الطبيعة والتطبع

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أغلب الدراسات التي قام بها علماء النفس أثبتت أن الطبع يغلب التطبع مهما حاول الإنسان التحلي بصفات حميدة وجيدة وأصله سيء فإن طبعه السيء يتغلب على كل ما حاوله أن يتطبع به وهذا يظهر بشكل جلي أوقات الغضب والشد العصبي حسب طبيعة (فاقد الشيء لا يعطيه) وقد استدلوا واستشهدوا بذلك من خلال وجود في الخلايا في جسم الإنسان كروموسومات وراثية تحمل الصفات الحميدة أو السيئة تنتقل من الآباء إلى الأبناء تحمل تلك الصفات التي تجعل الإنسان يحمل روحين أما أن تكون جيدة أو سيئة إلا أن هنالك صفات أخرى مكتسبة من محيط أو بيئة الإنسان التي يعيش فيها الإنسان يتأثر بها الإنسان ويتعامل بها حسب قاعدة (إن أي إنسان يعيش في بيئة معينة من الزمن تنغرس في عقله الباطني تقاليد وعادات تلك البيئة) إلا أن طبيعة الإنسان إن كان يحمل روح حميدة أو سيئة تظهر عندما يتعرض إلى استفزاز أو فقدان شيء أو إلى شد عصبي أو ضغط نفسي كبير يفقد الصفات المكتسبة الجيدة وتعود إليه الصفات الغريزية لأن العقل تتغلب عليه كل ما اكتسبه من صفات سيئة من الشد العصبي والضغط الكبير لأن العقل لا يستطيع تحمل النفاق في الأوقات العصبية والضغط الكبير النفسي فيعود إلى طبيعته الغريزية من ناحية الخير أو الشر.
في العصر العباسي في عهد الخليفة هارون الرشيد كانت تجرى في ديوان الخليفة حوارات ونقاشات أدبية وفلسفية وعلمية وقد طرح الخليفة هارون الرشيد سؤال عن أيهما تغلب في صفات الإنسان الطبيعة أم التطبع فأجاب أحد الوزراء أن الطبيعة تغلب التطبع .. فذهب الوزير إلى محل لتدريب القطط وطلب من صاحبه تدريب أربعة قطط تمسك الشموع وتحيط بمائدة الخليفة عند تناوله الطعام وبعد فترة من الزمن جاء الوزير وقدم القطط إلى الخليفة هارون الرشيد وطلب منه أن يجلب لهن الشموع لتمسكها عندما يتناول الطعام وفي أحد الأيام جاء الوزير وهو يحمل في جعبه أربعة فئران وشاهد القطط تمسك بالشموع تحيط بمائدة الطعام ففتح الوزير جعبه وانطلقت الفئران تركض بسرعة وعندما شاهدن القطط الفئران رمت الشموع على المائدة وذهبن راكضات وراء الفئران وشبت النار في كل مكان واستطاع الخدم إطفائها ثم جاء الخليفة إلى الوزير وقال له : صدقت إن الطبيعة تغلب التطبع.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل