أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الغاضبة














المزيد.....

الغاضبة


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 03:40
المحور: الادب والفن
    


حين تغضب تجدها كاعصار يقتلع كل شيء امامه .. اشبهها بتسونامي يدمر كل شيء .. حين تغضب تهرب عصافير الود من اماكنها وتهاجر طيور الحب الى غير موطنها . يصبح كل شيء غير مستقر في اماكنه .. حين يهتز الجسم بالغضب يغيب العقل عن الساحة .. فليس هناك شخص يستطيع أن يفكر بشكل صحيح وقبضتاه مشدودتان للقتال .. يقول الطب ان لحظات غاضبة تفقد مناعتك توازنها لمدة خمس ساعات .. ولهذا نجدها مريضة من غضبها وتمردها على الحياة .. وكأنها تصارع وحوشا وتقاتل غيلانا اسطورية .
بالامس افرغت مابجعبتها من كلام لتجرحني به ولتعلن عن استيائها وتذمرها .. فمخالفة الرأي عندها جريمة لاتغتفر وانتقادها يعني اعلان صارخ منها عن كرهها اليك .. لم تكن المرة الاولى التي اواجه بها غضبها وكلماتها المجنونة .. اعرف حين تغضب لاتتكلم هي وانما هناك شيء يتفجر بداخلها .. ومواجهتها اثناء الغضب يعني الموت المحتم . فالسكوت حين تغضب المرأة افضل طريقة لمنع اي خسارة قد نندم عليها بعد ذلك ..فالغضب يسمم الجسم فهو وبال على صاحبه ومن يقف في مواجهته . يقولون اذا تريد معرفة حقيقة ما بداخل شخص عنك من افكار فقط اغضبه وسيرسم لك صورتك الحقيقية بالالوان الطبيعية . وكان سبب غضبها اني كتبت لها كلمات اعتذار وانسحاب . وكلمات لمجرد الاستهلاك وكأني اقترفت جريمة بذلك فاشعلت فتيل برميل من المتفجرات وقد تناثرت شظاياه من كل جانب واصابتني بمقتل .
مشكلتها الاولى معي انها لاتفهمني ولاتفهم اسلوبي بالكتابة . ودائما تحكم من القراءة الاولى . وتفسر اي مفردات تحمل تأويل فلسفي او نفسي كما هي دون قراءة وتصدر حكمها الذي اصفه بالظالم .إن الغضب وقلة الاحتمال هما أعداء الفهم الصائب .ولهذا فهي تغضب وتغضب ثم تغضب . والغضب لديها عبارة عن لغة اخرى تعلمتها واكتسبتها فضغوطات الحياة بارعة في تعليم تلك اللغة النارية .
في السابق كانت لها تجربة معي في اغضابها دون قصد .. وحين اوضحت لها مقصدي شعرت بالندم وقدمت اعتذارها . وقلت لاتتصوري ان اخدشك يوما من الايام بخدش يؤذي شعورك المرهف ولكنها دائما تخطأ في تفسيراتها .
اقول هذا لاني احبها واحترمها واحاول اقدم لها خدمات جليلة . ولكنها تقلع كياني منها بغضبها وترميه على قارعة الطريق .
نزارقباني له كلمات جميلة يقول فيها .. ( فأنت كالأطفال يا حبيبي :نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..اغضب! :فأنت رائعٌ حقاً متى تثور :اغضب! :فلولا الموج ما تكونت بحور.. :كن عاصفاً.. كن ممطراً.. :فإن قلبي دائماً غفور ) .فهل من فتور ياحبيبتي بعد هذا الفوران .. ولكن سأكتفي ماقاله نزار .. ( سأكتفي بدمعي وحزني.. :فالصمت كبرياء :والحزن كبرياء) . لك ايتها الملكة .. لا اكتب تلك الكلمات لسواك . انت محط احترام وتقدير .. لا اقول الى اللقاء بل هو ..... وداع .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلت الملكة ولن تعود أبدا
- حقيقة الوهم
- زيارة في الوقت الضائع
- حين ينطفيء وهج الكتابة
- قربانا لوليمة الشيخ
- اهلا بالموت
- لقاء فوق السحاب
- الباحث عن ظله
- خسارة مع سبق الاصرار
- علل خلقت للابداع
- عادت لنا الايام
- كلمات ليست كالكلمات
- حكاية وهم ( 2 )
- حكاية وهم
- لك وحدك ايتها الاميرة
- عن المرأة اتحدث
- كلنا مجانين ياصديقي
- انا وهي ومحمود درويش
- لوحة في ذاكرة الزمن
- عادوا غرباء


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الغاضبة