أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - ثقافة التأطير














المزيد.....

ثقافة التأطير


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك من يسيطر عليك من دون أن تدري ، فهل شعرت يوما أن هناك من يؤطر سلوكك في الحياة؟

إليكم المعلومة:

عندما تزور صديقا في بيته يسألك: أتحتسي شاي قهوة أم تشرب الشاي؟

وهو عن قصد لم يضع أمامك خيارا ثالثا وبالتالي لن يخطر ببالك أن تطلب العصير أو الزهورات أو أي شيء أخر.

الخطوة التالية هي السؤال : بسكر أم من دون سكر؟
نوع أخر من التأطير.

الأسئلة المتعددة الخيارات في الامتحانات نوع من التأطير لأنها لا تترك أمامك أي خيار أخر للشرح أو ابراز وجة النظر.

أسلوب التأطير يحصر العقل في مسارات محددة تفرض على الإنسان وتقهر إرادته وتمنعه من البحث والتفكير في حلول أخرى. يمكن للباحث المتخصص إكتشاف الشخص المؤطر من سلوكه وطريقة معالجته للمشكلات التي يواجهها في حياته اليومية والعملية.

إن ثقافة التأطير تعاكس تماما ثقافة التفكير ٣٦٠ درجة.

يمارس البعض التأطير بدون إدراك...و يفعله البعض الأخر بهندسة وذكاء...

والقوة الحقيقية هي عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد وعندما يجعلك شخص ما تختار ما يريد هو بدون أن تشعر أنت..

تقول الأم لطفلها: ما رأيك..هل تذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟

بالتأكيد سوف يختار الطفل الساعة التاسعة.. وهو ما تريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام بالاختيار...

يستخدم نفس الأسلوب في السياسة والإعلام...

ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في الأجواء الصينية وبعد توتر العلاقات بين البلدين...

خرج الرئيس الأمريكي وقال:
إن الإدارة الأمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة الأمريكية...

جاء الرد قاسي من الإدارة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تصنت قبل تسليمها..!

الحقيقة هنا، هي أن القضية هي هل تسلم الصين الطائرة لأمريكا أم لا؟

الخطاب الأمريكي جعل القضية هي التأخر في تسليم الطائرة..!

لماذا تأخرتم؟ ... فجاء الرد الصيني أنهم قبل التسليم سوف يتم تفتيشها وهذه موافقة مضمنه على تسليم الطائرة ... لكن متى أراد الصينيون ذلك...

لقد تم حرف المسار عن سبب وجود طائرة تجسس أمريكية في أجواء غير أجوائها وهي حالة اعتداء ويحب أن تعتبر الطائرة المعتدية أسيرة وحقا مكتسبا للصين.

وفي حرب العراق الأخيرة كانت المعركة الفاصلة معركة المطار ....قامت وسائل الإعلام بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي(معركة المطار)...

فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة...

وعندما سقط المطار..شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت الروح المعنوية..!

بالرغم أنه في ذلك الوقت لم يسقط سوى المطار!!
تعد ثقافة التأطير من أخطر الثقافات وأكثرها تأثيرا على الأخرين.

والآن تلعب وسائل الإعلام نفس اللعبة في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وإنعدام الوعي...

هذا أسلوب واحد من عدد كبير من الأساليب التي تجعلك لا ترى إلا (ما أريدك أنا أن تراه)...

وهو أسلوب قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف الآخر!

وهو ما يحدث حاليا في الحرب الأوكرانية إذا يمارس الغرب أقوى حروب التأطير ضد روسيا ويصورون الرئيس الروسي على أنه سوف يشن حربا نووية في الصباح.

وهكذا الإعلام...دائماً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها …

انتبه لكل سؤال يقال لك...أو خبر..أو معلومة تصلك، فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك...

سوف يقيدك .. كثير من المذيعين يحشرون الضيف في الزاوية والصف الذي يريده...

الأسئلة نوعان : نوع ضيق يحتاج الإجابة بنعم أو لا ونوع عريض يترك لك حرية المناورة في الإجابة. الأول يدخل في اطار التأطير والثاني يتيح لك الاجابة بما تريد.

وكلما زاد وعي الإنسان ومعرفته ، استطاع أن يخرج من هذه الأطر والقيود وهذه الأطر هي لعبة الإعلام
والسياسة والخطباء والكتاب...
ومن يضع الأطر يتحكم في النتائج...



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ موجز للعلاقات العامة في السياسة
- ثقافة الإعتذار في اليابان
- العلاقات العامة معناها ومفهومها أنواعها والأمثلة العملية علي ...
- اقتصاديات مهنة العلاقات العامة
- أجمل قصص فرانز كافكا ، كيرا تومسن
- حكاية صغيرة، فرانز كافكا
- النحل أفضل منا
- كيف يقرأ فيسبوك الأفكار
- القنابل، هارولد بنتر
- الجمال
- كيف تقرأ وسائل التواصل الاجتماعي عقول الناس
- القصيدة البحرية، نزار قباني
- العلاقات العامة في السياسة
- العذارى والمطر، أريستوفانيس
- لعبة الكريكت في الليل
- أبي وشجرة التين
- عينان بريئتان
- الملائكة.... حاضرة
- حالة حصار
- المسلمون والعرب في الغرب


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - ثقافة التأطير