أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مهدي عباس المنديل - كي لا ننسى















المزيد.....

كي لا ننسى


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


اوغروا صدور الرجال بالأحقاد و بالضغينة
كذاب لندن و قرد واشنطن
و احلاف مهينة
من اين جاء هذا الحقد
من اي كهف، اي غاب
ماذا ستترك لنا اشداق ضباع جياع
باسم الحرية تغتال هويتنا و تطعمنا الضياع
غربان سود تنذر بالرزايا و الوداع
أو اشداق قادمة من كل وجر للذئاب
اطبقت عتمة الغبار و الليل على صدر
المدينة في اساها
كأنها فأل شؤم للعراق
ينذر بالرزايا و بغداد تغرق شيءً فشيء في رداها
تثائب المساء بالهواجس و المخاوف
حتى فتحت باب السعير تقيء على الابرياء بوابل من لظاها
و خيم الأسى على مدن العراق و نهريها
و السهول و كل دروبها و ثراها
و على المتاجر و المقاهي و البيوت
ضباع تتبع تفغر فاها
و أمطرت سجيل ليطفأ من عينيها بكل الأسى سناها
طفلة من الرعب زالت نظارتها
و اشرئبت كأن الخوف يشرب من محياها دماها
كيف يفهم البريء حرباً يكتوي كل عراقيّ و لم يقترف اثما بلظاها
او لم تستباح كل حين بلادي دون كل البلاد و سواها
او كيف تثكل الأقدار امهات و تزهق ارواح بريئة في صباها
::

من هؤلاء القادمون من خلف الحدود
احفاد هولاكو ، للحرية دعاة فاسقون
القوا على المشرق من الخوف ظلال من ترقب و سكون
و العراق يسبح في دمائه و تخوض في دماء ابنائه دماه
عمدوا ان يقتلوا فينا كلمة هي العروبة
كي لا تعلوا العروبة في سماه
اشداق الضباع للموت جياع
كانها تذرع الدروب و تجتاح و البيوت
الموت يجول في الدروب بحثا عن ضحاياه

::
لم اسمع برجل يوصف
قردا الا في اليمن
ان قردا مثل بوش يتحكم في اموري
لا رعى الله الزمن
مسخت بلاداً كنا نسميها وطن
قبح الله ما صنعت يداك من خراب و دمار و محن
::
من شدة الوجل ارى النور في حدق الأطفال يرفرف مثل عصفور سجين
و الأسى في اعين الاباء تعجز ان تسد رمق الاطفال يكاد يجلجل الحقد الدفين
و نفوس الأمهات اليأس في قرارتها يأتي ويستكين
و العيون حيارى و تلهج بالسؤال ،
لم نحن و الى اي حين
و يضمحل الجواب شيءً فشيء على شفاه العراقيين في كل حين
غرقى في بحر الأوهام نسبح بالخرافة و لا اجابة للسؤال و لو تمضي السنين
:::
و لضى الحرب تلقاها اوصال جند مكبل مكدود عارين الصدور
يكاد ينكر كل من شهد الوقيعة ان صداها بهتان و زور
اهكذا والعالم متفرج تحرق بغداد الرشيد و تحال ركام من صخور
و قيادات العروبة يترقبون جبنا في ملاقات الصقور
و لم يدري المغرر به ان الدوائر حتما عليه يوما سوف تدور
و تغتال البريئة لان مرتزق رآها تلقي على صدر جندي قتيل اكليل من زهور
الطفل الذي يفتح باب داره ليلهو في قارعة الطريق يبوء بالذعر و بالثبور
حتى الطفل في بغداد عدو، حتى الطفولة و النساء و الزرع عدو للنسور
::
عار يصم جبين العمائم و اللحى
و كل من تواطىء ضد اخيه جشعا
امل المناصب و العلى
عار تغسله ارواح احرار العراق و الدماء
سرفة كل دبابة تحفر ثأراً في البناء
تحفر جرحاً في العراق و الإباء
دورنا و دوائرنا حطام مستباح
في الطرقات من الكرخ يصول العلوج بالسلاح
و سرايا الموت تجول بأسم ثأر البعث تهدم البيوت و تخطف الأرواح
كأن العرض و الدم بلا مروؤة مستباح
حتى الطفولة و الطفل الغرير
لا يهنأ في دفء الظهيرة او من نيسان
في دفء الصباح
::
من جاء بأسم الحرية
يبحث في جيوب المعدمين عن الذخائر
فمن يريق الدم البريء
لن يثنيه وازع عن الصغائر
في ليل حالك السواد يروعون طفل بريء
تحت فوهات البنادق
و يأسرون من يشائون دون ذنوب أو سوابق
ثأر مغدور أو جثمان فقيد هنا أو هناك
لسنا ندري من ننسى أو من نلاحق
:

ايها الغاصب الباغي عمَّ تبحث فلم يترك التتار قبلك من ثراء
و انت ايها الغادر بأهله كفاك غدراً
كفاك ثأراً من دماء الأبرياء
انما الباغي تولى لن يعود
كفا بجريرته ان توغل بأعراض العراقيين بلا حياء
سرايا الموت تجوب الطرقات
متنكرين في الخفاء
تقتل على الهوية زيدا و عمر أو عمار
أو من تشاء
فتاوي العمائم و اللحى كفى غدرا
يكفي غدرا الجبناء
كم خريف مر على بغداد و كم شتاء
و كم من غادر لا يشتفي من شرب الدماء
أرض العراق تدمي و تسل هل ترك العدوان في دجلة ماء
كم عام مر على العدوان و على وجوه النازحين من الخوف
نقرأ الاف ايات العناء
و يبقى العراق للأسى و للخطايا وعاء
كانه ليس الا للخطايا وعاء
و اسفى ان ارى جمجمة العروبة
مهد الحضارات بلا ذنب يمزق اشلاء و اشلاء
و حكام العروبة تلهو بالخطايا و بالثراء
من للعروبة بعد الرافدين لواء
ما للعروبة بعد بغداد بقاء
::
المخبر السري بلا ضمير يشي بكل من يشاء
ليورد الهلاك و الردى
عسى ان يحضى بالعطايا و الرضا
الرضا من صعلوك لا يساوي بميزان الكرام سوى السدى
و يبقى العراق اسير احقاد و اضغان و خرافات على المدى
:::
كأن بغداد فتاة في البراءة من الرعب
ما عساها فاعلة
تغرق في اساها
و الدبابات على الجسر تريد الرصافة في سيرها بوضح نهار بغداد
في اعلى ضحاها
دجلة تشرب القدر المحتوم و تصرخ بوجه غاصبها كفى البغي
فهل من يراها
العلوج هنا في رحلة صيد تزجي الموت المحتم
، بغاة تتباهى في جناها
القتل مبغى كل علج كي يسجل اول ضحية
قتل لأجل القتل ليس الا تسلية
ياسمين و عبير اغتصبت ثم قتلت بلا ذنب في خدرها وفي اينع صباها
سرف الدبابات و بساطيل العلوج تجوب الشوارع و تزجي الموت للأبرياء
كما شائت على هواها
الموت للعراقيين بايدي العراقيين و ارض السواد مستباحة و سماها
ما عسانا فاعلين و أكبادنا تكاد تمزق على العراق التياعاً
من اساها
كأن الشمس حزناً تخلت عن سناها
و تناست دجلة و الفرات مجراها و ماها
::
ماذا تقول لطفلة يتمت سلبها العلوج أو الضغينة اباها
كان يعود كل مساء يستنشق الرجاء من الأزاهر في محياها
يغني لها كل مساء عن العرائس و السنابل و الحقول
و يجلب الهدايا و الحنين
ابوها لم يعد بعد هذا اليوم اباها
تكاد ان ترى الف سؤال و سؤال فوق الشفاه و على محياها و فاها
لا تسمع بعد اليوم غير الأنين
تسمع نوح الحزانا او عويل السبايا
و الثكالا و آلام السنين



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهر الغريب
- لغة العيون
- السامري
- الضيف الثقيل
- النسيان
- سقوط الصنم
- دنيا الفناء
- مدينة تحتضر
- الوحدانية
- الجنون و المفكر
- الأرض الخراب
- لا تصالح
- حوار بين غيلان الدمشقي و الجهم بن صفوان :
- بانت بغداد
- استسلام
- ارجعي يا بغداد
- لا تبكي
- المجد لشهداء فلسطين
- غريب في المدينة
- لئيم المعدان


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مهدي عباس المنديل - كي لا ننسى