الكسندر دوجين في دائرة الضوء؟

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لطالما دعا الفيلسوف السياسي الذي أطلق عليه بعض المراقبين اسم "عقل" بوتين روسيا لضم أوكرانيا.

بقلم  ديفيد تشايلد
٢٣ ٱب ٢٠٢٢
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

وصف البعض ألكسندر دوجين بأنه "عقل" فلاديمير بوتين ، لكن البعض الآخر رفضه باعتباره "شخصية عبادة غير مؤذية" له تأثير ضئيل على الرئيس الروسي.

لسنوات ، قدم المحللون والمراقبون وجهات نظر متضاربة حول المستوى الحقيقي لتأثير المنظر البالغ من العمر ستين عامًا بين النخب السياسية في موسكو.

هذا الأسبوع ، اتخذ الجدل طويل الأمد حدة جديدة بعد مقتل ابنته في انفجار سيارة مفخخة في العاصمة الروسية.

قائمة من 4 عناصرالقائمة 1 من 4

هل سيؤثر مقتل داريا دوجينا على الحرب الروسية الأوكرانية؟

اتهمت موسكو أجهزة المخابرات الأوكرانية بقتل ابنة دوجين ، داريا دوجينا ، وهو ادعاء رفضته كييف ووصفته بأنه "دعاية مغرضة".

هناك تكهنات متزايدة بأن دوجين نفسه ربما كان هدفًا لهجوم يوم السبت ، مما يعكس مكانته كمدافع رئيسي عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

الدعوة لروسيا إمبراطورية

بعد ثلاثين عامًا من ولادته لعائلة عسكرية رفيعة المستوى في عام 1962 ، جذب دوجين الاهتمام الوطني لأول مرة في أوائل التسعينيات وسط انهيار الاتحاد السوفيتي ككاتب غزير الإنتاج لصحيفة دن اليمينية المتطرفة في روسيا.

في مقال له بعنوان "حرب القارات العظمى" ، والذي تم نشره في سلسلة من قبل الصحيفة في 1991-1992 ، وضع رؤيته القومية المتطرفة لروسيا كزعيم لإمبراطورية أوراسية مصممة لمواجهة ما اعتبره انحطاطًا في الغرب.

بحلول عام 1997 ، اندمجت أفكار دوجين حول ما يسمى بالأوراسية ونشر كتاب "أسس الجغرافيا السياسية" - وهو كتاب أصبح معترفًا به على نطاق واسع باعتباره أهم أعماله ويقال إنه أصبح إلزاميًا في كلية كبار الموظفين في القوات المسلحة الروسية.

دعا في نصوص المقال روسيا إلى إعادة بناء نفوذها ، باستثناء الأيديولوجية الشيوعية للاتحاد السوفيتي ، من خلال التحالفات والضم ، بما في ذلك الاستيلاء على أوكرانيا ، التي ادعى أنها "ليس لها معنى جيوسياسي" و "ليس لها حقوق عرقية" كدولة .

وصفت سوزان سميث بيتر ، مؤرخة روسية وأستاذة في جامعة مدينة نيويورك بالولايات المتحدة ، مفاهيم دوجين بأنها "فاشية".

قال سميث بيتر لقناة الجزيرة: "كان عمل حياته في الأساس هو أخذ الأفكار الفاشية وتعديلها للجمهور الروسي بحيث يكون لديهم نوعًا ما النسخة المعدلة تسمى القشرة الروسية".

قالت: "لقد كان يؤثر على الناس على عدة مستويات مختلفة".

التأثير المزعوم "مبالغ فيه بشكل صارخ"

في العقود الأخيرة ، شغل دوجين مجموعة من المناصب رفيعة المستوى ، بما في ذلك العمل كرئيس لقسم علم الاجتماع المرموق للعلاقات الدولية بجامعة موسكو الحكومية بين عامي 2009 و 2014 ، وشغل لفترة وجيزة منصب رئيس التحرير في قناة تسارغراد التلفزيونية الموالية للكرملين القناة بعد إطلاقها في عام 2015.

في هذه الأثناء ، تقاطرت أفكاره المتشددة بشكل مطرد من الأطراف إلى التيار السياسي الرئيسي لروسيا حيث تدهورت علاقات موسكو مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى أدنى مستوياتها في حقبة ما بعد الحرب الباردة تحت قيادة بوتين.

كما أدى خطاب الرئيس الروسي الخاص بشأن أوكرانيا إلى ظهور اقتراحات من بعض المحللين بأنه قد تأثر بشكل مباشر بفكر دوجين.

في مقال مطول في حزيران ٢٠٢٢  بعنوان ، حول الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين ، قال بوتين إنه يعتقد أن "السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط بالشراكة مع روسيا" ، مرددًا شكوك دوجين بشأن مطالبتها بإقامة دولة مستقلة.

لكن مراقبين آخرين يرفضون الفكرة القائلة بأن دوجين ، الذي قال في عام 2014 إنه يعتقد أن على روسيا أن "تقتل ، تقتل ، تقتل [الأوكرانيين]" ، شكّل بشكل مباشر عملية صنع القرار لدى بوتين.

قال صموئيل راماني ، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية ، لقناة الجزيرة: "إن تأثير دوجين الفعلي على السياسة الروسية مبالغ فيه بشكل كبير".

وقال راماني: "لم يحمل قط لقبًا رسميًا داخل روسيا ... وهو ليس على اتصال بالمؤسسة الحالية ، ولا سيما بوتين".

وأشار إلى أن دوجين كان دائمًا "يريد أن يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير [في السياسة الخارجية] مما يرغب بوتين في الذهاب إليه" ، مشيرًا إلى الدعوات التي أطلقها خلال حرب روسيا مع جورجيا عام 2008 للإطاحة بحكومة البلاد وفي عام 2014 لإعلان روسيا الحرب على أوكرانيا وضم المناطق الشرقية من البلاد بعد أن غزت موسكو واستولت على شبه جزيرة القرم.

وأشار راماني أيضًا إلى الخلافات بين الزوجين بشأن الاستراتيجية الحالية في أوكرانيا ، مشيرًا إلى أن دوجين دعا روسيا مرارًا وتكرارًا إلى إدخال التعبئة العامة والتجنيد الإجباري - وهي خطوات لم تتخذها موسكو بعد ، ولم تعلن بعد عن نفسها رسميًا في حالة حرب.

العصر الروسي الجديد القادم

كان ديمتري بابيتش ، المحلل السياسي والصحفي الروسي ، متشككًا أيضًا في الاقتراحات القائلة بأن دوجين قد ساعد في نحت موقف الكرملين بشأن أوكرانيا ومسائل السياسة الخارجية الأخرى.

قال بابيتش لقناة الجزيرة: "في السنوات القليلة الماضية ، كان [دوغين] شخصًا غير مؤذٍ إلى حد ما في مجموعته الصغيرة".

وأضاف: "لم يكن له أي تأثير على السياسة وبالتأكيد سيكون من الخطأ القول إنه" عقل "بوتين أو الشخص الذي يقف وراء سياسات بوتين ، كل هذا ببساطة غير صحيح".

لكن بينما تستمر المناقشات حول مدى تأثير دوجين ، أو عدم أهميته ، في أروقة السلطة في روسيا ، فقد واصل هو نفسه الضغط على موسكو لتكثيف هجومها المميت في أوكرانيا.

في منشور له على تلغرام نُشر قبل مقتل ابنته يوم السبت ، دعا دوغين الكرملين إلى توجيه المجتمع الروسي إلى مستوى حرب شاملة ، مشيرًا إلى أن كييف وحلفائها الغربيين لم يظهروا أي علامة على الاعتراف بالهزيمة في الصراع.

وقال القائد الأعلى للقوات المسلحة: "لم نبدأ أي شيء حقًا بعد". قال دوجين "الآن علينا أن نبدأ" ، مستشهداً بادعاء بوتين في 7 يوليو أن روسيا "إلى حد كبير ... [لم] نبدأ أي شيء على محمل الجد حتى الآن" في أوكرانيا.

"روسيا ... تحدت الغرب كحضارة. لذلك علينا أن نقطع كل الطرق ". "لقد لعبت قوى التاريخ العظيمة دورها ، وتحولت الصفائح التكتونية ... حان الوقت لعصر روسي جديد بلا هوادة

المصدر
https://www.aljazeera.com/amp/news/2022/8/23/who-is-russian-ultranationalist-alexander-dugin#aoh=16653459451286&csi=1&referrer=https%3A%2F%2Fwww.google.com&_tf=%D9%85%D9%86%20%251%24s

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل