أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - إثبات إرادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة















المزيد.....

إثبات إرادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ضرورياً ان نسرد تاريخ الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لكى نشاهد ما لا يعتقدهُ إطلاقاً اي خبير في شؤون بلاد الجزيرة التائهة عوماً في البحر الذي إختبر على مدار قرون وصولاً الى اللحظة عن قوة وعنف وسلطة وغضب ملوك وامراء اسياد البحار سابقاً حينما كان الجميع يبحث عن إستقرار امني او معيشي إقتصادي حينها كانت مملكة المماليك تسطع بإتجاه كافة الجهات على مراكب الإكتشاف والاستعمار والإستبداد المدون في سيرة الامبراطورية البريطانية التي اقلقت حكام ما حول اليابسة بعد عبور المحيطات بحارة الملكة فيكتوريا اذا ما اردنا البحث عن ماهية غطرستها وفجورها في اهداف سمعة اجدادها وحبهم للهيمنة على مكتسبات وثروات العالم حيثما تصل مراكبهم الشراعية العاملة على طاقة وسواعد وزنود ابناء العبيد الذين يتم إستقدامهم حسب حراس شواطئ المملكة المتحدة .
منذ قرون كانت الكنيسة الانغليكانية الانجليزية قد قررت فتح مدرسة على طريقة التفرد لأبناء الاغنياء من طبقة الارستقراطية في ثرائها المعهود إنطلاقاً وخوفاً من الاندماج مع العامة من الشعب وطبقتهِ المسحوقة فمن المستحيل ان ينطبق التعليم للجميع . وفي نفس الفصول او حتى المدارس والمعاهد التربوية التي تؤهل كل الاجيال . كانت كلية "" إيتون -Eton "" صاحبة اكبر فضل يتلقاه ابناء تلك الطبقة المميزة لتحضير الكوادر للوصول الى مراكز متقدمة في الحكم الملكي . وهنا يجب ان نُقر ان تلاميذ تلك المدرسة من نشوئها قديماً الى اليوم لم تضم تعدد الالوان او من هم خارج طبقة العرق الآري الأبيض ، او الملون ، حسب ما افادت به مؤسسات تراقب تعليم ابناء الملوك والرؤساء من خارج المملكة المتحدة إلا قليلاً .
وهناك صبغة اخرى خطيرة تتخاصم مع حرية إعطاء حقوق المرأة ، فلم يكن هناك فروع او مجالاً لتعليم وإنتساب النساء لتلك المدرسة إعتقاداً لحكم الذكورية في مجتمعات تخضع للوراثة طيلة الزمن الغابر .
هل سوف ينزاح الناس من الطرقات العامة عندما يمر الدراج متقدماً ليعلن بكل صفاقة ووضوح إطلاق صفارة فتح الدروب امام اكبر موكب رسمي لكى يمر عابراً الى مقر "" 10-دوانينغ ستريت "" حاملاً رئيس الحكومة الجديد ورئيس حزب المحافظين الأجدد "" ريشي سوناك- richi sounak "" ، المليونير الجديد والشاب الطامح الذي كان ترشح سابقاً اثناء دراستهِ لكى يُغري طموحه في أعتلائه اكبر المناصب الرسمية والمنافسة عليها مع ارباب اصحابها وفي عقر دارها ضد ابناء الطبقة التي كانت ترى في تجمعات الهندوس عندما كانت الهند تحت الاحتلال الانجليزي المشؤوم.
فكيف لا وها هو إبن الهند التي عانت عقوداً وعقود مريرة وقاسية من تسلط حكم اباطرة الكنيسة الانغليكانية ، ورؤيتها في التبشير المقزز للأبدان في طرح مشاريع وهمية فقط لمد سيطرتها على عقول الفقراء .
ثم البعث طويلاً في إدراج مراسيم استعمارية لمص دماء اهل البلاد وسلبها وتجريدها من الثروات ومصادرتها طِوالاً ، قبل بزوغ فجر ""المهاتما غاندي""، الذي غير وجه بوابة اسيا الهندية وبداية نهاية القرن الاستعماري والاستبدادي الذي دام قرابة قرون عديدة .
اذا ما عددنا الاسماء للقادة والزعماء الذين وصلوا الى السلطة ولو مؤخراً فسوف نسقط في علة ذريعة الخيار وإن اتي متأخراً في العقود الاخيرة . كولن باول ، كوندوليزا رايس ، باراك اوباما ، كوفي آنان ، جيسي جاكسون ، أوبرا وينفري ، لويد أوستن ، ونيلسون مانديلا ، والعشرات من القادة كانوا بمثابة مفاتيح شهية الإنقلاب على الاستبداد ضد العبيد .
كان بوريس جونسون يحلم في خروج بريطانيا في نظريته التي ادت الى "" بريكسيت - خروج "" من التقاسم للخيرات مع الاتحاد الاوروبي . وكان قد نجح ولاقى إعجاباً وإستحساناً لدى صاحبة الجلالة الملكة اليزابيت الثانية التي مدحت شعبها وخروجها الشهير و إستعادة شعاع امبراطورية الخداع البالي .
عندما رحلت الملكة مؤخراً كانت المرشحة الاولى ورئيسة الحزب المحافظين "" ليز تراس "" قد حظيت بتوقيع وثيقة الحكومة التي تترأسها سعياً للإستقرار في المملكة التي إرتجت نتيجة خضات الإقتصاد المروع برغم إعتبار العاصمة البريطانية مقر تحديد اسعار الذهب والنفط وسلع مهمة يتم التداول والتحكم بالاسعار من خلال بورصة لندن الشهيرة .
لكن الغلاء الذي نتج غداة الحرب الروسية الاوكرانية المفاجئة جعلت مهمة السيدة ""ليز تراس بعد مرور 44 يوماً من حكمها "" ، المتخبط في بلوغ عدم تقبل الانتقادات مما زاد في تقديم إستقالتها السريعة قبل تثبيت محاضر منحها الثقة التامة خصوصاً بحلول الملك والوريث الشرعي الذي إنتظر طويلاً "" تشارلز الثاني "" ، الذي اغرق بريطانيا والعالم في مظالم طبقة الأرستقراطية بعد إغتيال ""الاميرة ديانا "" ، التي تربعت على عرش الجماهير في القارات والاتجاهات العابرة في التغيير وحقوق الانسان . طبعاً الملك الحالي يستعد الى التوقيع مجدداً على موافقة رئيس الحكومة الجديدة ريشي سوناك الذي وصل الى تلك المناصب الرفيعة برغم تلاوين متعددة وجنسيته المشتركة الهندية والانجليزية التي ادهشت الملايين من الناس في رغبة او عدم الافصاح عن حقيقة تقبل حكم المعبود للعابد وإن بعد حين .
برغم صغر سن ريشي سوناك الا انه تدرب وتدرج بفضل ذكائه اللامع والمميز في خبرته الاقتصادية التي اوصلته الى هذا الطموح العابر ما فوق التصديق. وصول احدهم الى قصر صاحب الجلالة من غير اللون والعرق الآري الذي تعود في تسلطهِ فرض صيغة فريدة ولا يقبلها العقل عندما يتقدم الى مقر مجلس العموم الانجليزي ومشاهدة ذلك الهندي الهندوسي المتحمس يضرب بقبضتهِ على منضدة الفصل في توزيع المهمات داخلياً ، وخارجياً حسب مقتضيات مهمة رئيس الحكومة الخارجة من تحت اوراق ومكاتب المملكة التي كانت تتحكم بالعالم عبر ضباطها ومندوبيها في دول الكومنولث من خلال شخص ابيض واحد بمقدوره حكم الملايين عبر التاريخ .
انها ملحمة صيغة اكبر انتصار للمجموعات المهاجرة منذ عقود الى الغرب واوروبا ، وصول هذا المتمرد الذي سوف يحظى ربما بالتوفيق !؟. او ربما سوف يُلاقي هجوماً غير مسبوق داخل الغرف الحكومية والمكاتب التي تراقب تهور وإنحدار الازمات تِباعاً ، وقد تكون نتيجة حتمية اذاً ما توسعت رقعة الحرب الحالية الدائرة في قلب ووسط اوروبا وإن كان هناك أحادية اهمية الخروج بريكسيت من الاتحاد الاوروبي الذي يواجه ""فلاديمير بوتين "" ، الذي فرض سياسة التبدل السريع لسقوط الحكومات كأحجار الدومينو واحدة تلو الاخرى !؟.
طبعاً حزب العمال يرى على وجه الدقة عندما صرح رئيسه "" كير ستارمر "" ، ان المشكلة تكمن في خوض خلافة فراغ اوقع بها المجتمع الانجليزي بعد صدام زعماء حزب المحافظين اذا ما صح التعبير ، فلذلك سوف تقود المعارضة أسلوباً وشعاراً جديداً من اجل سرعة اقامة انتخابات شعبية اساسها تحطيم رؤية حزب المحافظين وتعويم نشاط حزب العمال مجدداً وإثبات نظريته المعهودة في التطور والشراكة وعدم الفصل في تحديد المواقف التي تهم المجتمع الانجليزي وتناسيه بإنهُ حاكم للعالم عبر متاهات العرق واللون والدين والاستعباد والاحتكار كما كان سائداً .
ان اثبات ارادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة قد تجرنا الى ثورات متعددة وقياداتها حسب المقدرة وليس عبر المكانة العرقية .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 30 - اكتوبر - تشرين الأول / 2022 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دُمتِ ظِلا .. كالخيال المُستَنجِدُ
- تعطيل المُعَطل وتغريم الشعب اللبناني أعباء خارجة عن المألوف
- السِحر الرصين يَغضب للمبالات
- ماذا بعد الترسيم الهزيل بين جيران البحر
- ملاحقة الحقيبة المُسافِرة
- نشوة نصر أكتوبر تُعَوَّم كأهزوجة وطنية
- البُعد الماسى للنرجسية المُتفرِسة
- مبالغة وإنحياز جمعية الكبار في الأمم المتحدة
- وليمتُكَ الأخيرة ليست مُغتفِرَّة
- جمال عبد الناصر كان صادقاً ومناصراً لقضايا الفقراء في بلادهِ ...
- حينذاك لا يجلو ضجيج
- صفر شفافية في الإعلام العالمى المنحاز
- حين ما يأتي المساء
- الإرهاب وعقدة الإسلاموفوبيا بعد غزوة نيويورك
- سياج يلفحني من غبطُكِ سيدتي
- هل المشكلة شخصية ألرئيس في لبنان
- تبقى الطيور منحادة
- عندما تحضر فلسطين الجميع يتنصل
- سوارى عاشق لا يموت
- تكتيك تركي مفضوح وعهر اسرائيلي وحشي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - إثبات إرادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة