيدة المعاصرة[ تحاول ] أن تشكل لنفسها عالما ..، يتسم بخاصيتين مناقضتين هما: الاستقلال والانتماء في آن واحد .، فهي عالم مستقل من حيث التشكيل الفني والحدود المرئية ، أو الملموسة ، أو المحسوسة ، أو الموحي بها .، وفي إطار البحث عن الحدود يقترب الفن الشعري من الفن القصصي ، ويحاول كل على طريقته أن يسور منطقة ما من الزمان والمكان ، وتتعدد الأشكال التي يمكن أن تكتسيها هذه الأسوار الخفية بين التدوير والتربيع والنتوء والاستقامة وانحصار المساحة حينا حتى تلامس أرنبة الأنف، واتساعها حينا آخر حتى تشارف تخوم القبة الزرقاء للأفق البعيد .، وتمتد إلى ما ورائها موحية بلا نهائية الامتداد . ومن خلال هذا التسوير الذي تصطنع فيه القصيدة لغة الزمان ، ولغة المكان ..، تسنح فرصة أخرى لتأكيد أبعاد الاستقلال حين تبدو معايير الأزمنة والأمكنة داخل العمل الفني شديدة الاختلاف .، وأحيانًا شديدة التباين عن هذه المعايير خارج العمل الفني .، وحين تبدو حرية الحركة والانتقال بين أطراف الزمان المختلفة سهلة المنال .، وسرعة التجوال بين أطراف المكان أقرب إلى لغة البساط السحري ، وخيول الأساطير القديمة .، وحين يبدو منطق التقسيم الحاد الذي صنعته الألفة للأزمنة والأمكنة وكأنه سبيكة معدنية صهرت في حميا الشعر فأصبحت ذائبة يمكن يعيد الشاعر، وأن نعيد معه تشكيلها من جديد ، دون أن نجد غرابة في أن يصير المربع دائرة ، وأن تتمازج العناصر التي كانت من قبل متباعدة ، وأن يحقق الشعر من خلال ذلك مع عناصر اللغة ما تحققه الكيمياء مع عناصر الطبيعة من إعادة للصهر والتشكيل والفصل والوصل، ويصبح فن الشعر بذلك كما يقول النقاد المحدثون "" كيمياء اللغة " واللغة أيضًا مظهر رئيسي لاستقلال القصيدة، ولعله من أكثر مظاهرها استعصاء على الترويض ، وخضوعًا للاستقلال"( ‏)

هذه الدفقات المعاصرة في مضمار التجديد ربما كانت الموشحات الأندلسية هي خيط البداية لها "فالموشحات مهدت مباشرة إلى خلق فن جديد هو الشعر الحر، والشعر المنثور في العصر الحديث ،ومهدت إلى تعدد القوافي، ووحدة الشطر المختلف في الطول في القصيدة الحرة ، التي تقوم على وحدة التفعيلة الخليلية " ( ‏).
كما كان السياق حاكمًا في عملية التجديد، حيث " إن حركة التجديد في الشعر العربي قد تأثرت إما بالأدب الشعبي – ويصدق على هذا الموشح، وعلى بعض الأشكال الشعرية في حركة التجديد المهجري – وإما بالشعر الغربي ، وهو بلا شك أقوى هذين المؤثرين " ( ‏)
ويعد "خليل مطران من الشعراء الذين حاولوا التجديد في ماهية الشعر ،وحاول في كثير من نماذجه الشعرية الخروج عن الإطار التقليدي الذي كان يسير على منواله كثير من الشعراء الذين جاءوا قبله "( ‏).
هذا التأسيس المعرفي يرتكز على مراحل تاريخية- من حيث الشكل والمضمون-، كانت بدايتها في شعر المولدين، والعصور العباسية، ثم تلى ذلك الموشحات الأندلسية، وكانت الأحياء والبعث بمثابة ثورة جديدة على الموروث التقليدي، ثم كانت جماعة الديوان، ثم كانت جماعة أبوللو والاعتداد بالوجدان والخيال في التجربة الإبداعية، ثم كانت الحداثة ، وروادها في النصف الأول من القرن العشرين، من خلال السياب، ونازك الملائكة وغيرهم.
ووفق ذلك، فإنه يمكننا القول: بأن الشعر السكندري جزء من حركة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين؛ لذلك يخضع لعوامل التجديد والتطوير التي جرت على القصيدة العربية ، فقد " شهدت الحركة الشعرية في مدينة الإسكندرية – في الآونة الأخيرة – نشاطًا واضحًا يتجلى في حضور مجموعة من الأصوات المتميزة التي تتواصل عبر أجيال مختلفة، كما يتجلى في عدد غير قليل من الإصدارات الشعرية المتتابعة، وعلى الرغم من صعوبة الفصل بين حركة الشعر في الإسكندرية والمشهد الشعري المصري المعاصر إلا أننا نستطيع أن نضع أيدينا على بعض الملامح العامة التي يتميز بها الشعر في الإسكندرية، ومنها ما نلحظه من "تمايز" بين الأجيال حيث اكسب كل جيل تجاربه بعض "الخصوصية" فجيل الرواد – مثلاً – سعى إلى المحافظة على الإطار العمودي أساسًا وأخلص له وإن كان بعض شعرائه لم ينعزلوا عن حركة التطور والتجديد فكانت لهم تجاربهم في كتابة قصيدة التفعيلة على نحو ما نجد عنده عبد العليم القباني، بل إن منهم من شارك في ريادة الشعر الحر كمحمد الفيتوري وكمال نشأت اللذين تركا الإسكندرية في سن مبكرة وأبدعا معظم شعرهما خارجها ... ومثل أحمد مرسي الشاعر والفنان التشكيلي الذي يعده إدوارد خراط من رواد الشعر الحر والذي يعيش الآن في نيويورك ... ونلاحظ أن أجيال الشعر التالية تتلاقى مع "التصنيف" العام للأجيال المعاصرة، فثمة تقابل بين جيل الستينيات هنا وهناك، كما أن جيل السبعينيات يناظر الجيل الثالث من شعراء الإسكندرية، والمناظرة هنا تشمل الإطارين الفني والزمني"( ‏).



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيقاع القافية ودلالته الشعرية
- بيني وبين أستاذنا محمد زكريا عناني2
- الرَّيف والخُضرةُ وأحلامُ الطفولة
- أزمة النقد ونقد الأزمة ( ابن الأثير) (1)
- بيني وبين أستاذنا -محمد زكريا عناني-
- هل مات المسرح أم تجاوزه الزمن ؟!!!
- مذكرات السيد حافظ والتقنيات الفنية .
- مذكرات السيد حافظ ورسالية الكاتب
- مذكرات السيد حافظ بإعتبارها وثيقة تاريخية تصنع المستقبل .
- السيرة الذاتية حفريات المصطلح وحدوده المعرفية.
- التوازن التركيبي وعلاقته ببناء الدلالة الشعرية
- بنية الصورة بين المورث النقدي والبناء اللغوي في ضوء السيمياء ...
- الكناية و الانحراف الدلالي
- أثر حركية التشبيه( ) (analogy)في إثراء الدلالة
- سلطة الثقافة والفكر في عصور الإبداع
- سيميائية الاستعارة
- الصورة و القراءات المنفتحة
- موسيقى الشعر والقراءات المتعددة
- أزمة النقد ونقد الأزمة
- -عبدالواحد حسن الشيخ- قراءة في المنجز والرؤية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث