أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - ستراتيجية التعليم الحكومي














المزيد.....

ستراتيجية التعليم الحكومي


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعليم يؤثر بقوة سلبا او ايجابا في الاقتصاد والاتتاج واسواق العمل والمنافسة الخارجية وفي التنمية البشرية والمجتمعية والثقافية وفي كل مناحي الحياة جميعا وبلا استثناء ..... تعليم جيد يعني نوعية حياة جيدة والعكس صحيح..فسوء التعليم وتدهور مستواه يعني خسارة قومية شاملة بلا حدود.

أرى دعوات متواترة تطالب بحل مشكلات التعليم الراهنة بثورة اصلاحية شاملة تعيده الى سابق عهده كتعليم وطني له دور وهدف ورسالة للنهوض بهذا البلد وتمكينه من اللحاق بركب التقدم في العالم... يبدو لي ان هذا الحل ما عاد ممكنا بعد ان اصابه كل هذا التخريب وانتقل الدور الاول فيه من يد الدولة الى اصحاب المصالح او المنتفعين الذين يروجون للتعليم الخاص على أنه راقي ومتميز عكس الحكومي الفاشل والمتخلف الذي لا يضمن مستقبلا أو يلبي احتياجات سوق العمل... وان مآ يهمهم افشال الجهود الاصلاحية المنشودة حتى تبقى اوضاع التعليم الحكومي على حالها او تزيد تدهورا فوق ما هي عليه ليصب في مصلحتهم... يؤسفني ان تؤخذ هذه النظرة على التعليم الحكومي الذي أنجب علماء في كل المجالات، لكن وسط هذه الفوضى الهائلة لا أعلم من اين يمكن ان تاتي بداية الاصلاح الحقيقي الشامل لنصبح امام تعليم نفخر به ولا نخجل منه، قد يستطيع غيري من ذوي الخبرة من خلال الحوار ان يضعوا ايديهم على الحل.

هناك سؤال محوري يدور في المخيلة، هل رسم سياسات التعليم والتخطيط لاستراتيجيات تطويره والنهوض به مسئولية دولة ام مسئولية وزير؟
هناك فارق شاسع بين الامرين ، فاستراتيجية قومية للتعليم تتحمل الدولة المسئولية الاساسية عنها ، لا بد وان تكون اكثر اتساعا في آفاقها ومحاورها واهدافها وفي الاسس التي تبني عليها حساباتها وقراراتها وفي تقديرها لاولوياتها ومراحلها وتكاليفها واعبائها ونواتجها وللصعوبات والتحديات التي يحتمل ان تواجهها في مرحلة التنفيذ ، من تلك التي تنبثق من فكر ورؤية وخبرات وزير ، والتي تظل برغم كل شيئ اضيق نطاقا بكثير في آفاقها وحساباتها وفي مستوى امكاناتها من تلك التي يمكن ان تتيحها الدولة لمثل هذه السياسات التعليمية التي يتوقف على نجاحها او فشلها الكثير.

لو ان هذه المسئولية تناط الى مجلس قومي، يضم افضل الخبرات المتاحة في مجال التعليم من اساتذة وخبراء متخصصين وممارسين ممن عايشوا مشكلات التعليم عن قرب ويعرفون دروبه ومشكلاته ، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني في حدود معينة، ويكون وزير التعليم عضوا فيه بصفته ، وتبقي خططه واقتراحاته َوتوصياته هي الاصل والاساس بعد عرضها على مجلس الوزراء واقراره لها واعتماد الموازنات اللازمة لتنفيذها ، ويكون دور وزير التعليم والاجهزة المعاونة له هو التنفيذ والمتابعة والتقييم اللاحق وتقديم التقارير الى المجلس القومي لاحاطته علما بحقيقة ما يدور على ارض الواقع لاتخاذ ما يلزم بشانه...وفي هذا ربط او بالأحرى تكامل عضوي قوي ومستمر بين ادوار الاجهزة الاستشارية والاجهزة التنفيذية في الدولة في احد اهم واخطر مجالات حياتنا وهو التعليم. وهو ما نفتقر اليه حاليا..

ان تركيز مسئولية التعليم على مجلس قومي يتشكل بقرار من رئيس الجمهورية مع ازالة كل العراقيل من طريقه لتمكينه من الاضطلاع بدوره بالدرجة القصوى من الفاعلية ، هو ضمان ضروري للاستقرار والاستمرار وتواصل السياسات والبناء على ما يتحقق من نتائج بصرف النظر عن شخص وزير التعليم المكلف بهذه المهمة في هذه الحكومة او تلك فالحكومات تتغير لكن سياسات التعليم يجب ان تتطور بحسب مقتضيات الظروف ، ولا يهم بعد ذلك ان يتغير وزراء التعليم من وقت لآخر فهدا امر طبيعي ، طالما ان سياسات التعليم واستراتيجيات تطويره تبقى في كل الاحوال مسئولية دولة وليست من اجتهاد وزير ينتهي كل شيئ برحيله ولنبدا مع من يخلفه من نقطة الصفر من جديد...



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الربيع العربي
- العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟
- الجامعة العربية
- الصحافة الورقية
- علاقة ايران بالشرق الاوسط
- زَيْف الوُجُه
- زَيْف الوُجُوه
- الحرب الاسرائيلية_الايرانية
- إلغاز... خطر يداهم أوربا
- الغاز... خطر يداهم أوربا
- المشهد السياسي في ليبيا
- أزمة لبنان
- وطننا العربي
- مخرجات الارهاب في العراق
- انتقاد الوضع القائم
- مباراة الطامحين :صراع الملف النووي الإيراني
- مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني
- جوهر
- جوهر صراع الطبقة السياسية
- داعش... من المراحل السوداء في تاريخ العراق


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - ستراتيجية التعليم الحكومي