شهيد لحسن امباركي
الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 01:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بسم الله الرحمان الرحيم
في رحلتهما إلى باريس الزوج صحفي و الزوجة مدرسة كانت حامل في شهرها الأخير.
بعد وصولهما إلى باريس في يومين ولدت المرأة إلا أن ولدها ازداد مقطوع اليدين.
رفضت الأم استلام ولدها المعوق و تبرعت به إلى المستشفى بعد أن أخذت إدارة المستشفى بيانات الأب و الأم. ثم رجعت المدرسة إلى عملها و الصحفي أيضا إلى عمله و بعد مرور ثلاثون عاما أصبحت المرأة عجوز و كذلك زوجها.
الولد المعوق صار عمره ثلاثون عاما و قد اهتمت به هذه الدولة، أدخلوه المدارس و ركبوا له يدين اصطناعيتين، و كان الولد من المتفوقين في مراحله الدراسية إلى أن أصبح مقربا من وزارة الثقافة و مستشارهم الخاص. فقد أعجبت به سيدة ثرية و تزوجت به و كانت تحبه حبا جما.
و بما أنه كانت عنده البيانات عن أهله و بعد الزواج أخذ عنوان والديه و ذهب للبحث عنهما في الدولة الأصلية، بعد عناء وصل إلى بيت أهله. طرق الباب خرجت له امرأة عجوز سلم عليها و طلب منها أن يدخل و سمحت له بالدخول و قد بدأ يسألها أسئلة كثيرة و كانت تتوقع أن هذا الرجل صحفي و أتى إليها ليأخذ منها موضوع, و لما سألها :هل لك ابن؟ أخذت المرأة تتنفس بعمق و قالت نعم هو ولدي الوحيد تركته في فرنسا و لا أعرف عنه شيأ و قد أخذ نصف قلبي معه حزنا عليه، لأنني تركته منذ الولادة و ما أحببت أن أجلبه معي إلى بلدي لأن مجتمعنا و بلادنا العربية لا يحترمون المعاق، فحبا به و خوفا عليه أن يأتي إلى هذا المجتمع، تركته و لا أعرف عنه شيء منذ ذلك الحين.
خلع الرجل يداه الاصطناعيتين و قبل أن يقول لها أنا ابنك حضنته عميقا و سكت قلبها في اللحظة و هي تحتضنه.
أغلب الذين حازوا على جائزة الأوسكار لا يعرفون قصته. فهذه هي قصته الحقيقية. و بعد أن رجع إلى زوجته السيدة الثرية و قص لها ما حصل له مع والدته التي توفت على صدره، قررت زوجته لحبها له أن تصنع له تمثال و منذ ذلك الحين توزع هذه الجوائز باسم هذا الرجل العظيم لأنه كانت وراءه امرأة
" وراء كل رجل عظيم امرأة "
#شهيد_لحسن_امباركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟