أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - موضوعات وكلمات الأغانى المصرية














المزيد.....

موضوعات وكلمات الأغانى المصرية


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


فى موسيقى وغناء الشعوب المختلفة تتعدد موضوعات الغناء ، ولا تقتصر على لون واحد أو لونين كما يحدث في غناءنا المصرى ..

فأغلب اغانينا فى مصر تتحدث في موضوع واحد بتنويعات مختلفة ، وهو عن موضوع الحب الطاهر - وأحياناً غير الطاهر - والغرام والوصل والنواح والبكاء " والشحتفة "على الحبيب ، أو التغنى بمفاتنه الحسية ، كعيونه وخدوده ولونها وقوامه ... الخ ، وكيف أن تلك المفاتن تجعل الطرف الآخر لا ينام الليل !!

وهو معنى تم استهلاكه تماما منذ عقود طويلة فى الغناء المصرى ، لكنه مازال مستمراً حتى الآن متحدياً كل العصور ، كأنه لا يوجد فى الدنيا إلا العيون والرموش والجفون والقدود يهتم بها الإنسان ويغنى لها ، وهو شئ غير موجود في العالم كله إلا عندنا ( مع أن العاشق المصرى ليس بارزاً جدا فى هذا المجال ، وصفاته وتعامله مع الجنس الآخر لا تدل على أن النسبة الأكبر تفهم الحب بمعناه الصحيح ، ولكن يبدو أننا نغنى للحب ولا نعيشه ) ..

وحتى فى أغانى الحب والغرام نجد تركيزا غير مفهوم على التدله فى الحب لدرجة تقترب من الميوعة ، أو حتى التناحة !!

وفى حالة الفراق والبعاد نجد حالة من الشحتفة والبكاء ، أو نقيضها من الردح وطول اللسان ، ونادراً ما نجد الحزن النبيل أو الحزن بكبرياء ..

وهو خطأ وقعت فيه ام كلثوم بجلالة قدرها ، فرأينا السيدة التى غنت من قبل " أصون كرامتى من قبل حبى " وغنت " جددت حبك ليه " وغيرها من المعانى الراقية ، تصيح فى الحبيب بطريقة تقترب من الردح البلدى :

حب إيه إللى أنت جاى تقول عليه
انت عارف قبله معنى الحب إيه
لما تتكلم عليه !!

لم يعرف فن الغناء المصرى مثلا تصوير الأحداث التاريخية المهمة ، أو كبار الحوادث فى وادى النيل وتقديمها للشعب مغناة ..

كما أنه لا يعرف ( إلا فى النادر ) تصوير حياة الشعب اليومية ومشاغله ، وغناء الطوائف المختلفة ، وهمومها وافراحها ..

كذلك لا نعرف إلا فى النادر أيضا تصوير البيئات الطبيعية المختلفة في مصر ، كالغناء للنيل أو للبحر أو للصحراء أو الوادى ... الخ .

ومن الأمور الغريبة ان أغلب المصريين لا يعرف شيئا عن غناء الناس فى مناطق مصر المختلفة وفنونها الثرية ..

فلا يعرف أحدا شيئا عن غناء الناس وفنونها فى سيناء بشمالها وجنوبها ، أو غناء الجنوب ( الصعيد والنوبة ) وغناء اهل الصحراء الشرقية ( سيوة والوادى الجديد ) واغانى أهل اسكندرية أو أهل مطروح ..

وكل المتاح غناء بعض المطربين فى القاهرة ، وفى موضوعات أكل الزمان عليها وشرب ..

وعلى طول تاريخ الغناء والموسيقى فى مصر لم يخرج عن ذلك سوى سيد درويش ، الذى غنى لأغلب طوائف الشعب ، من العمال إلى الصنايعية ، إلى السيدة التى قامت تعجن خبزها في الفجرية ، وحتى العربجية غنى لهم فنان الشعب ، والذى لم يمهله القدر لاستكمال طريقه الجديد ومات فى ريعان الشباب ..

وعلى نفس الدرب سار محمد عبد الوهاب- جزئياً - فى المرحلة الوسطى من تاريخه الغنائى ، والذى غنى فيها لمعبد الكرنك فى قصيدة ولحن رائع .
وغنى كذلك لملكة الادرياتيك مدينة فينيسيا ( البندقية ) فى قصيدة " الجندول " الرائعة ، ( والجندول هو المراكب الصغيرة التى تخترق بحيرات مدينة البندقية ) ..

وغنى كذلك لكليوباترا - فاتنة الدنيا وحسناء الزمان كما وصفها كاتب القصيدة الشاعر الرقيق على محمود طه - وقصتها مع يوليوس قيصر فى قصيدة جميلة معنى وكلمة وموسيقى ..
وغنى لدمشق وضرب الفرنسيين لها بالمدافع ، وغنى عن حرب فلسطين ، وغنى حتى لنهر الراين ( فى ألمانيا ) !!

وغنى لزيارة الملك عبد العزيز آل سعود إلى مصر عام ١٩٤٦ ، وغنى لنهضة بلاد الشرق فى قصيدته الخالدة " دعاء الشرق "

وكانت ام كلثوم اقل من عبد الوهاب تنوعا في معانى وموضوعات الاغانى ، فاستحوذت أغانى الحب والهجر والغرام على النسبة الأكبر من أغانيها ، وجاءت الأغانى الوطنية فى المرتبة الثانية ، تلتها الأغانى الدينية ..

وفى كل مشوارها الغنائي الطويل والعظيم لم تخرج عن الأغانى التقليدية إلا نادرا ، كقصيدة الرباعيات للشاعر الفارسى الكبير عمر الخيام ، والقصيدة الصوفية للشاعر الباكستاني محمد إقبال " حديث الروح " ..

ولم يخرج عن تلك القاعدة باقى الاسماء الكبيرة في فن الغناء المصرى كعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهما ..

وهو نمط غريب أن يقتصر الغناء على موضوع واحد أو موضوعين الكل يعيد ويزيد فيهما على مدار عقود طويلة من الزمن ..
وبرغم كل ذلك فهو أرحم ألف مرة من معانى وموضوعات الاغانى فى السنوات الأخيرة ، حيث تطرقت إلى موضوعات لا ينفع معها إلا التجاهل التام فى أفضل الأحوال ، أو بوليس الآداب فى اسوأها ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى والغناء فى مصر
- أحلام جديدة .. وأهداف جديدة
- الطبقة القائدة واستقرار الدول
- الرياضة قبل العلم
- دار الافتاء الاقتصادية
- حكايات الغريب
- الديموقراطية السليمة ، والديموقراطية العميلة ، والديموقراطية ...
- لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!
- سنوات التيه
- كيف حرق الإخوان كليتنا مرتين
- إختبار ام عقاب ؟
- مواقف وطرائف
- الإسلام السياسى فى ثوبه الشيعى
- الأفكار .. والأفعال
- تجربة حديثة .. وتجربة قديمة
- التفسير الطبقى للغناء
- المستقبل لمن ؟
- عندما يصبح الجميع ملائكة إلا مصر !!
- 6 أكتوبر 1973
- المعارضة أم التأييد .. أيهما أكثر إفادة ؟!


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فاروق عباس - موضوعات وكلمات الأغانى المصرية