أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - عادل إمام وظاهرة التحرش الجنسي















المزيد.....

عادل إمام وظاهرة التحرش الجنسي


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


1
مصر، كانت بحَسب تقارير الأمم المتحدة، هيَ الدولة الثانية بالتحرش الجنسي على مستوى العالم بعد أفغانستان. لكن على أثر سيطرة حركة طالبان على كابول، عام 2021، فإن مصر تصدرت منذئذٍ القائمة. المفارقة، أن كلا البلدين هما الأكثر تديناً في العالم الإسلامي، حيث ينتشر النقاب والحجاب على نطاق واسع. التضييق على المرأة، كما هوَ معروف، وصل إلى ذروته مع عودة طالبان لاستلام مقاليد الحكم في أفغانستان. في المقابل، شن نظام السيسي حملة شرسة على جماعة الأخوان المسلمين، جنباً إلى جنب مع استمرار غضه النظر عن سلطة الأزهر وهيمنة السلفيين على المجتمع المصري.
الردة الرجعية في مصر، استُهلت في منتصف عقد السبعينيات مع رغبة الرئيس السادات الإستعانة بقوى الإسلام السياسي، المتمثلة بالأخوان المسلمين، لمواجهة الناصريين والشيوعيين؛ بالأخص في الجامعات والنقابات. بطبيعة الحال، فإن ذلك انعكس على فن السينما في بلدٍ، كان يُدعى بهوليوود المشرق. من أسماء العديد من أفلام تلك المرحلة، نتبين آثار الردة الرجعية على الفن السابع في مصر؛ وعلى سبيل المثال: " العذاب امرأة "، " المرأة هي المرأة "، " الشيطان امرأة "، " خدعتني امرأة "، " الأرملة والشيطان "، " جبروت امرأة "، " يا رب ولد "،" وبالوالدين إحساناً "، " يمهل ولا يهمل "، " يا ما أنت كريم يا رب "، " الانس والجن "، " أيام في الحلال ".. والفيلمان الأخيران، من بطولة عادل إمام.
قصص الأفلام المصرية، كانت في العقود السابقة لتلك الردة تتميز بغلبة الأجواء الرومانسية، وبإظهار تحرر المجتمع وتسامحه. المشاهد السينمائية، اعتادت تصويرَ النساء بأحدث موضة، بما فيها الميني جيب. كذلك كانت الكاميرا تنتقل إلى الشواطئ، هناك أين تسبح الفتيات وهن بالبيكيني. كان شائعاً أيضاً، أن نرى باراً في كل بيت من الأسر الراقية والمتوسطة، وتوزيع المشروبات الروحية على الضيوف في الحفلات.
في عقديّ الثمانينيات والتسعينيات، وصولاً لوقتنا الحاضر، انقلبت الآية تماماً. إذ صارَ معروفاً للمتفرج، أن الفتاة المتحررة في الفيلم لا بد أن تكون مسيحية أو ممثلة من أصل غير مصري. ثم اختفى البار في منزل بطل الفيلم، وحلت محله سجادة الصلاة. أما الشواطئ، حتى الأكثر رقياً، فإن الكاميرا لن تعثر فيها على امرأة واحدة بالبيكيني. وتتشدق الرقابة على المصنفات الفنية، بالتشديد على منع أي مشهد في السينما أو الدراما يعرض مقارعة الخمر إلا لو كان هدفه تبيان سلبية هذا السلوك وتعارضه مع الدين الحنيف. أما مشاهد تعاطي المخدرات، فإنها لا تزعج الرقابة طالما أن النص الديني لم يُحرّمها!

2
عادل إمام ( مواليد 1940 )، دخل مجال التمثيل منذ أن كان بعدُ طالباً في الجامعة ـ كلية الزراعة. إذ قدّم دوراً مميزاً في المسرحية الكوميدية، " أنا وهو وهي "، عام 1963، وكانت من بطولة فؤاد المهندس وشويكار. بعد تخرجه من الجامعة، واصل مسيرته الفنية بأدوار صغيرة طوال عقد الستينيات، وكان أفضلها أفلام من بطولة شادية؛ " عفريت مراتي "، " مراتي مدير عام "، " كرامة مراتي " و" نص ساعة جواز ". ثم شارك في بداية عقد السبعينيات بشكل مكثف في أفلام كوميدية، ليحصل لأول مرة على البطولة في فيلم " البحث عن فضيحة "، المنتج عام 1973، مع ميرفت أمين وسمير صبري. استمر طوال ذلك العقد يتقاسم البطولة مع نجوم مشهورين، مثل نور الشريف وحسن يوسف، كما وكوّنَ ثنائياً مع كلّ من ناهد شريف وسهير رمزي.
فيلم " المحفظة معايا "، انتاج عام 1978، أعاد عادل إمام لينفرد بالبطولة المطلقة مع الفنانة نورا. ثم قدّم ثلاثية من الأفلام، اعتمدت على أسماء الأشهر الحُرم؛ " رجب فوق صفيح ساخن "، " شعبان تحت الصفر " و" رمضان فوق البركان ". هذه الأفلام الثلاثة، ولو أنها كوميدية، إلا أن عناوينها كانت انعكاساً لحالة المجتمع المصري على أثر الردة الرجعية، التي سبقَ وتكلمنا عنها. قبل ذلك، شارك إمام في بطولة فيلم " احنا بتوع الأوتوبيس "، انتاج عام 1979، مع الفنان عبد المنعم المدبولي. الفيلم كان من نوع الميلودراما، يفضح قمع الحريات العامة في زمن النظام الناصري. ليعود هذه المرة، كي يُدين سياسة الإنفتاح بعهد الرئيس السادات من خلال فيلم " الغول "، انتاج عام 1983. هذا نستدل عليه بوضوح، حينَ صرخ الغول ( الفنان فريد شوقي ) وهوَ يتلقى ضربة الفأس بنفس صرخة السادات عندما جرى اغتياله: " مش معقول! ".
لاحقاً، وحتى سقوطه في ثورة 25 يناير 2011، بقيَ نظام مبارك يعتبر عادل إمام ابنه المدلل. نوعية أفلامه، كانت آنذاك بمعظمها تقدم حلولاً فردية لخلاص الشباب من البطالة والفقر وأزمة السكن. هذه الحلول، انحصرت في الأعمال الإجرامية المخالفة للقانون، وبالأخص تجارة المخدرات. لقد ظهرَ في نوعية بعض تلك الأفلام كشاب يحمل شهادة جامعية؛ مثل " حتى لا يطير الدخان "، " عصابة حمادة وتوتو "، " الأفوكاتو "، " واحدة بواحدة ".. أو في أدوار الشاب غير المتعلم، القادم من الريف؛ كما في أفلام " المتسول "، " الهلفوت "، " المولد ".
في حقبة التسعينيات، لما اشتد الصراع بين نظام مبارك وتيار الإسلام السياسي من أخوان وجهاديين، تعهّد عادل إمام فضحَ هؤلاء في عدة أفلام؛ مثل " الإرهاب والكباب "، " الإرهابي "، طيور الظلام ". هذا الأخير، وكان أفضلها من الناحية الفنية والفكرية، سبقَ لي أن تناولته في دراسة قبل بضعة أعوام.
في الألفية الجديدة، رغبَ عادل إمام استرضاءَ التيار الديني من خلال فيلميّ " التجربة الدنماركية " و" السفارة في العمارة ". إلا أنه عاد بعدئذٍ، ليُمثل في فيلمين يعريان الأوضاع الإجتماعية في مصر، هما " عمارة يعقوبيان " و" حسن ومرقص "؛ الذين قمتُ أيضاً بدراستهما فيما مضى.

3
لاحظنا في الأمثلة السابقة، أن عادل إمام سوّق نفسه وفقَ مصلحة النظام السائد والعقلية الإجتماعية المهيمنة. ومن تناقضات تصريحاته، أنه أدّعى تبرعه بالدم لشهيد الفكر، فرج فودة، وفي نفس الوقت، قال أنه معتاد على الجلوس في مقهى كان مفضلاً لصدام حسين أثناء لجوئه إلى القاهرة عام 1959!
من المهم أيضاً الإشارة، إلى قلة وعي إمام بوظيفة الفن. فإنه انسحب من مهرجان قرطاج، وخاصم يحيى الفخراني، لأن هذا الأخير حاز بدلاً منه على جائزة أحسن ممثل. وأدلى بتصريح للإعلام مؤخراً، بأنه نادم على أداء دَور صبيّ العالمة جليلة في فيلم " سيّد درويش "، المنتج عام 1966؛ وذلك لأنه ظهرَ كشاب مثليّ الجنس. وفي تصريح آخر، قال أنه رفض دخول ابنته مجال الفن لكي لا يقبّلها أحد من الممثلين.. وسنرى حقيقة أخلاقه أكثر، عندما يتعلق الأمر بمسيرته الفنية.
في أول فيلم قام ببطولته، " البحث عن فضيحة "، نراه يتصدى لشاب قام بالتحرش بالفتاة التي يحبها ( الفنانة ميرفت أمين ). لكنه ما لبثَ أن أدى أدواراً في أفلام السبعينيات وما بعدها، تظهره كأنه آلان ديلون(!)؛ تتهافت الفتيات عليه، بما فيهن السائحات الأوربيات.
مؤخراً، أضحت مصر تشكو من ندرة السياحة في بعض الأماكن الأثرية، كالأهرامات والأقصر، والسبب هوَ خشية الأوربيات من التحرش الجنسي. وبالطبع، فإن الشباب المصري قد تربى من خلال رؤيته لأفلام عادل إمام، بشكل خاص، بأن الأوربيات يقعن من ساعتهن بغرام الرجل الشرقي بالنظر ـ كذا ـ إلى فحولته ووسامته. من هذه الأفلام، " عنتر شايل سيفه "، " اتنين على الطريق "، " هاللو أمريكا "، و" التجربة الدنماركية ".
فيما سلف، تحدثنا عن تقديم أفلام عادل إمام الحلول للشباب المصري من أجل انتشالهم من البطالة والفقر وأزمة السكن. هذه الحلول، تكمن في تجارة المخدرات والنصب والإحتيال والسرقة، وأي شيء مُباح من أجل المال بلا وازع من ضمير أو أخلاق. ولكن لن يكونَ الإغراءُ المطلوبُ كاملاً، بدون إقحام الجنس في تفاصيله. إنه يحظى بالفتاة المتكبرة، التي أذلته عندما كان فقيراً، حالما اغتنى من تجارة المخدرات: هكذا ظهرَ إمام في فيلم " حتى لا يطير الدخان "ـ وقد سبقَ لي دراسته مؤخراً. كذلك يحظى يومياً بعدد كبير من بنات الهوى، بعدما انتحل شخصية ابن مليونير في فيلم " شعبان تحت الصفر ". يتنكر مع سمير غانم، في فيلم " أذكياء لكن أغبياء "، بهيئة الفتيات لكي يخوضان مغامرات غرامية مع نزيلات إحدى الفيلات. في فيلم " المتسول "، يقف على ناصية الشارع وكل امرأة تعطيه صدقة، فإنه يقوم باحتضانها وتقبيلها دون أي اعتراض منها. نفس هذه التصرفات الطائشة، يقوم بها إمام في أفلام " مين فينا الحرامي "، " حنفي الأبهة "، " الواد محروس بتاع الوزير "، " مرجان أحمد مرجان "..
وكما سبقت إليه الإشارة في مكان آخر من المقال، أنّ أخطر ما في تلك الأدوار السينمائية، حينَ يكون فيها متخرجاً من الجامعة وهوَ بالأخلاق والسلوكيات الموصوفة. بل إنه في أحد الأفلام، " انتخبوا الدكتور عبد الباسط "، يؤدي دَور أستاذ جامعة يرتبط بعلاقة مع امرأة مومس ( مع أنه متزوج من طبيبة )، ثم يخطط وينفذ جريمة قتل للتخلص من مأزق يواجهه. وفي فيلم " الأفوكاتو "، لا تفعل الفنانة يسرا شيئاً غير خلع ملابسها لمضاجعة بطل الفيلم؛ وهوَ بالطبع، عادل إمام.
لعل أشنع من كل ما سبق، أن إمام في فيلم " عريس من جهة أمنية "، يفعل المستحيل لكي لا تتزوج ابنته ( الفنانة حلا شيحا ). ولما تقترن هذه بمن تحب، فإن والدها يلاحقهما إلى جزيرة في الكاريبي يقضيان فيها شهر العسل. وكذلك في فيلم " المولد "، يظهر إمام في أكثر من مشهد حميم مع مَن يُفترض أنها شقيقته ( الفنانة يسرا ). حتى إذا علمَ أخيراً أنها ابنة الرجل، الذي اختطفه عندما كان طفلاً، فإنه يعرض عليها فوراً الزواج: أي أن الشهوة الجنسية تتغلب على أي مشاعر إنسانية !!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرج الفظائع
- شيخ المخرجين
- باب الحديد: الأبله مهووساً جنسياً
- سواق الأوتوبيس: الإنسان والضباع الضارية
- من أفلام الجريمة: الطاووس
- الأديب والإدمان
- المقارنة المستحيلة
- العار؛ الوجه الجميل لتاجر المخدرات
- ايقونة السينما المصرية: محمد خان
- عصر الذئاب؛ تجارة وعذرية وجريمة
- العرّاب؛ مأثرة الفن السابع
- الدّرج
- كما رواه شاهد عيان: الخاتمة
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثامن
- كما رواه شاهد عيان: الباب السابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب السادس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثالث
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثاني


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - عادل إمام وظاهرة التحرش الجنسي