أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخميسي - الآن دونو .. نظام التفاهة














المزيد.....

الآن دونو .. نظام التفاهة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 10:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في كتابه" نظام التفاهة " يصب المفكر المعروف الآن دونو الأستاذ بإحدى الجامعات الفرنسية غضبه غير المحدود على عالمنا المعاصر، ويسم النظام العام السائد بأنه " نظام التفاهة "، ويعرف ذلك بقوله إنه : " النظام الاجتماعي الذي تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم". ويصب المفكر المعروف جام غضبه على ذلك النظام، على قواه اليسارية واليمينية وعلى الوسائل التي يحكم بها قضبته على العالم بدءا من التلفزيون والجامعات والفنون وأشكال الديمقراطية النيابية وحتى على البشر حين يقسمهم إلى خمسة أنماط تعبر عن التفاهة التي يرى أنها قد بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم بحيث صار للتافهين القول الفصل في كل الشئون العامة والخاصة وليس فقط في بلدان الأطراف النامية بل في عقر دار أميركا الشمالية وأوروبا. إذن هو يحدثنا عن ظاهرة عالمية تقود البشر حسب تعبيره إلى : " الاغفاء بدلا من التفكير، والنظر إلى ما هو مقيت كأنه ضرورة، فتحيل البشر إلى أغبياء". ووفقا للكاتب فقد انبثق هذا النظام وساد بعد أن أحالت الرأسمالية العالمية المتوحشة الناس إلى مجرد آلات مسخرة لتحقيق فائض الإنتاج اللازم لاستمرار أرباح المنظومة الاقتصادية الرأسمالية، مما أدى حسب تصوره إلى تخريب منظم لكوكب الأرض إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وبيئيا وعلميا وفنيا، تخريب على أسنة رماح الترسانة العسكرية والحربية وبمشاركة القوى الناعمة من أكاديميات وعلوم وفنون وإعلام. يصب الآن دونو غضبه على الإذاعة والتلفزيون على أنهما جهازان لتعميم أيديولوجيا التفاهة ونشرها، ويصب غضبه بشكل خاص على الأكاديميات ومراكز البحث العلمي والجامعات التي صارت بؤرة للتفاهة منذ أن أصبح شعارها على حد قوله:" تفصيل العقول وفق احتياجات سوق العمل"، ومن ثم فإن الأكاديميين في نظره : " ليسوا مثقفين ولكن مجرد خبراء" يقومون بالتخديم العلمي على احتياجات السوق، محكومين في ذلك بمراعاة الضرورات التي تفرضها حرفتهم. ويرى الآن دونو أن نظام التفاهة يتجلى أوضح ما يكون في الفنون التي انغمست في كل الممارسات والأساليب الغريبة عن الفن والترويج لقضايا لا علاقة لها بهموم المجتمع، ويقول في ذلك السياق إنه : " ليس من الضروري لكي تكون فنانا في نظام التفاهة أن تتمتع بموهبة أو مهارات محددة ، أو أن تكون عندك رسالة أو كلمة نافعة، قل أسخف السخافات، ولا تهتم، فهذه هي البوابة النموذجية لدخول عالم الفن بكفالة وضمان نظام التفاهة"، وحسب قوله فإن المهم هنا : " عدم افساح المجال لبروز الفكر النقدي .. بحيث يبدو الفن اكسسوار لا هدف له سوى تنشيط الحياة العادية، زركشتها، وجعلها أكثر حسية ". ويولي الآن دونو اهتماما خاصا للميادين الأكاديمية في بلورة واستمرار نظام التفاهة حين يعتقد أن المركز الرئيسي في عملية سيطرة التافهين على مفاصل الحياة المعاصرة يبدأ وينتهي بالميادين الأكاديمية من جامعات ومراكز علمية وما شابه. وتبدو صيحة الآن دونو أشبه بصرخة احتجاج قوية ليس فقط في مواجهة التفاهة بل وأيضا في مواجهة عجز النخبة عن تغيير الوضع الحالي السائد الذي يحول التفاهات إلى قيم ثقافية واجتماعية ويلقي بها إلى عموم البشر لتتمسك بها. ومع تعاطفي مع صرخة آلان دونو إلا أنني لا أستطيع تأييده في تعميم صورة نظام التفاهة، بحيث يبدو الأفق خاليا من كل بادرة إدراك أو مقاومة، ولنأخذ على سبيل المثال تركيزه على المجالات الأكاديمية بصفتها مركزا لبلورة سيطرة التافهين، وهنا يجب التذكير بأن تلك المراكز طالما أخرجت لنا علماء وأدباء ومفكرين عظام، ثم أليس الآن دونو نفسه أستاذا ودكتور في الجامعة الفرنسية ، أي في أحد تلك المراكز؟ وأليس صدور كتابه هذا دليلا ينقض نظرته العدمية إلى الأكاديميين؟ علاوة على ذلك فإن من قامت بترجمته هي أيضا أكاديمية، دكتورة مشاعل الهاجري؟!



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبـــداع فــي الــفــن والــعـــلـــم
- إغــفـــاءة - قـصـة قـصـيـرة
- تكفير الفن والثقافة
- ضـــــوء فــــي الــشــرفـــة - قـصـة قـصـيـرة
- حـمـايـة الـتـعـلــيــم .. تــلامــيــذ ومــدرســيــن
- اللا أمــــكـــنــــة .. أوجــيـــه مـــارك
- - أفندم - قصة قصيرة . أحمد الخميسي
- أشـــــواق شـــاقــــة
- بـــوتـــيـــن .. حـــديــث عــن مــصــــر
- شنودة .. لمن ؟
- الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
- دراجات نارية - قصة قصيرة
- حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
- علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
- ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
- كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــ ...
- دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
- حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
- الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
- تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــ ...


المزيد.....




- موسكو تكشف عدد القتلى في القصف الأوكراني على بيلغورود الروسي ...
- المنشق الهارب لا يزال يلاحق منذ عقود من قبل الصين
- -عزلة خارجية وانقسام داخلي: رفح الآن الخيار الصعب لإسرائيل؟- ...
- شاهد: لمواجهة الصين.. القوات الأمريكية تتمركز في مدن فلبينية ...
- مصر تقرر طرد مواطن سوري
- بعد قرارات أمير الكويت.. مواطنان يرفعان لافتة تحت مياه شرم ا ...
- الإعلام الإسرائيلي يتساءل: لماذا وحدت مصر قبائل سيناء بقيادة ...
- الكشف عن إجمالي عدد الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من رفح خلال ...
- الهند: انطلاق الجولة الرابعة من أكبر انتخابات في العالم
- مصدر: قوات كييف استخدمت سلاحا كيميائيا ضد أهالي قرية في دوني ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد الخميسي - الآن دونو .. نظام التفاهة