أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟














المزيد.....

العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين الادارة الخاطئة للحرب والادارة العشوائية للسلام يتخبط العرب، فنحن ننتقد ولا نتغير , نتكلم ولا نعمل , نختلف ولا نتفق , نبدأ ولا نستمر , ننتفض ولا نهدأ , نشكو ولا نشارك في الحل، مصيبتنا هي في انفسنا، اصبحنا حالة خاصة تستعصي على الفهم، اقولها وبكل اسف... دمر الشرق الاوسط وافقدت معالمه.

بالامس القريب راينا مدنا كبيرة في اقطار عربية عديدة وقد تحولت إلى ركام واطلال بعد ان دمرها الارهاب ، وتكالبت عليها قوي الشر من كل مكان في العالم لتمحو معالمها وتفقدها قدرتها على مواصلة الحياة.. لم أرى منطقة أخرى في العالم دمرتها الحروب والصراعات المسلحة مثلما دمرت منطقتنا وسحقت شعوبها واحالت حياتها الى جحيم لا يطاق فصور الدمار الذي يدك العالم العربي ويفتك به هي صور مرعبة بما يعجز عنه الوصف، هذا الدمار الذي يحرق كل ما يجده في طريقه بالكاد لا يتوقف الا اذا حول المنطقة العربية الى منطقة معوقة وغير قابلة للحياة فالمخطط رهيب والاهداف بعيدة والايادي الخفية المتطرفة مصممة على المضي فيها حتى النهاية.
لا يختلف اثنان في العالم في ان مصيبة العرب الكبرى هي في تشرذم مواقفهم وتفرق سياساتهم وفي خلافاتهم المزمنة التي لا تنتهي.. وفي صراعاتهم المستمرة مع بعضهم التي كان من الممكن وأد الكثير منها في مهدها بروح التفاهم والحوار المسئول والتنسيق المشترك في اطار مصلحة قومية عليا جامعة لكل هذه الدول والشعوب في المشرق والمغرب... لكن الروح القومية الملهمة ظلت مفتقدة لا تجد من ويوقظها، وبسبب هذا التشرذم المستمر فشلوا في ادارتهم لازماتهم ، وخسروا اغلب رهاناتهم ، وضاعت فرصهم ، وضلوا الطريق إلى التعامل الناجح مع العالم الخارجي لانهم يتحركون معظم الوقت في المسارات الخاطئة ، رغم الوفرة الهائلة في امكاناتهم ومقدراتهم وثرواتهم التي يحسدهم العالم عليها..... فهم يتعاملون مع بعضهم بروح الشماتة والعداء ، ويفصل بينهم جدار مرتفع من عدم الثقة المتبادلة ، وما يظهرونه لبعضهم في العلن هو غير ما يبطنونه لهم في الخفاء ، وما يصرحون به امام عدسات الكاميرات هو عكس ما يخططون له في الغرف المغلقة ... فلا صدق ولا صراحة ولا امانة ولا شفافية، بل ضباب في ضباب..... ولهذا فشلت كل التجمعات العربية في اثبات وجودها من جامعة عربية الى مجلس تعاون خليجي بعد ان تحولت كلها بفعل هذا المناخ المريض الى كيانات مشلولة وخامدة لا فائدة ترجي منها ...ولهذا ضاع العراق وضاعت سوريا وضاع اليمن وتوشك ليبيا ان لم تتداركها معجزة على اللحاق بهم بسبب هذا العجز والتخاذل المشين، فعندما تدار السياسة العربية بين دولها بأسلوب المكايدات فان النتيجة لا بد وأن تكون وبالا في وبال ومن فشل صغير إلي فشل أكبر

جدير بالذكر ان المنطقة العربية تكاد تكون هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تنتهي المقارنة فيها دائما لصالح الماضي وليس لصالح الحاضر . الماضي يثير في كل الناس مهما تباعدت أماكنهم ومهما اختلفت ظروفهم وخلفياتهم ومستوياتهم - الشعور بالحنين والترحم عليه . أما الحاضر فانه يحرك أسوأ ما فيهم من مشاعر وانفعالات . قد يكونوا معذورين في هذه المقارنات السلبية لأن الحاضر الذي يكتوون بناره الآن لا يبعث في الانسان العربي الا الاحساس بالبؤس والاكتئاب وفقدان الأمل في المستقبل . فبعد أن حدث ما حدث لم يعد الناس مشغولين بالديموقراطية والحريات السياسية وحقوق الانسان أو بغيرها من العناوين والشعارات النظرية الكبيرة التي أثبتت فشلها الذريع عندما وضعت على محك الاختبار العملي وضاعت في التطبيق . عندما امتلأت الساحات بالانتهازيين وبمن أسموا أنفسهم بالناشطين من الباحثين عن الشهرة بعد أن كانوا مغمورين ولا يعرفهم أو يسمع بهم أحد . معظمهم أطلوا علينا من المجهول , وكثيرون منهم اختفوا بنفس السرعة التي جاءوا بها.
الناس أصبح يشغلها أكثر واقع حياتها اليومي المتخم بالمشاكل والأعباء والذي بلغ حدا غير مسبوق من السوء والتدهور . مثل هذه السيكلوجية العربية المحبطة بشدة لا يمكن أن تبني مستقبلا أو تصنع تقدما ان بقيت على حالها هكذا.. وان كنت لا اعتقد انها سوف تكون خاتمة المطاف...ففي منطقة رمال سياسية متحركة كمنطقتنا يصعب توقع على من سوف ياتي الدور القادم في هذه المخططات الشيطانية.



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية
- الصحافة الورقية
- علاقة ايران بالشرق الاوسط
- زَيْف الوُجُه
- زَيْف الوُجُوه
- الحرب الاسرائيلية_الايرانية
- إلغاز... خطر يداهم أوربا
- الغاز... خطر يداهم أوربا
- المشهد السياسي في ليبيا
- أزمة لبنان
- وطننا العربي
- مخرجات الارهاب في العراق
- انتقاد الوضع القائم
- مباراة الطامحين :صراع الملف النووي الإيراني
- مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني
- جوهر
- جوهر صراع الطبقة السياسية
- داعش... من المراحل السوداء في تاريخ العراق
- القضاء على قلعة العدالة
- دور الطائفة اليهودية في بناء الدولة العراقية بعد عام 1921


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟