أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - محشش، مكبسل














المزيد.....

محشش، مكبسل


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7319 - 2022 / 7 / 24 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنا نرى شخصا " يهلوس" في حديثه وتصرفاته بوضع خارج عن طبيعة الإنسان وفطرته في سلوكه اليومي نقول إنه "محشش" أي يتناول الحشيشة، وهي نوع من أنواع المخدرات في بدايتها، بعد ذلك تطور الأمر إلى وصف مثل هذه الحالات بـ" المكبسل"، أي أنه يتناول حبوبا مخدرة تؤدي في أغلبها إلى الهلوسة وخروج الإنسان في تصرفاته وسلوكه عن الوضع الطبيعي، وكانت هذه الحالات قليلة جدا بحيث أنها مشخصة بالأفراد الذين يتعاطونها، وبطبيعة الحال هم محل نفور من قبل أفراد المجتمع عامة.
في السنوات الأخيرة تنامت هذه الحالات إلى ما يشبه الظاهرة في بعض المناطق وبعض الأعمار والطبقات، الأمر الذي ينذر بكارثة خطيرة تتسارع بشكل لافت، تقابلها معالجات لم ترتق إلى مستوى حجم هذا الخطر وتحولاته الاجتماعية، نعم الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار والمؤسسات الحكومية لم تأل جهدا في مواجهتها، لكن " الحالة" استفحلت كثيرا، لاسيما عندما أصبحت تجارة رائجة تدر أموالا خيالية على أصحابها بوقت قصير جدا، مع وجود ممكنات عدة لاستمرار هذه التجارة بالرغم من اعتقال العديد من تجارها، لذا شاهدنا كيف يستقتل تجارها بالدفاع عن تجارتهم وأنفسهم إذا ما دهمتهم الأجهزة الأمنية بالتصدي المسلح للقوة الأمنية التي تهاجمهم وكأن الأمر لديهم قصة حياة مع تجارة مخدرات وأرباح طائلة أو موت، وقدمنا في سبيل ذلك عشرات الشهداء من منتسبي قواتنا الأمنية البطلة وحتى بعض القضاة كما حصل في محافظة ميسان.
أسباب استفحال ظاهرة انتشار المخدرات كثيرة، تبدأ بغياب الوعي والتعليم ولا تنتهي بالبطالة وعدم الاستقرار السياسي والأمني، ومواجهة هذه الظاهرة ممكنة إذا امتلكنا جميعا الإرادة الحقيقية لمواجهتها، وهذه المواجهة أو المعالجة لا تختص بجهة حكومية معينة دون سواها، وكذلك لا تختص بقطاع دون سواه، فكل "فاعل" في المجتمع سواء كان فردا أو مؤسسة تقع عليه مسؤولية المواجهة من الأسرة التي تشكل النواة الأولى للتنشئة الاجتماعية إلى المدرسة والجامعة إلى المنظمات الثقافية والفكرية والدينية والاجتماعية، إلى العشائر الكريمة، إلى النخب الأكاديمية، إلى رجال الدين والمنبر الديني، إلى الإعلام بمؤسساته وأشكاله ومتصديه كافة.
المواجهة بحاجة إلى جهد جماعي، لا انتظار جهد فردي من هنا وهناك، والأهم من كل ذلك نحن بحاجة إلى ستراتيجية وطنية شاملة لهذه المواجهة التي لا تقل شأنا عن خطر الإرهاب وداعش وكل أشكال الترهيب والقتل، نحن بحاجة إلى تلك الستراتيجية في سبيل ضمان نجاح المواجهة وشموليتها إزاء هذا الخطر الكبير، وهذه الستراتيجية لابد من أن تبدأ بها الأجهزة الرسمية أمنية كانت أو مدنية بالتعاون مع ذوي الاختصاص من الأكاديميين في هذا الشأن وإعلان حالة النفير العام لتطبيق هذه المواجهة وفق تشريعات قانونية ضامنة لنجاحها وإرادة سياسية تكفل ديمومتها وعدم خرقها إذا وصلت المواجهة إلى متنفذين كبار، تجارا كانوا أو متعاطين.
فما يحصل اليوم من مناكفات سياسية لا بد من أن لا تلهينا جميعا مؤسسات وأفرادا عن تلك الستراتيجية التي تضمن نجاح المواجهة، وإلا سنجد المحششين والمكبسلين والمخَدرين بيننا في عوائلنا جميعا وحينها لا ينفع الندم ولا تنفع المواجهة.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلل عيني حلل
- كهرباء.. كهرباء
- خصوصي
- الانستغلاق
- اعتراض
- تموز يفور
- إخلاص
- إحنه العراقيين
- عقم الإرادة
- بين اللّب والقشور
- خرائب
- تشوه الذائقة
- حروبهم وتشجيعنا
- فوبيا المعارضة السياسية
- مذهب الأغلبية وأغلبية المذهب
- ما بعد الانتخابات
- عزيزي الناخب
- قبيل الانتخابات
- عزيزي المرشح
- سوق الناخبين


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - محشش، مكبسل