أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 49














المزيد.....

جسر اللَّوْز 49


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7145 - 2022 / 1 / 25 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


مضى على زواجي الورقي ستة أشهر وتسارعت الأحداث والمفاجآت.

ما لم يخبرني به مصطفى وعرفته لاحقاً من خلال زيارة الأخ الأوسط لرهان هو أنه قد تقاعد أبكر قليلاً بحجة قلبه المثقوب والمفجوع بمصائب الدهر، سوَّى أوضاعه المالية في الرياض وقرّر الإقامة في برلين ليبقى قريباً من أولاده وأخوته من جهة وتحت عدسة العناية والمراقبة الطبية المتطوّرة في ألمانيا.

بدوري اتخذت قراراً بفسخ عقد عملي كرئيس قسم في شركة إنتاج المكابح والقوابض، بعد أن وجدت فرصة عمل لا تُقاوم، وظيفة الحلم، حلم حياتي، في جنوب ألمانيا الدافئ. حالما استلمت موافقة التعيين الرسميّ من الوزارة عرضت شقتي للبيع عن طريق مكتب العقارات العائد لبنك الادخار الألماني.

واقترب عيد الفطر!

دعاني مصطفى لزيارتهم، اعتذرت عن تلبية الدعوة بسبب انشغالاتي بالانتقال إلى مدينة جديدة وتحضيراتي للبدء بالعمل الأكثر تطلباً من سابقه. لكني لم أمانع قطعاً أن تسافر رهان بل على العكس، فأنا أعرف أن دعوة الأهل لنا موجهة لها بالدرجة الأولى كما أعرف تماماً حبها الكبير لأبيها ومدى تعلقها به.

وجدت في فكرة سفرها لوحدها فرصة أكثر من رائعة للتخلُّص النهائي من هذا الكابوس الذي أعيشه.

بمناسبة العيد أهديت زوجتي الآنسة رهان بطاقة سفر بالقطار إلى برلين "ذهاباً" وكذلك قسيمة دفع في استديو التجميل "الشفاه الحمراء" المعروف جيداً في برلين. فرحت رهان بالهدية وشكرتني على اهتمامي بها وبحاجة أهلها لاحتضانها وتغنيجها والعناية بها في فترة العيد، وأضافت بأنها مشتاقة لأبيها وستذهب معه إلى السفارة السورية لتجديد جواز سفرها حتى تتمكن من تمديد تأشيرتها الألمانية لفترة زمنية أطول.

أعدت لي كأس شاي أسود ولها كأس زهورات، جلست على الصوفا بجواري، مقابل التلفزيون، أرخت راحة يدها اليسرى على فخذي وصارت تحركها يساراً ويميناً بشكل آلي وهي تتحدث معي عن الدين والله، عن السماء والجنة وعن بطولات القادة المسلمين، بينما أنا غارق في متابعة أخبار الساعة الثامنة مساء.

حالما أنهت محاضرتها أخبرتها عن نيتي في البدء من جديد، لوحدي دونها، حياة جديدة بشكل كامل مع عمل جديد في مدينة جديدة. حين تهيأ لي أنها لم تستوعب مقصدي قلت لها أنني أرغب بالانفصال السلمي عنها لمدة عام كامل كي أتمكن بعد ذلك من تقديم طلب الطلاق الرسمي.

تمتمت رهان بحزن وتهديد مبطن: "علينا أن نفترق إذاً!".

وضّبت رهان في حقيبتين كبيرتين ما خفّ وزنه وغلا ثمنه: أغراضها الشخصية، بعض ملابسها وأحذيتها، مجوهراتها كلها، هداياها، كامل أوراقها الشخصية.

أوصلتها إلى محطة القطارات المركزية وودّعتها متمنياً لها السعادة والتوفيق في حياتها القادمة، بدت في تلك اللحظة متماسكة وواثقة من نفسها ومن محبتها لله، سمعتها تقول: "الكامل في المعرفة محروم من الحظ ... ". في الساعة الثانية بعد الظهر انطلق القطار السريع وعلى متنه كائن غريب الأطوار.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 48
- جسر اللَّوْز 47
- جسر اللَّوْز 46
- جسر اللَّوْز 45
- جسر اللَّوْز 44
- جسر اللَّوْز 43
- جسر اللَّوْز 42
- جسر اللَّوْز 41
- جسر اللَّوْز 40
- جسر اللَّوْز 39
- جسر اللَّوْز 38
- جسر اللَّوْز 37
- جسر اللَّوْز 36
- جسر اللَّوْز 35
- جسر اللَّوْز 34
- جسر اللَّوْز 33
- جسر اللَّوْز 32
- جسر اللَّوْز 31
- جسر اللَّوْز 30
- جسر اللَّوْز 28 و 29


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 49