مصداقية كلام الإنسان والتزامه ووعوده تكشف شخصيته إذا كان صادقاً أو كاذباً

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لسان الفتى نصف ونصف جنانه ---- ولم تبق إلا صورة اللحم والدم
إن أية كلمة يتفوه بها الإنسان وأي عمل أو بصمة تترك أثرها على الواقع الملموس وتعتبر ذات قيمة تاريخية لأنها تكشف عن مدى التزام ذلك الإنسان ومصداقيته كما أنها تشكل وضعاً أو ظرفاً أو موقعاً يسهم في تطوير المجتمع كما أن النظام السياسي يعتبر ظاهرة تجمع بين التجريد والغموض وهو نتاج التركيب المستمر للعلاقات الإنسانية الذي يشمل الأنماط المتداخلة والمتشابكة في سلطة الحكم بين الأفكار والاجتهادات المتعلقة بمصداقية صنع القرارات التي تصب في مصلحة الشعب والمجتمع التي تعتبر مجموعة الأهداف والمصالح والنزاعات والمتناقضات الاجتماعية التي تجسد ويتكون منها الجسم السياسي لنظام الحكم مع الشعب.
إن العلاقة تبنى وتشيد بين الشعب وسلطة الحكم من خلال مدى التزام الحاكم ببرنامج ومنهج الحكم الذي يقوم على المصداقية والوعود التي يقطعها الحاكم على نفسه خلال مخاطبة الشعب والتي تعبر عن مصداقية كلامه ووعده لأن الحاكم من خلال عقله وإدراكه الحسي يستطيع أن يجمع ما أثمرته قريحته الإنسانية في صورة واحدة متماسكة قادرة على أن تؤثر فيما يأتي من أحداث وتطورات جديدة مبنية ومشيدة على الثقة بين الشعب وسلطة الحكم ومن خلال ذلك يهدم ويتجاوز القديم ويقيم على أنقاضه سلطاناً جديداً على أساس ما يخدم الشعب والمجتمع من التقدم والتطور بما ينسجم مع الواقع الموضوعي ويضيق على المتناقضات الموجودة في المجتمع من أجل وحدة الشعب وبناء الوطن كما أن المفروض بالحاكم أن يكون حيادياً في البعد الفكري بينه وبين الأفكار التي يعتنقها الشعب ويأخذ في هذه المرحلة الحرجة جميع الأحداث والأشياء بطريقة واحدة تتجسد فيها وحدة الشعب التي رسمت الإنسانية سبيلها القويم التي يوصلها إلى الطريق التي تسلكه إلى الرقي والتقدم.
إن السوداني إذا أراد النجاح في مهمته كرئيس وزراء عليه الوفاء بوعوده إلى الشعب حول الانتخابات المبكرة وعليه أن يصطف مع الشعب العراقي بمختلف طوائفه الدينية والقومية ويضرب بيد من حديد ضد الفساد الإداري ولا يخاف بالحق لومة لائم وهناك برنامج واسع وعريض ينتظر السوداني وفي حالة إنجازه يحتاج إلى دعم الشعب ومساندته وليس يعتمد على جانب ويهمل أكثرية جماهير الشعب ... كما أن السوداني الآن أمام امتحان وهو الانتخابات المبكرة بعد سنة واحدة التي سبق وأن أعلنها للشعب من خلال وسائل الإعلام القضائية بينما تناقلت أخبار عن إرادة ورغبة الإطار التنسيقي إجراء الانتخابات المحلية بعد سنة واحدة والانتخابات النيابية ما يعني ذلك سوف تجرى بعد أربعة سنوات ومن خلال هذا الاختلاف والتناقض المطلوب من السوداني المصداقية في وعوده التي قطعها للشعب بأن تكون وتجرى الانتخابات النيابية المبكرة بعد سنة واحدة والشعب الآن ينتظر من السوداني إعلان موقفه بخصوص الانتخابات المبكرة بوضوح وأمانة لكي يطمئن الشعب بمصداقية التزام السوداني إضافة إلى ذلك إن هذا الموقف سيعزز مكانته بين جماهير الشعب ويصدق حياديته وموقفه المساند والداعم لجميع أبناء الشعب بدون تميز وانحياز إلى طرف واحد وسوف يلقى الدعم والمساندة من جميع أبناء الشعب العراقي.
إن هذا الاختبار للسوداني حول كلامه والتزامه عن الانتخابات النيابية المبكرة بعد سنة واحدة يتناقض ويتنافى مع أقوال وتصريحات الإطار التنسيقي الذي يريد ويجعل الانتخابات المحلية بعد سنة والانتخابات النيابية بعد أربعة سنوات مما يشير إلى تناقض بين أقوال السوداني والإطار التنسيقي وهذه الأقوال والتصريحات المتناقضة تجعل موقف السوداني في اختبار عما إذا كان مسيّر ومنحاز لجانب الإطار التنسيقي أم للشعب والالتزام بسياسته وتوجيهاته ورغباته أو هو مستقل وعمله ينسجم مع المصلحة العامة واستقلاله في مسيرته المستقلة والحيادية بين الإطار التنسيقي ومطاليب الشعب بالانتخابات النيابية المبكرة بعد سنة واحدة التي تنسجم أيضاً مع أقواله وتصريحاته السابقة وهو البرهان والدليل الذي سوف يجعل جميع القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية وجماهير الشعب أن تصطف معه وتسانده في عمليته الإصلاحية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات