أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - الفساد و خراب المجتمع














المزيد.....

الفساد و خراب المجتمع


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عام 2003 وحجم التلوث الأخلاقي بلغ ذروته وفي طليعته الفساد بكل صوره وأشكاله من سياسي ومالي وخراب ذمم وضمائر، أنه الفايروس الذي تمكن حتى بأت يفترس المجتمع وينهشه من الداخل تنفيذا لاستراتيجية ماكرة ومدروسة وضعت مسبقا كأولوية قصوى ... يستشري هذا السرطان في الكثير من المواقع الادارية القيادية في الدولة الى حد مخيف، لعل الامر الملفت للانتباه هو انه وبالرغم من ان الكثيرين من هؤلاء المنحرفين يتساقطون في قبضة اجهزة الرقابة الادارية وتلاحقهم الفضائح المدوية في وسائل الاعلام فان امثالهم ممن لم تصل اليهم الرقابه بعد لا يرتدعون ولا يحاولوا ان يراجعوا انفسهم ويتوقفوا عن مواصلة السير في هذا الطريق المحفوف بالالغام وسوء المصير .
واتسائل... هل العيب في قصور التشريعات الحالية أم انه يرجع إلى النظم الاجرائية المعقدة التي تسمح بالتلاعب بها والتحايل عليها لصالح من يرتشون؟ ام ان السبب هو في هشاشة العقوبات والاجزاءات التي تطبق على المنحرفين في حال ادانتهم؟
المشكلة كبيرة ومعقدة ومحاولة ايجاد حلول ناجعة لها هو أمر صعب لأن اسبابها عميقة الجذور ومتشابكة وسوف تستغرق وقتا طويلا حتى يمكن احتوائها والسيطرة عليها والوصول الى نتائج . وربما ولهذا السبب فانها لا يمكن ان تكون مسئولية الاجهزة الرقابية وحدها مهما كانت كفاءة تلك الاجهزة او خبرتها . وانما هي مسئولية مجتمعية شاملة في المقام الاول وعلى ذلك فانه ما لم يتعاون الجميع والدولة بكل قوتها واجهزتها وقوانينها في مقدمتهم ، لمكافحتها والتصدي لها بكل حزم وتصميم فانها سوف تبقى وتستمر وتتفاقم ليدفع المجتمع ثمنا فادحا فيها .

وقد يكون أحد اهم أسبابه التعقيدات الادارية التي تقوم بفتح الطريق واسعا أمامه في سلوكيات الشريحة العظمى من الموظفين حتى لا نقع في خطأ التعميم... وان الضريبة المجتمعية المدفوعة كثمن لهذه التعقيدات المبالغ فيها وكمقابل لما تفرزه من اهدار للصالح العام وتحميل للناس بما لا يطيقون , هي ضريبة هائلة بكل المعايير المادية والاقتصادية والأخلاقية , فهي لا تستثني احدا , وانما يكتوي بنارها الجميع ويشاركون في دفعها مرغمين لقضاء مصالحهم وشراء الوقت الضائع بسبب طول الانتظار في اجراءات ملتوية ومطاطة تقبل كل أشكال المراوغة والتسويف حتى يبقى الفساد هو الباب الوحيد المفتوح أمام الناس..... العلاقة بين التعقيد الحكومي والفساد ليست فرضية وانما برهن على صحتها وواقعيتها ألف دليل ودليل .. الانتصار في الحرب على الفساد لن يتحقق الا بتبسيط الاجراءات الادارية وتغييرأسلوب اتخاذ القرارات على كل المستويات من أعلاها الى أدناها , وتطويرالتشريعات ونسف الروتين ومعالجة فساد الادارة وانحرافهاا من الجذور وليس الاكتفاء بالتعامل مع الأعراض

برفض عارم يموج الشارع اليوم عن طريق تظاهرات تشجب وتندد وتطالب بمسائلة من كانوا وراء ما أصابنا من خراب... وعلى نحو ما نرى أصبح الامر مجرد صراخ يتبدد في الهواء لا صدى له طالما بقيت الأسباب على حالها , فالحلول ليست أكثر من مسكنات وقتية لامتصاص نقمة وسخط الجماهير ولكنها لا تصل إلى الجذور والأعماق لتضع نهاية لهذه الكارثة التي حلت بالمجتمع ودمرت وحدته وتماسكه وأخرجته من المسار الذي كان يتحرك فيه
ختاما .. في رأيي أن محاربته لا تكون بتدمير فاعلية الجهاز الحكومي أو تعجيزه عن القيام بدوره رغم كل المساوئ المقترنة بأدائه لهذا الدور.. وانما بسلاح المحاكمات الناجزة بقوانين رادعة تتعامل معه كجريمة خيانة عظمى للوطن لا مجال فيها للتخاذل أو اللين أو المهادنة أو الالتفاف عليها بمثل القوانين العاجزة الحالية باجراءاتها المعقدة وثغراتها الكثيرة وأحكامها البطيئة وغير الرادعة لأي فاسد أو منحرف... خصوصا وان هذا المرض أصبح مستعصيا على العلاج.



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد وخراب المجتمع
- الاعلام العراقي في العصر الرقمي.. تحديات الرسالة والدور
- الرسالة الإنسانية بين أيادي تجار المرض
- التعليم الجامعي ...تنمية العقول ام تنمية الجيوب
- الاحداث العربية في 2022
- الاحداث العربية 2022
- للأحداث العربية في 2022
- ستراتيجية التعليم الحكومي
- تداعيات الربيع العربي
- العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟
- الجامعة العربية
- الصحافة الورقية
- علاقة ايران بالشرق الاوسط
- زَيْف الوُجُه
- زَيْف الوُجُوه
- الحرب الاسرائيلية_الايرانية
- إلغاز... خطر يداهم أوربا
- الغاز... خطر يداهم أوربا
- المشهد السياسي في ليبيا
- أزمة لبنان


المزيد.....




- ما حجم المخاطر الصحية والبيئية بحال قصف منشأة فوردو النووية ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مروحيات هجومية إيرانية
- العراق يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
- ما هو الصاروخ -فتاح 1- الإيراني؟
- خامنئي يرد على تهديدات ترامب باستهدافه ويتوعد بأذى للولايات ...
- منشور لعمرو موسى يثير جدلا بشأن انعقاد مجلس الأمن القومي الم ...
- ماهر الأسد.. أول ظهور لقائد الفرقة الرابعة في مقهى شيشة يثير ...
- ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ الن ...
- التصعيد بين إسرائيل وإيران - خامنئي يرفض دعوة ترامب للاستسلا ...
- ألمانيا.. ميرتس يتعرض لسيل من الانتقادات بسبب تصريحاته -غير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - الفساد و خراب المجتمع