أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع هاشم - اشباح الخراب














المزيد.....

اشباح الخراب


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 06:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا أعرف ما الذي ارآه أو لم اراه، ونحن نعيش أوقاتًا صعبة، والجميع قد لاحظ أن غروب الشمس اصبح أكثر دموية مما كان عليه من قبل، كما لو أن السماء تشهد على انتشار الفوضى البشرية بما هو اسوء مئة مرة من مرض كوڤيد التاسع عشر في جميع أنحاء الأرض.
فالمؤسسات الإجرامية (ميليشيات، عصابات، حرامية، وماشابه) والشرعية (القضاء والبرلمان والشرطة والجيش وماشابه) أصبحت متداخلة في غالبية دول العالم اكثر من أي وقت مضى, ولا نعرف اين تبتدأ هذه بجرائمها وأين تنتهي تلك بالتستر والتبرير، فهي كلها سيئة مثل بعضها البعض، وكلها تعمل ضدك لضمان مصالحها، ومساعدة بعضها البعض.
والمحاصيل الزراعية عالميا سيئة جداً جداً، والطعام أقل من المعتاد بالنسبة للناس الذين يعيشون في العالم على المساعدات والاستدانة، وخلال برد الشتاء القارس ستجدهم يسافرون مثل الطيور المهاجرة إلى المدن الكبرى، ويجلسون مرهقين على جوانب الطرق، مظهرين فقرهم وبؤسهم ويتسولون من أجل الصدقة, بسبب ما يسمونه بالاذاعات (انعدام الامن الغذائي وحروب الجنرال بوتن)
وعليك الاستعداد من الان للتغيير حتى تمر عبر بوابات جحيم من هذا القبيل، فلربما ستكون واحدا منهم، فاستعد لان تلف نفسك في عباءة الجنون أو الشيخوخة او المرض او جميعها, أو بعض وسائل التنكر التي من شأنها أن تساعدك على المضي قدمًا في مستقبل لا توجد به معالم مرئية او بوصلات برية او بحرية سياسية او فكرية, ولا نقطة تغيير أو حركة باستثناء معرفة أن فوضى الخراب ستاتي في النهاية وقد تنهي الحياة في مكان ما على الارض، او عدة أماكن بالعالم قبل ان ينتشر خرابها الى جميع انحاء الكوكب.
انا اعرف ان هناك من سيختار البطء كطريقة بالعيش والتفكير للاختباء من هذا المصير، ويصبح في حركاته مثل الديدان والزواحف التي تنتظر الشمس لتدفئة دمائها قبل أن يكون لديها الطاقة لتحريك رأسها أو رفع احدى اقدامها عن الأرض.
ثم هناك الأسرع, اولئك الذين نفذ صبرهم, يسيرون بهذا الطريق او ذاك, ويفرغون سلال المهملات (الفارغة أصلا) باحثين عن الخلاص، وتعذبهم معرفة أن الوقت قد تأخر كثيرًا ولا يزال هناك الكثير لفعله.
لقد رأيت بالفعل أربعة أسر مع اطفالها تتسول ويفترض أنها تحصل على المساعدات، والعديد من خصل الشعر منتوفة من رؤوسهم، وعظام من اضلاعهم مفقودة، واخشاب من نعوشهم حولهم، وأكواب شرب محطمة وكراسي مكسورة كانوا يجلسون عليها ذات يوم ويفكرون فيها مثل بقية البشر منتشرة حولهم أيضاً, وسيدة عجوز بوجه تلميذة وهي جالسة على سريرها في غرفة صغيرة في دار رعاية، ويداها متشابكتان حول ركبتيها تبصر اليهم من زاوية نافذة غرفتها القديمة دون تعابير في وجهها.
سيزداد ضجيج المدن واذاعاتها وارتباكها ودعاياتها، وصرخات الذين يبيعون مياه الشرب في أكواب خزفية او معدنية وصيحات بائعي الفواكه وبائعي الضمير وبائعي البرتقال وبائعي الشرف وبائعي الثلج والنساء يبيعن أجسادهن، والمتسولون يبيعون عاهاتهم وبائعي الآثار يبيعون اثارا منهوبة في اسواق النخاسة والسياسة.
ستنتشر مواكب اللطم والنحيب في كل العالم، والرجال يقرعون طبولهم وقد تلطخت أيديهم بالدماء، واللاطمون يجلدون ظهورهم العارية حتى يتناثر الدم على الحشد المشاهد مثل قطرات المطر, وظلال العالم تزحف وتميل علينا من جميع الجهات، والظلمة غير المؤكدة لكثيرين ستتأكد، فالايام مليئة بالاخطار، وشبح الحياة كحفل مرعب لا نهاية له قد بدأ.
ولا بلاشفة ولا اكتوبر يلوح من بعيد لإنقاذنا



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة
- پورتريه
- مسيرة جبلية
- صورة قرية بالفحم
- العقيق الاحمر
- صورة جبل
- صَقر مُطارَد
- رسائل الليل واجوبة النهار
- حاسة السمع وانفجارات العراق
- ماهي الفوضى الخلاقة؟
- الغرق
- الموظفة
- حروب الثقافتين
- رجال في الخفاء
- رسالة الفنان
- استعمار متجدد
- الحركة والرؤية
- الابتكار والتجديد
- ذهبي الذي ضاع
- حركة الحياة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع هاشم - اشباح الخراب