ألكسندر دوجين ، الكاهن الأكبر للقومية الروسية

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحليل تيم ليستر وجوش بنينجتون ، سي إن إن
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

٢٢ أب ٢٠٢٢

(سي إن إن)ألكسندر دوجين ، الذي قتلت ابنته داريا يوم السبت في انفجار سيارة مفخخة ، هو الكاهن الأكبر لنوع مريب من القومية الروسية وقد أصبح مؤخرا مؤثرا بشكل متزايد في موسكو.

في سن الستين ، من عائلة من الضباط العسكريين الروس ، كانت رحلته رائعة: فقد إنتقل من منظّر هامشي إلى زعيم لفيلم بارز في التفكير في روسيا يرى أنها في قلب إمبراطورية "أوراسية" تتحدى الانحطاط الغربي. إنه المؤسس الروحي لمصطلح "العالم الروسي".

وقد تسبب هذا الخيط الفكري كرهًا عميقًا لهوية أوكرانيا خارج روسيا.

ساعد دوجين في إحياء عبارة "نوفوروسيا" أو روسيا الجديدة - التي شملت أراضي و أجزاء من أوكرانيا - قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014. استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكلمة في إعلان شبه جزيرة القرم جزءًا من روسيا في أذار من ذلك العام .

لطالما كان دوجين يشمئز من الأوكرانيين الذين يقاومون الاندماج في "روسيا الأم". بعد مقتل العشرات من المتظاهرين الموالين لروسيا خلال اشتباكات في أوديسا في مايو 2014 ، قال: "يجب أن تختفي أوكرانيا من الأرض ويعاد بناؤها من الصفر أو أن الناس بحاجة إلى الحصول عليها. أعتقد أن الناس في أوكرانيا بحاجة إلى ثورة شاملة على الإطلاق وعلى جميع المستويات وفي جميع المناطق .. حيث تمرد مسلح ضد المجلس العسكري .. ليس فقط في الجنوب الشرقي.

قال دوجين : "أعتقد أن القتل ، والقتل ، والقتل. لا مزيد من الكلام بعد الآن. هذا رأيي كأستاذ " .

في العام التالي ، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على دوجين باعتباره "متواطئًا في الإجراءات أو السياسات التي تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار أو السيادة أو السلامة الإقليمية لأوكرانيا".

وقد قامت الولايات المتحدة معاقبة ألكسندر دوجين وابنته وتشميلهم بعقوبات اقتصادية.

ولادة الأوراسية

كان العمل الذي دفع دوجين إلى الصدارة هو "أسس الجغرافيا السياسية" في عام 1997 ، حيث وضع رؤيته لإمبراطورية أوراسيا تمتد من دبلن إلى فلاديفوستوك. دعا الكتاب إلى زرع عدم الاستقرار والمعارضة في الولايات المتحدة - وهو ما يُعد صدى سابقًا لحملة التضليل الإعلامي حول انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة.

كتب في أحد المقاطع: "من المهم بشكل خاص إدخال الفوضى الجيوسياسية في النشاط الأمريكي الداخلي ، وتشجيع جميع أنواع الانفصالية والصراعات العرقية والاجتماعية والعرقية ، ودعم جميع الحركات المنشقة - المتطرفة والعنصرية والطائفية بشكل فعال ، وبالتالي العمليات السياسية الداخلية المزعزعة للاستقرار في الولايات المتحدة "

أصبح الكتاب ، الذي كتب في أيام احتضار رئاسة بوريس يلتستين الفوضوية ، من أكثر الكتب مبيعًا في روسيا .

كتب جون دنلوب ، الزميل الأول في معهد هوفر بجامعة ستانفورد ، في عام 2004 أنه لا يوجد كتاب آخر "كان له تأثير على نخب السياسة الخارجية الروسية والجيش والشرطة والدولة يضاهي" المؤسسات ".

حث الكتاب دوجين على السير في مهنة أكاديمية - ولفترة من الوقت كان رئيسًا للعلاقات الدولية في قسم علم الاجتماع في جامعة موسكو الحكومية.

لطالما كان دوجين أحد أكثر مؤيدي بوتين صراحة. في عام 2007 قال : "بوتين لم يعد لديه أي خصوم ، وحتى لو كانوا موجودين ، فهم مرضى عقليًا ويجب إرسالهم للفحوصات الطبية. بوتين في كل مكان ، بوتين هو كل شيء ، بوتين مطلق ، بوتين لا يمكن تعويضه. "

تدريجيًا ، وبلا هوادة ، انتقلت آراء دوجين من هامش النقاش السياسي في روسيا إلى مركزها.

في عام 2011 ، عندما كان رئيسًا للوزراء ، بدأ فلاديمير بوتين الحديث عن اتحاد أوراسيا. وقد طرح دوجين أن بوتين كان بحاجة إلى "أيديولوجية ، وهو سبب حاجته للعودة" لولاية ثالثة كرئيس.

عندما بدأت روسيا في دعم الانفصاليين في دونباس في عام 2014 ، كان دوجين بارزًا في اتحاد الشباب الأوراسي ، الذي جند أشخاصًا من ذوي الخبرة العسكرية للقتال نيابة عن جمهورية دونيتسك الشعبية التي نصبت نفسها بنفسها دولة مستقلة.

كما استمر في سيل من الدعاية عبر موقع جيوبوليتيكا ، الذي تؤكد الولايات المتحدة أنه يسيطر عليه. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية هذا العام إنها "موقع على شبكة الإنترنت يخدم كمنصة للقوميين المتطرفين الروس لنشر معلومات مضللة ودعاية تستهدف الجماهير الغربية وغيرها."

زعمت جيوبوليتيكا ، على سبيل المثال ، هذا العام أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سعيا إلى إثارة الحرب مع روسيا ، من أجل "زيادة إرهاب الشعب الأمريكي بكل أنواع الطرق الخبيثة".

لا تقصر على الأعداء

بصفته أحد المهندسين الأيديولوجيين للتوسع الروسي ، أشار دوجين إلى "نسختين" من بوتين ، وكتب كتابًا بعنوان "بوتين مقابل بوتين".

ووصف بوتين "القمري" بأنه براغماتي وحذر ، أما بوتين "الشمسي" فهو المكرس لإحياء إمبراطورية أوراسية ومواجهة الغرب.

في آذار (مارس) ، بعد شهر من الصراع الأوكراني ، أعلن دوجين ، في مقابلة في إحدى الصحف اليومية في موسكو ، أنه "لا شك في أن بوتين" الشمسي "قد انتصر ، وأن هذا لا بد أن يحدث ، وهو ما لم أقله قبل عام واحد فقط ، ولكن لسنوات عديدة الآن ".

وقال: "لقد عبرت روسيا نهر روبيكون ، وأنا شخصياً سعيد للغاية بهذا الشأن".

بالنسبة إلى دوجين ، كان هذا ضروريًا لأنه يقول إن الغرب كان يستخدم أوكرانيا لمحاولة إسقاط روسيا. "إنهم يعتقدون أن لديهم فرصة لهزيمة روسيا ؛ ليس حرفيا ، لأنه مستحيل ، ولكن سحقها وإجبارها على الاستسلام ، من خلال استبعادها من نظامهم العالمي".

كما كان من الضروري ، في رأيه ، إظهار "معارضة حازمة للطغمة العسكرية والنازية الأوكرانية التي تعمل على إبادة المدنيين المسالمين" بالإضافة إلى رفض الليبرالية والهيمنة الأمريكية - وهي لغة مماثلة لتلك التي استخدمها بوتين في السعي لتبرير الغزو. .

من المؤكد أن دوجين لا يفتقر إلى الأعداء داخل روسيا. في مقابلة عام 2019 ، قال: "كل من في السلطة في روسيا حثالة. باستثناء بوتين".

قال دوجين في وقت سابق من هذا العام إن تمسكه بمفهوم "الأوراسية" قوي الآن كما كان عندما كتب "أساس مركزها هو الشعب الروسي. وهي مفتوحة لتلك الشعوب التي تجمع مصيرها ومصير الشعب الروسي".

بالنسبة له ، فإن الصراع في أوكرانيا هو جزء من معركة وجودية بين تراخي الغرب ومجتمع مبني على التقاليد والتسلسل الهرمي والإيمان المسيحي الأرثوذكسي.

في عالم دوجين ، إن مصير روسيا "لن يكتمل حتى نوحد كل السلاف الشرقيين وجميع الإخوة الأوراسيين في مساحة واحدة كبيرة. كل شيء ينبع من منطق القدر هذا - وكذلك أوكرانيا."
 
المصدر
CNN
https://www.cnn.com/2022/08/21/europe/alexander-dugin-russia-profile-intl/index.html

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل