أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - الاعتراف ،ميخائيل زوشينكو














المزيد.....

الاعتراف ،ميخائيل زوشينكو


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7393 - 2022 / 10 / 6 - 00:20
المحور: كتابات ساخرة
    


الاعتراف
قصة قصيرة من الأدب الروسي الساخر
بقلم ميخائيل زوشينكو
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

أفلست العجوز فيكلا ، يوم الجمعة الحزينة، إفلاساً كاملاً. لقد اشترت شمعة بعشرين كوبيكاً، ووضعتها في الكنيسة أمام الأيقونة.

ثبتت الشمعة بعناية وهدوء أمام الصورة، وبعد أن وضعتها في الشكل المناسب، ابتعدت قليلاً ونظرت إليها، وأعجبت بما فعلته يداها، وبتثبيتها للشمعة، ثم بدأت تصلي وتطلب لنفسها الامتيازات والرحمة والنعمة، مقابل ثمن الشمعة الذي صرفته.

صلت فيكلا طويلاً، وهي تتمتم بشفتيها من تحت أنفها، راجية الطلبات المختلفة. وبعد أن صدمت جبينها بالأرضية الحجرية المتسخة، نهضت ومضت إلى الاعتراف، وهي تتنهد وتتأوه.
كان الاعتراف يجري بالقرب من المذبح، خلف الستار. انتظمت العجوز في الدور المؤدي إلى مكان الاعتراف، ووقفت وراء عجوز قروية، وأخذت ترسم من جديد علامة الصليب، وتتمتم. جرى الاعتراف بسرعة. يدخل المعترفون خلف الستار، ويخرجون بعد دقيقة واحدة، ينهدون، ويتنحنحون، وهم ينحنون احتراماً للرسل والقديسين.

فكرت العجوز في نفسها: " الأب في عجلة من أمره"

وعلام العجلة أيها الأب، فليس ثمة حريق!"."

رفعت فيكلا الستار ودخلت إلى غرفة الاعتراف، وانحنت للأب انحناءة كبيرة، ثم انكبت على يده تقبلها.

- ما اسمك؟ - سألها الأب وهو يباركها.

- اسمي فيكلا.

- حدثيني يا فيكلا – قال الأب – ما هي ذنوبك؟ ألست مذنبة؟ ألا تغتابين من أجل أشياء سخيفة؟ أليس بالنادر تلجئين إلى الله؟

- مذنبة! إنني مذنبة بالطبع يا أبتي – قالت فيكلا وأحنت برأسها إلى الأسفل.

- الله يصفح عنك – قال الأب، وغطى فيكلا بقطعة قماش، ألا تؤمنين بالله؟ هل يتسلل الشك إلى نفسك؟

- إنني أومن بالله – قالت فيكلا – غير أن ابني يأتي لعندي ويتفوه بعبارات غير حميدة. ويدينني لإيماني. هذا مجمل القول. أما أنا، فإنني مؤمنة.
- هذا شيء حسن، أيتها الأم – قال الكاهن – لا تخضعي لهذا الإغراء الضعيف، ولكن، حدثيني بما يقوله ابنك، كيف يدينك ويندد بك؟

- إنه يندد بإيماني، ويقول إن هذا كلام فارغ، ويقول أيضاً، إن الله غير موجود، ولن تجديه حتى لو قلبت السماء والغيوم...

- الله موجود – قال الكاهن بصرامة – لا تخضعي لهذه الأقوال... ولكن تذكري أيضاً ما كان يقوله لك.
- إنه يقول أشياء مختلفة، متنوعة.

- أشياء مختلفة! - قال الكاهن بغضب – ولكن، من أين كل هذه الأشياء التي تحيط بنا؟ من أين أتت الكواكب والنجوم والقمر، إذا كان الله غير موجود؟

أولم يقل لك ابنك شيئاً من هذا القبيل؟ من أين جميع هذه الأشياء التي تحيط بنا؟ أم ربما قال "إنها تفاعلات كيميائية؟"

- لا، لم يقل – أجابت فيكلا، وهي ترف بعينيها.
- وربما تكون تفاعلات كيميائية – قال الكاهن متأملاً مفكراً - وربما لا وجود للإله، أيتها الأم، وهذا كله كيمياء...

نظرت فيكلا إلى الأب برعب. غير أن الأخير وضع القماش على رأسها وأخذ يتمتم بعبارات الصلوات، ثم قال لها بكآبة:

- اذهبي، اذهبي، لا تؤخري المؤمنين الآخرين المنتظرين.

نظرت فيكلا من جديد برعب إلى الخوري، وهي تتنهد وتتنحنح بخضوع واستسلام. ثم اقتربت من قديسها، ونظرت إلى الشمعة، فقومت فتيلها المشتعل، وخرجت من الكنيسة.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستة مناظر طبيعية مهمة
- مقابلة مع هنري كيسنجر حول الوضع الدولي العام
- كيسنجر و الشرق الأوسط وأوكرانيا
- سأحبك ، أنيسة عبود
- الحياة التي لي، ليو ماركس
- مستقبل القوة ، جوزيف س ناي
- لقاء مع هنري كيسنجر ثلاث نتائج محتملة للحرب في أوكرانيا
- تحولات القوة في القرن الحادي والعشرين
- أفرغ تلك الكأس.....صارت متعبة يا صديقي
- ثمانية دروس من حرب أوكرانيا
- القوة الناعمة بعد أوكرانيا
- مستقبل القوة في العالم، الجزء الأول
- مستقبل القوة في العالم الجزء الثاني
- حافظ على هدوئك
- الوردة الحمراء، روبرت بيرنز
- زواج الزهور، فيبي بوب كيني
- مرحبًا ، نعومي شهاب ناي
- الأصولية، نعومي شهاب ناي
- طرق مختلفة للصلاة ، نعومي شهاب ناي
- ثقافة التأطير


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - الاعتراف ،ميخائيل زوشينكو