أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ايقونة السينما المصرية: محمد خان















المزيد.....

ايقونة السينما المصرية: محمد خان


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 7 - 19:22
المحور: الادب والفن
    


1
قبل نحو أربعين عاماً، أنتج في مصر فيلمٌ عن عصابة مخدرات، لا يشبه أمثاله من الأعمال السينمائية، التي تناولت هذا الموضوع. فيلم " نص أرنب "، للمخرج العظيم محمد خان، يُذكّرنا في المقابل ببعض تلك الأعمال السينمائية، وبالأخص المنتجة في فترة خمسينيات القرن الماضي.
لعل فيلم " سمارة "، المنتج عام 1956، كان من أكثر الأعمال السينمائية شعبيةً في ذلك العقد، والتي كان محورها عصابة مخدرات. الفيلم من إخراج حسن الصيفي، وكان معروفاً بأعماله السينمائية الكوميدية، منها مجموعة أفلام لاسماعيل ياسين. مؤلف قصة الفيلم، الممثل القدير محمود اسماعيل، هو بطله الأساسي في دور المعلم سلطان. وقد أبدعت تحية كاريوكا في دور المعلمة سمارة، التي تقترن من المعلم سلطان وتشترك معه بتجارة المخدرات إلى أن تقع في هوى أحد أفراد العصابة ( الممثل محسن سرحان )، ولم يكن في حقيقته سوى ضابط في المباحث.
فيلم " أبو حديد "، أنتج عام 1958، ومع أنه يبحث أيضاً في قضية تجارة المخدرات إلا أن قصته تتمحور حول جريمة. الفيلم من إخراج نيازي مصطفى، الذي بدأ إبداعه بإخراج فيلم " سلامة في خير " عام 1937 لأحد أهم عمالقة الكوميديا في مصر؛ نجيب الريحاني. وبعد أربع سنوات، تعاون معه أيضاً في فيلم " سي عمر ". ومن أعمال نيازي مصطفى البارزة في عقد الخمسينيات، فيلم " حميدو "، ويدور حول تجارة المخدرات، وهو أيضاً من بطولة تحية كاريوكا مع فريد شوقي. هذا الأخير، سيعهد إليه المخرج نيازي مصطفى ببطولة فيلم " أبو حديد ".
واختُتمَ عقد الخمسينيات، بأشهر فيلم يتناول نشاط العصابات الإجرامية، وهوَ " الرجل الثاني " من إخراج الفنان القدير عز الدين ذو الفقار، الذي كان أيضاً مؤلفاً ومنتجاً وممثلاً. بالرغم من قلة أعماله ( بسبب موته المبكر )، إلا أنه حصل على لقب شاعر السينما، كما و عُدّت ثلاثة من أعماله في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية. فيلم " الرجل الثاني "، المنتج عام 1959، كان من تأليف الأديب يوسف جوهر، الذي كتب سيناريوهات عددٍ من روائع السينما المصرية؛ مثل " أحبك انت "، " أيام وليالي "، " دعاء الكروان "، " يوم من عمري ". فيلم " الرجل الثاني "، أبرَزَ بشكل جليّ موهبة الممثل رشدي أباظة، الذي قام بدور عصمت؛ الرجل الثاني في عصابة كبيرة، متورطة بأعمال التهريب بين القاهرة وبيروت. يُعد الفيلم من نوعية الأعمال السينمائية، المتمركزة في مكان واحد، حيث كان الكباريه بؤرة نشاط العصابة، كذلك تميّز بمدته الطويلة البالغة تقريباً ثلاث ساعات. الفيلم، أظهرَ القدرة التمثيلية لكل من المطربة صباح والراقصة سامية جمال، والفنان بدر نوفل في دور ثانويّ.
تلك الأعمال السينمائية، التي تكلمنا عنها وأيضاً غيرها ممن تدور قصصها عن العصابات الاجرامية، كان يغلب عليها الطابع التجاريّ وبغض الطرف عن مسألة جودتها. ما كان يُميّز هكذا أفلام، هو ضرورة إغنائها بالرقص الشرقي أو الغناء، أو كليهما معاً. هذا ما فعلته تحية كاريوكا، كراقصة شرقية، في ذينك الفيلمين الذين تكلمنا عنهما. كذلك الراقصة سامية جمال في فيلم " الرجل الثاني "، وكان لا بد أيضاً أن تقدم فيه المطربة صباح عدداً من أغانيها.
لقد شذ فيلم " نص أرنب "ـ موضوع مقالنا ـ عن تلك الشيمة، المألوفة في السينما المصرية. إذ عهدَ المخرج بالدَور النسائي الثانوي لفريدة سيف النصر، وهي راقصة شرقية؛ إلا أنها لم تؤدي أي رقصة في الفيلم. وفي خلال عرضنا التالي، يُمكن للقارئ معرفة ما أضافه المخرج خان لنوعية الأعمال السينمائية، التي تتمحور قصصها حول عصابات تهريب وتجارة المخدرات.

2
محمد خان ( 1942 ـ 2016 )، هو من مواليد القاهرة لأم مصرية من الجالية الإيطالية وأب من أصل باكستاني. إلا أنه لم يحصل على الجنسية المصرية سوى قبل وفاته بعامين، وبقرار رئاسي!
لكنه حاز على الجنسية البريطانية، كونه أقام في انكلترا لمدة سبع سنين وذلك أثناء دراسته لفن الإخراج. سبب شغفه بالفن السابع، يعود أساساً لأن منزل أسرته كان يطل على صالة سينما صيفية، وكان يشاهد أفلامها عن بُعد مناسب. غير أنه لم يفكّر حين أضحى طالباً بإمكانية دراسة الإخراج، وكان يتمنى أن يصبح مهندساً معمارياً؛ ما يدل على موهبته بالرسم. وبالفعل، اتجه في عقد الستينيات إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية. بيد أن الصدفة، جعلته يلتقي هناك بصديق منتسب لمعهد السينما، وقد جهد هذا في اقناعه أن يحذو حذوه. لكن خان يؤكد، أنها مشاهدته لفيلم المخرج الايطالي أنطونيوني، " المغامرة "، في لندن، هي التي حفزت لديه الرغبة الجامحة في أن يصبح مخرجاً.
إلى ذلك، كان محمد خان يهوى مطالعة الكتب الفنية والأدبية والفكرية، ثم أضحى بنفسه كاتباً فيما بعد، وكان له أكثر من عمود أسبوعي في الصحافة المصرية. كذلك ألّف كتاباً عن تجربته السينمائية، ورؤيته الابداعية لهذا الفن، عنوانه " مخرج على الطريق "، صدرت طبعته الأولى في القاهرة عام 2015. يقول في احدى صفحات الكتاب، أن خمساً وسبعين في المائة من طاقته كمخرج كانت تضيع في أمور لا علاقة لها بتنفيذ الفيلم؛ من قبيل محاولة تمويله واقناع فريق العمل، من ثم، بأفكاره ومنهجه الفني. ومن إلماحات عديدة في هذا الكتاب، نتعرف على منهجه الفني. على سبيل المثال، يتكلم في كتابه المذكور ( ص 43 ) عن ضرورة تحلي المخرج بشجاعة الاختزال: " وبشهادة المونتير نادية شكري، التي قامت بمونتاج جميع أفلامي حتى الآن، كم فاجأتها بقرار الحذف، وأحياناً مشاهد بأكملها ". كذلك غلبت المشاهد الخارجية في أفلامه على مشاهد الاستديو، واعتمد لغة حوار مكثفة وبليغة. بل إن ليلى فوزي، التي أدت دوراً رئيساً في أول أفلامه، " ضربة شمس "، لم تنطق بكلمة واحدة فيه.. وقد حصلت على جائزة جمعية كتّاب ونقّاد السينما عن هذا الفيلم. أسلوب خان الفني، الموصوف، سنلحظه بوضوح حينما نتناول بالتحليل فيلم " نص أرنب ".
فور عودته للقاهرة حاملاً شهادة الإخراج، قرر خان العمل مع رائد الواقعية في السينما المصرية، صلاح أبو سيف، وذلك بقسم السيناريو في شركة انتاج يمتلكها أبو سيف. رؤية الشاب خان للسينما، المتأثرة بدراسته في الغرب واطلاعه الواسع على أفلام الموجة الجديدة هناك، شاركه فيها عددٌ من أبناء جيله؛ كرأفت الميهي وعاطف الطيب وداود عبد السيد وخيري بشارة. هذا الأخير، وكان من أقرب أصدقاء خان، سيظهر ممثلاً في بعض أفلامه ومنها " نص أرنب ". في حقيقة الحال، أن خان كان الأكثر ابداعاً بين أولئك المخرجين وحظيَ بالاعتراف بموهبته مبكراُ سواءً من قبل الجمهور أو النقّاد. لقد حصل على عدد كبير من الجوائز المصرية والعربية والدولية عن أعماله، منذ أولها " ضربة شمس "، المنتج عام 1978، وحتى أحد أواخر أفلامه، " في شقة مصر الجديدة " انتاج عام 2007. كما ودخلت أربعة من أعماله في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية: " زوجة رجل مهم "، " أحلام هند وكاميليا "، " خرجَ ولم يعُد "، " سوبر ماركت ". علاوة على فيلم " سواق الاوتوبيس "، الذي كتب خان قصته؛ وهو للمخرج عاطف الطيب.

3
محمد خان، يذكر في كتابه ( ص 47 ) كيف تتم محاربة أعماله السينمائية، ويضرب مثلاً على ذلك بفيلم " زوجة رجل مهم "، انتاج 1988، والذي نال في حينه الجائزة الفضية من مهرجانيّ موسكو ودمشق: " فقد فوجئتُ في مرة على شاشة التلفزيون أنّ أكثر من مشهد للفيلم، وقد أعيد توليفه وحذف الصوت منه ليستبدل بأغنية ما ". ندخل من هذه الملاحظة المريرة للمخرج إلى دراسة فيلمه " نص أرنب "، المنتج عام 1982، لنجد تعرضه لنفس العبث. من حسن حظي، أنني شاهدت الفيلم في نهاية الثمانينيات على نسخة فيديو وكان كاملاً. ذلك أن نسخته على موقع يوتيوب قد حُذف منها شارة الفيلم ( التتر ) والخاتمة، كذلك تم قطع الصوت عن عدة مشاهد. إلى ذلك، مُنع الفيلم من العرض في جميع الفضائيات بما فيها المصرية!
عنوان الفيلم، مستمد من اللغة الشعبية للسوق المالي المصريّ، حيث يُسمى المليون ب " الأرنب ". وهذه التسمية تمت مناقشتها بشكل ساخر في المشهد الأول من الفيلم، بين بطله الفنان محمود عبد العزيز ( يوسف ) وزميله الذي يعمل معه في البنك: " هل سمعتَ أيضاً بالديك الرومي؟ إنه مبلغ الخمسة وعشرين ألف جنيه ". المخرج، من ناحيته، يشدد في كتابه ( ص 53 ) على أهمية اختيار العنوان المناسب لكل من أعماله السينمائية: " اختيار اسم للفيلم حتى قبل كتابته خطوة هامة بالنسبة لي، تسهم في تطور الموضوع وتحديد اتجاه الفيلم. هذا لا يعني بالطبع أن اختيار اسم لفيلم يأتي من فراغ، بل العكس، فهو يهيمن على الفكرة منذ نشأتها ".
في واقع الحال، أن البطولة الذكورية لفيلم " نص أرنب " قد تقاسمها ممثلان آخران؛ وهما سعيد صالح ويحيى الفخراني. هذا الفيلم، كشفَ الموهبة الكبيرة للفنان سعيد صالح بعيداً عن أدواره المعتادة، الكوميدية. كذلك الأمر بشأن تعاون محمد خان مع الفنان القدير، يحيى الفخراني، الذي عاد والتقى معه في فيلمين آخرين؛ هما " خرج ولم يعد " و" عودة مواطن ". الفخراني، سبقَ أن لفتَ نظر محمد خان عندما أدى دوره في فيلم " الغيرة القاتلة " لعاطف الطيب. إذ نفهم من ملاحظة لخان في كتابه ( ص 65 )، أنه لم يتحمس كثيراً لفيلم صديقه سوى من زاوية اشتراك الفخراني فيه بدَور مؤثر. وها هوَ يحيى الفخراني في فيلمنا، يفتتح المشهد الأول منه باسم مزيّف ( سراج منير )، ويقول لموظف البنك عندما جاء كي يصرف شيكاً بنصف مليون جنيه: " أمي كانت تعشق أنور وجدي، فأعطتني اسمه ". لقد قالها بنبرة متفكّهة، سيواظب عليها طوال الفيلم. بينما كان يصرف الشيك، تدخل إلى البنك امرأة عجوز ( الفنانة عزيزة حلمي ) لكي تستلم حوالة بمائة وعشرين جنيهاً، مرسلة من ابنها الوحيد المغترب في كندا. هذه المفارقة، التي قدمها المخرج بذكائه المعهود، يُضافرها في مشهد اعادة يوسف لزميله جنيهاً كان قد استلفه منه.
في ذلك المشهد الافتتاحي، ستركّز الكاميرا على حقيبة يد ( سمسونايت ) يستعملها المدعو سراج منير كي يودع مبلغ النصف مليون جنيه فيها. كانت برفقته صديقته كوثر ( فريدة سيف النصر )، حيث سيتبادلان التهديد بالقتل بنبرة مداعبة. لكنها كانت علامة، سيفهمها مُشاهد الفيلم لاحقاً. حينَ كان سراج يهم بمغادرة البنك مع صديقته، يفاجئه موظف البنك بالنداء باسمه. هنا، تصدر موسيقى ايقاعية لطبل الكتروني، ستتكرر في مشاهد مماثلة طوال الفيلم: إنها تذكّر المرء بموسيقى فيلم المافيا الشهير، " العرّاب "، ولو أن هذه قد استعملت آلات عزف مختلفة.
في المشهد التالي، تختفي كوثر فجأةً بينما صديقها يخرج إلى زحام وسط البلد وبيده الحقيبة. يدخل هذه المرة شخصٌ جديد على الأحداث، وهو رفاعي ( الفنان سعيد صالح )، الذي يتناول بخفة تلك الحقيبة من جانب سراج دون أن يكلمه. للصدفة، أن يوسف كان في الشارع ويرى ما حصل، فيعتقد أن لصاً استحوذ على الحقيبة في غفلة من سراج، فيبدأ بالصراخ بين الناس: " أمسك حرامي! ". سنتوقف قليلاً هنا، للحديث عن احدى ميزات أسلوب خان الفني.
مثلما سبقَ وذكرنا، أن محمد خان كان يحبذ التصوير الخارجي أكثر من التصوير داخل استديو. وعلينا تخيله، كمخرج، في ذلك المشهد وسط الناس في أكثر الأماكن ازدحاماً في القاهرة وكيفية نجاحه بالتصوير. إذ لم يُستخدَم من كل هذه الجموع البشرية سوى شخصاً واحداً، ككومبارس، وكان دوره هو اعادة الحقيبة ليوسف بعدما سقطت من يد رفاعي أثناء هروبه. لقد فصّلَ خان هذه اللقطة في كتابه ( ص 70 )، وما واجهه إذاك من مواقف طريفة بينما المصور، سعيد الشيمي، يخفي الكاميرا عن أعين الناس في الشارع: " أجري أنا وراء المصور وعيني على المارة، خوفاً من تدخل أي منهم وافساد اللقطة الطويلة، التي كان من المستحيل اعادتها في نفس اليوم إذا لزم ذلك ".
فيلم " نص أرنب "، ومدته حوالي تسعين دقيقة، جرت أحداثه الافتراضية في ثلاثة أيام: يوم في القاهرة ويومان في الإسكندرية. لكن الزمن في أعمال محمد خان، الأخرى، لم يكن بهذا التكثيف دوماً. ففي فيلم " زوجة رجل مهم "، على سبيل المثال، تتوالى الأحداث في خلال بضع سنوات. نعود إلى فيلمنا، لنجد أن اليوم الأول يُختتم في منزل يوسف حين عاد والتقى مع رفاعي، حيث تأكدا بأن سراج قد أفرغ الحقيبة من مبلغ النصف مليون جنيه ووضع مكانه أوراق جرائد. إن رأس كل منهما باتَ مطلوباً لعصابة تهريب المخدرات، لو لم يرجع المال لها. مركز العصابة، كان في أعلى عمارة قيد الانشاء، حيث انتقلت الكاميرا منها إلى منظر مدينة القاهرة: إنها لقطة معبّرة، تكشف تبييض أموال المخدرات في مشروعات البناء.
تنتقل الكاميرا هذه المرة إلى الإسكندرية، التي وصلها سراج بعدما تخلص من صديقته كوثر بقتلها خنقاً. وكانت هذه، هيَ الجريمة الأولى في الفيلم. يجدر التنويه، بأن الجريمة كانت تقريباً عاملاً مشتركاً في أعمال محمد خان. وهذا يذكّر المرء بأعمال دستويفسكي، الروائية.
يحجز سراج حجرة في فندق فخم بالمدينة، يطل على البحر، وهذه المرة باسم مزيف مختلف؛ " أنور وجدي ". ثم ما لبثَ أن اتصل مع رشدي، ( الفنان توفيق الدقن )، لكي يساومه في بيع شحنة هيرويين كان قد وضعها في قسم الأمانات بمحطة قطارات القاهرة. رشدي كان رئيس عصابة منافسة لعصابة القاهرة، التي كان سراج ورفاعي يعملان لصالحها. يحضر رشدي إلى الفندق ليقابل سراج، وعندما علم بأنه ينزل فيه باسم أنور وجدي، يقول ساخراً: " رحمَ الله شكوكو! ".
عنصر الإثارة في الفيلم، يبلغ أشده حين وصل أيضاً للفندق المدعو ( النجار )، مرسلاً من قبل عصابة القاهرة. وكان هذا قد استبقَ وصوله، بزيارة لرشدي، حيث تخلص منه بطلقة مسدس. في نفس الفندق، كان يوسف ورفاعي قد حجزا حجرة بهدف مراقبة سراج. بعدئذٍ تدخل على خط الأحداث فتاة غامضة، ( الفنانة هالة صدقي )، كانت جارة لسراج في الفندق ثم تعارفت معه بعدما خدعته بتمثيلية غرقها في المسبح. ليتبين لاحقاً أنها مرسلة أيضاً من لدُن عصابة القاهرة، وذلك بعدما أتى النجار وقابلها في الفندق. تتوالى الأحداث بسرعة على الأثر، باكتشاف سراج حقيقة الفتاة وكان يظن أنها من عصابة رشدي. فيحاول قتلها خنقاً، إلا أنها طعنته طعنة قاتلة بمطوى. ثم ما لبثت أن قتلت رفاعي بنفس المطوى، وكان قد حاول انتزاع حقيبة النصف مليون جنيه من يدها. حين كانت هذه الفتاة تدور بسيارتها لمغادرة المكان، يقذفها يوسف بحجر كبير، ما أدى إلى انحرافها بالسيارة واصطدامها بشاحنة كبيرة. يتناول يوسف حقيبة المال من جانب الفتاة الميتة، ليجري بعد ذلك باتجاه الشاطئ ويرميها بالبحر وهوَ يبكي. يُختتم الفيلم، بسماعنا صوت محقق النيابة يسأل يوسف: " هل تحب الفلوس؟ ". وكان الجواب: " من لا يحب الفلوس! ".
خمسة ضحايا، سقطوا من أجل الاستحواذ على حقيبة ال " نص أرنب ". إلا أن ذلك كان عبثاً، طالما أن مصيرَ الحقيبة هوَ الاستقرار في أعماق البحر. كان في مقدور يوسف الاحتفاظ بالمال، لكنه أدرك أن ذلك سيكلفه حياته عاجلاً أو آجلاً. فلا يمكن اللعب مع عصابة، كانت تستخدم شخصاً كرفاعي في نقل ملايين الجنيهات مقابل حصوله على مائة جنيه. في الفيلم مفارقات أخرى، كأن يتقدم عامل ميكانيكي ( الفنان أحمد راتب ) للزواج من شقيقة يوسف، وكانت تحمل شهادة جامعية. الأم، تقول ليوسف عندما هددها بترك المنزل لو وافقت على العريس: " خذ معك الخمسة عشرة جنيهاً، التي تقبضها من عملك أول كل شهر ". ثم تلتفت إلى زوجها، لتطلب منه أن يطرد المستأجرين من بيت يخصهم ويعطيه لمتعهد بناء كي يشيد عمارة بمكانه. هكذا أضحت أخلاق المجتمع، طالما أن المال أضحى هوَ القيمة الأهم من كل ما عداه من قيَم.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الذئاب؛ تجارة وعذرية وجريمة
- العرّاب؛ مأثرة الفن السابع
- الدّرج
- كما رواه شاهد عيان: الخاتمة
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثامن
- كما رواه شاهد عيان: الباب السابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب السادس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
- كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثالث
- كما رواه شاهد عيان: الباب الثاني
- كما رواه شاهد عيان: الباب الأول
- كما رواه شاهد عيان: مفتتح
- كما رواه شاهد عيان: تقديم
- مدخل إلى عصر الرعب: الخاتمة
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثاني عشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الحادي عشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج العاشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج التاسع
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثامن


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ايقونة السينما المصرية: محمد خان