أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - العقيق الاحمر














المزيد.....

العقيق الاحمر


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 19:37
المحور: الادب والفن
    


إذا كنت خائفاً فعليك بالعقيق الأحمر، قالها القدماء الذين كانوا يعتقدون بانه يزيل الخوف ويمنح الشجاعة ويحمي النفس والجسم، ولهذا فقد كان ثمنه غالياً جدا، وإذا لم تحصل عليه فعليك بالذهب فهو يقوي القلب كما يقول العرب، ويحفظ الطبيعة البشرية ويحييها لأنه وسيط بينهم وبين الشمس.
وفي سلسلة سنوات حياتنا القصيرة الفانية حيث نبدو احدنا للأخر بوجوهنا القديمة، وحركاتنا البطيئة، كالمحاصرين العاجزين في سجون مظلمة ذات سلالم، تؤدي إلى المزيد من السلالم والأبواب، ولا تعيدك أبدًا إلى العالم الخارجي الذي جئت منه، بل تتركك في دوران حولها وحول نفسك داخل المكان المعتم الخالي من الزمن، ستكتشف كم انت بحاجة للذهب والعقيق، عندما ستمتلئ رعباً وخوفاً بسبب هذا العجز.

لان الأحمر هو أجرأ الألوان، فهو يعني الأعمال البطولية والاستشهاد، والجحيم، والمحبة، والشباب، والحماسة، والتفاخر والخطيئة والتكفير إنه اللون الأكثر شيوعًا، خاصة بين النساء والثوار، انه مع كل حيويته فهو لون التناقض ايضا.

يبدو انه توجد في الطبيعة حاسة ذوق خاصة مخفية او حب مخفي الى اللون الأحمر كما لاحظ عن حق احد الكتاب الاجانب – انظر الى الطين وجذور النباتات والتوت ولحاء الشجر، والزهور والأعشاب في الخريف والمعادن عندما تصدأ، وفي التربة في كل مكان، من الطين المحمر في غرب استراليا إلى الأرض الحديدية في جنوب البرازيل إلى الغبار الأحمر الداكن في رياح الخمسين في الشرق الاوسط.
واللون الأحمر هو الأكثر استخدامًا في الفن، منذ الفن البدائي لرسومات الكهوف في لاسكو في جنوب فرنسا وكهف التاميرة بإسبانيا حيث يمكنك رؤية الثور الأحمر الأشعث والحصان والغزال البري، وقد رسمت بهذه الألوان الحمراء الداكنة على السقوف وقد صنعت من خام الحديد الغني المسمى (هماتايت) الذي تم طحنه إلى مسحوق بالحجارة أو بالعظام، ثم تم خلطه بدم الحيوانات، أو الدهن، وزيت النباتات، وحتى عصر الحضارات الاولى والفن العراقي والمصري واليوناني القديم والى الان.

من المتفق عليه عمومًا أنه من بين جميع الألوان، يتمتع اللون الأحمر بأقوى صفاء وأكبر قوة جاذبية، منها إيجابية ومنها عدوانية ومثيرة في آن واحد لأنه قوي، بسيط وأساسي، وغالبية كتب التعارف او صفحاتها على الانترنيت تنصح الباحثين عن الحب والعلاقات الغرامية، بلبس الازياء والملابس الحمراء، فسوف يزيد هذا كثيرا من احتمال انجذاب الطرف الاخر نحوك.
كتب احد الشعراء الأمريكان من القرن التاسع عشر واسمه يوجين فيلد يقول:
(هناك شيئاً ما باللون الأحمر يسخن الدم
ويحيي الانسان في الداخل)

انه لون النار واللهب، ثوب العروس في الصين أحمر، والأحمر يعني السعادة عندهم، وفي طقوس الزواج كانت العروس الصينية ترتدي اللون الأحمر سابقًا وتُجهز إلى حفل الزفاف على كرسي أحمر، حيث تمشي على السجادة الحمراء لحضور الحفل.
الياقوت، مقاعد المسارح القديمة وسجادها، مشاعل الطريق، حافلات لندن، حرارة السندان (الأحمر في المعادن يمثل الحديد وهو معدن الحرب)، الطربوش، نهاية العالم، الويسكي الرخيص، عيد الحب، كوكب المشتري والمريخ، وكرادلة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كلها حمراء.
أيام العطل والاحتفالات تكتب حروفها بالأحمر في التقويمات وتُطبع بالحبر الأحمر.
الحب أحمر، وكذلك الموت، نظيره.

(عبثاً استرد شجاعتي وبأسي)- الماغوط



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة جبل
- صَقر مُطارَد
- رسائل الليل واجوبة النهار
- حاسة السمع وانفجارات العراق
- ماهي الفوضى الخلاقة؟
- الغرق
- الموظفة
- حروب الثقافتين
- رجال في الخفاء
- رسالة الفنان
- استعمار متجدد
- الحركة والرؤية
- الابتكار والتجديد
- ذهبي الذي ضاع
- حركة الحياة
- الواقعية والشكلية والفن الحديث
- انحطاط الثقافة البصرية العربية
- الملابس والعري
- عام الفأر
- اغتراب


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساطع هاشم - العقيق الاحمر