أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - مرور.. مرور














المزيد.....

مرور.. مرور


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. علاء هادي الحطاب

نُصابُ بالدهشة عندما نرى من خلال وسائل الاتصال المرئيَّة أو من خلال المشاهدة المباشرة، لالتزام المواطنين في بلدان العالم المتحضرة بالقوانين المروريَّة، رغم أننا لا نشاهد رجال المرور في تقاطعات الإشارات الضوئيَّة المروريَّة، ولا نشاهد سيطرات “مشتركة” ولا نشاهد كذلك سيطرات لرجال المرور تدقق في سلامة الموقف القانوني للمركبات وسائقيها، ومع ذلك فلا نجد سائقاً يتجاوز الإشارة المروريَّة ولا يقف في الشارع العام حسب مزاجه ورغبته، ولا سيارات تتجول بلا أرقام، وحتماً لا نجد سائقاً يقود مركبته عكس اتجاه السير و”بكيفه” بل أنَّ بعض تلك الدول باتت تحاسب على ارتفاع صوت مسجل السيارة وانبعاث الدخان من بعضها، كل ذلك من دون رقابة مباشرة من رجال المرور، لأنَّ تطبيق القانون المروري تحول إلى ثقافة متأصلة في شخصيَّة الفرد لديهم، فضلاً عن وجود نظام رقابة إلكتروني من خلال انتشار الكاميرات الرقميَّة في جميع الشوارع المهمَّة والمرتبطة بنظام حوكمة يسجل المخالفين وينفذ قانون العقوبات الخاص بكل مخالفة من دون تدخلٍ بشري.
إحدى وسائل مكافحة الفساد هي إبعاد التدخل البشري بين مقدم الخدمة والمستفيد منها في جميع المراحل والقطعات، إذ يمنع هذا التدخل البشري الابتزاز والرشوة وعدم تطبيق القانون لاعتبارات ماديَّة أو شخصيَّة.
ما يحصل في العراق هو توصيفٌ حقيقيٌّ للفوضى المروريَّة بكل تفاصيلها وتجلياتها، فلا التزام بإشارات المرور ولا التزام بأماكن الوقوف المخصصة في الشوارع العامَّة، أرقام السيارات لا تزال متنوعة وغير موحدة، سيارات الحمل الثقيل تزاحم السيارات الصغيرة في الشوارع المزدحمة، لا وجود لسرعة محددة في الشوارع الداخليَّة والخارجيَّة، رجال المرور أغلبهم يبذلون جهوداً في تقاطعات الشوارع من دون فائدة فلا يمكن تنصيب رجل مرور في كل تقاطع وشارع وعلى كل سائق سيارة، وعدد منهم استغل وظيفته وارتشى من قبل أصحاب سيارات النقل الجماعي المتوسطة كالكوسترات والكيات الذين هجروا الكراجات المخصصة لهم وتجاوزوا على الشارع العام في منظرٍ فوضوي على بعد أمتارٍ فقط من مفارز وسيارات المرور، والأمر كله خاضعٌ للتخادم بين صاحب المركبة ورجال المرور المرتشين منهم.
وجود “التكتك والستوتة” زاد الطين بلَّةً فهولاء لا يحترمون الشارع ولا المارة ولا السائقين وأغلبهم من المراهقين الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً بل أنَّ أغلب تلك “التكاتك” أصلاً غير مسجلة وغير مرقمة وسائقوها لا يملكون إجازات سوق. الدراجات الناريَّة هي الأخرى مشهدٌ فوضويٌ في نوعياتها وسائقيها وغياب تسجيلها، السرعة الجنونيَّة في الطرقات الخارجيَّة يومياً تودي بحياة العشرات من الأفراد، وغيرها من مظاهر حولت الشارع العراقي إلى فوضى كبيرة.
إذا أردنا حقاً أنْ نبني دولة تحترم الإنسان ويُطبق فيها القانون فعلينا أولاً وأولاً البدء بتنظيم الواقع المروري في شوارعنا، فمن هنا يبدأ تطبيق القانون والالتزام به حتى يتحول إلى ثقافة بعد جيلين أو ثلاثة. وهذا الأمر ليس عسيراً ولا مستحيلاً، ولكنْ نحتاج إلى تشريعات صارمة وتنفيذٍ نزيهٍ، ووسائل تنفيذ تقنيَّة حديثة، تبدأ بالكاميرات في جميع تقاطعات وشوارع بغداد مروراً بتنظيف القطاع المروري من المرتشين والمفسدين وصولاً إلى حوكمة إداريَّة سليمة لهذا القطاع الذي يلامس حياة المواطن والوافد الخارجي على حدٍ سواء، فعندما يشعر المواطن بقوة القانون والالتزام به في شوارع مدينته سينعكسُ ذلك على التزامه بقوانين أخرى، وكذلك سينعكسُ على مستوى الرضا والقبول بالسلطة وهذا الرضا يُعدُّ اليوم أهم مصادر شرعيَّة أية سلطة تؤدي وظائفها التي وجدت من أجلها.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقي
- بلا تدقيق
- طفيليات
- مليارات سائبة
- التربية
- نخب العلاگة
- تخوين
- الكلمة
- إحلف عيني إحلف
- مواردنا
- الحل
- محشش، مكبسل
- حلل عيني حلل
- كهرباء.. كهرباء
- خصوصي
- الانستغلاق
- اعتراض
- تموز يفور
- إخلاص
- إحنه العراقيين


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - مرور.. مرور