أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام محمد جميل مروة - من ذاكِرة الفقر المُدقع














المزيد.....

من ذاكِرة الفقر المُدقع


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 16:42
المحور: سيرة ذاتية
    


حروب..ودروب..وصف حروف .. يُرافقني ويُصاحبني ما دمتُ حياً .
في الحديث عن تلك الثلاثية التي مازالت وتبقي ابدية وما حييت.
عندما أخذت علي عاتقي البحث والبداية في الكتابة .عن الحالة التي تُلازمني منذ الوعيٌ والبدايات.
كان والدي موظف ويعمل في المطابع التي لا تحتاج إلا الي اجراء.وعمال .ليست مُلزمة تلك المؤسسات في حماية العمال.وضمان اهاليهم .
ولكن وزارة التصميم العام في لبنان ومن كثرة أهميتها في العالم ، لكن علي المستوي الوطني اللبناني .قد وٌضعت جانباً ليس إلا منعاً للمصاريف الباهظة التي تخصصها الميزانية الحكومية. وأُعتبرت وزارة غير سيادية فلذلك تم تصغيرها وجمع موظفيها بعد حرب السنتين "" 1975-1976"" .
ومع ذلك كان ابي يتفاضي مخصص وبصفة عامل ميومي.اجير وغفير و في قسم التجليد .
وبرغم الحروب كان المكان والمكتب الوحيد للمديرية تلك يقع بالقرب من السفارة السوفيتيية في تقاطع مارالياس المزرعة.وكانت للقوي اليسارية مراكز ومواقع كثيرة.
وعند الإشتباكات التي دارت في بيروت وذهب ضحيةً لها كثيراً من الناس ومن الفلاسفة علي سبيل المثال ""حسين مروة"" .صاحب الكتاب والموسوعة في النزعات المادية في ألأسلام والعرب."" النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية "" ، وكنتُ في تلك الأيام أقيمُ في مركز الحزب الشيوعي اللبناني الرئيسي في المنطقة وعايشت لحظة بلحظة الأحداث . حروب بيروت وشوارعها الضيقة عام ""1987"" . لا بل اكثر من ذلك ساهمت وشاركت بالحرب وبالحماس ما فوق العادة بدون حسابات أو مسئولية شخصية . وبعد نهاية الإشتباكات وعودة الهدوء النسبي .
وعند زيارة والدي ذات صباح مُطمئناً عليَّ !؟. كان يوماً مهماً لي !؟. ولم اتوقع انهُ اللقاء الأخير ، وإستضفتهُ على (ترويقة) صحن فول في إحدي المطاعم الشعبية والقريبة من مركز الحزب. لأنني لا استطيع مغادرة محور المركز خوفاً من الإعتقال بعد دخول المخابرات السورية الى العاصمة بيروت .
وحدثني عن ذلك السائق الذي اقلهٌ من صيدا الي الضيعة ، وكان قد وقع وصار جدال ونقاش وتجاوز السائق إياه الأصول والاحترام في الكلام ، وفي التهديد علي إحدي الحواجز التابعة الي ميليشيات حركة امل في منطقة ساحل صور، ما بين أنصار ومفارق متفرعة ، والجسر الذي يربط الضيعة الزرارية بالطريق العام المسماة ابو الأسود،ولكن والدي لم يكن ليستكين لتلك التهديدات الصبيانية والتي قد تؤدي الي،،،،،.
لكن الان وبعد مرور عقود علي تلك الوقائع وجدت نفسي مبحراً في التذكر والذهاب بعيداً وربما ابعد وابعد بكثير ،
في ايام الدخول الي المدارس مع بدايات السنوات للسبعينيات من القرن الماضي ، وكنت ما زلت في العاشرة او اكثر بقليل ،ذهبت مع والدي الي منزل المدير العام للوزارة الاستاذ ادمون الاسطا .وكان سكنهٌ يقع في منطقة وادي شحرور،وعند الاستقبال البارد احسست بإن المكان قد وضعني في موقف صعب.وقال المدير الي اولادهِ الثلاثة خذوه اي ليَّ لكي نلعب معاً في ألعابهم في غرفة مخصصة لهم ،لكنهم دخلوا الغرفة تلك وأغلقوا الباب .وشعرت بعد ما كنت قد تناسيت بإن هناك فرق طبقي بيني وبينهم .وما بين ألعابهم النظيفة الغالية.ومابين ألعابنا التي لا تكلفنا سوي إختراع وقص وتقطيع الشحاطات البلاستيكية العتيقة، في زواريب حي السلم الآيلة الى الإستحالة لسعتها أكثر من شخص وصندوق خشبي مهترئ وشواكيش قديمة بلا إكتمال لأعمدتها والإمساك والتحكم بها !؟.
وعندما وقف المدير وقال الي ابي وبلغة الأمر وبلهجة لم أتوقع ان اسمعها من شخص يوجهها الي ابي.وبالعامية قال ولم تزل محفورة الي الان(روح محمد روح ما بقي عندي وقت ألك هلق أنا بحكي مع المحاسب)!؟. وكانت السلفة تلك لا تضاهي المخصص الشهري الذي يتقاضاه والدي من الوزارة.
وعندما ذهبنا وخرجنا من المكان شَّد والدي علي يديَّ و لمستُ بأنهٌ كان لا يجب ان اتعرض ومبكراً الي شعور وإحساس غير مألوف وربما الفوارق الطبقية التي دخلت سريعاً الي داخلي !؟. وما زالت الي الأن اعمل من اجل اسقاطها برغم الصعوبات .كما انني اشكر اولاد المدير اياهم البنتين والصبي وكانوا يجارونني في العمر، علي تلك الإيضاحات التي اشعروني بها بإنهم أبناء،مدير عام،وانا ابن عامل وفقير وأجير.
كانت الحروب عنيفة وخطيرة وقاتلة ورائحة عبق مدادها وحبرها يحسُك على صفها وتنسيقها في ملازم الكتب لتقديمها بإتجاه المطبعة !؟.
ومباغتة ومفاجئة.ومع ذلك عايشها .
وكانت الدروب صعبة وطويلة وشاقة وملتوية ومتعرجة ولكنك سرتها.
وكانت الحروف الصغيرة ولا تٌري بسهولة .ومع ذلك تعاملت معها بلطف وعناية وكنت تنقلها من مكان الي اخر،لكي تظهر علي أوراق في ملازم حديدية لكي يخرج الكتاب وصفحاتهِ التي . أقرئها الأن ،
انت من الجنود والعمال المجهولين ، كانت دور النشر واصحابها هم الذين أسمائهم تطبع علي أغلفة الكتب تلك،
وأعرفك قد عملت في مطبعة الهدف في خندق الغميق،
وكم حاولت ان تجعل مني ""صفيف حروف "" ، وعامل مطبعة ، ولكنني لا اعرف لماذا تنكرت.برغم رؤيتك وفي ساعات عمل طوال تنقل بسبابتك وبإبهامك الأحرف ،لكي تعلمنا وتطعمنا وتسكننا.فكم كنت ومازلت وسوف تبقي كبيراً ومتفاني،
وعرفتك في مطبعة شعاركو في البسطا التحتا عند الباشورة،
وعند البحث في القصاصات التي كتبت عليها قبل رحيلك،لقد قرئتها وتمعنت بها وعرفتك جيداً،
سوف اكتب عن ما كنت تحب الكتابة عنهٌ،
سوف أقول ما كنت تريد قولهٌ
وعلي الملئ،
من الحرية وما آلت اليها تداعياتها .



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة خامسة زواياها غير متساوية
- زُهد الغارقِ بلا مجاذيف و قوارب
- الطائف و اللا لطائف الطوائف
- قمة نهاية أُمة العرب
- إثبات إرادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة
- دُمتِ ظِلا .. كالخيال المُستَنجِدُ
- تعطيل المُعَطل وتغريم الشعب اللبناني أعباء خارجة عن المألوف
- السِحر الرصين يَغضب للمبالات
- ماذا بعد الترسيم الهزيل بين جيران البحر
- ملاحقة الحقيبة المُسافِرة
- نشوة نصر أكتوبر تُعَوَّم كأهزوجة وطنية
- البُعد الماسى للنرجسية المُتفرِسة
- مبالغة وإنحياز جمعية الكبار في الأمم المتحدة
- وليمتُكَ الأخيرة ليست مُغتفِرَّة
- جمال عبد الناصر كان صادقاً ومناصراً لقضايا الفقراء في بلادهِ ...
- حينذاك لا يجلو ضجيج
- صفر شفافية في الإعلام العالمى المنحاز
- حين ما يأتي المساء
- الإرهاب وعقدة الإسلاموفوبيا بعد غزوة نيويورك
- سياج يلفحني من غبطُكِ سيدتي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام محمد جميل مروة - من ذاكِرة الفقر المُدقع