أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - خصوصي














المزيد.....

خصوصي


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تُعد المدرسة سواء الابتدائية منها أو الثانوية، وحتى الدراسة الجامعية، إحدى أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، بل وتؤدي هذه المدرسة دوراً يفوق دور الأسرة في بعض الدول المتحضرة، لأنّ الطفل يتعلم فيها سلوكه وسط مجتمعه بشكل أكاديمي ومدروس، إذ ربما تعلّم بعض الأسر أطفالها سلوكاً غير جيد، لأسباب كثيرة تتعلق بالأبوين والعائلة. لكن التزام المدرسة بمنهج مدروس بشكل أكاديمي يضمن للطفل، ومن ثم المراهق والشاب تربيةً سليمةً تكفّلت بها الدولة، ويتم تحديث تلك المناهج مع تطورات العصر وضروراته. لذا تحرص تلك الدول على إيفاء التلميذ بكلّ واجباته الدراسية داخل مدرسته، حتى يُتِمها على أكمل وجه. تدهور التربية والتعليم الرسمي التابع للدولة مؤداهُ خطيرٌ جداً على المجتمع، إذ يمثل ذلك غياب المنهج الأكاديمي في التربية والتنشئة الاجتماعية، وكلّما تراجعت أدوار التربية والتعليم الأكاديمي المنهجي تقدّمت مسارات وأنواع التربية الأخرى، تربية المقهى، الشارع، السوق، وغيرها، لاسيما في مرحلة المراهقة التي يتأثر فيها من خلال الأصدقاء والرفقة. تحوّل التربية والتعليم في العراق إلى معاهد ومدارس وجامعات أهلية، مع تراجعٍ كبيرٍ في المؤسسات الحكومية الرسمية المعنية بالتنشئة والتربية والتعليم، مؤشر عام على حالة غياب التخطيط في إطار التنمية التربوية والتعليمية. وهنا لا نتّهمَ تلك المعاهد والمدارس والجامعات بالفشل.
نعم، ربما يعطون الطالب مادةً منهجيةً تمكنه من تجاوز الامتحانات وتحقيق درجات جيدة، لكن الحديث عن دور التربية وتنمية السلوك الصحيح لدى الأفراد “بما ينسجم مع قيم مجتمعاتهم ومعتقداته” التي لا تنشغل بها المؤسسات الأهلية أكثر من انشغالها بضمان نجاح الطالب وتحقيق درجات جيدة في مواده الدراسية، إذ أنها بالنتيجة مؤسسات ربحية، وليست مؤسسات خيرية. نعم، إنها مؤسسات تعليمية، لكن واقع الحال أثبت أنها مؤسسات غير تربوية، وهذا ليس اتهاماً لها بمقدار ما هو واقع نعيشه ونتلمس تمظهراته، وخير دليل، هو مجموعة الحالات السلبية التي تم تصويرها وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتما أنها حتى الآن لم تشكّل ظاهرةً اجتماعيةً، لكنها تؤشر بشكل واضح على غياب دور التربية في تلك المؤسسات الأهلية، وهنا لا نعمم الكلام والتشخيص لكل تلك المؤسسات. غياب مؤسسات التربية عن أداء دورها التربوي والتعليمي، يدفع أولياءَ الأمور والطلاب إلى تلك المعاهد والمدارس الأهلية، بالرغم من إنفاقهم أموالاً ليست بالقليلة في سبيل ذلك، لكن لا عزاء لأولياء الأمور، سوى زج أبنائهم في تلك المؤسسات، لضمان نجاحهم وتحقيق درجات ومعدلات جيدة تؤهلهم الانتقال إلى مرحلة أعلى. التراجع المستمر في أداء مؤسسات التربية والتعليم بات مؤَشراً وملحوظاً، وباتَ مألوفاً أن نزج بأبنائنا في المؤسسات الأهلية، في وقت كان فيه التدريس الخصوصي ممنوعا، قانوناً وعرفاً وواقعاً، إلا ما ندر، وإن دلّ هذا على شيء إنما يدلّ على غياب للتخطيط المنهجي التربوي والتعليمي في مؤسسات الدولة المعنية بذلك، كما أن هذا التفاوت يغيّب مفهوم العدالة والمساواة بين من يملك مالاً يدفعه لتلك المؤسسات وضمان نجاح أولاده بنسبة معينة، وبين من لا يملك، ويبقى يصارع غياب التعليم والتربية الجيدة في المؤسسات الرسمية.
إذا أردنا أن نُنشئ جيلاً سليماً يواجه كل المغريات المحيطة به، وسهولة وصولها إليه، فعلينا أن نمكّن مؤسساتنا التربوية والتعليمية من أداء مهماتها .



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانستغلاق
- اعتراض
- تموز يفور
- إخلاص
- إحنه العراقيين
- عقم الإرادة
- بين اللّب والقشور
- خرائب
- تشوه الذائقة
- حروبهم وتشجيعنا
- فوبيا المعارضة السياسية
- مذهب الأغلبية وأغلبية المذهب
- ما بعد الانتخابات
- عزيزي الناخب
- قبيل الانتخابات
- عزيزي المرشح
- سوق الناخبين
- شخصيات {الطشة}
- حارات دمشق القديمة
- التفكير أكاديمياً


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - خصوصي