أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تمصير الروايات الأجنبية: تيريز راكان















المزيد.....

تمصير الروايات الأجنبية: تيريز راكان


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


1
في بداياته كمخرج، طلب صلاح أبو سيف ذات مرة من المنتج مبلغاً من ميزانية الفيلم، لإعطائه لكاتب السيناريو. فقال له المنتج، مستغرباً: " ولمَ سندفع المال لكاتب سيناريو، طالما لدينا ما نشاء من الأفلام الأجنبية، التي نستطيع اقتباس قصصها؟ ". هذا ما رواه أبو سيف، في مقابلة صحفية. ونستدل من روايته، أن الأفلام المصرية في ذلك الزمن كانت تعتمد بشكل شبه حصريّ على ما يُعرف ب " التمصير "؛ أي نقل الروايات الأجنبية إلى السينما، وبما يتناسب مع البيئة المحلية.
فيلم " لك يوم يا ظالم "، انتاج عام 1951، كان سادس فيلم يخرجه صلاح أبو سيف، والأول له عن رواية أجنبية. الأفلام الأربعة الأولى، كتب قصصها سيد بدير ونجيب محفوظ؛ وهما أيضاً من كتبا سيناريو وحوار فيلم " لك يوم يا ظالم ". أما فيلم " الصقر "، انتاج عام 1950، فإن السيناريو لمؤلف إيطالي. والمعروف، أن أبو سيف شارك في كتابة معظم سيناريوهات أفلامه الأربعين. فيلم " لك يوم يا ظالم "، كان عن رواية " تيريز راكان " للأديب الفرنسي أميل زولا. في عام 1978، أخرج أبو سيف فيلماً آخر عن تلك الرواية، " المجرم "، مستخدماً نفس السيناريو. لكن هذا الأخير، لم يكن بمستوى الفيلم الأول؛ بالأخص دَور الزوج، زغلول، الذي أداه الفنان محمد عوض بطريقته التهريجية.
صلاح أبو سيف ( 1915 ـ 1996 )، يعتبر رائد المدرسة الواقعية في السينما المصرية. نشأ كإنسان عصامي، فمارس مهناً مختلفة قبل أن يجد طريقه إلى الصحافة الفنية. إلى أن التقى في شبابه بالمخرج الكبير، نيازي مصطفى، والذي سرعان ما أدخله إلى ستديو مصر كمنفذ للمونتاج. هناك، تعرف على كمال سليم، مخرج فيلم " العزيمة "، المنتج عام 1939، ويُعد باكورة الأعمال الواقعية؛ والذي نال المرتبة الأولى في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية. في هذه القائمة، حل أبو سيف في المرتبة الأولى بين المخرجين بأحد عشر فيلماً، كان منهم ثلاثة في القائمة الصغيرة؛ وكان بضمن القائمة فيلم " لك يوم يا ظالم ". الكثير من أفلامه، شارك بها في مهرجانات سينمائية دولية ونال عنها عدة جوائز.
للعلم، أنني سبق وكتبتُ عن فيلمين لأبو سيف؛ هما " ريا وسكينة "، و" بداية ونهاية ".
من المفيد، قبل كل شيء، أن نرى كيفَ كانت في واقع الحال، حبكة رواية " تيريز راكان "، وأن نقدم نبذة موجزة عن مؤلفها أميل زولا.

2
أميل زولا ( 1840 ـ 1902 )، يُعرف كمؤسس المدرسة الطبيعية في الأدب الروائي الفرنسي والأوربي. لقد وَصَف إتجاهه الفني هذا، في رسالة لمؤتمر أدبي عقد عام 1866: " الرواية هي تشريح الطبائع والأخلاق، وتجميع لأحداث البشرية، وفلسفة تجريبية للأهواء، هدفها وصف حقيقة الناس والطبيعة ". بدَوره، نشأ زولا كإنسان عصامي، وذلك قبل أن يتجه للكتابة في الصحافة الأدبية، مهتماً بالنقد الفني. علاقته كانت وثيقة بالرسامين الإنطباعيين، وبالأخص ادوار مانيه، فدافع في مقالاته عن مدرستهم الفنية، التي كانت مرفوضة من قبل الأكاديمية الفرنسية. ثم صار بنفسه في موقع المتهم بتخريب الذائقة الفنية والأخلاق العامة، عقبَ نشره عام 1867 لروايته " تيريز راكان ". لقد وضعت الرواية في القائمة السوداء من لدُن الرقابة، بسبب تفاصيل الرغبة الجنسية لإمرأة شابة وخيانتها الزوجية.
" تيريز راكان "، بطلة الرواية، نشأت كفتاة يتيمة الأب، ووالدتها امرأة مغربية اختفت من حياتها وكان عمرها عامين حَسْب. عاشت منذئذٍ في كنف عمتها، والتي ما لبثت أن حملتها على الاقتران بابنها الوحيد؛ " كميل ". وكان الابن عليلاً منذ صغره، حتى أثر المرض على مداركه العقلية، فبات وهو شاب في العشرين يتصرف كالطفل المدلل. أم كميل، سبقَ أن حازت إرثاً جيداً. لقد وضعت قسماً من الإرث في البنك، ليدر عليها فائدة سنوية، وبالقسم الآخر افتتحت دكان نوفوتيه لزوجة ابنها وكان يقع بأسفل منزلهم. إنهم يعيشون في إحدى الضواحي الباريسية، ولديهم صداقة مع عائلتين في الجوار. الأم كانت جد متعلقة بابنها الوحيد، وشديدة الشفقة على حالته الصحية. في المقابل، فلم يهتم أحد بحالة الزوجة، المعانية من الحرمان الجسدي بسبب مرض رجلها: " ولكن المتأمل كان يكتشف فيها ذخيرة من نشاط، كما كان يكتشف فيها عاطفة جياشة، كبتتها هذه الحياة التي فرضت عليها فرضاً ".
إلى أن كان يوماً، اصطحب فيه كميل زميلاً من العمل، يُدعى " لوران "، قدّمه للأسرة بكونه أعز أصدقائه وأنه موهوب بالرسم. مع مضي الأيام، أضحى هذا الصديق كما لو أنه فرد من الأسرة، على الأقل بنظر الأم. تيريز، كانت تنتبه للنظرات الملية، المشبعة بالإعجاب والوله، التي كان الشاب الغريب يمحضها إياها. وكانت هيَ في أعماقها معجبة بعينيه الجريئتين، وكذلك بالأخص رجولته قياساً لزوجها الضعيف البنية والعليل. بيد أن الجانب السلبيّ في شخصية لوران، بقيَ مجهولاً لديها وكذلك لدى رجلها وأمه: لقد كان شخصاً يكره العمل، وسبق لوالده الميسور أن قطع عنه المعونة المالية لتركه دراسته الجامعية. منذ ذلك الوقت وهو يقضي أيامه بالكسل، يحاول إقناع الآخرين بأنه خلق ليكون فناناً. ولولا الحاجة، لما قبل الوظيفة؛ فإنه كان يامل بموت الوالد بسرعة كي يرثه.
بحجة إنجاز رسمة بورتريه لكميل، صار لوران يبقى لساعات كل مرة في منزلهم. حتى انفرد ذات مرة مع تيريز، فصارحها بعشقه ومن ثم استسلمت له تماماً. مع مرور الأيام، شعرا بأن مغامرتهما آيلة إلى الإنكشاف عاجلاً أو آجلاً. العشيقة أصبحت كثيرة التذمر، وقالت له ذات مرة أنها فيما مضى فكرت بالانتحار عن طريق رمي نفسها في نهر السين. هنا، قال لها أن مَن يجب أن يُرمى في السين هوَ كميل، لكي يتمكنا من العيش تحت سقف واحد. وكان جوابها: " أنا لك ما حييت، فافعل ما تريد ". في أول يوم أحد، اصطحبا كميل في نزهة بالقارب عبر نهر السين. في غفلة من الزوج المسكين، دفعه لوران إلى خضم النهر، ولكن هذا قاوم ثم أنشب أسنانه برقبة الآخر. بعدما ابتلع تيارُ النهر الزوجَ، قفز لوران مع الزوجة الى الماء وصار يصرخ طالباً النجدة. فيما بعد، شهد صيادون بأنهم شاهدوا القارب ينقلب بمن فيه وأن لوران بقيَ في الماء يبحث باستماتة عن صديقه الغارق.
بعد نحو العام، زفّت تيريز إلى لوران وبمباركة الأم، التي اعتبرته بطلاً كاد أن يفقد حياته من أجل إنقاذ ابنها. لكن شبح هذا الأخير، بقيَ لا يفارق مخدع الزوجية، أين احتله العروسان بإلحاح من الأم. ومضت الأيام، ثقيلة ممضة، فيما الشبح ينغص حياة الزوجين، لدرجة ألا يتاح لهما مرة الوصال الجسديّ. فما عتم الشقاق أن دبّ بينهما، ليصل إلى مسمع الأم صراخهما وكل منهما يتهم الآخر بقتل كميل. تقع الأم على الأرض من شدة التأثر، ولن تستطيع النهوض ثانيةً؛ كونها أصيبت بالشلل التام، وأيضاً فقدت القدرة على النطق. منذئذٍ، تغيرت معاملة لوران للعجوز، وكان يصب جام غضبه عليها ويتباهى بقتله لإبنها. إلى الأخير، تشهد الأم ذات يوم نهاية القاتلين، بتجرعهما السم للتخلص من شبح ضحيتهما، الذي أحال حياتهما جحيماً.
في الدراسة التالية، سنرى كيف تعامل المخرج صلاح أبو سيف ( وكاتبا السيناريو بالطبع ) مع تلك الرواية الفرنسية، عند إنجاز فيلم " لك يوم يا ظالم ".

3
بحَسَب كتاب " صلاح أبو سيف؛ مذكرات مجهولة "، للكاتب الصحفي عادل حمودة، أن المخرج وفي سبيل إنتاج فيلم " لك يوم يا ظالم "، باع سيارته ورهن مجوهرات زوجته. كما أن فاتن حمامة، بطلة الفيلم، أجّلت قبض أجرها والبالغ خمسة آلاف جنيه لحين استلام إيرادات العرض: لقد كان هذا هوَ الفيلم الأول، المنتج من قبل أبو سيف، وشاء أن تكون له الحرية المطلقة بعيداً عن منطق السوق والرواج التجاري، الذي كان سائداً في ذلك الوقت.
مع ذلك، فإن أبو سيف راعى في فيلمه العقلية الشعبية، التي ترفض فكرة الخيانة الزوجية. صحيح أن أفلاماً أخرى قدمت هكذا نموذج نسائي، ولكن ليسَ من قبل فنانة ـ كفاتن حمامة، كانت آنذاك تتربع على قمة مجدها الفني برصيد يبلغ حوالي الثلاثين فيلماً.
شارة الفيلم، كانت مترافقة مع تهليلة العيد " أكبر الله وأكبر ". فكأنما هذه التهليلة، تنبئنا منذ البداية بأن الله أكبر على الظالم؛ وبما يتوافق مع اسم الفيلم ومضمونه. ثم يُستهل المشهد الأول بظهور المرأة الشابة، زوجة أبو سريع ( الفنانة وداد حمدي )، لتقدم التهنئة بالعيد لجارتها المسنّة، أم زغلول ( الفنانة فردوس محمد ). لقد كانت هذه علامة، سنتذكرها في نهاية الفيلم، عندما تشاهد الجارة الشابة المجرمَ، من نفس موقفها على الشرفة.
المشهد التالي، نتابع فيه الأم وهيَ تدخل حجرة مخدع ابنها الوحيد، فتهنئ بالعيد زوجته، انصاف ( فاتن حمامة ). الحوار التالي، يكشف خفة عقل زغلول ( الفنان محمد توفيق ) مع طرافته. فعندما تقول له الأم، أن يشد عوده لكي يأتي بطفل تفرح به، يكون جوابه: " ومن أين آتي بالطفل؟ ". ثم تنتقل الكاميرا إلى الزوجة الفتية، التي يلوح عليها التأثر. إنها فتاة يتيمة، قامت عمتها بتربيتها ثم جعلتها زوجة لإبنها زغلول، العليل الصحة.
بعدئذٍ، ينزل زغلول إلى حمّام السوق، الذي يقع تحت منزله مباشرةً وهوَ ملك لأسرته. هناك ينصت بسرور لحديث الرجل العجوز، المعلم شحاتة ( الفنان عبد الوارث عسر ) ـ الذي يتعهد إدارة الحمّام ـ مع جارهم العطار، أبو سريع ( الفنان عدلي كاسب ). ثم يكتمل ظهور أبطال الفيلم، عندما يأتي للتهنئة بالعيد كلٌ من زميل زغلول في الوظيفة، منير ( الفنان محمود المليجي ) والجار المحامي تحت التمرين، حسونة ( الفنان محسن سرحان ). هذه، كانت المرة الأولى يقابل فيها منير زوجة زميله، فلا يتوانى عن رمقها بين الحين والآخر بإعجاب وشبق. تفطن انصاف لنظرات الضيف، وتقابلها بإنكار، مثلما يبدو من ملامح وجهها. في هذه الجلسة، يبدأ منير بتنفيذ رسمة بورتريه لزغلول، وتهلل الأم لبراعته. بينما حسونة، يصرّح دون مجاملة بأن الرسم لا يشبه صاحبه. وفق زعم منير للحاضرين، فإن والده واسع الثراء ويملك مائة فدان، وأنه مضطر لمزاولة الوظيفة ريثما يؤول إليه الميراث.
بحجة إنجاز بورتريه أكبر حجماً، يقوم منير بزيارة أخرى لصديقه. على الأثر، وعندما تنتاب زغلول نوبة سعال، فتهرع زوجته كي تحضر له الماء، فإن الضيف يلحقها إلى المطبخ ويطوق خصرها: " أنا لم أعد أستطيع تحمل عذاب حبك ". تبدي انصاف مقاومة ضعيفة، لكنها تظهر سعادة بأن تكون محط إعجاب رجل على جانب كبير من الثراء. وكما سبق القول، كان هذا زعمه أمام العائلة والآخرين. إذ تنتقل الكاميرا بعد ذلك إلى مقر الشركة، أين يخدم فيها منير، لنتبين من موقفه مع أحد الموظفين أنه مجرد شخص نصاب ومتورط بكتابة شيكات بدون رصيد: إذاً وفي حقيقة الحال، أن محاولته استمالة انصاف لكون الحمّام من أملاك والدها الراحل فضلاً عن دار كبيرة يتم تأجيرها لعائلات.
واقعة تغرير منير بانصاف، لحملها على الهرب معه، لم تكن مقنعة وشكّلت إحدى مثالب الفيلم. حقاُ إنها كانت فتاة صبية، محرومة جسدياً بسبب حالة زوجها، إلا أننا نعلم من سياق الأحداث بكونها تميل إلى حسونة، الذي سبقَ أن خطبها أولاً. هذا الأخير، يشك بمسلك منير وينقل مشاعره لكل من المعلم شحاتة وأبو سريع، لكنهما يريان أنه غير محق.
عندما تنكص انصاف عن خطة الهرب مع منير، يقرر هذا التخلص من زوجها بالقتل. وها هم ثلاثتهم في الطريق إلى منتزه، يقع على ضفة نهر النيل. غبَّ فراغهم هناك من تناول الطعام، يطلب منير من زغلول أن يرافقه إلى ضفة النهر كي يغسلا أيديهما. كان ثمة درج طويل، يُدلف منه إلى الضفة. حينما انحنى زغلول على الماء، يقوم منير بدفعه بقوة. لكن الأول يتشبث بصديقه، وما لبث أن أنشب أظافره في وجهه. بالنتيجة يسقط زغلول في الماء، وما أسرع أن ابتلعه التيار. من ناحيتها، كانت انصاف غافلة عما يجري ثمة في الأسفل. حتى اذا سمعت الجلبة، تهرول إلى تلك الناحية لتسمع منير يصرخ طالباً النجدة، مدعياً أنه لا يجيد السباحة.
على أثر وفاة ابنها، تقع والدته مريضة، فيأخذ منير على عاتقه أمرَ تحصيل المال من المستأجرين. ثم يمثّل دوراً على جيران الأم، بأنه سيكف عن زيارتها طالما في المنزل امرأة شابة أرملة، وذلك حفاظاً على سمعتها. لكنه يقول للمعلم شحاتة، همساً، أنه على استعداد للزواج من الأرملة إكراماً لذكرى صديقه. يتم الزواج، بمباركة من الأم. منذ صباح اليوم التالي، يكشف منير عن وجهه الحقيقي لإمرأته. مستعيناً تارة بمالها، وتارة أخرى بمصاغها، يواظب كل ليلة على السهر في كباريه، هناك أين يقيم علاقة مع الراقصة. حسونة، يأخذ على عاتقه كشفَ منير لإمرأته. وهذه تراه مرةً في المسبح، مع عشيقته، فتدرك إذاك أنه كان يجيد السباحة ولم ينقذ زغلول.
مشهد آخر من الفيلم، كان بعيداً عن الواقعية. فإن حسونة، الذي علمنا أنه يشك بسلوك منير، يقتحم يوماً دارَ هذا الأخير بكل بساطة كي يفضحه أمام امرأته وعمتها. إذ لا يعقل هكذا تصرف، مخالف للتقاليد، ومن شخص يدرس القانون؟
الأم، إلى النهاية تكتشف أن منير هوَ قاتل ابنها، وذلك أثناء جداله مع امرأته وكان عائداً فجراً من الملهى ثملاً. تسقط على الأرض في الحال، ومن ثم يبلغهم الطبيب أنها أصيبت بشلل نصفي ولم تعد قادرة على النطق. وعليها كان أن تتحمل يومياً، صامتة مقهورة، إهانات منير والذي كان يتبجح بأنه قاتل ابنها " المعتوه ". هنا، يلتزم المخرج بشكل كبير بنص رواية زولا.
المشهد الأخير، في المقابل، كان دراماتيكياً وينم عن الحرفية العالية للمخرج. إذ يكتشف المعلم شحاتة بدَوره الوجه الحقيقي لرجل انصاف، وأنه لا يعدو عن كونه نصاباً ولا يملك والده شروى نقير. هذا حصل، بعدما ضُبط الرجل وهوَ يحاول سرقة خزانة الأم، التي تحتوي على المال والمصاغ. يقرر منير عندئذٍ التخلص من المعلّم، برميه في ماء الحمّام المغلي. فيما يتم انقاذ المعلّم، يندفع الآخر من جديد كي يسرق الخزانة؛ فتعترضه انصاف، فيقوم بضربها على رأسها. ثم يثني على الأم بضربة مماثلة، وإذا بصورة ابنها ( البورتريه ) تسقط على رأسه. في الأثناء، تكون زوجة المعلم أبو سريع واقفة على الشرفة، وترى جانباً من الصراع، فتصرخ بزوجها وأصحابه أن يهرعوا لانقاذ المرأتين. تنتقل الكاميرا إلى تسجيل فرار القاتل من خلال الدرج، المؤدي إلى الحمّام؛ وكأنما لتذكيرنا بمشهد مماثل حين استدرجَ زغلولَ إلى ضفة النهر عبرَ الدرج. بينما كان منير هارباً من قبضة الرجال، وبيده حربة، تتزحلق قدمه بقطعة صابون. فيهوي في بحرة الماء المغلي، والحربة مخترقة جسده ، فيموت في الحال.
في مقال لي عن الأسلوب الفني لصلاح أبو سيف، " الفعل الشعبي في فيلم ريا وسكينة "، أكّدتُ على سمة هامة لسينما هذا المخرج العظيم؛ وهيَ تحقيق العدالة من خلال الجماعة وليس الفرد. كذلك كان حالُ فيلم " لك يوم يا ظالم "، عندما اندفعت الحارة بأسرها لكي تنقذ انصاف وعمتها، ولتقتص من المجرم.
كانت نهاية سعيدة للفيلم، بزواج انصاف من حسونة. ذلك كان صبيحة يوم العيد، والجو يصدح بتهليلة " أكبر الله وأكبر " !!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاكل النفسية، سينمائياً
- عادل إمام وظاهرة التحرش الجنسي
- مخرج الفظائع
- شيخ المخرجين
- باب الحديد: الأبله مهووساً جنسياً
- سواق الأوتوبيس: الإنسان والضباع الضارية
- من أفلام الجريمة: الطاووس
- الأديب والإدمان
- المقارنة المستحيلة
- العار؛ الوجه الجميل لتاجر المخدرات
- ايقونة السينما المصرية: محمد خان
- عصر الذئاب؛ تجارة وعذرية وجريمة
- العرّاب؛ مأثرة الفن السابع
- الدّرج
- كما رواه شاهد عيان: الخاتمة
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثامن
- كما رواه شاهد عيان: الباب السابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب السادس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تمصير الروايات الأجنبية: تيريز راكان