أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - لحظة الحقيقة














المزيد.....

لحظة الحقيقة


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مراجعة دروس الماضي القريب، ومعها البعيد، صرت لا أقرأ قضية العراق في ملف نظام الحكم وحده، بل هو ملفات كثيرة تتزاحم على أرفف من واقعنا التداعي، بفعل مؤامرات الداخل على نفسه - مرة أخرى - لا أشك لحظةً في أفول نجم هذا النظام - بفعل سنن التاريخ في تفاعلها مع سنن واقع مهترئ لا تحقق لهذا الواقع أسباب البقاء

رهاني في الحقيقة هو على ما يثق النظام من جانبه في أنه لن يحدث، أعني أن نصل جميعاً إلى لحظة الحقيقة التي ينطفئ عندها "الذُّبال المشتعل"، حسب التعبير الخلدوني ؛ وهي اللحظة التي يثق النظام في قدرته على إرجائها إلى أجل غير مسمى، مستعيناً بهذه الأنوار المتلألئة التي يجدد بها شبابه كلما شاخ ولو خصماً من طاقة الحياة التي يحتاجها المستقبل ... فلا أحد - من أركان الحكم، ومن قواعد المحكومين عاد يأبه بالمستقبل هو عند أكثر العراقيين مجرد حاضر متجدد : يُسكِر فريقاً، ويُسكِت آخر

كانت لحظة حقيقة النظام قد جاءت بالفعل بعد تدشين حكمه، على ما قد وعد به وهو يقدم نفسه باعتباره منقذاً للبلاد، ومبشراً بنقلة غير مسبوقة في مستويات معيشتهم لن تستغرق وقت كثير ... مضى قرابة العشرون عاما وعربة الوطن تعود إلى الخلف، استسلم فيها جانب كبير من الشعب لهذا الأمل الكاذب... مع استمرار وقوع النظام في أخطاء ، غير آبه بقوانين الطبيعة التي ستأتي حتماً بلحظة الحقيقة بعد أن يستنفد المصباح باشتعاله المجنون كل ما فيه من زيت السراج، فلا أحد عبر التاريخ استطاع أن يرجئ لحظة الحقيقة إلى ما لا نهاية، بل كلما تم إرجاؤها جاء حكمها أكثر قسوة على الجميع، وبقدر ما تتأخر بقدر ما تتعدد أبعاد الأزمة وتتعقد خيوطها، ومن ثَمَّ يكون ثمن الوصول إليها فادحاً.

ببساطة، الأجنة لا تخرج من أرحام أمهاتها قبل موعدها إلا ميتة، وموعد الولادة المنتظر لا يخضع لرغبات الأهل، فما لحظة الميلاد إلا لحظة الحقيقة التي تنتهي عندها آلام الحمل ... ستنتهي هذه الآلام عاجلا ام آجلا ، لا بشروط ذاتية كما يعتقد بعض المغامرين أو كل المتهورين ... الكارثة الحقيقية ليست بالانقضاء الذي لن يعاني منه إلا أرباب النظام وحواريوه؛ والحقيقية عندي هي كارثة أن تأتي سنن التاريخ بلحظة الحقيقة والعراق لا يمتلك من أمره شيئاً، ولا حتى مُطالِب يمسك بقيادها عن جدارة واستحقاق، أو أن تأتي ولا أحد فينا يدرك أنها لحظة ميلاد جديد للأمة، لا لحظة ترميم لوجودها المريض.

عندما تواجه أي أمة تحديات وجودية، فإنها قد تبحث فيما حولها، وفيما خلفته وراءها، عن أسباب الحياة التي تناسب مستقبلاً وليداً تتوافق كيمياء بنيته الموضوعية مع كيمياء بنية الزمن الذي تجدد فيه الأمة شبابها؛ فلا هو يرث هذا المستقبل أعراض الشيخوخة مما مضى من تاريخ الأمة، ولا هو يستنسخ ما حوله من عناصر حياة أخرى قد لا تناسب البيئة التى يولد فيها هذا المستقبل ... قد يأخذ مستقبل الأمة الوليد بعض أسباب الحياة من بذور تركها وراءه ماضيها الذي ذهب، لكنه لا يستنسخ أبداً ما شاخ من أشجار هذا الماضي ؛ وقد يأخذ هذا المستقبل الوليد بعض أسباب الحياة من تلاقحه مع ما حوله، لكنه لا يستنسخ بالضرورة ما حوله من أشجار الآخرين



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة طواحين الهواء
- العقل الحاضر والغائب
- ايها المسؤول هذه حدود المسؤولية
- من غباء الأحزاب
- الدولة المدنية
- ممارسات أصحاب الشرعية
- الفرق بين الأحزاب الأوربية والتيارات الإسلامية
- الديمقراطية & الدكتاتورية
- تصحيحا لافكارنا
- العراق أسير المأزق السياسي
- الهوية المفقودة
- مآ هي مشكلة العراق الحقيقة؟
- الحرية تتنفس... النساء تقود ثورة
- أُمي
- مصدر الخطر الحقيقي في المجتمع
- أزمة الحكم في العراق
- سيناريو الشرق الأوسط
- مآ بين السعودية وايران؟!!
- الفساد و خراب المجتمع
- الفساد وخراب المجتمع


المزيد.....




- -مليون ريال- من الملك سلمان إلى مواطن مقابل عمل بطولي يشعل ت ...
- ترامب يشعل تفاعلا بنشر صورة يشير بإصبعه لبوتين وسط تكهنات عن ...
- الولايات المتحدة: لجنة قضائية ترفض طلب الإفراج المشروط عن إر ...
- إسرائيل توافق على خطة -محو- الدولة الفلسطينية.. إليك كل ما ق ...
- استعدادات بأستراليا لمظاهرة -لا تنسوا غزة ولا تسكتوا عن الجر ...
- سالي روني روائية أيرلندية تصدح بدعم فلسطين
- مظاهرات في فرنسا وهولندا والنمسا تطالب بوقف العدوان الإسرائي ...
- مباحثات أميركية أوروبية بشأن ضمانات أمنية لأوكرانيا وسبل إنه ...
- خزاعة بلدة فلسطينية أبادها الاحتلال الإسرائيلي
- بالفيديو.. -خيمة رهف- في غزة لتضميد جراح الحرب بالفن والتعلم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - لحظة الحقيقة