الانسان

علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

د. علاء هادي الحطاب
تسهل السيطرة على اية امة من خلال هدم الانسان، هدم القيم الخيرة، هدم الانسانية في داخله، فأذا تم ذلك يسهل بعدها كسر كل الحواجز الاخرى، ومن هنا تسعى الامم الحضارية المتقدمة في الحفاظ على قيمها الاخلاقية من خلال التربية والتنشئة الاجتماعية.
واقعا ان تطور وسائل الاتصال والتواصل وبث مجمل الرسائل ساهم الى حدٍ كبير في تلك الانهيارات القيمية التي نعيشها، لاسيما اذا لم تتوفر كوابح اخلاقية لايقافها وردعها، فكيف سيكون الحال اذا كانت المؤسسات المعنية بالتربية والتنشئة لم تخطط وتتفذ بشكل صحيح لاذكاء المعايير القيمية في المجتمع.
شخصيات اقل ما يُقال عنها انها امتهنت صنع التفاهة والتسطيح لكل القيم الاخلاقية في المجتمع، بل وتصدرت المشهد في بثها لرسائلها من خلال وسائل عدة اكثرها تأثيرا تلك التي في متناول ايدي المراهقين والشباب تحديدا، فظهرت لنا شخصيات لم تقدم للمجتمع سوى كل ماهو هابط ومبتذل ومع الاسف تجد هذه الافعال صدى واسع وكبير بين الشباب والمراهقين تحديدا الذين لم يجدوا بديلا مناسبا يملأ هذا الفراغ لديهم وبشكل علمي ومدروس.
بعيدا عن اسماء تلك الشخصيات التي بات يعرفها اغلبنا، لكن ما يقدموه من رسائل ومواد تُعد خطيرة على ثقافة البلد وحضارته وتأريخه، نعم هناك ثمة محاولات جادة وجيدة للمعالجة كمعارض الكتب التي تُقام في بغداد وبقية المحافظات واقامة ندوات ومؤتمرات هنا وهناك، لكنها لم تصل مرحلة ان تمثل امرا شائعا " ترند" لدى الشباب قياسا بما يقدمه هؤلاء صناع التفاهة والتسطيح، وبالتالي دور النخبة الى جانب المؤسسات المعنية سيكون اثقل واكبر في معالجة ما نكابده اليوم ازاء هذا التراجع الكبير في المستوى الثقافي والمعرفي لدى الشباب، وهذه المشكلة غير مختصة بالعراق بل ان العالم اجمع يواجه " نظام التفاهة" الذي تشكل مؤخرا من خلال محركات عديدة وموثرة.
تنمية وتشجيع الفعاليات والانشطة التي تصنع المعرفة والثقافة امر لابد منه للقائمين عليهما سواء كانوا افرادا ام مؤسسات، ونجاح ذلك مرتبط بوضع سياسات عامة صحيحة ومُخطط لها بشكل جيد تستوعب حالة الفراغ الثقافي الذي يعيشه الشباب، والامر يبدأ بالاسرة ولا ينتهي بالجامعة وبقية مؤسسات التنشئة.

#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات