أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - خواطر قارئ تحت ظلال رواية (المُكْتَوي)















المزيد.....

خواطر قارئ تحت ظلال رواية (المُكْتَوي)


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


الشاعر والكاتب السوري شاهر خضرة يكتب:

منذ زمن بعيد قرأت في كتاب (زمن الشعر) فكرة تقول: إن موضوع القصيدة لا يجعلها شعرا فقصيدة عن عصفور أزرق قد تكون شعرية أكثر من قصيدة عن فدائي استشهد من أجل وطنه، وقصد المنظّر أن الشعر ليس بموضوعه بل بما يبث الشاعر فيه من ذاته الشاعرة بلغة ابتدعها وقد يكون الموضوع يزيده إشعاعا إن كان الشاعر حقيقيا .

هذا القول أستشهد به كمثال في المجمل حول الكتابة وليس تخصيصا هنا عن الشعر، لأن ما بين يدي رواية قصيرة أو قصص بنفَس روائي.

قرأت الليلة الماضية رواية قصيرة كما يسميها المؤلف الأديب القاص علي إبراهيم دريوسي وهي بعنوان المُكتَوى والكاتب كما جاء في التعريف :
((علي إبراهيم دريوسي، بروفيسور دكتور مهندس وكاتب قصصي، مقيم في ألمانيا، من مواليد سوريا /اللاذقية/ بسنادا، حائز على شهادات عليا في مجال تصميم وحسابات الآلات الميكانيكية من جامعات ألمانيا، أستاذ وباحث في جامعة أوفنبورغ الألمانية للعلوم التقنية، لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال قراءة الأدب وكتابته))

عرفت الكاتب على صفحات الأنترنت منذ سنوات وازدادت علاقتي الطيبة به على الفيسبوك كونه من المقيمين في ألمانيا منذ عقود وقد حقق إنجازات علمية في دراساته وفي عمله وتلك لها مكان آخر من الاهتمام حول الأفراد العظماء الذين جاؤوا من العالم العربي وحققوا إنجازات عظيمة نحمل معهم الفخار بما حققوه وما وصلوا إليه من مراتب علمية وعملية .

ولكني هنا أكتب خواطري عنه كأديب سوري، كأديب من أدباء المهجر المعاصرين (لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال "قراءة الأدب وكتابته") وهذا ما يعنيني خاصة أي في مجال قراءة الأدب وكتابته.
حمّلت الرواية المعروضة للتحميل لمن يشاء من صفحته وقلت لنفسي كنت أقرأ وأتابع ما ينشره الكاتب على صفحته من مقتطفات من قصصه ومن رواياته ، وها أنا الآن متاح لي قراءة رواية كاملة.

كنت مشدودا مسبقا لمعرفة تجربته في ألمانيا وبالتأكيد ستكون مختلفة تماما عن تجربتي، فأنا جئت إلى ألمانيا ولم يكن يوما في نيّتي أن أكون مقيما فيها، إنما بعد سبع سنوات من العيش فيها كان لابد لي من الاطّلاع على تجارب من سبقوني هنا وخاصة ممن يكتبون تجاربهم وما عاشوه من غربة ومن معاناة ومن تحقيق للذات، وعلي إبراهيم دريوسي من أهمّهم.
قرأت للروائي السوري الألماني المشهور رفيق الشامي عدة روايات وغيره من الكتاب في المهجر، ولكل منهم تجربته وخلفياته، فلا أحد يختصر أحدا، أو ينوب عن الآخر، أو يلغيه، فللكاتب الحقيقي بصمة تميّزه عن غيره، وفي هذا الجانب أقول كما قال الأقدمون النقاد: (الشعر من أنت في شعره) وكذلك الرواية والقصة (فالرواية من أنت في روايته).
السؤال الذي أطرحه على نفسي دائما: هل استطاعت الرواية بعد قراءة عدة صفحات منها أن تمسك باهتمامي وتجعلني مشدودا أقرأ وأتابع بمتعة؟

نعم لقد حصل لي ذلك معي، لقد أردت أن أبدأ وأنا في السهرة ونيّتي أن أكملها غدا ، ولكن علي دريوسي منذ بدايتها لم يكتب تمهيدا للرواية أو يستدرجني كقارئ ، فقد وضعني فورا في لب الحكاية (كنت في رحلة بحث دائم عن زوجة.) وتتالى شخوص الرواية ليشعر القارئ أنه أمام شخصيات نسائية من الواقع، وهذا ما يؤكد عليه الكاتب، أنه يكتب رواية فيها من الخيال والبعد الأدبي أكثر مما قد يظن المتعجّل أنها وثائق من ذكرياته، لكي نحاسبه على كل اسم وكل موقف وكل معاناة، معظم شخصيات الرواية من النساء، وكل منهن لها خلفياتها الاجتماعية وأبعادها وطموحاتها وهنّ للحقيقة نماذج من المرأة المشرقية التي جاءت إلى الغرب وهي تحمل كل العقد التي تربّت عليها، أو صدمتها المسافةُ الحضارية الشاسعة بين منبتها وبين المجتمع الجديد ذي الثقافة المختلفة. أهمية الرواية في التعمّق النفسي في كل شخصية من شخصيات الرواية وهي ترسمها من الخارج كشكل ومن الأعماق لا بمعنى فلانة فحسب بل بمعنى الأرضية التي تحكم في نزعاتها نحو الآخر أكان ألمانياً أو سوريا مثلها، وفهم بعضهن لحريتها التي وصلتها في المجتمع الألماني، كأنه نير يرزح على عنق ضميرها ويتسبب لها بفصام داخلي وظاهري معا.
من اللافت للنظر أن الكاتب أنهى حياة معظم نسائه في الرواية بالموت بطريقة أو بأخرى أكان الموت من تطرّف طائفي أم كان من شذوذ جنسي له بُعد زنا المحارم وما ينتج عنه من تشوّه نفسي، أو من تخلّف اجتماعي أو من حادثة أليمة كما حصل لزوجته الألمانية وأقصد زوجة في الرواية وليس الفعلية كما قد يظن القارئ المتعجّل في الحكم.
الرواية بكل فصولها تحمل بعد الكاميرة البصرية أيضا في تصوير مشاهدها وشخوصها أكنّ نساء أو كانوا رجالا فضلا عن الأماكن التي كانت تتحرك فيها أحداث الرواية.
دائما أقول لستُ ناقدا إنما أنا مجرد هاوٍ كقارئ للرواية وما أكتبه أسمّيه دائما خواطر قارئ في ظلال رواية كذا

خلال قراءة الرواية لم أشعر لحظة أنني أريد الانتهاء منها ، لأن الحبكة في كل نسيجها شعرت أنها تشبهني، ولا أقول تشبهني بالمعنى الواقعي بل بالمعنى المتخيّل للواقع الذي كنت أريد أن أحياه، ولهذا كنت أقرأ وأنا كأنني مشارك في الكتابة أو في سرد الحكايا.
من أدب المهجر الحديث مثلا قرأت ثلاثية الكاتب الكبير وليد حجار وهو عاش معظم عمره مغتربا في كل أوروبا (السقوط إلى الأعلى) (رحلة النيلوفر أو آخر الأمويين) و(مسافر بلا حقائب) كنت خلال القراءة أقرأ عن واقع غربي بلغة عربية، أقرأ منفصلا عن النصوص والأحداث والحكايا ، لم أشعر لحظة بأن تلك الروايات تمتُّ إليّ بصلة من الواقع، رغم المسميّات الواقعية فدمشقه وهمومه وتاريخه لا أنتمي إليها كقارئ من الطبقة الوسطى -أيام كانت الطبقة الوسطى هي الأكثرية في الشام- ولست هنا بصدد تقييم الروايات التي كتب عنها الكثير أنها روايات عظيمة ، إنما الكاتب كان يكتب من برجه الطبقي، وأنا كنت كقارئ أقرأ باهتمامات عقلية منفصلة لا كقارئ يمسّه ما يقرأ في أعماق ذاته، كما أنا الآن مع الرواية القصصية لكاتبنا علي دريوسي المُكْتَوي .

فإيمان ورهان وأبو رهان مصطفى وأعمامها ومنير ومها وغيرهم من أسماء كلها أسماء تعرفها ذاكرتي وأكره أو أحب معظمها وخاصة من يحملون البعد الديني الشكلي من طوائفهم ومعتقداتهم ، بل وعشت وإن كان ذلك لي في بلاد العرب قبل ملاذي الأخير في بلاد الحرية والتحرر وقد جئت متأخرا إليها وعشت هنا تجارب تقريبا مماثلة ولكنها أعطتني قناعة أننا نعيش هنا بأجسادنا فقط وفي الحقيقة نقلنا كل ما كنا نحمله إلى الغرب متذرّعين بأننا نحافظ على الجذور ونخدع أنفسنا قبل غيرنا بأننا معتزّون بكل تلك القشور والأمراض باسم الجذور والانتماءات وأبشعها الانتماءات الطائفية.

لقد فعل بي الروائي فعل طبيب بمشرط بأن نكأ بعض الدمامل وبعض الجروح المحتقنة ولم يضحك عليّ بآمال خلّبيّة ولا وعدني بأوهام أننا في الفردوس الأعلى.
كل ما قالته الرواية هو أن جعلت القارئ مُشاهداً للتشريح وتذكيرا له بما يحمله من ماضيه وتركه ليسأل نفسه أنِ امرأة أو رجلا: ألست أنا واحدا من تلك الشخوص في الرواية أو أجمعها كلها في شخصي؟
***
شاهر خضرة شاعر وكاتب من سوريا
Shaher Khadra
Bad Doberan-Mecklenburg-Vorpommern
16.08.2022
---------------
رابط تحميل الرواية : https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D9%88%D9%8A-pdf



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِباق التعرُّج 11
- سِباق التعرُّج 10
- سِباق التعرُّج 9
- سِباق التعرُّج 8
- سِباق التعرُّج 7
- سِباق التعرُّج 6
- سِباق التعرُّج 5
- سِباق التعرُّج 4
- سِباق التعرُّج 3
- سِباق التعرُّج 2
- سِباق التعرُّج 1
- براغي
- جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
- جسر اللَّوْز 54
- جسر اللَّوْز 53
- جسر اللَّوْز 52
- جسر اللَّوْز 51
- جسر اللَّوْز 50
- جسر اللَّوْز 49
- جسر اللَّوْز 48


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - خواطر قارئ تحت ظلال رواية (المُكْتَوي)