أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيخ المخرجين















المزيد.....

شيخ المخرجين


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


1
في عام 1954، تم انتاجُ واحدٍ من أروع الأعمال السينمائية الرومانسية، وهوَ فيلم " ارحم دموعي ". الفيلم، عن رواية كلاسيكية للفرنسي، جورج أونيه ( 1848 ـ 1918 )؛ والسيناريو لمخرجه، هنري بركات؛ الذي استحق لقبَ " شيخ المخرجين ". المخرج، كتب بنفسه سيناريو 54 عملاً من أعماله السينمائية؛ وكذلك لأعمال غيره من المخرجين.
هنري بركات ( 1914 ـ 1997 )، ولد في القاهرة لأسرة من أصل لبناني. ويبدو أنها كانت أسرة غنية، حيث أرسلته عقبَ إنهاء كلية الحقوق لدراسة فن السينما في باريس. عقبَ عودته من فرنسا، شاءت المصادفة أن المنتجة آسيا داغر كانت تبحث عن مخرج لفيلم " الشريد "؛ وذلك في عام 1942. ثم اتجه بركات إلى إنجاز الأفلام الغنائية، التي كان سوقها رائجاً في عقديّ الأربعينيات والخمسينيات. بالنتيجة، أنه أخرج عشرة أفلام لفريد الأطرش وثلاثة أفلام لعبد الحليم حافظ وثلاثة أفلام لليلى مراد وفيلمين لكل من صباح وفيروز. من ناحية أعماله الميلودرامية، فإن فاتن حمامة كانت بطلة ثمانية عشرة فيلماً؛ أحدها " الحرام "، المنتج عام 1965، احتل المرتبة الخامسة في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، و" دعاء الكروان "، المنتج عام 1958، كان في المرتبة الرابعة عشرة. هذان الفيلمان، فتحا الطريق للأفلام الواقعية، التي ستزدهر في مصر بعقديّ الستينيات ومن ثم الثمانينيات. فاتن حمامة، كانت أيضاً بطلة فيلم " ارحم دموعي "، الذي سنقوم بدراسته بالمقارنة مع فيلم مصري آخر لنفس القصة.
يجدر التنويه، بأنني سبقَ وكتبتُ دراسات عن بعض أعمال بركات؛ كفيلم " أمير الإنتقام "، انتاج عام 1950، و" أمير الدهاء "، المنتج عام 1964، و" الحب الضائع "، المنتج عام 1970، علاوة على فيلم " دعاء الكروان ".

2
شارة فيلم " ارحم دموعي "، كانت عبارة عن كتاب يفتح كل مرة على اسماء صانعي الفيلم؛ وكأنما للتعبير عن كون الفيلم مقتبساً عن رواية. الشارة، مترافقة مع مختارات من الموسيقا العالمية شأن مشاهد الفيلم جميعاً؛ بالطبع، باستثناء مشاهد الأفراح، المتضمنة الغناء والرقص الشرقي.
المشهد الأول، تظهر فيه آمال ( فاتن حمامة ) وهيَ تقود عربة تشدها الخيل. يهرع إليها عزوز ( المخرج أحمد يحيى عندما كان طفلاً )، طالباً منها أن تتوسط له مع صاحب مصنع الورق لكي يعمل ويعين أسرته. فتطلب منه أن يذهب بنفسه لمقابلة صاحب المصنع، وهذا ما يحصل حين اتجه لمقابلة السيد ممدوح سالم ( الفنان يحيى شاهين )، الذي وافق على تشغيله. كان ممدوح عندئذٍ يتكلم مع مساعده، العجوز فهمي ( الفنان عبد الوارث عسر )، وندرك من محادثتهما أن صاحب العزبة المجاورة، رفضَ عرضاً ببيع بضعة أفدنة منها لكي يتم بناء مساكن لعمال مصنع الورق. تمر في نفس اللحظة آمال، فيبدي ممدوح اعجابه الشديد بها.
نعقّب على ما سبق، بأن الشارة والمشهد الأول في فيلم " ارحم دموعي " هما تمهيد مناسب ومنطقي لعقدة حبكة الفيلم؛ والتي سنعلم فيما بعد، أنها إفلاس والد آمال. كذلك يبدو واضحاً، أن الأحداث تجري في بلدة صغيرة من ضواحي الإسكندرية.
في المشاهد التالية من فيلم " ارحم دموعي "، نرى آمال على الشاطئ مرتدية ملابس صيفية، تحدث صديقةً تلبس البيكيني عن خطيبها مراد ( الفنان رشدي أباظة ). هذا الأخير، يظهر على الأثر في الباخرة القادمة إلى مرسى الإسكندرية، وكان برفقة فتاة تدعى روحية ( الفنانة شريفة ماهر )، يبدو أنه تعرّف عليها في الرحلة. إنها ابنة الرجل الثري، المدعو أبو المجد ( الفنان أحمد علام )، سنعرف لاحقاً أنه يملك في القاهرة شركة لتوريد المواد الأولية لمصانع الورق.
تنتقل الكاميرا إلى الفيلا، حيث تخبر آمال والدها بأنها ذاهبة إلى المرسى لتقابل خطيبها. الأب، يكون في الأثناء على اتصال مع وكيله في البورصة، الذي ينذره بخسائر فادحة لأسهمه لو واصل الشراء. تمر آمال على شقيقها، عادل ( الفنان شكري سرحان )، وكان يصطاد السمك على الشاطئ. تنتبه إلى صداقته مع شقيقة صاحب المصنع، نوال ( الفنانة زهرة العلا )، فتطلب منه أن يتقدم لخطبتها. وهوَ ذا خطيبها، المفترض، ينزل من الباخرة مع ابنة أبو المجد، ليتبين أنهما كانتا سوية في المدرسة. أبو المجد، يدعو مراد إلى القاهرة كي يشاركه في أعمال شركته، وتتحمس ابنته للفكرة. في الطريق بالسيارة، تخبر آمال خطيبها بأن روحية كانت أثناء الدراسة تكرهها بسبب الغيرة. ينزل مراد أمام الفندق، أين سيقيم مؤقتاً، ويَعد آمال بأن يتصل بها في الغد. في أثناء وجوده في بار الفندق، يسمع من دردشة صديقين، أن والد آمال تعرض لضربة قاضية في البورصة وخسر كل ثروته. هنا، يتصل مع روحية ليخبرها أنه قادم إلى القاهرة منذ الغد. في اليوم التالي، تصدم آمال حين معرفتها بسفر مراد إلى القاهرة حتى قبل أن يقابل والدها. لكنها لا تدري سبب ذلك، كون الأب شدد على عادل ألا يخبر شقيقته بالكارثة المالية، التي حلت به.
والد آمال، يطلب لقاء ممدوح كي يخبره أنه يبتغي بيع العزبة برمتها، وأنه مستعد لتخفيض ثمنها إلى النصف لحاجته الماسة للمال. لكن صاحب المصنع يبدي شهامةً، بدفعه المبلغ المستحق للعزبة؛ وهيَ مائة ألف جنيه. بهذا المبلغ، سيتمكن والد آمال من تعويض خسارته جزئياً والعودة إلى السوق. من ناحية اخرى، كانت نوال تشجع شقيقها لمفاتحة آمال برغبته الاقتران بها. وهذا ما يفعله، أثناء حفلة عيد ميلاد شقيقته؛ لكن آمال ترددت في إخباره أنها تحب عادل. هناك، في الحفلة، تفاجأ آمال بحضور عادل مع روحية، وتعرف أنهما قد تزوجا مؤخراً. تتساءل هذه الأخيرة ساخرةً، ما لو كانت قد اختطفت خطيبها. فترد آمال، وقد جُرحت بكبريائها، أنها لم تكن يوماً خطيبة لعادل. ثم ما لبثت أن أمسكت بساعد ممدوح: " هذا هوَ خطيبي! ".
والد آمال، يحذرها من الاستعجال بالزواج من ممدوح قبل حصول تفاهم بينهما. لكنها، هيَ المجروحة الكبرياء، تصم سمعها عن النصيحة. بالنتيجة، أنها ليلة الدخلة تنهار وتعترف لممدوح بحبها لشخص آخر. يُجرح هوَ أيضاً بكبريائه وكرامته، وكان رده أنه سيطلقها بعد فترة كي لا يتسبب بفضيحة لنفسه ولأبيها. لكنه ما عتمَ، مدفوعاً بإفراطه بشرب الخمر، أن اقتحم حجرة النوم. في اليوم التالي، تعلق آمال على ما حدث ليلاً بالقول: " أظنك تأكدت بأنك أول شخص يلمس جسدي ". ويكون جوابه، أنه خطأ لن يتكرر. بعد بضعة أشهر، تدرك آمال أنها حامل؛ بيد أن ممدوح يطلب منها أن تجهض نفسها. يتوتر الموقف بينهما، وما أسرع أن سقطت آمال على الدرج. في المستشفى، يبلغهم الطبيب أن جنينها قد سقط. الحادثة، تجعل العلاقة أكثر وداً بين الزوجين. هنا، يدخل مراد على الخط كي يعبّر لآمال عن خيبته بالزواج وأنه ما زال يحبها. روحية، وكيداً به، تحاول التغزل بممدوح في أثناء حفلة بمنزله. أقوى مشاهد الفيلم، عندما تطلب آمال من غريميها أن يخرجا من بيتها حالاً. يؤيدها ممدوح مضطراً، فينذره مراد بأشد العواقب. نتيجة هذا الموقف، أن شركة أبو المجد تمتنع عن توريد المواد الأولية لمصنع الورق. وكان ممدوح آنذاك في سفرة لأوربا، لكي يستورد تلك المواد. حين ترى آمال المأزق، وأن العملاء صاروا يقدمون البلاغات ضد المصنع، تطلب مقابلة مراد. يأخذ هذا عليها تعهداً، من خلال رسالة موقعة باسمها، أن تبادله الحب مجدداً لو أنه أفرجَ عن المواد الأولية للمصنع. لكنها بعدما تم تشغيل المصنع، تغلق خط الهاتف بوجهه. في يوم عودة ممدوح، يشتبك عادل مع مراد على خلفية موضوع الرسالة. إلى الأخير، يفهم الزوج حقيقة إخلاص آمال.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الحديد: الأبله مهووساً جنسياً
- سواق الأوتوبيس: الإنسان والضباع الضارية
- من أفلام الجريمة: الطاووس
- الأديب والإدمان
- المقارنة المستحيلة
- العار؛ الوجه الجميل لتاجر المخدرات
- ايقونة السينما المصرية: محمد خان
- عصر الذئاب؛ تجارة وعذرية وجريمة
- العرّاب؛ مأثرة الفن السابع
- الدّرج
- كما رواه شاهد عيان: الخاتمة
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثامن
- كما رواه شاهد عيان: الباب السابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب السادس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثالث
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثاني
- كما رواه شاهد عيان: الباب الأول
- كما رواه شاهد عيان: مفتتح


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيخ المخرجين