خريطة تحت الركام

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 16:47
المحور: الادب والفن
    

الأرض تهتز ..
هنا
وهنا
وهنا
وشمال الاستغاثات ..
يبحث عن جهاته الأربعة
حزينة هذه الجغرافيا
امكث تحت قوافل المطر
واسمع انين الجهات
مع صوت الرعد المنبعث
من نافورة الوجع
حزينة ستائر الليل
تنعي للنهار قائمة الدم
وأحجار ..
تقاذفتها صراخات حرب لم تمتلك أسلحتها
فوق أية صخرة سنسكب الخمر
ليثمل الطوفان ويصمت
على اي سطح سنرفع الراية البيضاء
ليصطك هذا العدو أنيابه ويرتعد
فوق اية مئذنة سنعلق ساق طفل
ليكف الله عن وليمة الدم
حزين هذا المطر بتغريداته
يبحث عن شفاه لتبتسم له
وكل من ابتسم يوما
يبتلع الدمعة في قشعريرته

الأرض ..
كروية الموت حين يموت الكوردي
لا أحد ينطق
بيضوية الصمت حين يصرخ الكوردي
لا أحد يتحرك
مسطحة المدى حين يسيل الدم من عين الكوردي
ولا كوردي يقيس الأرض بمنقار الحجل
كانت الأرض تزلزل
وشريط الأخبار يسرد
مرعش ..
آمد ..
أضنة ..
سمسور ..
الريحانية ..
ديلوك ..
انطاكيا ..
قرق خان ..
جنديرس ..
سرمدا ..
اللاذقية ..
جبلة ..
لم ينته الشريط
في الجوار امرأة تنوح ..
الكل فقد عذرية اللطم
أما أنا ..
الطم السراب
ولا صدى في سلة الأمم

لا أرض هنا
لا سماء هنا
هنا أقدام تحشر أنينها تحت الركام
هنا عيون تسافر مع الغبار
هنا فستان عرس معلق في الهواء
هنا طنبور يعزف لحن الاهتزازات
هنا اياد تمتد إلى الزقوم
ويكون النباح ..
كوردي ممنوع من الصرف
هنا .. جنديرس
وتد تحت ابط الرشاش
خريطة صفراء تحت مخالب أبالسة الظلام
وهنا قرنقلة ..
تزف للمسافرين إلى حتفهم
أغنية صماء
انشدوها يوما في عيد الحب

٦/٢/٢٠٢٣

#روني_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل