أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 51














المزيد.....

جسر اللَّوْز 51


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 14:41
المحور: الادب والفن
    


انتهى عيد الأضحى وانتهت معه حياة المِسكينة الخاضعة رهان.
مضت تسعة أيام على قصة موتها الشنيع على يدي أبيها الأمير مصطفى.

كانت السيارة تنهب الطريق صباحاً والمطر يهمي.
في تلك اللحظة كنت جالساً إلى جانب صديقتي تولين في طريقنا من شمال غرب ألمانيا إلى أقصى جنوبها. تولين تقود السيارة بهدوء وثقة دون أن تنبس بكلمة وأنا أستمع إلى موسيقى تصدح من مسجّل السيارة، أنظر عبر زجاج النافذة المغبَّش دون تركيز وأفكر بما ينتظرني في المدينة الجديدة آملاً أن تكون محطتي الأخيرة، تعبت وسئمت في السنوات الأخيرة من كثرة التنقل بحكم العمل والدراسة.

اتفقت مع تولين على قضاء أيام ثلاثة في أحد فنادق المدينة لنبحث عن بيت لي للاستئجار، ريثما أكون قد انطلقت بعملي الجديد وتعرفت على المدينة، في الخطوة اللاحقة سأشتري شقة حتماً.

تمتمت دون أن أتوقع منها إجابة: "أسنتمكن في هذا الوقت القصير من إيجاد شقة في هذه المدينة الصغيرة المزدحمة؟"
ردّت عليّ وعيناها مصمغتين على الاوستراد أمامها: "لا تقلق سنستأجر لك على الأقل غرفة في بنسيون".

أمضيت ليلة البارحة في منزل تولين العائلي، كانت ليلة استرخائية ممتعة.
استيقظنا باكراً، طلبت تكسي تقلنا إلى شركة تأجير سيارات، لا أحد يرغب بإرهاق سيارته الخاصة بالمسافات الطويلة، استأجرت سيارة "فورد" حديثة مؤمنة بشكل كامل لثلاثة أيام.

بعد مضي حوالي ساعة على سفرنا أحسّت تولين بضغط غير مريح في مثانتها، أعلمتني عن رغبتها بالتوقف أمام مطعم محطة الوقود القادمة، ذهب كلانا إلى دورة المياه ثم إلى كافتيريا المحطة لشراء كوبين من القهوة، وقفنا ندخن مع القهوة ذات المذاق الصباحي الرائع، تولين مدمنة قهوة وسجائر وجنس دون قُبَل.

دخلنا المدينة بعد سفر متواصل لعدة ساعات، توجهنا إلى قلعتها التي حُولت إلى فندق بأسعار زهيدة والمعروف باسم "يوغند هيربيرغه"، حين علمنا أن آخرين قد يشاركوننا بالغرفة توجهنا إلى مركز المدينة للبحث عن غرفة نظامية في أحد الأوتيلات المعدودة على أصابع اليد الواحدة، بعد لأي وجدنا غرفة في أوتيل يونيون في الشارع الرئيسي للمدينة، ذهبنا لتناول الطعام وعدنا إلى الغرفة.

كنا مرهقين من السفر المتعب، استحممنا سوية، تحت رذاذ الماء الساخن انحنت الرعْبُوبة تولين بجذعها إلى الأمام والأسفل وكأنها تقطف لباس القطة من تحت أشجار الزيتون في جبال تركيا الساحلية، بينما استلقت ساعدي اليمنى على كَفَلها وأمسكت أصابع يدي اليسرى شعرها القصير، وشرع جسدي بالحركة مثل مكبس بلوك في معمل ضيق لإنتاج الخفان (حجارة البناء).

قبل أن أغفو فكرت في خيالي أن تولين ـ رغم طيبتها وأصالتها ـ ليست المرأة التي أرغب بوجودها إلى جواري في حياتي القادمة، وهي كانت متأكدة من ذلك، خاصة بعد أن أخبرتها أنني راحل إلى الجنوب، واحدة مثلها غير قادرة على الولاء لرجل حر مثلي حتى لو أرادت، حب الرجل للمرأة اهتمام وحب المرأة للرجل ولاء، هذه هي رؤيتي للحب في جانب رئيسي من جوانبه، وتولين أرملة شابة مسؤولة عن رعاية طفليها والعناية بأمها، لا تملك الوقت دائماً ولا حرية الحركة وتغيير السكن والعمل والتنقل جغرافياً، تعمل نصف دوام في شركة لبيع الأحذية. تولين إمراة ألمانية الولادة والمنشأ، هي الوسطى بين خمسة أشقاء، هاجر أبواها من تركيا في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي للعمل في ألمانيا وتحسين ظروفهما الاقتصادية.

يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 50
- جسر اللَّوْز 49
- جسر اللَّوْز 48
- جسر اللَّوْز 47
- جسر اللَّوْز 46
- جسر اللَّوْز 45
- جسر اللَّوْز 44
- جسر اللَّوْز 43
- جسر اللَّوْز 42
- جسر اللَّوْز 41
- جسر اللَّوْز 40
- جسر اللَّوْز 39
- جسر اللَّوْز 38
- جسر اللَّوْز 37
- جسر اللَّوْز 36
- جسر اللَّوْز 35
- جسر اللَّوْز 34
- جسر اللَّوْز 33
- جسر اللَّوْز 32
- جسر اللَّوْز 31


المزيد.....




- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 51