أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - زكريا بطرس














المزيد.....

زكريا بطرس


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7423 - 2022 / 11 / 5 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت بالصدفة أثناء مروري بين القنوات رجل دين مسيحي يتحدث ، عرفت أن إسمه زكريا بطرس ..
وكان كل كلام الرجل نقد للإسلام باعتبار ديناً غير سليم احياناً ، ودموى أحياناً أخرى ، أو به كثير من الاضاليل كما قال !!
وأن المسيحية أفضل منه بكثير ..
لم أتوقف كثيراً أمام الهراء الذي سمعته ، فكل ما قاله مردود عليه ..

لم أهتم كثيراً بما قاله من زاوية الدين ، بل أثارني اكثر ما قاله من زاويه السياسة ..
فالجزء السياسى فى الموضوع هو قصد من يطلق تلك القنوات ( ومقر هذه القناة ليس فى مصر ) وينفق عليها مئات الملايين كل عام !!
وله من وراءها قصد وهدف ..

وهدفه - بل ومناه - أن يلتفت المسلمون لمن يطعن في دينهم ويقومون دفاعا عنه ، وإذا هى فتنة بين المسلمين والمسيحيين لا تبقى ولا تذر !!
ومن حسن الحظ أن ارتفع نضج الشعب المصري وفطن إلى تلك الألعاب الصغيرة ، التى تريد دمار بلده قبل أى شئ آخر

ولكن لماذا هذا الدأب الذي لا ينتهي لصنع فتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر ؟

نعم هناك مسلمون من رجال الدين يخوضون في أسس العقيدة المسيحية بدون داع !!
ونعم هناك مسيحيون من رجال الدين يخوضون في أسس العقيدة الإسلامية بدون مبرر !!
وكلهم يتكلم في ما لا يخصه ولا يعنيه ..
فهذه عقائد ووراءها مؤمنون ..

والعقائد غالية علي أصحابها والمؤمنين بها ، وكثير منهم مستعد أن يذهب الى اخر الشوط دفاعاً عن عقيدته ..
والعقائد لا تناقش بعضها بعضاً ، أيهم أفضل أو أسوأ ، فذلك داعٍ للفتنة وليس وسيلة للتقارب ..

وقد عاش المصريون - مسلمين ومسيحيين - دائماً في وئام ، ومثلت العلاقة القوية بينهم مثالاً ونموذجاً يحتذى في العالم كله ، بعد ثوره ١٩١٩ ، ثم بعدها بقرن ، فى ثورة ٢٠١١ وثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ على الرغم من المحاولات المستميتة لجعل الأمور غير ذلك ..

لم يعجب ذلك طبعاً من لا تستقيم لهم حياة إلا بتفتيت الشعوب عرقياً أو دينياً أو مذهبياً ..

وبما ان الشعب المصري عرق واحد كان اللعب على وتر الدين ( مسيحي - مسلم ) ثم تطور الأمر بعد فشل إحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين الى إحداث فتنة بين المسلمين أنفسهم !!

وبما أن المسلمين في مصر كلهم من مذهب واحد - أهل السنة والجماعة - كان الحل العبقرى صنع تنظيمات لها آراء خلافية تقسَّم المسلمين في مصر ، ثم تقسم المصريين كلهم فيما بعد ، وهو ما حدث للاسف ..

وحتى داخل تلك التنظيمات تم التقسيم ، فداخل الاخوان هناك القطبيين والمعتدلين ، وداخل السلفيين هناك السلفية العلمية والسلفية الجهادية والسلفية المدخلية ..
بالإضافة إلى جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة والناجون من النار والفتح ....الخ ، وكل ذلك حدث قديما !!

أما الان فقد ظهرت أجيال جديدة :
تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وأنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس ..... الى اخره .

وكانت النتيجة أن انقسم الدين الواحد والمذهب الواحد الى عشرات الطوائف والملل والنحل ، لا يعرف أحد لها اول من اخر ، ولا ماذا تريد بالضبط ؟

ويجب الاعتراف أن هذه الظاهرة المقيتة - نقد الأديان الأخرى - بدأت عندنا نحن المسلمين ، وذلك في سنوات السبعينات وبداية ما عرف وقتها بالصحوة الإسلامية ، وقد كان "الشيخ"عبد الحميد كشك من البارزين فى هذا المجال ، وقد سار على دربه السئ كثيرون - للأسف - بعد ذلك ..

الأديان لا تتناقش أو تتجادل مع بعضها ، وكل مؤمن بدين معين غال عليه ، ولديه اعتقاد جازم بصحة دينه ، وخطأ أديان الآخرين ، وإلا ما الذى جعله يؤمن به من البداية ؟!

وحتى عبدة النار في بعض مناطق فارس ، وعبدة البقر في الهند لهم منطق فى عباداتهم تلك ، ولديهم اعتقاد راسخ بصحة ما يؤمنون به وخطأ - بل وغباء - الآخرين ..

ومن الطرائف فى هذا المجال أنه فى عام ٢٠١٧ حملت الأنباء أن بعض الطوائف فى الهند أصبحوا يعبدون دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الجديد وقتها !!
ولا أعرف هل حولوا إيمانهم الآن إلى الرئيس الجديد جو بايدن ، ام مازلوا على العهد مع الرئيس السابق !!

وفى الستينات قامت طوائف فى الجانب الأسترالي من غينيا الجديدة بعبادة الرئيس الأمريكى ليندون جونسون ( طبقاً للأهرام عدد ٢٨ يناير ١٩٦٥ الصفحة الأولى ) ..

ولا أعرف هل عبادة الرئيس الأمريكى مقصود لشخصه ، أم أنه - وهو الأقرب إلى الصحة في رأيي - نوع من عبادة القوة ، باعتبار الحائز على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو أقوى رجل فى العالم بلا منافس ؟

وجود أشخاص مثل زكريا بطرس مثال على من يريد صنع فتنة في المجتمع المصري ، فالرجل يطعن في الاسلام ، وبما أن ذلك لن يعجب المسلمين فسيكون الرد وجود مسلمين يطعنون في المسيحية ..

ومع تطور الامر ومع ظهور أجيال جديدة غداً قد لا يكون لها نفس حكمه رجال اليوم ، قد تنشأ شعلة يستغلها البعض لصنع حريق ، قد يكون بحجم قرية اليوم او مدينة غداً ، ولكنه قد يكون بحجم وطن بعد الغد ..

وقى الله مصر بلادنا ممن يريد بهذا السوء ، وحفظ بنيها جميعا ، وألهمهم سداد الرأى ونفاذ البصيرة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة قديمة جميلة
- موضوعات وكلمات الأغانى المصرية
- الموسيقى والغناء فى مصر
- أحلام جديدة .. وأهداف جديدة
- الطبقة القائدة واستقرار الدول
- الرياضة قبل العلم
- دار الافتاء الاقتصادية
- حكايات الغريب
- الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية ...
- لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!
- سنوات التيه
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين
- إختبار ام عقاب ؟
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - زكريا بطرس