نقد الأعلام العربي

صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 14:36
المحور: المجتمع المدني
    

الأعلام بجميع اشكاله، المكتوب و المسموع و المرئي في العصر الحديث لعب دور محوري في تقدم العلم و التكنولوجيا و المجتمع بشكل عام. ليس كمثل نشر الكلمة من تأثير في المجتمع، عصر النهضة بني على اختراع الطابعة، ثم جاء الراديو و التلفزيون و الشبكة العنكبوتية التي تسمى ايضا بالثورة الصناعية الرابعة.
التأثير على المجتمع يرتكز على تعليم الأطفال و الشباب بحيث ان تأثير مثل هذا يجنى ثماره بعد جيل واحد فقط اي 15 سنة فقط و هي المدة التي تبدأ من عمر سبع سنين و تنتهي بتخرج الطالب من الجامعة في عمر 22 سنة حيث يدخل مئات الآلاف الى ميدان الساحة العملية في الحياة العامة، هؤلاء الشباب هم عماد الحياة اذ انهم سيكونوا النخبة الرئيسية في المجتمع في غضون سنوات قليلة.
سيعتمد عطائهم بالدرجة الرئيسية على طريقة برمجة عقولهم في ايام الطفولة و الشباب وفي جميع نواحي الحياة ، ليست العملية فقط و انما فلسفة الحياة و الوجود و كل ما يريدون انجازه في الحياة العملية. و هنا يأتي دور التأثير للأعلام بالذات في فلسفة الحياة و ليس في النواحي العملية. الأعلام عادة يبني النواحي الفلسفية و العاطفية في الحياة، مثلا اذا الأعلام يمجد دور المغني او الطبيب او الممثل او المدرس في الحياة تجد ان الكثير يريد ان يسلك طريق هؤلاء المهنيين في المستقبل.
اي تتولد لديهم الدوافع العاطفية لذلك، و العاطفة هي بمثابة قائد السفينة الذي يسير بها الى وجهة معينة، بغض النظر عن قابليته الفنية على ادارة دفة السفينة عليه ان يعرف اين هو ذاهب و الا فلن يصل الى اي وجهة، و هكذا الشاب اذا لم تكن لديه الدوافع العاطفية و الفلسفية لأنجاز شيء لن يتمكن من انجازه حتى و لو توفرت له الأمكانيات العملية او كلن مدرب عليها.
الأعلام هو من يصقل تلك الموهبة، بالأضافة الى عوامل اخرى.
الأعلام المعاصر اهمل دور المفكرين و الأدباء و كبار المهنيين من الأطباء و المحامين و خبراء القانون و ركز على دور المطربين ذوي الأغاني الهابطة و الممثلين و غيرهم من الفنانين .
ترى محطات التلفزيون تنشر مقابلات كثيرة معهم و تأخذ بالآراء الفلسفية من شمس و قمر و هند و غيرهم. هذا لا يعني ان مجتمعنا العربي خالي من العقول و لكن العقول مغيبة و صانعي الحياة مهملون.

#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات