أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - قطار آخن 10














المزيد.....

قطار آخن 10


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


عادا إلى المطبخ.
هنيلوري في المطبخ، ظهرها مثل نافذة نصف مفتوحة على بحر، تُجهِّز شيئاً.

ـ ماذا تفعلين؟ سألت سابينه.
دارت بوجهها إلى البحر، إلينا، ابتسمت قائلة:
ـ أعد لنا كوكتيل بلون زهر البنفسج.
ـ وصفة روسية؟
ـ لا، إنها وصفة هولندية قديمة، ستعجبكما!
ـ سنرى، هل له اسم، كوكتيلك الهولندي هذا؟
ـ يسميه الفرنسيون كوكتيل "الحب المثالي" مع الكحول وعصير الليمون.
ـ الحب المثالي!؟ كأني سمعت به.
قاطعهما إبراهيم بكل ثقة ورجولة:
ـ لا تحسبي حسابي، لقد تأخر الوقت، يجب أن أتابع طريقي إلى مدينة دورتموند، هناك من ينتظرني.
ـ أنت وحدك من قال أنّ الوقت قد تأخر، أعتقد أن الباص لا يسافر في هذا الوقت، ثم أن الجو عاصف، من سينتظرك هناك؟
ـ لا أحد.
ثم نظر من نافذة المطبخ إلى الخارج، لم ير سوى العتمة.
ـ معك حق سابينه، لقد تأخر الوقت كثيراً، هل أستطيع النوم عندك؟
ـ لا داعي للتهريج، بالتأكيد تستطيع النوم هنا.
ـ شكراً.
ـ نسيت أن أخبركَ بأننا سنحتفل غداً بعيد ميلاد هنيلوري، أرجو أن تشاركنا الفرحة، ستكون الحفلة ممتعة بوجودكَ وكما يشتهي قلبك!
ـ أقنعني السبب، سأبقى معكما، أنا جائع قليلاً، أين مؤونتك من الشوكولاتة؟
ـ سأحضر قطعة نتقاسمها!
ـ أحتاج إلى سيجارة، أين سترتي، أين حقيبتي؟ أرغب أن أدخن من سجائري الخفيفة، سجائركِ غريبة!
ـ لا، لا لم تحزر، أنت ضيفي، ولن تدخن سوى سجائري التي أحبُ!
ـ لا عليكِ، إِذنْ أعطني واحدة، لو تسمحين.
ـ الكوكتيل جاهز! أين شاروقات الشرب؟ صاحت هنيلوري.
ـ في درج الخزانة، جانب البراد.
ـ وجدتهم.
ـ وليمة الشوكولاتة صارت جاهزة والسجائر أيضاً!
ـ وأنا جاهز للتعاطي مع وليمتكم الطيبة. قال إبراهيم ثم بربر: "إذا دُعيتم فادخلوا".
**
جلسوا حول الطاولة من جديد، رفعت سابينه كأسها، وقالت:
ـ بالخير والصحة لنا جميعاً.

نظرت هنيلوري إلى عيون سابينه بحبٍ جميل، وقرعت كأسها بكأسها، في اللحظة التي نظرتا فيها إلى عيون إبراهيم، كان قد وضع قصبة الشرب في فمه وعيونه نصف مغمضة.
ـ ينبغي عليك أن تتعلم النظر بعمق إلى عيون نَدّيمك وإلّا لن تقدر على تقبيل حبيبتك لسبعة أيام، إنه مثل شعبي في بلدنا. ينبغي أن تتعلم هذا الطقس. لا زلت جديداً في هذا البلد، ينقصكَ معرفة الكثير!
ـ كلماتك ونصائحك تجعلنيْ أتجدد، نظراتك تحركُ الفراشات في داخلي!
ـ "نظراتكِ تحركُ فراشاتي"، تعبير جميل مكتمل. علّقت هنيلوري برومانسية.
ـ هل تعرف معنى المثل الألماني "في بطني فراشات"؟ هل تعلمت شيئاً عنه في دورة اللغة؟ هل لديكم ما يشابهه باللغة العربية؟ سألت سابينه بابتهاج.
ـ نفى بهزةٍ من رأسه، لا، أبداً، ما الذي تعنيه؟
ـ هنا، حين يقع الواحد منا في الحب، يشكو شغفه العشقي للمقربين منه بقوله: "فراشات تحلّق في بطني".
ـ لا، لا أعرف عمّا تتحدثين! هناك في الشرق، يُقزّمون معرفتنا وحبنا، يختصرون حياتنا بسؤال واحد لا شريك له "هل تحب الرئيس؟"، تغيّر الكون من حولهم وما زالوا يتأوهون "ألا تحب سيادة الرئيس؟".
ـ فهمت عليك، أنا أعرف هذه القصص جيداً، لقد وُلدتُ في ألمانيا الشرقية وأمضيت هناك مراهقتي.
- الشيء الإيجابي الوحيد الذي ما زال لديكم أنتم الذكور في الشرق هو قانون تعدد الزوجات، هل صحيح أنّ الرجل في الشرق يتزوج أربع نساء؟ سألت هنيلوري نصف ساخرة!
ـ لا أجد فرقاً بينكم وبيننا. هنا يتزوج الرجل امرأة ويعشق عليها خمس! أليس كذلك هنيلوري؟ قال إبراهيم بانفعال.
- للمرأة هنا الحق أيضاً بمصاحبة من تشاء، مثل الرجل تماماً! أجابت سابينه.
ـ ليس البرلمان من يسن القوانين في الشرق وإنما النبي أما هنا فيشرعها البرلمان. الإنسان هنا مطالبٌ بثقافة الاعتراف، عليه قبول ثقافة القيم القانونية والمدنية السائدة في هذا البلد. أضافت هنيلوري بجديةٍ لا مبرر لها.

ـ القليل من التدريب الحضاري المدني لا يضر أحداً.
بهذا التعليق أنهت سابينه ذاك الحوار العصبي الذي بدا أن لا نهاية له.
**



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار آخن 9
- قطار آخن 8
- قطار آخن 7
- قطار آخن 6
- قطار آخن 5
- قطار آخن 4
- قطار آخن 3
- قطار آخن 2
- قطار آخن 1
- خواطر قارئ تحت ظلال رواية (المُكْتَوي)
- سِباق التعرُّج 11
- سِباق التعرُّج 10
- سِباق التعرُّج 9
- سِباق التعرُّج 8
- سِباق التعرُّج 7
- سِباق التعرُّج 6
- سِباق التعرُّج 5
- سِباق التعرُّج 4
- سِباق التعرُّج 3
- سِباق التعرُّج 2


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - قطار آخن 10